المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ملاحظات النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٦٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌توجيه نبوي لمعاذ

- ‌نص حديث معاذ بن جبل

- ‌سيرة معاذ رضي الله عنه

- ‌معاذ رضي الله عنه وجوده وسخاؤه

- ‌معاذ يروي أعظم حديث في التوحيد

- ‌معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك

- ‌اختيار معاذ لما أرسل إلى اليمن

- ‌ملاحظات النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يودع معاذاً لما أرسله إلى اليمن

- ‌حياة معاذ بعد رجوعه من اليمن

- ‌رد معاذ ما كسب من أموال في اليمن إلى أبي بكر

- ‌معاذ يشارك في معركة اليرموك

- ‌وفاة معاذ بن جبل

- ‌وقفات مع عمر بن الخطاب

- ‌موقف عمر مع أبي هريرة لما بشر الناس بالجنة

- ‌وقفة مع فراسة عمر

- ‌محاسبة عمر للربيع بن زياد

- ‌محاسبة عمر لعمرو بن العاص

- ‌الأسئلة

- ‌سبب اختيار معاذ لدعوة أهل اليمن

- ‌متى دخلت الديانة اليهودية إلى اليمن

- ‌فائدة قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنك تأتي قوماً أهل كتاب)

- ‌حكم صلاة الوتر والضحى والسنن الرواتب

- ‌دعوة المظلوم

- ‌الدعوة إلى التوحيد

- ‌الكفار مخاطبون بفروع الشريعة

- ‌حكم نقل الزكاة إلى بلد آخر

- ‌حكم دفع الزكاة إلى غير المسلمين

- ‌وجوب الزكاة في مال الطفل الغني واليتيم والمجنون

- ‌بعث السعاة لأخذ الزكاة

- ‌الصحابة يضربون أروع الأمثلة في الأمانة

- ‌توصية الإمام عامله

- ‌قبول خبر الواحد والعمل به

- ‌حكم أخذ الغني من زكاة الناس

- ‌إذا تلف المال قبل الحلول فلا زكاة

- ‌سبب عدم ذكر الحج والصيام في حديث معاذ

الفصل: ‌ملاحظات النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ

‌ملاحظات النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ

لم يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم معاذاً مفوضاً في كل الأمور، بل استدرك عليه بعض الملاحظات.

كان معاذ رضي الله عنه فيه بعض الحدة على جودة خلقه وجودة يده وسخائه، فقال له صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي:{يا معاذ! حسن خلقك للناس} وكان دائماً باسطاً يده ويمينه وكفه.

تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله

ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله

من ملاحظاته صلى الله عليه وسلم على معاذ:

أن معاذاً -كما في الصحيحين - كان إماماً على قباء عند بني سلمة، فصلى بهم وأطال العشاء، وفي ألفاظ في السنن أنه قرأ بهم سورة البقرة، فأتى أحد الأنصار كان يعمل على ناضح له طيلة يومه يروي النخل، فأقبل الظلام فترك عمله وأتى للصلاة فوجد معاذاً يصلي، فكبر وبدأ معه، فطال عليه الليل وطالت القراءة، ومعاذ ربما كان متفرغاً مرتاحاً همه أن يراجع الآيات وهو جالس في البيت، لكن كثيراً من الأنصار عندهم سقي المزارع رضوان الله عليهم وأرضاهم، فهم أهل كسب ومعيشة.

فانتظر هذا الرجل وإذا الليل يسري، فأخذ نفسه وصلى في طرف المسجد، فلما سلم قال الناس: يا أبا عبد الرحمن! إن فلاناً دخل في الصلاة ثم قطعها، فأفتاهم معاذ، قال: ذاك رجل منافق؛ لأنه ظن أنه من لا يصبر على طول الصلاة أنه منافق.

فسمع الرجل هذه الفتوى فذهب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وطرح القضية بين يديه، قال: يا رسول الله! والله إني لأترك صلاة الغداة مما يطول بنا معاذ، وقد تركت معه صلاة البارحة مما طول بنا، فلما تركت الصلاة قال إني منافق.

فاستدعاه صلى الله عليه وسلم، وربما يتوهم متوهم أنه سوف يعطيه جائزة على صبره وحسن قراءته، ولأنه طول بالناس، قال ابن مسعود:{فلما دخل معاذ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تغير وجهه وغضب، ثم التفت إليه وقال: أفتان أنت يا معاذ؟! أفتان أنت يا معاذ؟! ثم قال عليه الصلاة والسلام: من صلى منكم بالناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والفقير والكبير والصغير وذا الحاجة، ثم قال عليه الصلاة والسلام: اقرأ بسبح اسم ربك الأعلى، أو والليل إذا يغشى} وهذا في صلاة العشاء وما يناسبها، وهذه من ملاحظاته صلى الله عليه وسلم الله وسلم عليه في القول.

ص: 8