المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سيف الدولة في التاريخ - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٨

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌أسرار العبقرية عند ابن تيمية

- ‌البطاقة الشخصية لشيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌أسباب عظمة شيخ الإسلام ومميزاته

- ‌إخلاصه لله وتجرده

- ‌الذكاء المفرط والذاكرة المتوقدة عند شيخ الإسلام

- ‌شيخ الإسلام والتبحر العلمي والجامعية

- ‌الشجاعة والاستقلال الفكري عند شيخ الإسلام

- ‌شيخ الإسلام وروح التجديد التي صاحبته

- ‌معرفته بمقاصد الشريعة الربانية

- ‌شيخ الإسلام وعلمه بالنصوص الشرعية ومعرفته بالواقع

- ‌تعدد جهاد شيخ الإسلام وبذله على كافة الجبهات

- ‌الحيوية المتوهجة في كلماته وكتاباته

- ‌شيخ الإسلام وأسلوبه السهل

- ‌شيخ الإسلام ودرجة الاجتهاد المطلق

- ‌شيخ الإسلام وخصومته للمنحرفين عن الكتاب والسنة

- ‌اهتمام التاريخ بشيخ الإسلام

- ‌اهتمامه بالعبادة، وشدة تضرعه إلى الله

- ‌شيخ الإسلام وجلده وصبره

- ‌أعداء ابن تيمية

- ‌لماذا عودي ابن تيمية

- ‌الأسئلة

- ‌سيف الدولة في التاريخ

- ‌كتب ابن تيمية

- ‌من أجل قوة الذاكرة

- ‌التقيد بالمذهب الحنبلي

- ‌تفرد ابن تيمية بالعبقرية في العصور المتأخرة

- ‌تكملة بيت الشعر

- ‌كتاب درء التعارض

- ‌أبيات منسوبة لابن تيمية

- ‌سيد قطب

- ‌وفاة ابن تيمية

- ‌طموحات في الحديث عن ابن تيمية

- ‌حكم لبس البنطلون

- ‌العطلة وشغلها بالفائدة

- ‌أسباب تفوق ابن تيمية

- ‌الكتب التي ترجمت لابن تيمية

- ‌جنكيز خان

- ‌محاضرات عن عثمان وعلي

- ‌تلامذة ابن تيمية

- ‌أفضل كتب ابن تيمية

- ‌أسئلة متفرقة

الفصل: ‌سيف الدولة في التاريخ

‌سيف الدولة في التاريخ

‌السؤال

أرجو أن تعطي لنا موجزاً عن سيف الدولة بارك الله فيك؟

‌الجواب

سيف الدولة ابن حمدان بطل كان فيه تشيع يسير، وكان يسكن في حلب، وقد خاض أكثر من ثلاثين معركة ضد الروم، حتى يقول المتنبي وكان شاعره الوحيد المتنبي، ولم يجتمع عند ملك ولا وزير، ولا سلطان ما اجتمع عند سيف الدولة من الشعراء؛ كان على بابه أكثر من ثمانين شاعراً، والمتفوق دائماً المتنبي شاعره الوحيد، يقول:

ألا أيها المال الذي قد أباده تعز فهذا فعله في الكتائب

ويقول له المتنبي، يحيي سيف الدولة يقول:

وإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال

وماتت أخت سيف الدولة، فرثاها أبو الطيب المتنبي، وقال:

طوى الجزيرة حتى جاءني خبرٌ فزعت منه بآمالي إلى الكذب

حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

ويتغاضب ويتعاتب هو والمتنبي في آخر ويحدث فصام بينهما في المجلس، بسبب أحد الوزراء وهو ابن عم سيف الدولة وهو أبو فراس الحمداني، كان ينشد المتنبي، فأخذ أبو فراس قارورة الحبر فضرب بها المتنبي على وجهه فسال الدم، فضحك سيف الدولة، يضحك من هذا المشهد، فغضب المتنبي، يقول: كيف تضحك عليَّ؟ قال:

إن كان سركمُ ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكم ألم

سيعلم الجمع ممن ضم مجلسه بأنني خير من سارت به قدم

كان يحب نفسه، وكان فيه عظمة، هذا المتنبي، وفي الأخير خرج من عند سيف الدولة وألقى عليه قصيدة يقول:

فراق ومن فارقت غير مذمم وأم ومن يممت خير ميمم

وما منزل اللذات عندي بمنزلٍ إذا لم أبجل عنده وأكرم

رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى هوىً كاسر كفي وقوسي وأسهمي

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم

وعادى محبيه بقول عداته فأصبح في ليل من الشك مظلمٍ

ثم ذهب إلى كافور ومدحه، فجعله بدر الزمان، يقول:

لقيت المرورى والشناخيب دونه وجبت هجيراً يترك الماء صاديا

أبا كل مسكٍ لا أبا المسك وحده وكل غمام لا أخص الغواديا

ثم غضب على كافور، فجعله لا يساوي قرشين، فقال:

لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيدُ

إلى آخر ما قال من الكلام الذي يحاسبه الله عليه.

ص: 22