الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعا آداب الخلاء
دخول الخلاء رابعا: آداب الخلاء
أ- ذكر الله:
من أهم الآداب، أن يذكر الإنسان ربه قبل دخوله موضع قضاء الحاجة حيث قد أخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن مواضع قضاء الحاجة يوجد فيها الشياطين، ولهذا قال فيما رواه الترمذي عن زيد بن الأرقم رضي الله عنه ; «إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: اللهم أني أعوذ بك من الخبث والخبائث» وورد في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك الدعاء عند دخوله الخلاء قال ابن حجر رحمه الله: كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ إظهارا للعبودية، ويجهر بها للتعليم. وذكر الله تعالى-كما ذكرنا- لا يدع مجالا للشياطين أن تتسلط على الإنسان كما ورد في حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول بسم الله» قال الإمام النووي رحمه الله : (قال أصحابنا: ويستحب هذا الذكر سواء كان في البنيان أو في الصحراء. وقال أصحابنا رحمهم الله : يستحب أن يقول أولا: «بسم الله» ثم يقول «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» ويقول عند خروجه: «غفرانك» أو «الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى فيّ
قوته، ودفع عني أذاه» أي: أذاقني لذة الطعام وأبقى في قوته ونفعه وأذهب عني ما يضر ويؤذي.
ب- الدخول بالرجل اليسرى والخروج باليمنى:
وذلك لورود البدء بالتيامن فيما هو شريف، والبدء بالتياسر فيما هو دنيء.
ج- عدم اصطحاب شيء فيه ذكر الله بشكل ظاهر:
لما روى أصحاب السنن عن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه ،وكان منقوشا عليه محمد رسول الله»
د- الابتعاد عن الذكر والكلام:
فيكرهان في حالة قضاء الحاجة سواء كان في الصحراء أو في البنيان، وسواء في ذلك جميع الأذكار والكلام، إلا كلام الضرورة.
هـ- عدم قضاء الحاجة في ظل الناس وطريقهم وأماكن جلوسهم:
وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا اللاعنين الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل» وفي رواية: «اتقوا اللاعنين، قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم» ولا يخفى ما في هذا الهدي النبوي من المحافظة على صحة الإنسان والحيوان بل وحتى النبات، فكان الإسلام بذلك قد وضع الأسس القوية لما يعرف اليوم بصحة البيئة.
و الاستبراء من البول، وتجنب النجاسة حتى لا تصيب الثوب أو البدن:
وذلك لأن عامة عذاب القبر من عدم الاستبراء من البول كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه» ويكون تجنب النجاسة بعدم التبول في مهب الريح لئلا ترد البول عليه، وكذلك الأرض الصلبة. كما يجب رفع الثياب حتى لا تصيبها النجاسة.
ز- عدم الاستنجاء باليمين:
لما جاء في الصحيحين عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا بال أحدكم فلا يأخذ ذكره بيمينه، ولا يستنج بيمينه، ولا يتنفس في الإناء» وذلك إكراما لليمين، فهي للأمور الشريفة كالأكل والشرب. أما الشمال فهي للدنايا كالاستنجاء، والامتخاط وما شابه ذلك.
ح- عدم استقبال القبلة أو استدبارها:
لما روى البخاري ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا وغربوا» ، قال أبو أيوب: فقدمنا الشام، فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة، فننحرف عنها، ونستغفر الله)
ط- غسل اليدين بالماء والصابون بعد الخروج من الخلاء:
لما ورد عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى الخلاء، فقضى الحاجة، ثم قال: يا جرير هات طهورا، فأتيت بالماء، فاستنجى، وقال بيده، فدلك بها الأرض» حيث يقوم الصابون اليوم مقام الدلك بالتراب لأن الغاية هي الطهارة وإذهاب النجاسة وآثارها، وهو حاصل بالصابون. مع عدم إغفال فائدة التراب في هذا الجانب، حيث يمكن أن يقوم بهذا الدور عند عدم وجود صابون.
كل تلك الآداب التي أوردناها توضح لنا مدى سمو الإسلام ورقيه وهو يهذب المؤمن ويؤدبه ليجعله وعاء نقيا لاستيعاب تعاليم الإسلام وأحكامه وتطبيقها حق التطبيق، ومن ثم يأخذ الناس من القدوة الحسنة، فالإسلام هو الرائد في ذلك، وآدابه تختلف عن غيره لأنها تقوم على أساس ديني يراقب المؤمن فيه ربه، فيلتزم بتلك الآداب في كل أحواله، لا سيما فيما نحن بصدده الآن، حيث يكون الإنسان لوحده لا يراه إلا خالقه سبحانه وتعالى.
النوم والاستيقاظ
خامسا: - آداب النوم:
أ- النوم على الشق الأيمن.
ب- ذكر الله تعالى قبل النوم وبعده: ومما يدل على هذين الأمرين ما رواه البراء بن عازب رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أوى إلى فراشه نام على الشق الأيمن ثم قال: (اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قالهن ثم مات من ليلته مات على الفطرة) وكان يقول اذا استيقظ: (الحمد لله الذي أحيانا من بعد ما أماتنا وإليه النشور) »
ج- وضع اليد تحت الخد الأيمن: روى البراء بن عازب رضي الله عنه «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وضع يده تحت خده الأيمن ويقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك»
د- إذا قام من فراشه ثم رجع فلينفضه: لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه»
هـ- لا ينام وبيده دسم من دهن وغيره: عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نام وبيده غمر قبل أن يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه»
و إطفاء النيران قبل النوم: عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تتركوا النار في بيوتكم حين تناموا» وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: «احترق بالمدينة بيت على أهله من الليل فحدث بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن النار عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم) »
ز- إغلاق الأبواب قبل النوم.
ح- تغطية الآنية: لما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أغلقوا الأبواب، وأوكئوا السقاء، وأكفئوا الإناء، وخمروا الإناء، وأطفئوا المصباح، فإن الشيطان لا يفتح غلقا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء، وإن الفويسقة (أي الفأرة) تضرم على الناس بيتهم»
ط- عدم النوم على البطن: لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: «إن هذه ضجعة يبغضها الله»
ي- النوم على الطهارة: (لما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك. . .» وفيه: «واجعله آخر ما تقول» ويشرع لمن أصاب جنابة أن يغتسل قبل النوم، وإلا يتوضأ ثم ينام.