المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التذرع بالذنوب لترك الدعوة إلى الله - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٢٣

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء مع الشباب

- ‌ضعف الإيمان وفساد التوبة

- ‌ظاهرة ضعف الإيمان

- ‌التوبة النصوح وشروطها

- ‌علامة فساد التوبة

- ‌علامات التوبة الصحيحة

- ‌أسباب زيادة الإيمان

- ‌عدم الجدية

- ‌هدي السلف في الجد في العبادة

- ‌الجدية في العقيدة

- ‌الجدية في الشخصية

- ‌جدية الهيئة

- ‌علو الهمة

- ‌الجدية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الجدية في طلب العلم

- ‌(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا)

- ‌الأمر بالعدل في القرآن الكريم

- ‌العدل في الحب والاتباع

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم وميزان العدل

- ‌ضياع الأوقات عند الشباب

- ‌قضايا في الدعوة إلى الله

- ‌احذروا العجلة

- ‌الغلظة والعنف في الدعوة

- ‌التذبذب

- ‌جلساء السوء هم السبب في التذبذب

- ‌التذبذب في الأمور الخاصة

- ‌التذبذب في طلب العلم

- ‌التذبذب في الأمور العامة

- ‌التذرع بالذنوب لترك الدعوة إلى الله

- ‌الانعزال عن المجتمع

- ‌المخالطة مع الصبر أفضل

- ‌العزلة مطلوبة أحياناً

- ‌الفتاة الداعية

- ‌من داعيات الإسلام

- ‌مجالات الدعوة عند المرأة

- ‌قلة الاطلاع عند الشباب

- ‌السؤال ممقوت إلا في حالتين

- ‌اطلع على واقعك

الفصل: ‌التذرع بالذنوب لترك الدعوة إلى الله

‌التذرع بالذنوب لترك الدعوة إلى الله

من قضايا الشباب: التذرع بالذنوب وترك الدعوة بسبب أنهم يحملون ذنوباً، وأن الواحد منهم عاصٍ فتطالبه أن يدعو إلى الله عز وجل، وأن يشارك في الخطابة، أو في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو في التعليم، أو في إسداء الكلمة البارة، وفي نصيحة إخوانه، فيقول: أنا رجل مذنب ومثلي لا يدعو الناس، وهذا خطأ نبه عليه أهل العلم، وقد قال الله عز وجل في محكم كتابه:{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً} [النور:21].

من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط

وأنا أسأل هؤلاء الشباب: هل ينتظرون إلى درجة أن يصبح الإنسان منهم معصوماً لا يخطئ؟

لا يكون هذا أبداً، والمعصوم هو محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال {كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون} وقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: {والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم آخرين يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم} .

يقول رجل للإمام أحمد: يا أبا عبد الله ، هل يبقى الرجل حتى يكمل ثم يدعو الناس؟ قال الإمام أحمد: ومن يكمل؟ من يبقى حتى يكمل، فادعُ الناس؛ لأن عندك حد أدنى من الطاعة، فأنت تؤدي الفرائض وتجتنب الكبائر، لكنك تقع أحياناً في خدوش وفي زلات وسيئات وخطايا، فاستغفر وتب، لكن لا تسكت عن الدعوة، لا تسكت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أنك مذنب.

قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس: وقد لبس إبليس على بعض المتعبدين فيرى منكراً فلا يغيره، ويقول: إنما يأمر وينهى من قد صلح، وأنا لست بصالح فكيف آمر غيري.

وهذا غلط؛ لأنه يجب عليه أن يأمر وينهى ولو كانت تلك المعصية عنده، وقد سبق معنا قول شيخ الإسلام وأكرره، يقول: وكل بشر على وجه الأرض فلا بد له من أمر ونهي ولا بد أن يؤمر هو وينهى.

وقد ذكر شيخ الإسلام في المجلد العاشر من الفتاوى في وصيته لـ أبي القاسم المغربي: أن العبد لا بد له أن يذنب، وأن الذنب حتم على العبد، لكن عليه أن يستغفر.

فوصيتي للشباب ألا يعتذر أحدهم بالذنب، وأنا أعرف شباباً تركوا خطبة الجمعة بسبب أنهم يقولون: نحن أهل معاصي، تطلب من الواحد منهم أن يلقي كلمة وأن يعظ الناس، فيقول: أنا عاصي.

ولو كان يشترط في الواعظ والداعية والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر العصمة ما كان دعا ولا وعظ أحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم.

فيا إخوتي! نسدد ونقارب، ونأمر وننهى، فلعل الله أن يكفر بسبب دعوتك خطاياك ومعاصيك التي وقعت فيها.

ص: 29