الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما رأيت عبد الرحمن بن مهدي يقول: «لو صنفت كتابًا في الأبواب لجعلت حديث عمر بن الخطاب في الأعمال بالنيات في كل باب» .
أخي المسلم: صلاح القلوب بالإخلاص كصلاح الأرض بالغيث لا يدرك ذلك إلا أهل الإخلاص.
أخي المسلم: أما يستحي المرائى
، والله مطلع على قلبه، فكم هو قبيح أن تسجد لله والقلب معلق بغيره .. ظاهر العمل عبادة للخالق .. وباطنه تودد للمخلوق .. فما انقص درجة هؤلاء المرائين المحرومين {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ
…
} [الحج]. وهذا أخي رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» [رواه مسلم].
أخي في الله: ما أشد الإخلاص على الصادقين .. وما أعزه عند العابدين الواصلين المجتهدين .. طوَّعوا له القلوب والجوارح .. وكدحوا في تحصيله لنيل الروابح .. وإن شئت فاسمع في هذا كلامهم .. لعلك تدرك آمالهم.
قال سفيان الثوري: «إن العبد ليعمل العمل في السر فلا يزال به الشيطان حتى يتحدث به فينتقل من ديوان السر إلى ديوان العلانية» .
وقال يحيى بن أبي كثير: «تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل»
وقال ابن المبارك: «رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تصغره النية» .
وقال مطرف بن عبد الله: «صلاح القلب بصلاح العمل وصلاح العمل بصلاح النية» .
وقال بعض السلف: «من سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته فإن الله عز وجل يأجر العبد إذا حسن نيته حتى باللقمة» .
أخي المسلم: لطالما جاهد العارفون نفوسهم .. وكم سلكوا بها ما تكره .. وفطموها عن محبوباتها .. واتهموها في أقوالها وأفعالها.
قال يوسف بن الحسين الرازي: «أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر» .
وقال يوسف بن أسباط: «تعلموا صحة العمل من سقمه فإني تعلمته في اثنتين وعشرين سنة! ! » وقيل لسهل بن عبد الله: أي شيء أشد على النفس؟