المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسئولية الإنسان عن فكره وعقله - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ٢٢٠

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب والمسئولية [2،1]

- ‌عظم قدر المسئولية

- ‌مسئولية الإنسان الفردية

- ‌مسئولية الإنسان عن عينه

- ‌مسئولية الإنسان عن سمعه

- ‌مسئولية الإنسان عن فكره وعقله

- ‌الحذر من تفريط الإنسان في مسئوليته تجاه نفسه

- ‌صور المسئولية الجماعية

- ‌ملامح وسمات أهل المسئولية

- ‌احترام الوقت

- ‌الحزم في الأمور

- ‌الناس كإبل مائة

- ‌أسباب التهرب من المسئولية

- ‌الخوف سبب للتهرب من مسئولية الدعوة

- ‌التشاؤم والتهرب من المسئولية

- ‌وجود الخلاف في الساحة

- ‌دعوى ""ليس من اختصاصي

- ‌دعوى ""لم يحن الوقت بعد

- ‌تحمل المسئولية والعمل للإسلام

- ‌دعوة غير المسلمين إلى الإسلام ودعوة السجناء

- ‌عواقب إهمال المسئولية

- ‌الأسئلة

- ‌بطاقة الشيخ/ سعد البريك الشخصية

- ‌المناصحة بين الشباب

- ‌شباب لا يعرفون قيمة أنفسهم

- ‌دور الشابات

- ‌السبيل إلى زيادة الإيمان في القلب وترقيقه

- ‌نصائح إلى شباب تابوا قريباً

- ‌نصيحة فتاة تحب التلفاز

- ‌نصائح للخطباء

- ‌محاربة العادة السرية

- ‌توبة عجيبة

- ‌دروس الشيخ في جدة غير موجودة

الفصل: ‌مسئولية الإنسان عن فكره وعقله

‌مسئولية الإنسان عن فكره وعقله

من مسئولياتك مسئوليتك تجاه فكرك، هل جعلت عقلك زبالة ليضع فيها الآخرون ما أرادوا؟ أم جعلت عقلك إناءً للإيجار لتسمع ما قيل ويقال، وتعجز أن تحقق الأمر بنفسك، ولو بحثت عن الدليل، وسألت عن الحجة لبان لك الطريق، واتضحت عندك المحجة.

ما هي مسئوليتك تجاه بناء منهجك الفكري؟ من واجبنا أن نكون صرحاء في بناء النفس قبل أن نلتفت إلى بناء المجتمع، فإن الكثير بل الآلاف في متابعة جادة للشريط الإسلامي، وهذا جميل جداً، وأصبح الواحد يمتلك في بيته خمسة من الأشرطة، كل شريط ينتظر دوره للسماع، وعلى سيارته عشرات الأشرطة تنتظر السماع، وفي مكتبه أشرطة، وفي ذهابه وإيابه أشرطة، وإذا سألت هل خصصت ساعات لطلب العلم؟ هل خصصت ساعات لكي تبني القرار والرؤيا والفكر بناءً على ما لديك من قناعات ومعلومات.

ربما نعذر طائفةً من الذين لا يستطيعون تصور الأمور كما هي أو يحتاجون إلى السماع، ولكني لا أريد من شبابنا جميعاً أن يبني الواحد أفكاره ومنهجه وطريقته في الدعوة بناء على كل شريط يسمعه، أياً كان صاحب الشريط، فلعلمائنا ودعاتنا مكانة طيبة راقية في نفوسنا، ومع ذلك ما قال واحد من العلماء والدعاة: اطرحوا عقولكم جانباً حين سماع أشرطتنا، وعطلوا أفكاركم يوم أن تسمعوا كلامنا، ما قيل هذا أبداً، لكننا نجد كثيراً من الشباب لو ناقشته في قضية وهو من القادرين على بناء فكره، مستأنساً بالدليل من كلام الله، وكلام رسوله وما تيسر له من سماع بعض الأشرطة، لكني أقول: إن البعض تجده يحاجك: قال فلان في الشريط الفلاني، وقال فلان في الشريط الفلاني، وقال فلان في الشريط الفلاني، وهل تعبدك الله بأشرطة فلان؟!! وماذا عندك من العلم وماذا عندك من الدليل؟ وماذا عندك من الفقه؟ وماذا عندك من الوعي؟ نعم نعذر من لا يستطيع أن يدرك الأمور على حقائقها أو يتصور الأمور على ما هي عليه، نعذره وقد يحال إلى شريط ليفهم منه ما يحتاج إليه، لكن أن تكون الأمة عن بكرة أبيها، لا تبني الفكر إلا عبر الشريط، هذا ضحالة، وهذا تخلف، ولو انقطع الشريط ماذا نفعل؟ إذا كان كل واحد من شبابنا على سبيل المثال يريد أن يجعل رأيه وقوله وحكمه وورده أو مورده ومصدره ناجماً عن هذا الشريط، فإذا انقطع الشريط؛ فمن أين ستبني رأيك؟ ومن أين تستنتج فكرك؟ ومن أين تحكم بحكم أنت تريد الحق فيه؟! إذاً عطلنا العقول، ولأجل ذلك فإني أدعو إخواني وأحبابي حينما يسمعوا شريطاً أن يدعوا لصاحبه، وأن يشكروا الله جل وعلا على أن في الأمة من يبصر ويرشد وينفع، لكن لا يعني هذا أن تسلم العقل أوله وآخره بدون مناقشة، بدون فهم، بدون استيعاب، فإذا أدرت عقلك وفكرت فيما سمعت في هذا الشريط، فوجدته صواباً؛ فصواب على صواب، وأما إذا أدرت العقل والرأي وحركت الفكر، فوجدت أن الأمر فيه زيادة أو نقص، فعفا الله عن صاحبه، وما قال صاحب الشريط: إن كلامه وحيٌ يُوحى وليس فيه من الخطأ شيئاً وإنما قال: هذا ما عندي، فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأً فمن نفسي، واستغفر الله.

أيها الأحبة! الذي أردته من هذا ألا يظن البعض أنني أحذر من الأشرطة، أو أقول دعوها، أو أهون من دور الشريط الإسلامي.

إن بقاعاً شتى عجزنا أن نصل إليها، وربما لم نستطع أو يستطيع كثير من الدعاة بلوغها فوصلها الشريط بفضل الله جل وعلا، فللشريط مكانة ودور، لكننا نريد أن يتحمل كل واحد مسئولية فكره، مسئولية عقله، مسئولية فؤاده {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36].

ص: 6