المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حقيقة الدنيا إن الله عز وجل جعل نعيم المسلم في الآخرة؛ - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٣٩

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌جنسية المسلم

- ‌قيمة العرب بالإسلام

- ‌معالم الإقبال على الآخرة والإعراض عن الدنيا

- ‌صحة الانتماء لدين الإسلام

- ‌عزة ربعي بن عامر بالإسلام

- ‌دخول علماء الكفار إلى الإسلام

- ‌عزة عمر بدينه

- ‌الإسلام هو مصدر الفخر والاعتزاز

- ‌النسب لا ينفع يوم القيامة

- ‌مطلب كل مسلم رضا الله عنه

- ‌صور من اعتزاز الصحابة بالإسلام

- ‌ليس بعزيز على الله أن تعاد أمجادنا

- ‌العالم بحاجة إلى الهداية

- ‌حقيقة الدنيا

- ‌أين من سكنوا الدنيا وعمروها

- ‌حال الصحابة مع الدنيا

- ‌المسلمون بين الشبهات

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من ذهب ليجاهد بدون إذن والديه

- ‌حكم صلاة الجماعة وحكم المتخلف عن صلاة الصبح

- ‌مشاهد في أمريكا

- ‌حكم حلق اللحى وإسبال الثياب وسماع الغناء

- ‌حكم قصر الصلاة في الرحلات

- ‌حكم إضاعة الوقت في غير ذكر الله

- ‌حكم كشف الخادمة على من تعمل عنده

- ‌حكم ذهاب الخادمة للحج والعمرة مع العائلة التي تخدمها

- ‌حكم خروج الخادمة إلى الشارع متكشفة

- ‌حكم من عمل عملاً لغير الله

- ‌حكم التكشف على بنات العمات والأخوال والخالات

- ‌حكم تطويل الخطبة

الفصل: ‌ ‌حقيقة الدنيا إن الله عز وجل جعل نعيم المسلم في الآخرة؛

‌حقيقة الدنيا

إن الله عز وجل جعل نعيم المسلم في الآخرة؛ لأن الستين سنة لا تُمَكِّنه من التمتع بالنعيم، ولا تُمَكِّنه من التمتع بالهدوء، والدنيا ما نظر الله إليها منذ خلقها؛ احتقاراً لها، فكيف تجعلها أنت مصيرك وهدفك ومستقبلك؟ يقول جل ذكره:{إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس:7 - 8].

إن الذي يعيش لهذه الستين سنة ويجعل هدفه في الحياة منزلاً، أو زوجة أو سيارة أو شهرة أو منصباً أو أي متعة من متع الحياة؛ إنسان لا همة له ولا مستقبل ولا عزيمة ولا نور ولا إشراق في صدره؛ لأنه باع حياته بأخراه، ونعوذ بالله من الخسارة.

والله أرادك للآخرة، فلماذا تريد نفسك الدنيا؟

يقول بعض الصالحين: "دنيا إذا صحَّ بدنُك فيها خفتَ من السقم، وإذا اغتنيتَ فيها خفتَ من العدم، وإذا اجتمع أبناؤك عندك خفتَ عليهم من التلف، وإذا ارتحتَ خفتَ من الهم، فأين الراحة فيها؟! ".

طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنتَ تريدها سِلْماً من الأوباش والأكدار؟

ويقول أبو الفتح البستي في منظومته الشهيرة، وهو يعظ العالم الإسلامي:

يا متعب الجسم كم تسعى لراحته أتعبتَ نفسك فيما فيه خسرانُ

أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسانُ

يا ساعياً لخراب الدار مجتهداً بالله هل لخراب الدار عُمرانُ

ص: 14