المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كرمه عليه الصلاة والسلام - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٢٣

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌معالم شخصيته عليه الصلاة والسلام

- ‌حب النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم بشر ولكنه معصوم

- ‌من معالم شخصيته صلى الله عليه وسلم

- ‌كمال النبي صلى الله عليه وسلم البشري

- ‌التوسط في اللباس

- ‌عبادة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عبادة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه تناسب أحوالهم

- ‌عنايته صلى الله عليه وسلم بجودة العبادة أكثر من كميتها

- ‌تواضع النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حال بعض المتكبرين

- ‌تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

- ‌صفات المتكبرين

- ‌التواضع يكسب قلوب الناس

- ‌كرمه عليه الصلاة والسلام

- ‌صبره عليه الصلاة والسلام

- ‌حلم النبي عليه الصلاة والسلام

- ‌شجاعته عليه الصلاة والسلام وزهده

- ‌الأسئلة

- ‌الذهاب إلى الجهاد بدون إذن الوالدين

- ‌حقيقة كتاب بدائع الزهور

- ‌هديه عليه الصلاة والسلام في لبس الخاتم

- ‌قضاء صلاة الوتر

- ‌الحكم على حديث: (إن الله يحب الرجل المشعر)

- ‌حكم اللقطة إذا لم يجد صاحبها

الفصل: ‌كرمه عليه الصلاة والسلام

‌كرمه عليه الصلاة والسلام

وكان كرمه صلى الله عليه وسلم منضبطاً بضوابط:

أولاً: أن كرمه كان لوجه الله، وحاتم كريم، لكنه رياء، وابن جدعان كريم، لكن لطلب الشهرة في الناس تقول عائشة، كما في صحيح مسلم: {يا رسول الله! إن ابن جدعان كان يتصدق وينفق ويعتق -إن عبد الله بن جدعان كريم مكة كان صعلوكاً ما عنده شيء، فخرج يرعى الغنم، فوجد في عرفات آجوراً من ذهب فأخذها فجعل ينفق منها ليطلب الصيت في العرب، وكان جاهلياً، وهو المقصود، بقول الشاعر:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني حباؤك إن شيمتك الحباء

إذا أثنى عليك المرء يوماً كفاه من تعرضه الثناء

-

فقالت عائشة: يا رسول الله! هل ينفعه عند الله؟ قال: لا.

إنه لم يقل يوماً من الدهر، رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين} وعدي بن حاتم يقول: {يا رسول الله! إن أبي -أي حاتم الطائي، ومن الذي لا يعرف حاتم الطائي، فإنه طلب الصيت فأعطاه الله الصيت- قال: يا رسول الله! هل ينفع أبي ما كان يفعل في الجاهلية، فإنه كان يحمل الكل ويعين على نوائب الحق ويكسب المعدوم؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا.

إن أباك طلب شيئاً فأصابه} طلب الصيت في الدنيا فأعطاه الله الصيت، لكن ليس له عند الله من خلاق، ويأتي كرمه صلى الله عليه وسلم وبذله الذي ما وراءه شيء.

ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم

وبذله صلى الله عليه وسلم وقت الحاجة، لأن بعض الناس يبذل لكن في غير وقت الحاجة، تجده يضيف الأغنياء لكن الفقراء لا يدعو أحداً ولا يهدي له شيئاً، فقط رياءً وسمعةً، قال تعالى:{فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً} [الأنفال:36] فمن ضوابط إنفاقه صلى الله عليه وسلم أنها كانت للحاجة مع الإخلاص، ثم كان لا يوصل إليه في درجة الإنفاق، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:{كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، فكان أجود بالخير من الريح المرسلة} ويبقى مسألة الصبر والحلم والشجاعة والزهد، وسوف أتعرض لها بإيجاز ليبقى وقت للأسئلة.

ص: 15