المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تأملات في قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ١٦٣

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌دور الأسرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثر ذلك على المجتمع

- ‌المرأة ودورها في البيت والأسرة

- ‌أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌متى يتعين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على بعض أفراد الأسرة

- ‌تخصص رب الأسرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌قصص تستفيد منها الأسرة المسلمة

- ‌قصة لقمان وما فيها من العبر للأسرة المسلمة

- ‌تأملات في قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه

- ‌تأملات في موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب

- ‌أمر الاحتساب على الأسرة

- ‌الاحتساب على الأولاد

- ‌احتساب كل من الزوجين على الآخر

- ‌صور مشرقة في احتساب النساء

- ‌امرأة أبي رافع تحتسب على زوجها

- ‌امرأة حبيب العجمي تحتسب على زوجها

- ‌احتساب عائشة على مولاتها

- ‌احتساب أم سلمة على جاريتها

- ‌احتساب عائشة على يزيد بن الأصم

- ‌احتساب عائشة على ابنة أخيها

- ‌احتساب أم سلمة على الذي لبس خاتماً من ذهب

- ‌احتساب عائشة على عروة بن الزبير

- ‌كلكم راعٍ وكلم مسئول عن رعيته

- ‌مفاهيم في الاحتساب يجب أن تصحح

- ‌دعوة الأولاد للوالدين

- ‌دعوة الآباء للأبناء

- ‌عدم نشر صفات الوالدين بين الأقارب

- ‌أسلوب الاحتساب من قبل الآباء والأمهات

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الإخوة والأخوات

- ‌كيفية إزالة المنكر في البيت

- ‌بعض المنكرات الموجودة في البيوت

- ‌منكر القنوات الفضائية

- ‌منكر خلوة السائق بالمرأة

- ‌منكر تقليد الغرب والتشبه بالكفار

- ‌منكر ترك الصلوات مع الجماعة والجمع بين الصلوات

- ‌منكر اختلاء الأولاد بالهاتف

- ‌منكر وجود الأصنام والمجسمات المحرمة والتدخين

- ‌منكر وجود الخادمات الجميلات في البيت مع المراهقين

- ‌منكر الاختلاط في المناسبات

- ‌الأعمال الوقائية في بداية تكوين الأسرة

الفصل: ‌تأملات في قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه

‌تأملات في قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه

وتأمل قول الله عز وجل -أيضاً- في سورة مريم، وفيها احتسابٌ وأمرٌ ونهيٌ من ابنٍ لأبيه، من نبيٍ مؤمنٍ موحدٍ بل هو إمام الموحدين لأبيه الذي لا يزال على الشرك، إنه إبراهيم عليه السلام يأمر أباه بالتوحيد وهو أعرف المعروف، وينهى والده عن الشرك وهو أنكر المنكر، فيقول سبحانه وتعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً * يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً} [مريم:41 - 45].

نعم، أيها الأحبة: من تأمل هذه الوقفة الجميلة الرائعة التي تجسد مشهداً وصورةً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محيط أسرة الولد المؤمن يأمر وينهى ويحتسب ويدعو أباه المشرك، في هذه الآيات تأمل هذه المسائل: صدر إبراهيم عليه السلام كل نصيحة لوالده بقوله: يا أبتِ! مذكراً والده برابطة الأبوة التي هي من أقوى الروابط، ومن شأنها أن تجعل كلا الطرفين حريصاً على مصلحة صاحبه.

الثانية: أنه طلب من والده أن يتدبر في فعله، حيث أن الأب يعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنه شيئاً.

الثالثة: أنه لم يصف والده بالجهل المفرط؛ لأنه كان في مقام الدعوة، فيتألفه ويستأنس حاله، ويتقرب إليه ولا يتهمه بجهلٍ مطبقٍ وغباءٍ فاحشٍ وظلماتٍ بعضها فوق بعض، وإن كان الشرك جامعاً لهذه الصفات، لكنه في مقام الدعوة يحتاج أن يتألفه، بل بين له بأدبٍ جم:{يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ} [مريم:43] إن معي طائفة من العلم ليست معك، ثم أخبر أباه أن إعراضه عن توحيد الله بالعبادة ليس إلا بسبب اتباعه للشيطان الذي هو عدو له، ثم لم يقل لأبيه: إن عذاب الله لاحقٌ بك مرتبطٌ بك، بل أخبر بأدبٍ رفيع أنه يخشى أن يصيبه عذاب من الرحمن.

ص: 9