المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذم من يذهب مذهب تأويل الصفات - دروس الشيخ أسامة سليمان - جـ ٩

[أسامة سليمان]

فهرس الكتاب

- ‌القواعد الحسنة في استقبال رمضان

- ‌فضل شهر رمضان

- ‌الأعمال التي ينبغي فعلها والحرص عليها في رمضان

- ‌قراءة القرآن

- ‌قيام رمضان

- ‌إطعام الطعام

- ‌برنامج المسلم في رمضان

- ‌الأسئلة

- ‌فضل الجلوس في المسجد بعد الفجر حتى تطلع الشمس

- ‌حكم من أراد الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر لكنه يغلق

- ‌أجر المرأة في جلوسها في مصلاها بعد صلاة الفجر

- ‌حكم الصلاة وقت شروق الشمس

- ‌حكم صلاة الضحى في جماعة

- ‌حكم الزيادة عن إحدى عشرة ركعة في صلاة التهجد في رمضان

- ‌حكم متابعة المأموم للإمام من المصحف

- ‌حكم تبييت النية في الصيام

- ‌بيان وقت انصراف المأموم بعد السلام

- ‌حكم الذهاب إلى المسجد البعيد للصلاة فيه وترك القريب

- ‌حكم صيام آخر شعبان

- ‌كيفية صلاة الوتر

- ‌حكم الإتيان بمقرئ يقرأ بين الأذان والإقامة

- ‌حكم تحريم الرجل على نفسه جماع زوجته وكفارة ذلك

- ‌حكم الكلام مع المخطوبة بعد العقد بالهاتف

- ‌حكم زواج الابن من مال أبيه الموضوع في البنوك

- ‌كيفية زكاة الأرض والمباني المعدة للبيع

- ‌أركان العمرة وواجباتها

- ‌حكم لبس المرأة للبنطلون داخل المنزل

- ‌حكم إلقاء الدروس في ليالي رمضان

- ‌حكم قراءة القرآن من غير تجويد

- ‌حكم قراءة القرآن من غير تحريك اللسان

- ‌حكم اتفاق الرجل مع المرأة على الزواج دون علم أهلها

- ‌حكم الصلاة خلف الإمام الفاسق

- ‌حكم من يرى خطيبة غيره في منامه

- ‌سنة الأذانين في الفجر

- ‌حكم اتصال الخطيب بمخطوبته بالهاتف

- ‌مرجع الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق آدم على صورته)

- ‌بيان عدم تعارض الدراسة في الجامعة مع طلب العلم الشرعي

- ‌تعريف الصوفية

- ‌حكم دفع رشوة من أجل التوظيف

- ‌حكم صلاة الرجل مع أهل بيته جماعة

- ‌حكم من يطول صلاة المغرب في رمضان

- ‌مصير شارب الخمر

- ‌ذم من يذهب مذهب تأويل الصفات

- ‌حكم قول الرجل لزوجته: أنت عليَّ حرام إن دخل ولدي البيت

- ‌تقديم غسل الجنابة على الجماعة

الفصل: ‌ذم من يذهب مذهب تأويل الصفات

‌ذم من يذهب مذهب تأويل الصفات

‌السؤال

تجادلت مع بعض الناس في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، وقوله:{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ} [القصص:30]، وقوله:{إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي} [الصافات:99] في قصة إبراهيم؟

‌الجواب

في الحقيقة هذا الموضوع المهم أنا أحزن تمام الحزن أن هناك جماعة تعمل في حقل الدعوة الإسلامية دعاتها الآن يقولون بالتأويل، ويقولون عن السلفيين: مجسدة، هذا الكلام نقل لي من أكثر من عضو من عندهم، فعقيدة السلف واضحة وضوح الشمس، وعقيدتنا في الأسماء والصفات هي عقيدة ابن حنبل ومالك وأبو حنيفة والشافعي وسفيان الثوري وكل علماء الأمة من السلف، فالعقيدة الصحيحة: أننا نؤمن بأسماء الله وصفاته، ونفوض الكيف إلى الله، فنقول: الاستواء بمعنى العلو، قال عز وجل:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، أي: علا، والاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وكذلك قوله تعالى:{يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح:10]، اليد معلومة، والكيف مجهول، فلله يد، لكنها ليست كيد البشر، قال عز وجل:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11].

وهم يؤولون يد الله بقدرة الله، واستوى بمعنى استولى، ويؤولون الصفات ويحرفونها، ويقولون عنا: مجسدة، فهل الإمام مالك مجسد؟! فالتزم عقيدة السلف يا عبد الله! والذي يناقشك في هذا لابد أن يعلم أن للسلف عقيدة.

وحينما نقول: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة:64]، لو قلنا: إن (اليد) بمعنى القدرة، تصبح (بل قدرتاه)، وهل يجوز أن نثبت لله قدرتين؟ ولذلك لما جاء جهم بن صفوان رأس الجهمية إلى قوله تعالى:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء:164]، قرأها:(وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) فأراد أن ينفي صفة التكلم، فجعل موسى هو المتكلم، فلما جاء إلى قول الله:{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف:143]، ألقم حجراً؛ لأنه لا يدري ماذا يقول فيها؟ فالله يتكلم، وهل تريدون إلهاً لا يتكلم يا قوم؟! فالكلام كمال، والأبكم ناقص، ولله صفات الكمال، فهل المخلوق يتكلم والخالق لا يتكلم؟ نسأل الله العافية، فالكلام صفة ثابتة لله، لكننا نقول: الكلام معلوم، والكيف مجهول، هذه عقيدة السلف، أما عقيدة فرق الضلال: كالجهمية، والأشاعرة، والمعتزلة، والكرامية، وكل هذه الفرق فقد رد عليها ابن القيم في كتابه القيم الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.

ص: 43