المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كلمة توجيهية لرجال الحسبة - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ١٣٠

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌إمام الهدى

- ‌خلق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌خلق النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس

- ‌خلق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته

- ‌ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتقم لنفسه

- ‌حلم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حلمه صلى الله عليه وسلم على الأعرابي الذي جبذه بردائه

- ‌حلمه صلى الله عليه وسلم على من أراد قتله

- ‌شبهة في الطعن في حلمه صلى الله عليه وسلم والرد عليها

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم مع الأنصار وضعفاء المسلمين

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم في حمله الحسين بن علي على كتفه

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم في قبول الهدية وإجابة الدعوة

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم في عشرته مع أهله

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم في أخذه بزمام راحلة معاذ

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم في نقله التراب يوم الخندق

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم في كراهيته للقيام له

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم مع الصبيان

- ‌رحمته صلى الله عليه وسلم

- ‌رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمة

- ‌رحمته صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه

- ‌عيشه صلى الله عليه وسلم

- ‌كرمه وجوده صلى الله عليه وسلم

- ‌انتقاله إلى ربه صلى الله عليه وسلم

- ‌الأسئلة

- ‌كلمة توجيهية لرجال الحسبة

- ‌بيان الكتب الشاملة لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌أخلاق المعلم المتطلبة فيه

الفصل: ‌كلمة توجيهية لرجال الحسبة

‌كلمة توجيهية لرجال الحسبة

‌السؤال

فضيلة الشيخ: إخواننا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد كان لديهم اليوم محاضرة في مقرهم، فرأى فضيلة رئيس الهيئة أن يحضر جميعهم إلى هذا المسجد، ومعهم فضيلة الشيخ/ عثمان الشهري رئيس الهيئة في جدة، ويطلب كلمة توجيهية قصيرة إليهم.

‌الجواب

أما أحبابنا وإخواننا المحتسبون القائمون على ثغر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلهم منا خالص الدعاء، وجميل الثناء، والتواصي فيما بيننا وبينهم بالحق والصبر، وإن هذا الثغر لنفع متعد، وعبادة ليست قاصرة، لأن البعض قد يقول: ماذا لو اشتغلت بخاصة نفسي، وما الذي يشغلني بالذهاب والإياب ومطاردة المجرمين والأشرار والفجار؟ نقول: يا أحبابنا! هذا ثغر عظيم، والقائمون عليه هم الذي يحمون السفينة من أن تغرق بإذن الله عز وجل، فواجبنا وحقهم علينا أن ندعو لهم.

ونصيحتنا لهم أن يتذكروا الإخلاص وأن يتذكروا الاحتساب، نحن نعلم أن الهيئة ليس فيها من المرتبات المغرية حتى يصر العاملون في البقاء فيها، ونعلم أن الهيئة ليس فيها الحوافز الجيدة، ونعلم أنهم بأمس الحاجة إلى أمور كثيرة، لكننا نعلم أن الذي أبقاهم رغم هذا كله هو الغيرة لدين الله، والغيرة لشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج:30]{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32] فإنهم بإذن الله على خير من عند الله في الدنيا والآخرة.

كما نوصي أحبابنا بالرفق واللين وعدم العجلة، ولأن نخطئ في العفو خير من أن نخطئ في العقوبة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(من رأى منكم منكراً) فالمنكر الذي ينكر هو الذي رأيناه وتحققنا منه أو رآه من بلغنا، ثم تحققنا بعد ذلك من بلاغه، فلا نعجل في اتخاذ إجراءات، لأن من الفجار من يمثلون تمثيليات من أجل الإيقاع بالهيئة في دعوى التسرع وعدم التثبت ونحو ذلك؛ ولذلك فلابد لنا من التثبت والتريث.

المسألة التي تليها: الستر على المسلمين ما أمكن إلى ذلك سبيلا؛ سواءً بستر الأمور إذا بلغت للهيئة، لأن الأمور خاصة إذا بلغت إلى رئيس المركز وهو نائب السلطان في الحسبة فلم يكن من حقه أن يعفو أو أن يستر (تعافوا الحدود في ما بينكم، فإذا بلغت السلطان فلعن الله الشافع والمشفع) أي: فلا يجوز التساهل بهذا الأمر، لكن لعل ذلك بالإمكان إذا كان في مسائل التعزير، إذا كان في مسائل التعزير ورأوا من المصلحة أن يعالج الأمر بطريقة معينة، وأن يقام الأدب بطريقة معينة من دون هتك ولا فضح، وهو المعروف المشهور المعلوم عن إخواننا في الهيئة، والذي نعلم عنهم -جزاهم الله خيراً- أن القضية إذا تعلقت بالفتيات أو بالنساء فإنهم أحرص ما يكونون على سترها حفاظاً على مستقبلها، وأملاً في زواجها حتى لا تفضح، فإذا هتك سترها فإنها لا تجد من يتزوجها، وربما كان سبباً في طلاق أخواتها المتزوجات أو في بقاء أخواتها العانسات لا يتزوجن، فهم يراعون ذلك أشد المراعاة.

ثم إني أدعوكم جميعاً أنتم -أيها الإخوة- أن تتفقدوا الهيئة بأنفسكم بمعنى: إذا كان بجواري أنا جهاز للهيئة وأنا أعرف أحد التجار والمحسنين، هذا المركز محتاج إلى جهاز حاسوب (كمبيوتر) بحاجة إلى شيء من الأثاث، بحاجة إلى التعاون في إصلاح سيارة، فلا نقول: جهاز الحسبة جهاز حكومي ونحن لا علاقة لنا به ألبتة، فكثير من الدوائر الحكومية تقبل الهبات والتبرعات والهيئة من ضمنها، فمن واجبنا أن نجتهد في إعانة القائمين على هذا الثغر وإكمال احتياجاته ومستلزماته، ولنا بذلك أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى.

واعلموا يا إخوان أن العلمانيين يسوؤهم يوم أن يروا سيارة هيئة أو رجل حسبة، ولكن يأبى الله ذلك والمؤمنون، لابد أن تبقى الهيئة، ولابد أن تبقى الحسبة، ولابد أن يبقى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلينا أن نتمسك بذلك وأن نفوت مصالحنا في مختلف الجهات الأخرى حينما نتمسك بالهيئة، ونعلم ما يفوتنا من التمسك بها من الحوافز الأخرى، لكن لن يضيع عند الله عز وجل، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

ص: 26