الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مع القدرة على إمامة غيره من أهل الخير والصلاح.
وهذا جواب مختصر أردنا منه التنبيه على أصل الحكم في هاتين المسألتين وبيان بعض الأدلة على ذلك، وقد أوضح العلماء حكم هاتين المسألتين، فمن أراد بسط ذلك وجده، والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين ويوفقهم جميعا للاستقامة على دينه والحذر مما يخالف شرعه إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
[تقرير هام عن التدخين]
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز " رحمه الله " وقد صدر في مجلة: (باحث الكونجرس) الفصلية (1) .
تقرير هام عن التدخين، يتضمن ما يلي:
* هناك سعي حثيث من منظمات الأغذية والدواء في أمريكا لجعل الدخان ضمن قائمة المخدرات المحرمة. فقد أثبتت التقارير الطبية بأدلة قاطعة أن مادة النيكوتين هي مادة مخدِّرة، وتسبب الإدمان.
* مادة النيكوتين الموجودة في السجائر، مادة مخدِّرة، وزيادة نسبتها تجعل المدخن يتعود عليها ويدمنها.
والتقارير أثبتت أن الشركات تحرص على زيادتها ليكثر المدخنون وتزيد المبيعات والأرباح.
* ضمن المحاربة الجادة للدخان في الغرب تم منعه في
(1) المصدر: تقرير منشور في 30 / 9 / 1994م، في مجلة باحث الكونجرس الفصلية (researchar. Q. c: magazine) تحت عنوان: تشريعات خاصة بالتبغ.
البنايات، والأماكن العامة، والمطارات والطائرات، بل منعته بعض الولايات في المطاعم وكل مكان يقدم فيه الطعام، كما منعت الدعاية له داخل أمريكا في كل وسائل الإعلام وحرمت شركات التدخين من رعاية أي نشاط اجتماعي أو ثقافي أو رياضي، وتم إلزامها بوضع ملصق تحذيري يذكّر بأنه سبب رئيس للأمراض المميتة.
* صناعة التبغ تقدر بـ (50) بليون دولار سنويا، معظمها يستهلك في دول العالم الثالث.
* ضمن محاربة الدخان تحصلت حركات مكافحة التدخين في أمريكا على الاعتراف الطبي بضرر التدخين ومواده، وعلاقته المباشرة بالإدمان والأمراض الخطيرة، مثل: القلب، السرطان، الجهاز التنفسي، وكذلك فرضت عليه ضرائب عالية جدا، كما تم دعم عدد من القضايا المرفوعة ضد شركاته من قبل بعض المدخنين وذويهم، وتم كسب القضايا وتعويضهم بمبالغ عالية.
* أثبتت تقارير الجمعية الأمريكية الطبية أن التدخين سبب وفاة (419000) شخص سنويا في أمريكا. أي: واحد من كل خمسة موتى هناك.
* أثبتت التقارير أن التدخين يكلف الدولة مبالغ طائلة، فقد صرف في أمريكا عام 1993م مبلغ (50) بليون دولار، لعلاج المتضررين من التدخين، وأن كل علبة سجائر تُدخن يدفع مقابلها (3. 90)
دولار خدمات صحية.
* في أمريكا دعوات متزايدة لفرض مزيد من الضرائب على السجائر، وطالب الكونجرس الأمريكي برفع الضرائب من 24% إلى 99%، كما قامت الولايات برفع قضايا تطلب من شركات التدخين دفع تعويضات هائلة لأشخاص وعوائلهم، لما سببه لهم التدخين من أمراض ووفيات. وقد غرَّمت الحكومة الأمريكية شركات صنع التبغ العام الماضي ما يفوق (286) بليون دولار كتعويضات صحية.
* نتيجة لنجاح الحملات المضادة للتدخين، فقد أثمرت لدى الأمريكيين تقبلا للأنظمة الصارمة ضد التدخين، ومطالبة بها، وأثمر ذلك انخفاضا في نسبة المدخنين بشكل ملحوظ، مثلا بين عامي 92 - 93م انخفض المعدل 3%، وهي نسبة كبيرة جدا مقارنة بالزمن، وعدد المدخنين.
* أثَّر ذلك في مكاسب شركات التدخين. ويتوقع الاقتصاديون في سوق المال الأمريكي أن احتمالات نمو صناعة التدخين في أمريكا ضئيلة، وغير مجدية للشركات، وقد تُفلس، ولذلك بدأت شركات التبغ الأمريكية في العمل الجاد للدخول في مجالات تجارية جديدة غير التدخين، كما فعلت شركة (فليب موريس) ، وهي أكبر شركة سجائر في العالم، وتصنع سجائر (مارلبورو) الشهيرة. فقد دخلت في مجالات تجارية جديدة لدرجة أن استحوذت على أسهم شركات
أغذية مشهورة مثل (شركة جبن كرافت) ، (وحوليات جيللو) وغيرها، حتى إن مبيعاتها من قسم الأغذية بلغت في سنة واحدة (21) بليون دولار، مقارنة بمبيعاتها التي بلغت (10) بليون دولار من السجائر.
* بقي لشركات الدخان عزاءٌ واحد، وأمل باقٍ، وهو أسواق العالم الثالث، ففي الوقت الذي تقل فيه نسبة المدخنين في الدول الصناعية المتقدمة كأمريكا نجدها تتزايد بشكل مذهل في دول العالم الثالث، ومعظمها تفضل التبغ الأمريكي، وقد ارتفع معدل تصدير السجائر الأمريكية من (6. 9) بليون سيجارة عام 1945م إلى (205. 6) بليون سيجارة عام 1992م.
* على الرغم من وجود الحملة الضارية ضد التدخين في أمريكا، إلا أن الإدارة الأمريكية ترى أن تصدير هذا الوباء شيء طبيعي، بل تسعى جاهدة لتسهيل ذلك ودعمه، ومعاقبة من يتسبب في تعطيله أو تعويقه! .
* الحرب على هذه الشركات من طرف واحد، هو: الشعب الأمريكي ممثلا في منظمات مكافحة التدخين، ومن يناصرها من أعضاء الكونجرس وهم الأغلبية، أما دول العالم الثالث فتظل في موقف المتفرج، واستهلاكها في ازدياد تصاعدي.