المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حر الجزيرة أثناء غزوة تبوك - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٢٤

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌حتى لا نتخلف عن الركب

- ‌غزوة تبوك

- ‌تجهيز جيش تبوك

- ‌تخاذل المنافقين

- ‌حر الجزيرة أثناء غزوة تبوك

- ‌دور المنافقين في غزوة تبوك

- ‌كعب بن مالك وتخلفه عن الركب

- ‌استقبال كعب بن مالك للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌إعلان المقاطعة على كعب بن مالك

- ‌صور من معاناة كعب بن مالك

- ‌رسالة ملك غسان إلى كعب بن مالك

- ‌تعزيز المقاطعة باعتزال النساء

- ‌الفرج بعد الكرب ينزل على كعب بن مالك

- ‌بعد خمسين ليلة

- ‌نزول التوبة من السماء

- ‌لقاء الأحبة بعد فرقة

- ‌باب التوبة مفتوح

- ‌من ثمار التوبة

- ‌ما يستفاد من قصة كعب بن مالك

- ‌التخلف عن مجال الخير خسارة

- ‌البذل في سبيل الله والصبر من أجل الله

- ‌فضل أبي ذر

- ‌لا يسكت على المستهزئين بالدين

- ‌إنتظار الفرج وهجر العصاة

- ‌امتثال أمر الله والفرح بتوبته

- ‌من قضايا الساعة

- ‌الإخاء والاعتصام

- ‌الدعوة إلى الله عز وجل والصبر عليها

- ‌التثبت من الأخبار

- ‌الأسئلة

- ‌تمكين المشركين

- ‌حتى لا يفوتنا الركب

- ‌جماعة الدعوة والتبليغ

- ‌الغناء والطرب

- ‌المولد النبوي

- ‌بعض من يعتدي على الجيل الأول

- ‌المخرج السينمائي أنيس عبد المعطي

- ‌قصيدة عاصفة الصحراء

الفصل: ‌حر الجزيرة أثناء غزوة تبوك

‌حر الجزيرة أثناء غزوة تبوك

خرج عليه الصلاة والسلام، والحر يلتهب، والشمس المضنية تسحق ذرات الرمل، ومع ذلك أراد الله والدار الآخرة، وذكر الله أنهم لا يطئون موطئاً يغيظ الكفار، ولا يصعدون جبلاً، ولا يهبطون وادياً، أو يجوعون أو يظمئون إلا كان في سجل حسناتهم.

مشى صلى الله عليه وسلم بجيش عداده عشرة آلاف يخترق وسط الجزيرة العربية إلى شمالها في اتجاه تبوك، ليطرد المستعمرين والمحتلين والخونة عن حدود الجزيرة؛ لأنه يريد أن يطهرها لتبقى جزيرة لا إله إلا الله، جزيرة (إياك نعبد وإياك نستعين) جزيرة محمد رسول الله:

أنا الجزيرة في عيني عباقرة المجد والفجر والتاريخ والشرف

أنا الجزيرة بيت الله قبلتها وفي ربى عرفات دهرنا يقف

ومشى عليه الصلاة والسلام ولما اقترب من تبوك تخلف أبو ذر الغفاري، فقال: أين أبو ذر؟

قالوا: تخلف يا رسول الله! قال: إن يرد الله به خيراً يلحقه معنا، وإن لم يرد الله به خيراً لا يلحقه بنا.

كان أبو ذر له جملاً، فضربه وأراده أن يرتحل ولكن الجمل ما فعل، فأخذ متاعه على ظهره وترك الجمل، وأتى يقتلع خطاه في الصحراء، ليلحق بالرسول عليه الصلاة والسلام، فلما اقترب قال صلى الله عليه وسلم:{كن أبا ذر} فكان أبا ذر.

وكان صلى الله عليه وسلم ودموعه تهراق من عينيه يقول: {رحمك الله يا أبا ذر!

تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك}

يقول: أحد الفضلاء المعاصرين: " تعيش وحدك؛ لأن مبادئك وحسناتك لا تترك لك من يزاحكمك، وتموت وحدك؛ لأن ميثاقك واحد، وتبعث وحدك؛ لأنك صادق أمة واحدة ".

ونزل صلى الله عليه وسلم في تبوك، وتمر به صلى الله عليه وسلم قصص هائلة يجدها من يتدبر السيرة.

ص: 5