المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رد الاستدلال بقوله: (إنا جعلناه قرآنا عربيا) على خلق القرآن - اعتقاد أهل السنة - جـ ٦

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌شرح اعتقاد أهل السنة [6]

- ‌مشيئة الله ومشيئة العبد عند أهل السنة

- ‌أدلة أهل السنة في إثبات الصفات الذاتية والفعلية

- ‌مشيئة العبد تحت مشيئة الله

- ‌الأدلة العقلية على وجود مشيئة للعبد

- ‌علم الله قائم لا يتبدل

- ‌أدلة أهل السنة على أن القرآن كلام الله

- ‌الأدلة من القرآن الكريم

- ‌الأدلة من السنة النبوية

- ‌الرد على شبهة المعتزلة بخلق القرآن

- ‌فتنة القول بخلق القرآن وصمود أحمد بن حنبل

- ‌مناقشة المبتدعة في قولهم بخلق القرآن

- ‌الأسئلة

- ‌رد الاستدلال بقوله: (إنا جعلناه قرآناً عربياً) على خلق القرآن

- ‌حكم قول: اللفظ بالقرآن مخلوق

- ‌القراءات السبع عين كلام الله

- ‌شمول الفعل الماضي للمتصف به مستقبلاً

- ‌حكم الصلاة خلف من يقول بخلق القرآن

- ‌كثرة من يقول بخلق القرآن في الوقت الحاضر

- ‌ضرورة الجمع بين الأسماء المتقابلة لله تعالى

- ‌حكم استخدام المساجد للدعاية غير المباشرة

- ‌أهم المتون التي يحفظها طالب العلم

- ‌القصر مع التردد الدائم على سكن بعيد للمكلف

- ‌نصيحة أصحاب الدشات

- ‌كيفية قضاء المفرط للصيام

- ‌سبب تعلم أهل السنة لمعتقدات غيرهم

- ‌حكم من اقترض من البنك بالتزوير

- ‌حكم ما ورد من أقوال البشر في القرآن

الفصل: ‌رد الاستدلال بقوله: (إنا جعلناه قرآنا عربيا) على خلق القرآن

‌رد الاستدلال بقوله: (إنا جعلناه قرآناً عربياً) على خلق القرآن

‌السؤال

إذا قال قائل: إن القرآن مخلوق، واستدل بقول الله جل وعلا:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف:3] فبماذا نجيبه؟

‌الجواب

ذكر هذا ابن أبي العز في شرح الطحاوية في مناقشة أدلة المعتزلة، فإنهم استدلوا بعمومات، فاستدلوا بآيات الجعل في مثل قوله تعالى:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف:3] ، وكان قد استدل بها بشر المريسي في مجادلته مع عبد العزيز الكناني كما ذكر ذلك في رسالته التي تسمى (الحيدة)، فخاصمه الكناني وقال له: الجعل ليس هو الخلق، بل الجعل هو التصيير، فإنا نخصمكم بقول الله تعالى:{الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر:91] فهل المراد أنهم خلقوا القرآن عضين؟ وقول الله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} [الزخرف:15] فهل المراد: خلقوا له من عباده جزءاً؟ وأشباه ذلك، فكذلك الجعل في هذه الآية بمعنى التصيير، (جعلناه) أي: صيرناه عربياً.

أي: أنزلناه بهذا اللسان العربي.

وقد تقرأ في القرآن من أوله إلى آخره فلا تجد لفظاً صريحاً يفهم منه أن القرآن وصف بأنه مخلوق، بينما سائر المخلوقات يصرح بها بذلك، قال بعض العلماء: إن الله ذكر القرآن في أكثر من خمسين موضعاً، ولم يصرح في موضع واحد بالخلق، وذكر الإنسان في سبعة عشر موضعاً وصرح فيها كلها بالخلق، ومن أقرب ذلك أول سورة الرحمن {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ} [الرحمن:1-3] انظر كيف فرق: (عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ) .

ويستدل المعتزلة بعموم قوله: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرعد:16] ، وأجاب أيضاً عن هذه الآية الكناني في رسالته الحيدة، وذلك أن بشراً قال له: أتقر بأن الله خالق كل شيء؟ فإن قلت: إنه خالق كل شيء وإن القرآن شيء خوصمت؛ لأنه مخلوق، وإن قلت: إنه ليس بشيء كفرت؛ لأنه مشاهد أنه من الأشياء.

فأجابه بأنه شيء لا كالأشياء، وأن الآية ليست على عمومها، ويستثنى منها صفات الله، فالله تعالى بصفاته ليس شيء منه مخلوق.

ص: 14