المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إثبات مجيء الله لفصل القضاء بين العباد - دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية - جـ ٦

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌دراسة موضوعية [6]

- ‌نبذة عن الدروس الموضوعية

- ‌كيفية التأصيل العلمي لمن هو مشغول بعمل من الأعمال

- ‌من آداب طالب العلم: التحلي برونق العلم

- ‌من آداب طالب العلم: التحلي بالمروءة

- ‌من آداب طالب العلم: التمتع بخصال الرجولة

- ‌إثبات صفتي السمع والبصر لله تعالى

- ‌إثبات صفتي الإرادة والمشيئة لله تعالى

- ‌إثبات محبة الله ومودته لأوليائه

- ‌إثبات صفة المغفرة والمودة

- ‌إثبات اتصاف الله بالرحمة والمغفرة

- ‌شبه أهل البدع في نفي صفة الرحمة

- ‌إثبات صفة الرضا والغضب والسخط والكره لله تعالى

- ‌إثبات مجيء الله لفصل القضاء بين العباد

- ‌إثبات صفة الوجه لله تعالى

- ‌إثبات صفة اليدين لله تعالى

- ‌إثبات صفة العينين لله تعالى

- ‌إثبات صفة المكر والكيد لله بمن يستحقها

- ‌إثبات صفة العفو والمغفرة

- ‌نفي المماثلة والمشابهة عن الله تعالى

- ‌نفي الشريك عن الله تعالى

- ‌شبه المتكلمين في رد حديث الآحاد وشروطهم في قبول المتواتر

- ‌إثبات صفة الفرح لله تعالى

- ‌إثبات صفة النفس لله تعالى

- ‌إثبات صفة النزول والمجيء لله تعالى

- ‌الأسئلة

- ‌مكر الله بالماكرين من عدل الله تعالى

- ‌سبب تسمية كتاب (التسعينية) لابن تيمية ومحتواه

- ‌حكم المساهمة في شركة الاتصالات

- ‌حكم الإطعام في كفارة اليمين من مال الوالد

- ‌كيفية معرفة عبارات المفسرين من الأشاعرة

- ‌الضابط الزمني بين العمرتين

- ‌استخدام صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنه

- ‌انقسام العقيدة إلى علمية وعملية

الفصل: ‌إثبات مجيء الله لفصل القضاء بين العباد

‌إثبات مجيء الله لفصل القضاء بين العباد

والمجيء والإتيان بمعنى واحد، يقول الله عز وجل:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ} [البقرة:210].

ويقول: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} [الأنعام:158] وهذا محل الشاهد، {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام:158].

ويقول: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر:21 - 22]، ففيه إثبات صفة المجيء.

ويقول: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلًا} [الفرقان:25] وهذه الآية وحدها لا تستقل بإثبات صفة المجيء والإتيان والنزول بالنسبة لله عز وجل، فالتنزيل هنا مضاف إلى الملائكة، لكن لابد أن نربط بين هذه الآية وبين الآية الأولى:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة:210]، فالظلل من الغمام في آية البقرة هي الغمام الموجودة في آية الفرقان.

ولهذا فالأدلة تنقسم إلى قسمين: دليل بسيط كما يسمونه أو دليل مفرد، ودليل مركب، والدليل البسيط أو الدليل المفرد هو أن يكون الدليل مستقلاً بالدلالة في ذاته، يعني: أن تأخذ الدلالة من الدليل لوحده دون أن يكون هناك ارتباط بأدلة أخرى، والدليل المركب: هو أن يكون الدليل لا يستقل بالاستدلال لوحده، لكن إذا ضممته بضميمة أخرى معه اتضح المقصود من ذلك.

قال الله عز وجل: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلًا} [الفرقان:25] فهنا ثلاثة أشياء: تشقق السماء، والغمام، وتنزل الملائكة، وهي نفسها الموجودة في آية البقرة:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ} [البقرة:210] وهذا يدل على أن الملائكة نزلت، {وَقُضِيَ الأَمْرُ} [البقرة:210] أي: انتهى الأمر، وانتهاء الأمر يكون بتشقق السماء كما هو معروف.

ص: 14