المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الصلاة على أهل الكبائر - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٤٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌صلاة الجنازة

- ‌عذاب القبر ونعيمه

- ‌قصص لقبور يعذب أصحابها

- ‌من أسرار الصلاة على الجنائز

- ‌اتباع الجنائز

- ‌ترجمة لسند حديث اتباع الجنائز

- ‌ترجمة لأبي هريرة

- ‌معاناة أبي هريرة في طلب العلم

- ‌جزاء من صلى على الجنازة وتبعها

- ‌من سنن الجنائز

- ‌وقت دفن الجنازة

- ‌من سنن المشي مع الجنازة

- ‌حكم نقل الميت إلى بلده

- ‌حكم القيام للجنازة

- ‌الصلاة على الميت

- ‌صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة

- ‌كيفية الصلاة على الجنازة

- ‌أدلة رفع اليدين في التكبير

- ‌حكم دعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة

- ‌حكم نقل القبر

- ‌حكم الصلاة على الغريق

- ‌حكم الصلاة على صاحب الدَّين والمنافق

- ‌حكم الصلاة على الميت في القبر

- ‌هل يوضع على القبور شيء

- ‌الصلاة على الغائب

- ‌الصلاة على أهل الكبائر

- ‌الصلاة على من قتل نفسه وعلى السقط

- ‌موقف الإمام عند الجنازة

- ‌الأسئلة

- ‌وقت نفخ الروح في الجنين

- ‌حكم إخراج الجنين الميت من بطن أمة المتوفاة

- ‌حكم إخراج الجنين الحي من بطن أمه المتوفاة

- ‌من هو الذي لا يصلي على صاحب الكبيرة

- ‌من أحكام الدفن

- ‌الأفضل في الدفن

- ‌حكم بناء المساجد على القبور

الفصل: ‌الصلاة على أهل الكبائر

‌الصلاة على أهل الكبائر

الصلاة على أهل الكبائر: هل يصلى على أهل الكبائر إذا ماتوا أم لا؟

رجل زنى فرجم حتى مات، هل يصلى عليه أم لا؟ رجل سرق ولما أقيم عليه الحد مات، شرب الخمر فجلد فمات من آثار الجلد، ورجل قتل نفساً فقتل إعداماً هل يصلى عليه أم لا؟

هذه لأهل العلم فيها آراء ولكنها تجتمع على قولين:

القول الأول: أنه لا يصلي إمام المسلمين عليه ويصلي عليه بقية الناس ردعاً وتأديباً لغيرهم، لأنه لو صلى عليهم لتوهم الناس أنهم محسنون، وهم مسيئون، فلا يصلي الإمام عليهم وإنما يصلي عليهم بقية الناس لأنهم لا زالوا مسلمين، وهم مسلمون عند أهل السنة والجماعة، أما عند المعتزلة والخوارج فيقولوا: ليسوا بمسلمين بل كفار، لكن نحن ندين الله عز وجل أنهم لا زالوا في دائرة الإسلام، وأننا نخاف عليهم العذاب ولا نقنطهم من رحمة الله، وهم تحت رحمة الله عز وجل إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم.

والقول الثاني: أنه لا يصلى عليهم مطلقاً، وهذا الرأي فيه إجحاف، بل صلى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض من أتى هذا الأمر، فصلى على ماعز، وعلى الغامدية التي زنت في عهده صلى الله عليه وسلم ورجمت حتى ماتت.

فأهل الكبائر يصلي عليهم الإمام بعض الأوقات إذا علم أنه ليس هناك ضرر ولا يمكن أن يتجرأ الناس على المعاصي، وإن رأى أن من الحكمة ترك الصلاة عليهم فلا يصلي ولكن لابد أن يصلي عليهم المسلمون؛ لأنهم مسلمون ولأنهم ما خرجوا عن دائرة التوحيد ولعل الله أن يرحمهم، وعلمهم عند الله عز وجل يحاسبهم بما فعلوا.

ولعل قائلاً يقول: الرسول صلى الله عليه وسلم صلى على ماعز لأنه تاب من المعصية، نقول: هذا وارد ولقد استشكله بعض أهل العلم كما صرح بذلك الصنعاني صاحب سبل السلام، لكن الصحيح: أن أهل الكبائر سواء تابوا أو لم يتوبوا هم في دائر الإسلام، فمن أصر على كبيرة هل يخرج من الإسلام؟

هي مسألة إسلام وغير إسلام، وأنا لا أتكلم في مسألة لماذا صلى عليه الصلاة والسلام أو لم يصل؟ لكن من المقويات عند بعض أهل العلم أن ماعزاً صلى عليه صلى الله عليه وسلم لأنه تاب، وكذلك الغامدية، فنقول كما قلنا سابقاً: أنه إذا رأى الإمام أن المصلحة أن يصلي عليه فليصلِّ، وإذا رأى أن من المصلحة ألا يصلي عليه فلا يصلي، لكن لا بد أن يصلي عليه نفر من الناس.

ص: 26