المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أصبع محمد بن واسع خير من ألف سيف - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الإخلاص لله والصدق مع الله

- ‌منزلة الإخلاص

- ‌الإخلاص أكبر قضايا التوحيد

- ‌موسى وكلمة الإخلاص

- ‌أحاديث في فضل الإخلاص

- ‌حديث الثلاثة الذين تسعر بهم النار

- ‌إنما الأعمال بالنيات

- ‌يا معاذ: أخلص عملك يكفك القليل

- ‌نماذج من إخلاص صحابة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌إخلاص عمر بن الخطاب أكسبه الشهادة

- ‌عبد الله بن جحش وسعد بن أبي وقاص يبايعان الله

- ‌أعرابي يصدق مع الله

- ‌إخلاص عبد الله بن عمرو الأنصاري

- ‌أنس بن النضر يجد ريح الجنة

- ‌ذم الرياء والشهرة

- ‌أثر الإخلاص

- ‌قصة عبد الغني المقدسي

- ‌رؤية أيوب السختياني تذكرِّ بالله

- ‌إخلاص الإمام أحمد وصدقه

- ‌أصبع محمد بن واسع خير من ألف سيف

- ‌صلة بن أشيم والأسد

- ‌الحسن البصري يصف الصادقين

- ‌معاوية بن أبي سفيان يتأثر لسماع حديث الثلاثة الذين تسعر بهم النار

- ‌ذكر الموت وأثره في الإخلاص

- ‌عمرو بن العاص في ساعة الاحتضار

- ‌عبد الله بن المبارك يتذكر ظلمة القبر

- ‌تعريفات للإخلاص والصدق من كلام السلف

- ‌الأسئلة

- ‌الرياء وعلاجه

- ‌التجمل متى يكون رياءً؟ ومتى لا يكون

- ‌التحدث بالأعمال الصالحة

- ‌الإخلاص في ابتداء العمل يكفي

- ‌الخلاص من التأثر بمدح الناس

- ‌ما سطره الصحابة والتابعون يمكن تكراره في كل زمان

- ‌كيف نصدق مع الله

- ‌استحضار النية في أول العمل يكفي

- ‌حكم ترك العبادة من أجل الناس

- ‌نصيحة لمن لم يخلص

- ‌ما أعد الله للنساء في الجنة من النعيم

- ‌نصيحة لأولياء الأمور في تزويج بناتهم

- ‌رفع الصوت بالبكاء في الصلاة

- ‌الشباب الصالح ومشكلة التأخر عن الصلاة

- ‌حكم دخول المسجد وقراءة القرآن للحائض

- ‌الأحوط للحائض ألا تمس المصحف

- ‌للحائض أن تعبر المسجد ولا تلبث فيه

- ‌قصائد شعرية

الفصل: ‌أصبع محمد بن واسع خير من ألف سيف

‌أصبع محمد بن واسع خير من ألف سيف

وهذا محمد بن واسع الأزدي، العابد الذي يقول له تلاميذه: لماذا لا تتكئ؟ فقال: أنا خائف والخائف لا يتكئ، إنما يتكئ من أمن عذاب الله! قالوا: فمتى تأمن؟ قال: لا آمن حتى أدخل الجنة.

حضر فتح كابول، التي فقدت من أيدينا يوم أن نقص صدقنا وإخلاصنا مع الله، التي ذهبت من أيدينا يوم لم نرفع لا إله إلا الله كما ينبغي كابول التي فتحها العباد الزهاد، والتي وقف على شرفاتها وعلى روابيها محمد بن واسع مع جيش قتيبة بن مسلم.

وكان في برنامج محمد بن واسع أن يصوم كل يوم، وأن يصلي لله ما يقارب أربعين ركعة، وأن يستغفر كذا من المئات التي يفتح الله بها عليه، ثم هو في تذكر لقاء الله حضر المعركة مجاهداً مستبشراً بفتح الله ونصره، ولما التقى أهل الإسلام وأهل الأصنام؛ أهل لا إله إلا الله وأعداء لا إله إلا الله؛ التقى أهل الحق وأهل الباطل، قال قتيبة بن مسلم: يا معشر الناس! أين محمد بن واسع الأزدي؟ قالوا: لا ندري.

فقال: أسألكم بالله أن تبحثوا لي عنه -ذكر هذا ابن كثير - فذهبوا يبحثون عنه، فوجدوه قد صلَّى صلاة الضحى، ووقف على رمحه رافعاً أصبعه يقول: يا حي يا قيوم! يا حي يا قيوم! يا حي يا قيوم!

فعادوا إلى قتيبة بن مسلم فأخبروه، فقال: الحمد لله أبشروا بالنصر!

والله الذي لا إله إلا هو لأصبع محمد بن واسع خير عندي من ألف سيف شهير وألف شاب طرير.

وانتصر المسلمون، وتقدم قتيبة بن مسلم يوم أن كان صادقاً مع الله، فرأى أصنام داهر ، وأتباعه الكفرة في كابول ، وهي بالذهب محلاة، فقالوا: خذها كنوزاً لك في بيت مال المسلمين، فقال: لا والله! لا يدخل بيت مال المسلمين كنز عُبد من دون الله ولو كان ذهباً، حرقوها بالنار فنسفوها بالنار ولذلك يقول إقبال:

كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا

لو كان غير المسلمين لصاغها حلياً وحاز الكنز والدينارا

فهؤلاء الصادقون مع الله، والمخلصون لله، نصرهم الله، وحفظهم ووقاهم لصدقهم معه سبحانه وتعالى.

يا واهب الآمال أنت حفظتني ورعيتني

وعدا الظلوم عليّ كي يجتاحني فمنعتني

فانقاد لي متخشعاً لما رآك نصرتني

إنه حفظه سبحانه وتعالى لأوليائه؛ حِفظهم كما يقول ابن رجب: من العدو الظاهر والعدو الباطن من المعاصي والمخالفات.

ص: 20