المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خطر قرناء السوء - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ١٤٧

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌أيها الشاب! حاول وأنت الحكم [الحلقة الثانية]

- ‌دقيقة تمضي في ذكر الله

- ‌الخير في الأمة أصيل

- ‌إلى متى الغفلة والإعراص عن الله

- ‌من ربح الله فماذا خسر؟ ومن خسر الله فماذا ربح

- ‌نعم الله عليك لا تسخرها في معصيته جل وعلا

- ‌أيها الشاب! أما آن لك أن ترجع

- ‌اكفر بمبدأ من قال: لست أدري

- ‌الشباب ثلاثة أقسام

- ‌شاب مستقيم

- ‌شاب منتكس ضال والعياذ بالله

- ‌شاب بين الهداية والانتكاس

- ‌الوسوسة وخطرها على القلب والدين

- ‌الفراغ داء قتال

- ‌الاستمرار في المعصية يجعلها عادة

- ‌قصة تبين أن من استمر على شيء اعتاده

- ‌من أسباب الوقوع في المعاصي البعد عن وجهاء القوم وشرفائهم

- ‌المرأة في الغرب كالمرحاض

- ‌البعد عن كرام القوم ينمي العداوة

- ‌خطر قرناء السوء

- ‌قرناء السوء والخلان سبب في الانحراف والخذلان

- ‌إياك والتردد بين الهداية والضلال

- ‌مفاهيم مقلوبة وأغاليط معوجة

- ‌تكرار الوقوع في المعصية ليس عائقاً عن الاستقامة

- ‌من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه

- ‌إياك والاحتجاج بكثرة الضالين

- ‌مهمة النصارى إخراج المسلمين من الإسلام

- ‌وحيل بينهم وبين ما يشتهون

- ‌أبيات وعظية

الفصل: ‌خطر قرناء السوء

‌خطر قرناء السوء

أيها الأخ الحبيب: ربما كان انحرافك بسبب خلانك وإخوانك الذين اخترتهم جلساء لك، تسهرون على البلوت، وتسمعون الأغاني، وتنظرون في الأفلام، وتقلبون الموجات التي يستقبلها الدش، تبحثون عن صورة، أو عن فيلم، أو عن لحظة، وربما كنا نغر أنفسنا ونخادعها بحجة أننا نبحث عن الأخبار، ولو سمعنا الأخبار ما غيرنا شيئاً نعم، لقد جاءت لنا الأخبار، وقالت: إن المسلمين يذبحون في البوسنة، فهل فعلتُ وفعلتَ شيئاً؟ لقد قالت لنا الأخبار: إن النساء يغتصبن في ترابلك، وفي موستار، وفي سراييفو، فهل فعلتُ وفعلتَ شيئاً؟ إن الأخبار قالت لنا: إن مسلمةً في بلاد الهندوس في كشمير المحتلة قطعت إرباً، ورميت في النهر، فهل فعلتُ وفعلتَ شيئاً؟ إيانا أن نخادع أنفسنا بحجة الأخبار إن كنا صادقين! يكفينا من الأخبار خبر أن المسلمين بحاجة إلى نجدة، فهل أنجدناهم؟ يكفينا من الأخبار خبر أن المسلمين بحاجة إلى إغاثة، فهل أغثتهم وأغثناهم؟ يكفينا خبر أن المسلمين بحاجة إلى جمع تبرعات، فهل جمعتَ وجمعنا لهم؟ يكفينا خبر أن المسلمين الآن يموتون من شدة البرد القارس، فهل أرسلت إليهم المعونة وأرسلنا لهم؟ لا نخادع أنفسنا، إن جلساءنا غرونا، وإن من كنا نجالسهم ليل نهار خدعناهم وخدعونا، ولو وقفنا وقفةً صادقةً، وجلسنا ذات ليلة السبت لعبنا البلوت، وسهرنا على الفيديو، وسهرنا على المعصية، وتناولنا الشيشة، وتبادلنا السجائر، وتبادلنا الأفلام، وتهادينا الأشرطة، والأحد فعلنا مثل ذلك، ما ضر لو قلنا: يوم الإثنين، الليلة لا بلوت، ولا فيديو، ولا فيلم، ولا شيشة، ولا دخان، نريدها كلمة صريحة: هل ستنفعني يا من عن يميني إذا أدخلت قبري؟ سيقول لك إن كان صادقاً: لا.

وسيقول الآخر لمن بعده: هل سترد عني الموت إن نزل بي الأجل؟ سيقول لك: لا.

وسيقول الثالث: هل سترد إليَّ كليتي إن تعطلت؟ فسيقول الرابع: لا.

وسيقول الخامس: هل تعطيني شرياناً من جسمك لكي أعالج به خللاً في قلبي؟ سيقول الخامس: لا.

وسيقول السادس للآخر: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} [عبس:34 - 36] يقول السادس للآخر: إذا كنا يوم القيامة، هل ستنفعني؟ هل ستجعلني من أهل الجنة؟ أم ستنجيني من النار؟

‌الجواب

{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67].

فيا أخي! كل علاقة تنقلب عداوة، وكل صداقة تنقلب شراسة، إلا من أحب في الله، وأعطى لله، وبذل لله، ومنع في الله، يوم يكون سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم شابان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.

أخي الشاب: والله إن فيك خيراً كثيراً، ولكن جلساءك جروك إلى المعصية، غروك في نفسك، أول مرة قالوا: تعال لتسهر معنا، والثانية: تعال لتتعش معنا، والثالثة: تعال لكي تتروح معنا، وارتع والعب معنا، والرابعة: ما ضر لو شاركتنا بسيجارة، والخامسة: ما ضر عندنا هذه الليلة ما يسمونها الصيدة، وإن كانت في الحقيقة فاحشة في زنا، أو لواط يزينونها، وقد يكون قبلها عرض لفيلم خليع، أو مجلة خليعة فيها من صور العراة، رويداً رويداً جروك وجذبوك يا مسكين، وأخذوك إلى مثل هذه الهاوية، ولو قدر أن الهيئة قبضت عليك وعليهم، أو أن الشرطة أمسكت بك وبهم:

لقال كل خليل كنت تأمره لا ألهينك إني عنك مشغولُ

ص: 20