المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين) - دروس الحرم المدني للعثيمين - جـ ٦

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌دروس وفتاوى الحرم المدني لعام 1416هـ[7،6]

- ‌تفسير آيات من سورة الزمر

- ‌تفسير قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ونفخ في الصور)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وترى الملائكة حافين من حول العرش)

- ‌الأسئلة

- ‌بيان شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن مات في المدينة

- ‌بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشفع لأبويه

- ‌الجمع بين قوله تعالى: (إذا الشمس كورت) وحديث: (تدنو الشمس من رءوس الخلائق يوم القيامة)

- ‌حكم حجز الأماكن في المساجد

- ‌إثبات انتقال أهل الدرجات السفلى في الجنة إلى الدرجات العليا

- ‌دعوة لزيارة المدينة النبوية

- ‌منهجية لطالب العلم المبتدئ

- ‌الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم تبلغه أينما كان المصلي والمسلم

- ‌حكم لعب الورق (البلوت)

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما هي هذه ثم ظهور الحصر)

- ‌حكم تأخير صلاة الفجر عن وقتها يومياً من غير تعمد

- ‌بدعية إقامة الموالد

- ‌حكم صلاة وجماع النفساء إذا طهرت قبل الأربعين

- ‌استعمال العطور المختلطة بالكحول

- ‌عفو الشيخ ابن عثيمين عمن اغتابه

- ‌حكم ذهاب النساء إلى الكوافير

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين)

‌تفسير قوله تعالى: (قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين)

قال تعالى: {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر:72](قيل ادخلوا) الفاعل هنا لا يعلم؛ لأن الفعل هنا مبنيٌ لما لم يسم فاعله، فمن القائل؟ يحتمل أن القائل هو الله، ويحتمل أن القائل هم الملائكة:{قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا} (أبواب) جمع باب، وعدد أبواب جهنم سبعة، والدليل على أن أبواب النار سبعة:{وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [الحجر:43-44] فيدخلون أبواب جهنم داخرين، صاغرين ذليلين -والعياذ بالله- على أخس ما يكون، حتى إن الرب عز وجل مع كمال رحمته ورأفته إذا قالوا:{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون:107] ماذا يقول؟ {قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون:108] وهذا أشد شيء عليهم أن يقول لهم الرب عز وجل: {اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ} اندحروا، كونوا أذلاء ولا تكلمونِ، فحينئذٍ ييأسون من كل خير، نسأل الله العافية وأن ينجينا وإياكم من عذاب النار.

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا} [الزمر:72] هل هذا الخلود أبدي أو أمدي؟ والأمدي: هو الذي يكون إلى مدة معينة، والأبدي: الدائم فلا نهاية له.

خلودهم أبدي والدليل على ذلك قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود:107] .

القول الراجح الذي لا ينبغي العدول عنه: أن أهل النار مخلدون فيها أبد الآبدين: {لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [الزخرف:75]، حتى إنهم يقولون:{ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ} [غافر:49] ما قالوا: يرفع عنا العذاب يوماً واحداً، قالوا: يخفف، ولكن لا يجابون ولا يطاعون، إذاً: هم خالدون فيها أبد الآبدين، والدليل ثلاث آيات من كتاب الله، فقد قال الله تعالى في سورة النساء:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [النساء:168-169] هذا نص صريح.

وقال تعالى في سورة الأحزاب: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً} [الأحزاب:64-65] .

وقال تعالى في سورة الجن: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [الجن:23] .

وإذا كان الله عز وجل قال ذلك في كتابه في ثلاث آيات من كتاب الله فلا عدول لنا عن ذلك إطلاقاً.

فإن قال قائل: ماذا نجيب عن قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود:107] ؟ قلنا: الجواب عن هذا: أن قوله: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود:107] يعني: أن مكوثهم كان بمشيئة الله، ولا يمكن أن نثبت حكم هذه الآية التي فيها احتمال آخر وندع آيات فيها التصريح بالتأبيد.

ص: 8