المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الوسوسة وخطرها على القلب والدين - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ١٤٧

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌أيها الشاب! حاول وأنت الحكم [الحلقة الثانية]

- ‌دقيقة تمضي في ذكر الله

- ‌الخير في الأمة أصيل

- ‌إلى متى الغفلة والإعراص عن الله

- ‌من ربح الله فماذا خسر؟ ومن خسر الله فماذا ربح

- ‌نعم الله عليك لا تسخرها في معصيته جل وعلا

- ‌أيها الشاب! أما آن لك أن ترجع

- ‌اكفر بمبدأ من قال: لست أدري

- ‌الشباب ثلاثة أقسام

- ‌شاب مستقيم

- ‌شاب منتكس ضال والعياذ بالله

- ‌شاب بين الهداية والانتكاس

- ‌الوسوسة وخطرها على القلب والدين

- ‌الفراغ داء قتال

- ‌الاستمرار في المعصية يجعلها عادة

- ‌قصة تبين أن من استمر على شيء اعتاده

- ‌من أسباب الوقوع في المعاصي البعد عن وجهاء القوم وشرفائهم

- ‌المرأة في الغرب كالمرحاض

- ‌البعد عن كرام القوم ينمي العداوة

- ‌خطر قرناء السوء

- ‌قرناء السوء والخلان سبب في الانحراف والخذلان

- ‌إياك والتردد بين الهداية والضلال

- ‌مفاهيم مقلوبة وأغاليط معوجة

- ‌تكرار الوقوع في المعصية ليس عائقاً عن الاستقامة

- ‌من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه

- ‌إياك والاحتجاج بكثرة الضالين

- ‌مهمة النصارى إخراج المسلمين من الإسلام

- ‌وحيل بينهم وبين ما يشتهون

- ‌أبيات وعظية

الفصل: ‌الوسوسة وخطرها على القلب والدين

‌الوسوسة وخطرها على القلب والدين

نعم أيها الشاب! الشيطان يعرض عليك أموراً خبيثةً، بل ربما عرض عليك الشيطان أشياءً لا تتجرأ على النطق بها، بل تستحي أن تتلفظ بها، ربما قال لك الشيطان أموراً لو أطعته فيها لكنت مرتداً كافراً، ولا تجزع إن الشيطان يوسوس في صدور الناس أجمعين:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} [الناس:1 - 5]، الناس أجمعين {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس:6].

إنها وساوس وشبهات يقذفها الشيطان على بعض الشباب، فلو استسلم لربما كفر وارتد، وبضعهم يجعل هذه الشبهات والوساوس سبباً ومبرراً أن يمضي في تشككه وضلاله وانحرافه ومعصيته، ووالله لو أنه استعان بما استعان به الصحابة من ذكر الله جل وعلا، لوجد الله تواباً رحيماً، ولوجد أن الحق قريب إليه جداً.

إن كثيراً من الشباب يعانون من الوسوسة، إن كثيراً من الشباب يعانون من الشكوك، ليست شكوكاً في أمور يسيرة، بل في أمورٍ عظمية، بل إن الصحابة جاءهم الشيطان كما جاء إلى هذا الشاب، جاء نفر من الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: (يا رسول الله! إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به أن يراه عظيماً، فقال صلى الله عليه وسلم: أوجدتموه؟ -يعني: هل رأيتم ذلك؟ هل لقيتم ذلك؟ هل أحسستم بذلك؟ - قالوا: نعم.

قال: ذاك صريح الإيمان) رواه الإمام مسلم.

ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاك صريح الإيمان) أن الشيطان لم يستطع أن يضلكم، ولم يستطع أن يغويكم، ولم يستطع أن يجعلكم تتجرءوا أن تقولوا، أو تعترضوا، أو تعبدوا غير الله، وإنما قدر على هذه الوسوسة، فإن الإنسان ينبغي إذا مرت عليه مثل هذه الوساوس عليه أن يستعيذ بالله كما سيأتي، قال صلى الله عليه وسلم:(يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه-أي: إذا وصل الشيطان بالعبد إلى هذا الحد- فليستعذ بالله ولينته) رواه البخاري ومسلم، وفي حديث آخر:(فليقل: آمنت بالله ورسله).

أيها الشاب: إذا جاءك الشيطان وأخذ يشكك عليك ويقول لك: من خلق كذا؟ ومن خلق كذا؟ فلتنته عن مثل هذا، وقل: آمنت بالله ورسوله، وفي حديث أبي داود:(فقل: {اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:1 - 4]، ثم اتفل عن يسارك ثلاثاً، وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، فإن هذه السورة العظيمة، وهذه الاستعاذة المنيعة، وهذا الهدي كفيلٌ بأن يطرد الشيطان عنك.

إن الشيطان جاء إلى الصحابة قبلكم، ولن يتردد الشيطان أن يأتي إليك ليوسوس لك، فإذا بلغت هذا الأمر، فعليك أن تنتهي عن الوسوسة ولا تتمادى في التفكير، وعليك أن تتعوذ بالله.

ص: 13