المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌القسم الثالث: ما وردفي فضائل عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي (ذي النورين) رضي الله عنه - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ٦

[سعود بن عيد الصاعدي]

الفصل: ‌القسم الثالث: ما وردفي فضائل عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي (ذي النورين) رضي الله عنه

‌القسم الثالث: ما وردفي فضائل عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي (ذي النورين) رضي الله عنه

-

932 -

[1] عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ لكَ أجرَ رجلٍ ممَّنْ شهِدَ بَدرًا، وسهمَه). قاله لعثمان لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وبقي عثمان بالمدينة يمرض رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن عمر: لو كان أحد أعز ببطن مكة

(1)

من عثمان لبعثه

(2)

[يعني: يوم الحديبية]، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان، وكانت بيعة الرضوان

(3)

. بعدما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله - صلى الله عليه

(1)

أي: على من بها. - انظر: الفتح (7/ 74).

(2)

أي: النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. كما في المرجع المتقدم، الحوالة نفسها.

(3)

سميت بذلك لأن الله تبارك وتعالى أخبر أنه رضِي عن أصحابها قال تعالى في سورة: الفتح، الآية (18):{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} ، وكانت في أواخر السنة السادسة من الهجرة في غزوة الحديبية، وحوادثها وأسبابها مشهورة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.

- انظر: تفسير ابن جرير (26/ 47 - 48)، وسيرة ابن هشام (3/ 308)، والدرر لابن عبد البر (ص/ 204).

وفي مرويات غزوة الحديبية، وحوادثها كتاب قيم للشيخ الدكتور: حافظ الحكمي، وهو مطبوع متداول.

ص: 5

وسلم - بيده اليمنى

(1)

: (هذِهِ يدُ عُثمَان

(2)

)، فضرب بها على يده، وقال:(هذهِ لِعُثمَان)

(3)

.

رواه: البخاري

(4)

- وهذا مختصر من لفظه -، والترمذي

(5)

، والإمام أحمد

(6)

، ثلاثتهم من طرق عن أبي عوانة (هو: الوضاح)

(7)

، ورواه: البخاري

(8)

- وحده - من طريق أبي حمزة (وهو: السكري)، والإمام

(1)

أي أشار بها. - انظر: الفتح (7/ 74)، وتحفة الأحوذي (10/ 206).

(2)

أي: بدلها. - انظر المرجعين المتقدمين، الموضعين نفسيهما.

(3)

أي: عنه. - الفتح (7/ 74).

(4)

في (كتاب: فرض الخمس، باب: إذا بعث الإمام رسولًا في حاجة أو أمره بالمقام هل يسهم له؟) 6/ 271 ورقمه/ 3130، وفي (كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عثمان رضي الله عنه) 7/ 66 - 67 ورقمه/ 3698 عن موسى بن إسماعيل عن أبى عوانة به .. وهو في فرض الخمس مختصرا.

(5)

في (كتاب: المناقب، باب: في مناقب عثمان رضي الله عنه) 5/ 587 - 588 ورقمه/ 3706 عن صالح بن عبد الله عن أبي عوانة به، بنحوه، مطولا.

(6)

(10/ 52 - 53) ورقمه/ 5772 عن عفان (هو: الصفار) عن أبي عوانة به، بنحوه.

(7)

ورواه: القطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد (1/ 506) ورقمه/ 826 بسنده عن أبى عوانة به.

(8)

في كتاب (المغازي، باب: قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}) 7/ 421 ورقمه/ 4066 عن عبدان (وَهو: عبد الله بن عثمان) عن أبى حمزة (وهو السكري) عن عثمان بن موهب به، بنحوه.

ص: 6

أحمد

(1)

من طريق أبي معاوية شيبان (وهو: النحوي) ثلاثتهم عن عثمان بن عبد الله بن موهب

(2)

عن ابن عمر به

وليس للبخاري في كتاب فرض الخمس إلا طرفه الأول فقط. وزاد الترمذي: (وأمره أن يخلف عليها، وكانت عليلة)، يعني: رقية، وقال:(هذا حديث حسن صحيح).

ورواه: أبو داود

(3)

بسنده عن أبي إسحاق الفزاري (هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث) ورواه: الطبراني في الأوسط

(4)

بسنده عن عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن كليب بن وائل عن هانئ بن قيس عن حبيب بن أبي مليكة عن ابن عمر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام - يعني: يوم الحديبية -، فقال:(إن عثمان انطلق في حاجة الله، وحاجة رسول الله، وأني أبايع له)، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم

(1)

(10/ 211) ورقمه/ 6011 عن هاشم (هو: ابن القاسم) عن أبي معاوية - يعني: شيبان - عن عثمان بن موهب به بنحوه. والحديث رواه - أيضًا -: الطيالسي في مسنده (ص/ 264) عن أبى عوانة وأبي معاوية، كلاهما عن عثمان بن موهب به.

(2)

بفتح الميم، وسكون الواو، وكسر الهاء بعدها موحدة. - انظر: اللباب (3/ 271)، وتحفة الأحوذى (10/ 204).

(3)

في (كتاب: الجهاد، باب: فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له) 3/ 168 - 169 ورقمه/ 2726 عن محبوب بن موسى أبى صالح عن أبي إسحاق الفزاري به، وأشار إلى طريق أبى داود هذه: المزي في تهذيب الكمال (5/ 402 - 403)

(4)

(9/ 224 - 225) ورقمه/ 8489 عن معاذ (يعني: ابن المثنى) عن إسحاق (هو: ابن عمر بن سليط) عن عبد الواحد به، بنحوه.

ص: 7

يضرب لأحد غاب غيره

(1)

. سكت عنه أبو داود، وقال الطبراني: (لم يدخل أحد ممن روى هذا الحديث في هذا الإسناد بين كليب بن وائل وحبيب بن أبي مليكة: هانئ بن قيس إلا عبد الواحد بن زياد، ورواه: زائدة، وجماعة عن كليب بن وائل عن حبيب بن أبي مليكة عن ابن عمر

) اهـ. وعبد الواحد بن زياد ثقة. وهانئ بن قيس ترجم له البخاري في التأريخ الكبير

(2)

، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(3)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات

(4)

، وقال الذهبي في الكاشف

(5)

: (وثق)، وقال الحافظ ابن حجر

(6)

: (مستور)، وهو كذلك. وشيخه: حبيب بن أبي مليكة، قال أبو زرعة الرازي

(7)

: (ثقة)، وذكره ابن حبان في الثقات

(8)

، وقال الذهبي

(9)

: (وثق)، وقال

(1)

قال الخطابي في معالم السنن (3/ 169): (هذا خاص لعثمان، لأنه كان ممرض ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معنى قوله: (في حاجة الله، وحاجة رسوله).

(2)

(8/ 232) ت/ 2828.

(3)

(9/ 101) ت/426.

(4)

(7/ 583).

(5)

(2/ 333) ت/ 5936.

(6)

التقريب (ص/ 1017) ت/7312. - وانظر: تهذيب الكمال (30/ 142) ت/ 6546، وخلاصة الخزرجي (ص/ 408).

(7)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 109) ت/ 501.

(8)

(4/ 139).

(9)

الكاشف (1/ 309) ت/ 918.

ص: 8

الحافظ

(1)

: (مقبول) - أي: حيث يتابع، وإلا فلين الحديث، كما هو اصطلاحه -

وتوثيقه أقرب

(2)

.

ورواه: أبو يعلى

(3)

بسنده عن خالد (وهو: ابن عبد الله الواسطي)، والطبراني في الكبير

(4)

بسنده عن معاوية بن عمرو عن زائدة (وهو: ابن قدامة)، كلاهما عن كليب بن وائل به، بنحوه، ولم يقولا فيه: عن هانئ بن قيس، قالا: عن كليب بن وائل عن حبيب بن أبي مليكة. قال المزي

(5)

- وقد رواه: من طريق الطبراني -: (تابعه حسين بن على الجعفي عن زائدة)، ومتابعته رواها: ابن أبي شيبة في المصنف

(6)

عنه به، بنحوه. وفي سند الطبراني شيخه: محمد بن النضر الأزدي، لم أقف على ترجمة له. وكذلك ساقه الحاكم في المستدرك

(7)

بسنده عن المعتمر بن سليمان عن كليب بن وائل، بنحو حديث عثمان بن موهب عن ابن عمر، وقال:

(1)

التقريب (ص/ 221) ت/ 1115. وانظر: التهذيب (2/ 191 - 192).

(2)

ورواه من هذه الطريق - أيضًا -: المزي في تهذيب الكمال (5/ 401 - 402) بسنده عن أبي إسحاق الفزاري به.

(3)

(9/ 450) ورقمه/ 5599 عن وهب بن بقية عن خالد بن عبد الله به، بنحوه.

(4)

(1/ 85) ورقمه/ 125 عن محمد بن النضر الأزدي عن معاوية بن عمرو (وهو: الأزدي) به بنحوه، وفي سنده اختلاف.

(5)

تهذيب الكمال (5/ 403).

(6)

(7/ 489 - 490) ورقمه/ 19.

(7)

(3/ 98).

ص: 9

(هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص

(1)

، ولم أقف على أن كليبًا يتهم بالتدليس، ولا أدري إن كان سمع من حبيب أم لا!؟ وحديث الجماعة أشبه - والله أعلم -.

ورواه: الطبراني في الأوسط

(2)

عن روح بن الفرج أبي الزنباع عن يحيى بن سليمان الجعفي عن أحمد بن بشير الهمداني عن مجالد بن سعيد عن وبَرة بن عبد الرحمن أنه سمع بن عمر يقول: إن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان: (أقم عليها؛ فإنه لا بد لها مني، أو منك. وأنت أحق). فخلّفه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها. فلما فتح الله عليه أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشره: (بأن الله قد أتم عِدَّتم بك). وقال عقبة: (لم يرو هذا الحديث عن وبرة إلا مجالد، ولا عن مجالد إلا أحمد بن بشير، تفرد به يحيى الجعفى) اهـ. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إليه، وقال: (قلت: في الصحيح بعضه

وفيه: مجالد بن سعيد، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، ومجالد ضعيف الحديث. والراوي عنه أحمد بن بشير ضعفه النسائي، والدارقطني، ومشاه جماعة. وتلميذه يحيى الجعفي ضعفه النسائي، وقال فيه ابن حجر:(صدوق يخطئ)؛ فالإسناد: ضعيف. وله شواهد بمعناه هو بها: حسن لغيره.

(1)

(3/ 98).

(2)

(4/ 362 - 363) ورقمه/ 3616.

(3)

(9/ 84).

ص: 10

933 -

[2] عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة. قال: فبايع الناس. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ عثمانَ في حاجَة الله، وحاجَةِ رسولهِ)، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرًا من أيديهم لأنفسهم.

هذا الحديث رواه: الترمذي

(1)

، والبزار

(2)

بسنديهما عن الحسن بن بشر عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس به

وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب) اهـ، والحسن بن بشر هو: البجلي، ضعفه الإمام أحمد

(3)

- في رواية عنه -، والنسائي

(4)

، وابن خراش

(5)

، وأورده الذهبي في

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عثمان رضي الله عنه) 5/ 585 ورقمه/ 3702 عن أبي زرعة (هو: الرازي عبيد الله بن عبد الكريم) عن الحسن بن بشر عن الحكم بن عبد الملك به. ورواه: من طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 485)، ورواه: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص/ 64 - 54) ورقمه/ 49 بسنده عن الحسن بن بشر به.

(2)

[108/ ب - 109/ أ الأزهرية] عن زهير بن محمد عن الحسن بن بشر عن الحكم به، بنحوه.

(3)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 3) ت/ 10.

(4)

الضعفاء (ص/ 170) ت/ 154.

(5)

كما في: تهذيب الكمال (6/ 61).

ص: 11

الديوان

(1)

، والمغني

(2)

، وقال الحافظ في التقريب

(3)

: (صدوق يخطئ). وشيخه الحكم بن عبد الملك هو: القرشي، قال ابن معين

(4)

: (ليس بشيء)، وقال له الدارمي

(5)

: ما حاله في قتادة؟ قال: (ضعيف) اهـ، وحديثه هذا عن قتادة، وقال أبو حاتم

(6)

: (مضطرب الحديث جدًّا، وليس بقوي في الحديث)، وقال ابن حبان

(7)

: (ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه حتى كثر عنه). وضعفه أبو داود

(8)

، والنسائي

(9)

، والذهبي

(10)

، وابن حجر

(11)

. وقتادة (هو: ابن دعامة) مدلس، معدود في الثالثة من مراتب المدلسين عند الحافظ ابن حجر، ولم يصرح بالتحديث.

فالحديث معلول بثلاث علل: ضعف كل من الحسن بن بشر، وشيخه الحكم بن عبد الملك، وعنعنة قتادة بن دعامة؛ فهو: ضعيف، وضعفه

(1)

(ص/ 78) ت/ 885.

(2)

(1/ 157) ت/ 1382.

(3)

(ص/ 234) ت/ 1224.

(4)

التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 125).

(5)

تأريخه (ص/ 100) ت/ 280.

(6)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 123) ت/ 564.

(7)

المجروحين (1/ 248).

(8)

كما في: سؤالات الآجري (3/ 252) ت/ 334.

(9)

الضعفاء (ص/ 165) ت/ 123.

(10)

الديوان (ص/ 97) ت/ 1082.

(11)

التقريب (ص/ 263) ت/ 1459.

ص: 12

الألباني في ضعيف سنن الترمذي

(1)

، وفي تعليقه على المشكاة

(2)

، وله عدة شواهد درستها هنا، هو بها لا ينزل عن درجة: الحسن لغيره - وتقدمت قريبًا -.

934 -

[3] عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث عثمان إلى أهل مكة، فبايع أصحابه بيعة الرضوان بايع لعثمان بإحدى يديه على الأخرى. فقال الناس: هنيئًا لأبي عبد الله يطوف بالبيت آمنًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(لَو مكثَ كذَا، وكذَا مَا طافَ حتَّى أطُوْف).

رواه: الطبراني في الكبير

(3)

بسنده عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه به .. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(4)

وعزاه إليه هنا، ثم قال:(وفيه: موسى بن عبيدة، وهو ضعيف) اهـ، وهو كما قال. ومبايعة النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان ثابتة في عدة أحاديث عنه صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك: الحديثان المتقدمان، وهى بها

(1)

(ص/ 496) رقم/ 765.

(2)

(3/ 1713) رقم/ 6065.

(3)

(1/ 90 - 91) ورقمه/ 144 عن عبيد بن غنام (هو: أبو محمد الكوفي) عن أبى بكر بن أبى شيبة عن عبيد الله بن موسى (وهو: ابن أبي المختار) عن موسى بن عبيدة (وهو: الربذي) به. والحديث في المصنف لابن أبي شيبة (7/ 491) ورقمه/ 24، وزاد:(سنة)، بعد قوله:(كذا، وكذا).

(4)

(9/ 84).

ص: 13

في هذا الحديث: حسنة لغيرها. ويبقى القدر الآخر فيه ضعيفًا، لإني لم أقف على ما يشهد له بعد - والله أعلم -.

ورواه: الطبراني في الكبير

(1)

- مرة - عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن منجاب بن الحارث عن سعيد بن سلام بن أبي الهيفاء الأسدي عن موسى بن عبيدة به، بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع لعثمان بن عفان رضي الله عنه بإحدى يديه على الأخرى، وقال:(اللهم إن عثمان في حاجتك، وحاجة رسولك)

وسعيد بن سلام هو: العطار يُذكر بوضع الحديث، قاله البخاري في التأريخ الصغير

(2)

. وقال الإمام أحمد

(3)

: (كذاب، يحدث عن الثوري، كذاب)

(4)

. فهذه الطريق موضوعة، لا شيء.

935 -

[4] عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: (إنِّي كنتُ أُمَرِّضُ رقيةَ بنتَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم[يعني: يوم بدر] حتَّى ماتَتْ، وقدْ ضربَ ليَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسهمِي. ومنْ ضربَ لهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسهمِهِ فقدْ شَهِد).

(1)

(7/ 23) ورقمه/ 6263.

(2)

(2/ 314).

(3)

العلل رواية عبد الله (3/ 361) رقم النص/ 5585.

(4)

وانظر: الميزان (2/ 331) ت/ 3195، والكشف الحثيث (ص/ 124) ت/ 309.

ص: 14

رواه: الإمام أحمد

(1)

- واللفظ له -، والبزار

(2)

، والطبراني في الكبير

(3)

، كلهم من طرق عن عاصم

(4)

عن شقيق عن الوليد بن عقبة عن عثمان به

قال البزار: (وهذا الحديث قد رواه: غير واحد عن أبي وائل من حديث عاصم، ومن حديث منصور، فقد ذكرناه عن التيمي

(5)

عن عاصم إذ كان حسن المخرج، واقتصرنا عليه) اهـ

وإسناد الإمام أحمد

(6)

رجاله ثقات، رجال الشيخين غير عاصم - (وهو: ابن أبي النجود) وهو صدوق، وحديثه حسن - كما قال البزار - وأفاد أن منصور، وهو: ابن المعتمر قد تابعه - أيضًا -، ولم يسق حديثه -. وشقيق هو: ابن سلمة، والوليد بن عقبة هو: ابن أبي معيط، له صحبة.

(1)

(1/ 525) ورقمه/ 490 عن معاوية بن عمرو عن زائدة (هو: ابن قدامة) عن عاصم (وهو: ابن أبي النجود) به.

(2)

(2/ 51 - 52) ورقمه/ 395 عن إبراهيم بن المستمر عن عمرو بن عاصم عن المعتمر بن سليمان (هو: التيمي) عن أبيه عن عاصم به، بنحوه.

(3)

(1/ 88 - 89) ورقمه/ 135 عن محمد بن النضر الأزدي عن معاوية بن عمرو عن زائدة به، بنحوه.

(4)

والحديث من طريق عاصم بن أبي النجود رواه - أيضًا -: ابن شيبة في تأريخ المدينة (3/ 1032) بسنده عنه به، بنحوه.

(5)

يعني: سليمان بن بلال، والد المعتمر.

(6)

في إسناد البزار: إبراهيم بن المستمر، وشيخه: عمرو بن عاصم قال ابن حجر في التقريب (ص/ 116) ت/ 256: (صدوق يغرب)، وقال في الثاني (738) ت/ 5090:(صدوق في حفظه شيء)، وحديثهما على الوجه. وفي سند الطبراني شيخه: محمد النضر الأزدي، لم أقف على ترجمة له.

ص: 15

وللحديث طريقان أُخريان، الأولى رواها: البزار

(1)

بسنده عن عثمان بن مخلد عن سلام أبي المنذر عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عثمان قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني على ابنته [يعني: يوم بدر]، فضرب لي بسهم، وأعطاني أجري). ثم قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أناس من المشركين [يعني: يوم الحديبية]

فلما احتبست ضرب بيمينه على شماله، فقال:"هذه لعثمان بن عفان"، فشمال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يميني) الخ الحديث، في قصة مخاصمة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه له.

قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعيد بن المسيب عن عثمان إلا من هذا الوجه، ولا رواه: عن بن زيد إلا سلام أبو المنذر) اهـ.

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وعزاه إلى البزار، وحسن إسناده، وليس كما قال؛ لأن فيه على بن زيد، وهو: ابن جدعان التيمي، ضعيف. والراوي عنه سلام أبو المنذر هو: ابن سليمان القارئ، عده أبو داود

(3)

، وأبو حاتم الرازي

(4)

، والساجي

(5)

، وأبو حاتم بن حبان

(6)

،

(1)

(2/ 34 - 35) ورقمه/ 385 عن يوسف بن موسى القطان الواسطي عن عثمان بن مخلد به.

(2)

(9/ 84 - 85).

(3)

كما في: سؤالات الآجري له (3/ 309) ت/ 463.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (4/ 259) ت/ 1119.

(5)

كما في: طبقات القراء (1/ 133) ت/ 49.

(6)

الثقات (6/ 416).

ص: 16

والذهبي

(1)

صدوقًا. وقال يحيى بن معين

(2)

: (لا شيء)، وسأله ابن الجنيد

(3)

: أثقة هو؟ فقال: (لا). وقال الحافظ في التقريب

(4)

: (صدوق يهم) اهـ. وتلميذه: عثمان بن مخلد هو: ابن عثمان الواسطي، ذكره بحشل في تأريخ واسط

(5)

، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(6)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وأورده ابن حبان في الثقات

(7)

، وهو مستور.

والأخرى رواها: البزار

(8)

- أيضًا - بسنده عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن عبد الله بن عمر

(9)

عن نافع عن ابن عمر عن عثمان قال: (خلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدر، وضرب لي سهما)، وقال في بيعة الرضوان: (فضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

طبقات القراء (1/ 133).

(2)

كما في: الجرح والتعديل (4/ 259) ت/ 1119.

(3)

سؤالاته لابن معين (ص/ 131)، وانظر رواية ابن طهمان (ص/ 117) ت/ 379.

(4)

(ص/ 426) ت/ 2720.

(5)

(ص/ 174).

(6)

(6/ 170) ت/ 930.

(7)

(8/ 453).

(8)

(2/ 11) ورقمه/ 348 عن عبد الله بن شبيب عن يعقوب بن محمد عن عبد الله بن محمد بن يحيى به.

(9)

وكذا رواه: البغوي في معجمه (4/ 327) ورقمه/ 1778 بسنده عن سعيد بن سلام العطار عن عبد الله العمري به.

ص: 17

بيمينه على شماله، وشمال رسول الله خير من يميني)

وعبد الله بن محمد متروك

(1)

. وعبد الله بن عمر هو: العمري ضعيف. وفي السند: يعقوب بن محمد، وهو: أبو يوسف الزهري كثير الوهم، والرواية عن الضعفاء، تركه جماعة، كابن معين، وأبي زرعة، وغيرهما

(2)

. وتلميذه: عبد الله بن شبيب - شيخ البزار - تقدم أنه ذاهب الحديث، يقلب الأخبار، ويسرقها. وقصر الهيثمي إذ قال - وقد أورد الحديث في مجمع الزوائد

(3)

-: (رواه: البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب، وهو ضعيف) اهـ.

ومما سبق يتبين أن أمثل طرق الحديث: طريقي عاصم بن أبي النجود، وعلى بن زيد على، الأولى: حسنة. والأخرى بها: حسنة لغيرها - والله الموفق برحمته -.

936 -

[5] عن عروة بن الزبير رحمه الله قال: عثمان بن عفان تخلف في المدينة على امرأته - بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

انظر: الضعفاء للعقيلى (2/ 300) ت/ 874، والجرح والتعديل (5/ 158) ت/ 729، والمجروحين (2/ 10 - 11)، ولسان الميزان (3/ 331) ت/ 1374.

(2)

انظر: الضعفاء لأبي زرعة (2/ 449، 691)، والجرح والتعديل (9/ 214) ت/ 896، وتأريخ بغداد (14/ 269) ت/ 7563، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 216) ت/ 3828، والديوان (ص/ 446) ت/ 4778.

(3)

(7/ 226). و (9/ 84).

ص: 18

وكانت وجعة، مَعِرَة

(1)

، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه، قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: (وَأجْرُك).

رواه: الطبراني في الكبير

(2)

عن محمد بن عمرو بن خالد الحراني عن أبيه

(3)

عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عنه به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(4)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(وهو مرسل حسن الإسناد) اهـ، بل هذا مرسل ضعيف الإسناد؛ لأن فيه: ابن لهيعة، وهو: عبد الله ضعفه الجمهور، ومدلس، لم يصرح بالتحديث. وشيخ الطبرني لا أعرف حاله - وتقدم -.

والحديث ما ذكره ابن إسحاق في السيرة

(5)

. ورواه: البغوي في معجمه

(6)

عن يحيى بن سعيد عن أبيه عنه به. والحديث ما من طرقه، وشواهده: حسن لغيره - والله تعالى أعلم -.

(1)

يقال: (رجل معر، وامرأة معرة) من المعر: سقوط الشعر، والمعر: الكثير اللمس للأرض. ويقال: (فلان تمعر وجهه) أي تغير، وأصله: قلة النضارة، وعدم إشراق اللون.

- انظر: النهاية (باب الميم مع العين) 4/ 342، ولسان العرب (حرف: الراء، فصل: الميم) 5/ 180 - 181.

(2)

(1/ 85) ورقمه/ 126.

(3)

ورواه: البغوي في معجمه (4/ 326 - 327) ورقمه/ 1777 عن أحمد بن منصور عن عمرو بن خالد به.

(4)

(9/ 84).

(5)

سيرة ابن هشام (2/ 678 - 679).

(6)

(4/ 326 - 327) ورقمه/ 1777.

ص: 19

937 -

[6] عن الزبير بن بكار رحمه الله قال: تزوج عثمان بن عفان رُقيّة، وتخلف عن بدر عليها بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سهمان أهل بدر، قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: (وَأجْرُك).

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن علي بن عبد العزيز عنه به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(وروي عن الزهري بعضه، ورجالهما إلى قائلهما ثقات) اهـ. وعلي بن عبد العزيز هو: البغوي، والإسناد معضل؛ لأن الزبير بن بكار ما ولد إلا سنة: اثنتين وسبعين ومئة

(3)

، وعده ابن حجر

(4)

في صغار العاشرة، وهم كبار الآخذين عن تبع الأتباع، فبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز. والحديث ثابت من طرق - تقدمت قبله -

(5)

.

(1)

(22/ 434) ورقمه/ 1057.

(2)

(9/ 217).

(3)

السير (12/ 312).

(4)

التقريب (ص/ 334) ت/ 2002، وانظر (ص/ 82).

(5)

وانظر: السيرة لابن هشام (2/ 678 - 679)، والأم للشافعي (7/ 338)، والآحاد لابن أبي عاصم (1/ 263) والتمهيد (18/ 341 - 342)، والسنن الكبرى للبيهقى (6/ 293)، و (9/ 57 - 58)، والرد على سيرة الأوزاعي لأبي يوسف الأنصاري (ص/ 24).

ص: 20

938 -

939 - [7 - 8] عن سعيد بن العاص رضي الله عنه أن عائشة، وعثمان حدثاه: أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط

(1)

عائشة، فأذن له، وهو كذلك

ثم ذكر استئذان عمر، بنحوه، ثم قال: قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس، وقال لعائشة:(اجمَعِي عَليكِ ثيابَك). وسألته عائشة عن ذلك، فقال:(أنَّ عثمانَ رجلٌ حَيِيٌّ، وإنِّي خشيتُ إنْ أذِنتُ لهُ علَى تلكَ الحال ألَّا يُبلّغُ إليّ في حَاجَتِه).

رواه: مسلم

(2)

- وهذا لفظه -، والإمام أحمد

(3)

، والبزار

(4)

، وأبو يعلى

(5)

من طريق صالح بن كيسان،

(1)

المرط: الكساء يكون من صوف، وربما كان من خز، أو غيره. يؤتزر به.

- انظر: النهاية (باب: الميم مع الراء) 4/ 319، وجامع الأصول (8/ 633).

(2)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عثمان رضي الله عنه (5/ 1867 ورقمه/ 2402 عن عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد، ثلاثتهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان به.

(3)

(1/ 539) ورقمه/ 515 عن يعقوب بن إبراهيم به، بمعناه، وهو له في الفضائل (1/ 491) ورقمه/ 794 سندًا، ومتنا.

(4)

(2/ 17) ورقمه/ 355 عن محمد بن عبد الرحيم وإبراهيم بن زياد الصائغ قالا لنا يعقوب بن إبراهيم به، بنحوه

وقال: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، وقد رواه: غير عثمان، وهذا الإسناد أحسن إسنادًا يروى في ذلك، وأشده اتصالا) اهـ.

(5)

(8/ 242) ورقمه/ 4818 عن عمرو الناقد عن يعقوب بن إبراهيم به بنحوه.=

ص: 21

ورواه: مسلم

(1)

، والإمام أحمد

(2)

- أيضًا -، والطبراني في الكبير

(3)

من طريق عقيل بن خالد، ورواه: الإمام أحمد

(4)

، وأبو يعلى

(5)

- أيضًا -

= والحديث رواه من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان - أيضًا -: البخاري في الأدب المفرد (ص/ 207) ورقمه/ 600، والبيهقي في السن الكبرى (2/ 231)، كلاهما من طرق عنه به، بنحوه.

(1)

(5/ 1866 - 1867) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده عن عقيل بن خالد به، بنحوه.

(2)

(1/ 538) ورقمه/ 514 عن حجاج (هو: ابن محمد المصيصي) عن ليث (وهو: ابن سعد) به بنحوه. وهو له في الفضائل - أيضًا - (1/ 490) ورقمه/ 793 سندًا، ومتنا. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 487).

(3)

(6/ 61) ورقمه/ 5516 عن عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصعن محمد بن عزيز الأيلي عن سلامة بن روح عن عقيل به، بنحوه.

ورواه من طريق عقيل - أيضًا -: الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 474)، والمزي في تهذيب الكمال (31/ 328 - 329)، كلاهما من طرق عنه به بنحوه.

(4)

(42/ 122) ورقمه/ 25217 عن عثمان بن عمر عن ابن أبى ذئب به، بنحوه.

(5)

(7/ 414 - 415) ورقمه/ 4437 عن عبد الأعلى (هو: ابن حماد النرسي) عن عثمان بن عمر به، بنحوه.

ورواه من هذه الطريق - أيضًا -: ابن أبي عاصم في السنة (2/ 575) ورقمه/ 1287، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 474)، كلاهما من طرق عنه به، بنحوه.

ص: 22

من طريق ابن أبي ذئب، ورواه: الإمام أحمد

(1)

وحده من طريق معمر (هو: ابن راشد)، والطبراني في الكبير

(2)

وحده من طريق محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، ستتهم (صالح، وعقيل، وابن أبي ذئب، ومعمر، ومحمد بن عبد الله، وابن عقبة) عن ابن شهاب

(3)

عن يحيى بن سعيد بن العاص عن سعيد بن العاص عن عائشة وعثمان به

إلا أنه وقع في رواية معمر بن راشد عن يحيى بن سعيد عن عائشة، لم يقل عن أبيه.

(1)

(42/ 206 - 207) ورقمه/ 25339 عن عبد الرزاق (هو: ابن همام) عن معمر به، بنحوه

ولم يقل فيه: (عن سعيد بن العاص)، قال: عن الزهري عن يحيى بن سعيد عن عائشة.

ورواه من هذه الطريق - أيضًا -: البغوي في شرح السنة (14/ 105) ورقمه/ 3900، وقال:(هكذا وقع في رواية معمر، فقال: (عن يحيى بن سعيد عن عائشة، والحديث صحيح أخرجه مسلم عن عبد الملك بن شعيب عن أبيه عن جده عن عقيل عن ابن شهاب، وقال عن يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره عن عائشة وعثمان جميعا) اهـ.

(2)

(6/ 61) ورقمه/ 5515 عن العباس بن الفضل الأسفاطي عن إسماعيل بن أبى أويس عن أخيه (هو: عبد الحميد) عن سليمان بن بلال عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق وموسى بن عقبة به، بنحوه.

(3)

للحديث طريق سابعة عن ابن شهاب الزهري، رواها: أبو جعفر الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 474) بسنده عن مالك بن أنس عنه به، بنحوه.

ص: 23

والحديث صحيح من الوجهين، والمشهور عن يحيى بن سعيد بن العاص عن سعيد عن عائشة، وعثمان - كما في رواية الجماعة عن ابن شهاب -.

940 -

941 [9 - 10] عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتى، كاشفًا عن فخذيه - أو: ساقيه

(1)

-

ثم ذكرت أن أبا بكر، وعمر استأذنا عليه، فأذن لهما، وهو على تلك الحال، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوى ثيابه، تم سألته عن ذلك، فقال:(ألا أستَحيِّي منْ رجلٍ يَستحيِّي منهُ الملائِكَة)!

(1)

قولها: (كاشفا عن فخذيه - أو ساقيه -) ورد في بعض طرق الحديث - كهذه الطريق - دون سائر الطرق، وهو الأكثر، وأعل ابن عبد البر في التمهيد (6/ 380) هذه الجملة في لفظ الحديث بالاضطراب

ووقعت في صحيح مسلم على الشك بين الفخذ والساق، والساق ليس بعورة إجماعًا، وبخلاف الفخذ فإن الجمهور على أنه عورة، وحملوا ما ورد في الحديث هنا على أنه حكاية فعل، والقول مقدم عليه، مع ما هو متطرق إليه من احتمال الخصوصية: النبي صلى الله عليه وسلم أو البقاء على أصل الإباحة قبل ورود التحريم.

- انظر: شرح معاني الآثار (1/ 474) وشرح مسلم للنووي (15/ 168)، ومجموع فتارى شيخ الإسلام (22/ 113) وما بعدها، ونيل الأوطار للقاضي الشوكاني (2/ 69 - 72).

ص: 24

رواه: مسلم

(1)

- وهذا لفظه -، وأبو يعلى

(2)

، كلاهما من طريق عطاء وسليمان ابني يسار عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، ورواه: الطبراني في الأوسط

(3)

من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه، كلاهما عن عائشة به

وللطبراني: (إن عثمان حيي ستير، تستحيي منه الملائكة)، وقال:(لم يرو هذا الحديث عن سهيل إلا عبد الله بن عمر، ولا عن عبد الله بن عمر إلا إسحاق بن سليمان) اهـ، وهو كما قال. وعبد الله بن عمر - في إسناد الطبراني - هو: العمري ضعيف. وشيخ الطبراني: منتصر بن محمد هو: أبو منصور البغدادي، ترجم له الخطيب في تأريخه

(4)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، فإسناد الطبراني: ضعيف. والحديث ثابت في صحيح مسلم، وغيره - كما تقدم - بغير هذا الإسناد، وهو إسناد: حسن لغيره بمتابعاته، وشواهده. والحديث صحيح - ولله الحمد -.

(1)

(5/ 1866) ورقمه/ 2401 عن يحيى بن يحيي ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، أربعتهم عن إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبى حرملة عن عطاء وسليمان ابني يسار به. والحديث من طريق إسماعيل بن حجر رواه - أيضًا -: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص/ 43) ورقمه/ 16.

(2)

(8/ 240) ورقمه/ 4815 عن يحيى بن أيوب به، بنحو حديث مسلم عنه.

(3)

(9/ 273) ورقمه/ 8596 عن منتصر بن محمد عن عبد الله بن عمر بن أبان عن إسحاق بن سليمان الرازي عن عبد الله بن عمر عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه به، بنحوه

وعن عبد الله بن عمر رواه أيضًا - عبد الله في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 323) ورقمه/ 450.

(4)

(13/ 269) ت/ 7223.

ص: 25

ومن أهل العلم من جعل هذا الحديث والذي قبله حديثًا واحدًا، ومنهم من أخرجه في مسند عثمان رضي الله عنه كالإمام أحمد، وغيره

(1)

. والحظ الفرق بين اللفظين.

ورواه: الإمام أحمد

(2)

عن مروان

(3)

عن عبد الله بن سيار قال: سمعت عائشة بنت طلحة تذكر عن عائشة - أم المؤمنين - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسًا كاشفًا عن فخذه

فذكرت نحوه، وفيه:(يا عائشة، ألا أستحيي من رجل، والله إن الملائكة تستحي منه)! ورجال إسناده رجال الشيخين عدا عبد الله بن سيار، ويقال عبيد الله، ويقال في اسم أبيه: يسار، وهو مولى عائشة بنت طلحة، ترجم له البخاري

(4)

، وابن أبي حاتم

(5)

ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات

(6)

- متفردًا بهذا، فيما أعلم -. وقال الحسيني

(7)

: (مجهول) اهـ، وقد توبع بمثله دون القَسَم - من عدة طرق -؛ فحديثه - دون القسم -: حسن لغيره بها. ومروان هو: ابن معاوية الفزاري.

(1)

انظر: جامع الأصول (8/ 632 - 634).

(2)

(40/ 387) ورقمه/ 24330.

(3)

وكذا رواه: عن مروان - كذلك -: إسحاق بن راهويه في مسنده (2/ 449 - 450) ورقمه/ 1018.

(4)

التأريخ الكبير (5/ 110) ت/ 329.

(5)

الجرح والتعديل (5/ 76) ت/ 354.

(6)

(7/ 17).

(7)

الإكمال (ص/ 282) ت/ 569، وانظر تعجيل المنفعة (ص/ 180) ت/ 689.

ص: 26

942 -

[11] عن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أستَحيِي ممَّنْ تستحيِي منهُ الملائِكَة)

وكانت قد ذكرت نحو قصة الحديث المتقدمة عن عائشة رضي الله عنها في حديث سعد.

هذا الحديث رواه: الإمام أحمد

(1)

- واللفظ له -، وأبو يعلى الموصلي

(2)

، والطبراني في الكبير

(3)

، ثلاثتهم من طرق عن شيبان (هو: ابن عبد الرحمن النحوي) عن أبي يعفور

(4)

العبدي (واسمه: واقد، أو وقدان

(5)

(1)

(44/ 67 - 68) ورقمه/ 26467 عن هاشم (هو: ابن القاسم) عن شيبان به

وهو في الفضائل له (1/ 462) ورقمه/ 748 وفي سنده فيهما: (عبد الله بن سعيد)، بدل:(عبد الله بن أبي سعيد)، وهو قول في اسمه. انظر: التأريخ الكبير (5/ 104 - 105).

(2)

(12/ 467) ورقمه/ 7038 عن يحيى بن أيوب عن شعيب بن حرب عن شيبان به، بنحوه، مختصرا.

(3)

(23/ 205 - 206) ورقمه/ 355 عن عبد الله بن الحسين المصيصي عن الحسن بن موسى الأشيب عن شيبان به، بنحوه.

(4)

بفتح الياء المثناة التحتية، وسكون العين المهملة، وضم الفاء، وآخره راء مهملة. - انظر الإكمال (7/ 436)، والمغني (ص/ 277).

(5)

بمفتوحة، وسكون قاف، ودال مهملة، وبنون. - المغني (ص/ 266).

ص: 27

ورواه: الإمام أحمد

(1)

، والطبراني في معجمه الكبير

(2)

- أيضًا -، وفي الأوسط

(3)

، كلاهما من طرق عن ابن جريج

(4)

عن أبي خالد، كلاهما (أبو يعفور

(5)

، وأبو خالد

(6)

) عن عبد الله ابن أبي سعيد المدني عن حفصة به

قال الطبراني في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن ابن جرير إلا سعيد بن سالم القداح) اهـ، وهذا فيما علم، واستحضر في حينه، وقد تابع سعيد

(1)

(44/ 66 - 67) ورقمه/ 26466 عن روح (هو: ابن عبادة) عن ابن جريج به، بنحوه

وفيه - أيضًا -: (عبد الله بن سعيد). ورواه: في الفضائل (1/ 462) ورقمه/ 749 سندًا، ومتنًا، وفيه:(عبد الله بن أبى سعيد).

(2)

(23/ 217 - 218) ورقمه/400 عن محمد بن علي بن الوليد النرسي عن محمد بن المثني عن أبي عاصم (هو: الضحاك بن مخلد) عن ابن جريج به، بنحوه .. ثم قال: قال ابن جريج وأخبرني أبى بنحوه.

(3)

(9/ 430) ورقمه/ 8927 عن مقدام (هو: ابن داود) عن أسد بن موسى عن سعيد بن سالم عن ابن جريج به، بنحوه.

(4)

وصرح بالتحديث في مصادر الحديث جميعا.

(5)

الحديث رواه من طريق أبى يعفور - أيضًا -: البخاري في التأريخ الكبير (5/ 105) وفي سنده تحريف، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 231)، كلاهما من طرق عنه به، بنحوه.

(6)

ورواه من طريق أبى خالد - أيضًا -: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 574) ورقمه/ 1284، والبخارى في التأريخ الكبير (5/ 104) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 473)، والبيهقى في السنن الكبرى (2/ 231 - 232)، كلهم من طرق عن ابن جريج عنه به، بنحوه.

ص: 28

بن سالم روح بن عبادة عند الإمام أحمد، والضحاك بن مخلد عند الطبراني نفسه في الكبير، وغيرهما.

وأسانيد هذا الحديث تدور على عبد الله بن أبي سعيد، ترجم له البخاري في التأريخ الكبير

(1)

، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(2)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وقال الحسيني

(3)

: (لا يدرى من هو). وأبو خالد - شيخ ابن جريج - إن لم يكن الدالاني فهو صاحب عدي بن ثابت، مجهول

(4)

. والدالاني ضعيف - كما تقدم -، وهو متابع، تابعه: أبو يعفور العبدي، وعبد العريز بن جريج - والد عبد الملك - كما تقدم

(5)

، ثلاثتهم عن عبد الله بن أبي سعيد، وهو علة الإسناد.

وجاء الحديث من وجه آخر عن حفصة، فساقه ابن أبي عاصم في السنة

(6)

بسنده عن إبراهيم بن عمر بن أبان عن أبيه عن عبد الله بن عمر

(1)

(1/ 104) ت/ 304.

(2)

(5/ 73) ت/ 343.

(3)

التذكرة (2/ 864) ت/ 3332، وقال في الإكمال (ص/ 236) ت/ 445:(مجهول)، ووافقه الحافظ في تعجيل المنفعة (ص/ 150) ت/ 545.

(4)

انظر: الكاشف (2/ 422) ت/ 6603، والتقريب (ص/ 1139) ورقمه/ 8135.

(5)

رواية والد عبد الملك عند الطبراني في الكبير، سبقت الإشارة إليهما عقب حديث أبى خالد.

(6)

(2/ 574) ورقمه/ 1285 عن محمد بن أبى بكر المقدمي عن أبى معشر (هو: يوسف بن يزيد البراء البصري) عن إبراهيم بن عمر به، بنحوه، مختصرًا.

ص: 29

عن حفصة به، بنحوه

وهذا خطأ، والمشهور في الحديث أنه من حديث ابن عمر مرفوعًا - كما سيأتي عقب هذا الحديث -. وإبراهيم بن عمر بن أبان قال البخاري

(1)

: (في حديثه بعض المناكير)، وتركه أبو زرعة

(2)

، وقال أبو حاتم

(3)

: (ضعيف الحديث، منكر الحديث)، وأبوه ضعيف الحديث

(4)

.

وخلاصة القول: أن الحديث ضعيف من هذا الوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس بحسن الإسناد - كما قاله الهيثمي في مجمع الزوائد

(5)

-، وهو بمعناه في صحيح مسلم، وغيره من حديث عائشة، وعثمان - رضى الله عنهما -، وفي الباب أحاديث لا بأس بها مجتمعة لا تنزل عن درجة الحسن لغيره. وهذا منها.

943 -

[12] عن عبد الله بن أبي أوفى - رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عُثمانَ رجلٌ حَييٌّ). قال ذلك في قصة جارية كانت تضرب بالدف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،

(1)

الضعفاء الصغير (ص/ 26) ت/ 4.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (2/ 114) ت/ 342.

(3)

كما في: المرجع المتقدم، الحوالة نفسها. - وانظر المجروحين (1/ 110)، والميزان (1/ 50) ت/ 160.

(4)

انظر: الميزان (4/ 101) ت/ 6047، ولسان الميزان (4/ 282) ت/ 705.

(5)

(9/ 81 - 82).

ص: 30

فجاء أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان - رضى الله عنهم -، فأمسكت، فقاله صلى الله عليه وسلم.

- رواه: الإمام أحمد

(1)

من طريقين عن شعبة عن شيخ من بجيلة

(2)

عن ابن أبي أوفى به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إليه، ثم قال: (

ولم يسم الرجل، وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال. وقال ابن حجر

(4)

: (يحتمل أن يكون طارق بن عبد الرحمن) اهـ، يعني: من لم يسم، فالحديث ضعيف الإسناد من حديث ابن أبي أوفى. والشاهد منه جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة، وعثمان - رضى الله عنهما - بمعناه، والحديث بهما، وبغيرهما من شواهده: حسن لغيره.

وما ورد في الحديث من أن عمر بن الخطاب دخل، والجارية على حالها من الضرب بالدف لم يصح من حيث الإسناد. ولعله منكر من حيث المتن؛ لما تقدم في بعض الأحاديث من أن الجواري كن يمسكن عن ذلك إذا رأين عمر

(5)

.

(1)

(31/ 459) ورقمه/ 19113 عن عبد الرحمن بن مهدي، و (31/ 462 - 463) ورقمه/ 19117 عن محمد بن جعفر، كلاهما عن شعبة به. وهو في الفضائل له (1/ 451) ورقمه/ 725 عن ابن مهدي به.

(2)

بفتح الباء المنقوطة بواحدة .. انظر: الأنساب (1/ 284).

(3)

(9/ 81).

(4)

تعجيل المنفعة (ص/ 354) ت/ 1510.

(5)

راجع ما تقدم في الأحاديث ذوات الأرقام/ 866، 868، 869.

ص: 31

944 -

[13] عن ابن عمر - رضى الله عنهما - قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، وعائشة وراءه، ثم ذكر جماعة استأذنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ثم استأذن عثمان، فدخل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث كاشفا عن ركبته، فمد ثوبه على ركبتيه، وقال لامرأته:(استأخرِي عنِّي)، ثم سألته عائشة عن ذلك، فقال:(يَا عائشة، ألا أستحيي منْ رجلٍ تستَحِييِ منهُ الملاِئكة؟ والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيده إنَّ الملائكةَ لَتستَحيي منْ عثمان كما تَستَحِيي منَ اللَّهِ، ورسولِهِ، ولَوَ دَخلَ وأنتِ قريبهٌ منِّي لمْ يرفعْ رأسَه، ولمْ يتحدَّثْ حتَّى يَخرُج).

رواه: أبو يعلى

(1)

- واللفظ له -، والطبراني في الكبير

(2)

، كلاهما من طريق إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان عن أبيه عن جده عن ابن عمر به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إليهما، ثم قال:(وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان، وهو ضعيف)، وهو كما قال، وأبوه ضعيف - أيضًا -. وفي السند أبو معشر يوسف بن يزيد، قال الحافظ: (صدوق، ربما

(1)

(12/ 379 - 380) ورقمه/ 6947 عن محمد بن أبى بكر المقدمي عن أبى معشر (هو: يوسف بن يزيد) عن إبراهيم بن عمر به.

(2)

(12/ 252) ورقمه/ 13253 عن عبد الله بن الإمام أحمد عن المقدمي به، بنحوه.

(3)

(9/ 82).

ص: 32

أخطأ) اهـ. والحديث أورده العقيلي

(1)

في مناكير عمر بن أبان، وقال:(الرواية في هذا الباب تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الطريق)، وكان نقل

(2)

بسنده عن البخاري قال: (عمر بن أبان بن عثمان عن أبيه، روى عنه أبو معشر البراء، في حديثه نظر). وأورده ابن حبان

(3)

في مناكير إبراهيم بن عمر وقال: (وربما أدخل أبان بن عثمان في الإسناد، وربما أسقطه، وقال: إبراهيم بن عمر عن أبيه عن ابن عمر)، وكان قال في إبراهيم هذا:(ليس ممن يحتج بخبره إذا انفرد). والحديث ساقه - أيضًا - ابن عدي في الكامل

(4)

في مناكير عمر بن أبان.

وللحديث طريق أخرى عن ابن عمر رضي الله عنه رواها: أبو نعيم في الحلية

(5)

من طريق عبيد الله بن عمر، ومن طريق الكوثر بن حكيم، كلاهما عن نافع عنه به، بمعناه، مختصرًا جدًّا

وفي الطريق الأولى عن نافع: أحمد بن عمرو الربيعى، وشيخه: زكريا بن يحيى المنقري، لم أعرفهما. وفي الأخرى: الكوثر بن حكيم متروك الحديث

(6)

. وشيخ أبي نعيم: محمد بن على بن حبيش لم أعرفه. وفي السند عمر بن أيوب، قال

(1)

الضعفاء (3/ 147 - 148).

(2)

(3/ 147).

(3)

المجروحين (1/ 110 - 111).

(4)

(1/ 264).

(5)

(1/ 56).

(6)

انظر: الضعفاء الصغرى للبخاري (ص/ 201) ت/ 315، والجرح والتعديل (7/ 176) ت/ 1005، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص/ 332) ت/ 447.

ص: 33

الحافظ في التقريب

(1)

: (صدوق له أوهام)، وأبو معمر هو: إسماعيل بن إبراهيم الهذلي.

وروي الحديث - أيضًا - من الوجه الأول عند أبي يعلى، والطبراني عن محمد بن أبي بكر المقدمي بسنده عن عمر بن أبان عن ابن عمر عن حفصة به، رواها: ابن أبي عاصم في السنة

والرواية من هذا الوجه خطأ - كما قدمته في حديث حفصة -

(2)

، والمشهور أنه عن ابن عمر مرفوعًا.

ومما سبق يتبين أن الحديث ضعيف من هذا الوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقوله: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) عدة شواهد كحديث عائشة، وعثمان عند مسلم في صحيحه، فيرتفع هذا القدر من الحديث إلى درجة: الحسن لغيره. وبقية لفظه لم يرد - في ما أعلم - إلا في هذا الحديث من وجه لا يثبت، ولم أقف على ما يشهد له - والله سبحانه أعلم -.

945 -

[14] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، ألَا أستَحِي ممَّنْ تستَحِي منهُ الملائكة،

(1)

(ص/ 714) ت/ 4901. وانظر: تهذيب الكمال (21/ 278) ت/ 4204.

(2)

ورقمه/ 908.

ص: 34

إنَّ الملائكةَ تستَحِي منْ عُثمَان)

وكان قد ذكر نحو قصة الحديث المتقدم عن عائشة.

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

- واللفظ له -، والبزار

(2)

، كلاهما من طريق يونس بن بكير عن النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس به

وللبزار في لفظه: (ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة: عثمان بن عفان)، وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وقال - وقد عزاه إليه هنا -:(وفيه: النضر، أبو عمر، وهو متروك) اهـ، وهو كما قال. وفيه - أيضًا -: يونس بن بكير، ضعف، وقال فيه الحافظ:(صدوق يخطئ) - وتقدما في غير هذا الموضع من البحث -.

* وتقدم من قبل ما يغني عن هذا من حديثي عائشة، وعثمان - رضى الله عنهما - عند مسلم في صحيحه، ومن أحاديث غيرهما - أيضًا -.

946 -

[15] عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مرَّ بي عثمان، وعندِي ملَكٌ منْ الملائكةِ فقالَ: شهيدٌ يقتُلُهُ قومُه، إنَّا لنَسْتَحِي مِنْه).

(1)

(11/ 203) ورقمه/ 11656 عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن أبى كريب (هو: محمد بن العلاء) عن يونس بن بكير به.

(2)

كما في: كشف الأستار (3/ 176 - 177) ورقمه/ 2507 عن أبي كريب (يعني: محمد بن العلاء) عن يونس به، بنحوه، مختصرًا.

(3)

(9/ 82).

ص: 35

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

من طريق محمد بن إسماعيل الوساوسى

(2)

عن ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب عن أبي الجويرية عن بدر بن خالد عن زيد بن ثابت به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إليه هنا، ثم قال:(وفيه: محمد بن إسماعيل الوساوسى، وكان يضع الحديث) اهـ، وهو كما قال

(4)

.

وفيه - أيضًا -: بدر بن خالد، كوفي، ترجم له البخاري في التاريخ الكبير

(5)

، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(6)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات

(7)

. وأبو الجويرية - في الإسناد - هو:

(1)

(5/ 159 - 160) ورقمه/ 4939 عن أحمد بن داود المكي عن محمد بن إسماعيل الوساوسي به.

إلا أن في سنده: (ضمرة بن ربيعة عن ربيعة عن عبد الله بن شوذب)، وأظنه تحريفًا، والصحيح ما تقدم أعلاه في الإسناد. وضمرة مشهور بأنه راوية ابن شوذب (انظر: تهذيب الكمال 15/ 95).

(2)

بالواو المفتوحة، والسينين المهملتين، بينهما الألف، وواو أخرى. - الأنساب (5/ 603) مع لحظ أنه سماه:(أحمد)، والصواب ما تقدم.

(3)

(9/ 82).

(4)

انظر الميزان (4/ 401) ت/ 7222، والكشف الحثيث (ص/ 219) ت/ 625

(5)

(2/ 138) ت/ 1966.

(6)

(2/ 412) ت/ 1627.

(7)

(4/ 82).

ص: 36

حطان

(1)

بن خفاف الجرمي. ومما يؤكد وضع الحديث قول واضعه فيه: (شهيد يقتله قومه)، وما قتلوه، وما حرضوا على قتله، إنما نال الشهادة على قوم من الأشقياء. فقاتل الله من تعرض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتلهم، أوآذاهم، أو سبهم، أو تنقص منهم، وقاتل الله من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله ما لم يقل.

* وفي استحياء الملائكة عن عثمان - رضى الله عنه - أحاديث صحاح قدمتها، فيها غنية عن الموضوعات.

° وفي باب حياء عثمان - رضى الله عنه - أيضًا: حديث علي بن أبي طالب - رضى الله عنه - رواه: ابن أبي عاصم في السنة

(2)

من طريق المختار بن نافع عن أبيه عن علي به، مرفوعًا، بلفظ:(رحم الله عثمان، تستحى منه الملائكة)

والمختار بن نافع ضعيف، ووالده لم أقف على ترجمة له. وله طريق أخرى رواها: الحاكم في المستدرك

(3)

من طريق الحسن (وهو: البصري) عن قيس بن عباد

(4)

عن علي به، بلفظ:(ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة)، قاله لعثمان

قال الحاكم في الموضع

(1)

بالكسر وتشديد المهملة. وخفاف: بضم المعجمة، وفاءين الأولى خفيفة.

- انظر: التقريب (ص/ 256) ت/ 6407.

(2)

(2/ 574) ورقمه/ 1286 عن محمد بن المثنى عن سهل أبى عتاب الدلال عن المختار بن نافع به

وفي السند: إسماعيل بدل: (سهل)، وهو خطأ.

(3)

(3/ 103،95).

(4)

بضم المهملة، وتخفيف الموحدة. - التقريب (ص/ 805) ت/ 5617.

ص: 37

الأول: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص

(1)

، وحكى الألباني

(2)

قوليهما، وسكت عنه، وهو صحيح.

° وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه رواه: ابن أبي عاصم في السنة

(3)

من طرق عن سفيان (هو: الثوري) عن خالد (وهو: الحذاء)، وعاصم (وهو: الأحول)، كلاهما عن أبي قلابة عن أنس به بلفظ: (أشد

(4)

أمتي حياء عثمان)

وأبو قلابة هو: عبد الله بن زيد الجرمي، ثقة، فيه نصب يسير

(5)

، لا يضر حديثه - إن شَاء الله - وقد توبع، تابعه اثنان. أحدهما: قتادة بن دعامة، روى حديثه: ابن أبي عاصم في السنة

(6)

بسنده عن مصعب بن إبراهيم عن سعيد بن عمروبة عنه به، مرفوعًا، بلفظ:(أرحم أمتي أبو بكر، وأصدقهم حياء عثمان)

ومصعب بن إبراهيم هو: الجزري، قال

(1)

(3/ 95).

(2)

سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 260).

(3)

(2/ 573) رقمه/ 1218. عن الحسن بن سهل عن وكيع وأبى اليمان (هو: الحكم)، و (2/ 574) ورقمه/ 1219 عن يوسف بن موسى عن قبيصة، كلاهما عن سفيان به.

(4)

وفي لفظ حديث يوسف بن موسى: (أصدق).

(5)

انظر: الثقات للعجلي (ص/ 257) ت/ 813، والتقريب (ص/ 508) ت/ 3353.

(6)

(2/ 574) ورقمه/ 1283 عن محمد بن علي بن ميمون عن سليمان بن عبد الله أبى أيوب الخطاب عن مصعب بن إبراهيم به.

ص: 38

العقيلى

(1)

: (في حديثه نظر)، وساق ابن عدي في الكامل

(2)

بعض مناكيره ثم قال: (ولمصعب هذا غير ما ذكرت، وهو مجهول، ليس بالمعروف، وأحاديثه عن الثقات ليست بالمحفوظة) اهـ. وسعيد بن أبي عروبة اختلط، ولا أدري متى سمع منه مصعب بن إبراهيم هذا؟ وفي الإسناد عنعنة ابن أبي عروبة وقتادة.

والآخر: عمرو بن مسلم روى حديثه: الطحاوي في شرح مشكل الآثار

(3)

بسنده عنه به

قال الألباني

(4)

: (وهذا سند جيد في الشواهد، رجاله ثقات معروفون غير عمرو بن مسلم هذا، ترجمه ابن أبي حاتم

(5)

برواية ثقتين عنه، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا) اهـ، وعند ابن أبي حاتم:(حمع أنسًا، ويقال: عن أبي حازم عن أنس)! فلعله لم يسمع منه، فالانقطاع في الإسناد محتمل، والحديث بشواهده لا ينزل عن درجة: الحسن لغيره - والله الموفق -.

(1)

الضعفاء (5/ 194) ت/ 1772.

(2)

(6/ 365 - 366)، وانظر: الميزان (5/ 243) ت/ 8557، ونسبه: القيسي.

(3)

(2/ 284).

(4)

السلسلة الصحيحة (4/ 259).

(5)

الجرح والتعديل (6/ 260) ت/ 1432.

ص: 39

947 -

948 - [16 - 17] عن مرة بن كعب

(1)

رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الفتن فقربها

(2)

، فمر رجل مقنع في ثوب

(3)

، فقال:(هذَا يومئذٍ علَى الهُدَى). فقمت إليه، فإذا هو عثمان بن عفان، قال: فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟ قال: (نعَم).

رواه: الترمذي

(4)

- واللفظ له -، والإمام أحمد

(5)

، كلاهما من طرق عن أيوب السختياني

(6)

عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن مرة ابن

(1)

ويقال: كعب بن مرة. - انظر: أسماء الصحابة الرواة لابن حزم (ص/ 141) ت/ 152، وأسد الغابة (4/ 373) ت/ 4850. وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 409):) وقد قيل

كعب بن مرة، و الصحيح - والله أعلم -: مرة بن كعب، وقد قيل إنهما اثنان، وليس بشئ) اهـ.

(2)

- بتشديد الراء - أي: قرب وقوعها. - تحفة الأحوذي (10/ 199).

(3)

- بفتح النون المشددة - أي: مستتر في ثوب جعله كالقناع. - المرجع المتقدم، الإحالة نفسها.

(4)

في (كتاب: المناقب، باب: في مناقب عثمان رضي الله عنه) 5/ 586 - 587 ورقمه/ 3704 عن محمد بن بشار عن عبد الوهاب الثقفي عن أيوب به، ورواه: من طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 485 - 486)، و (4/ 372).

(5)

(29/ 601 - 602) ورقمه/ 18060 - ومن طريقه الخلال في السنة (ص/ 330) ورقمه/ 425 - عن إسماعيل بن إبراهيم (هو: ابن علية)، و (29/ 609) ورقمه/ 18068 عن محمد بن بكر - يعني: البرساني - عن وهيب بن خالد، كلاهما عن أيوب به، بنحوه.

(6)

وكذا رواه: القطيعي في زياداته على الفضائل (1/ 507 - 508) ورقمه/ 828 بسنده عن حماد بن زيد عن أيوب به.

ص: 40

كعب به

وللإمام أحمد عن أبي علية: (هذا، وأصحابه يومئذ على الحق)، قال مرة: فانطلقت فأخذت بمنكبه، وأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذا؟ قال: (نعم)، فإذا هو عثمان. ولم يذكر فيه أبا الأشعث، قال:(عن أبي قلابة قال: لما قتل عثمان)، فذكره، وهو منقطع بهذا السياق

(1)

. وله عن البرساني

(2)

: (هذا يومئذ، وأصحابه على الحق، والهدى)، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(هذا)، بدل قوله - فيما تقدم -:(نعم). قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح)، قال الألباني

(3)

: (وهو كما قال، وإسناده صحيح) اهـ، وهو كذلك. وأبو قلابة هو: عبد الله بن زيد الجرمي. وأبو الأشعث هو: شراحيل بن آدة

(4)

.

(1)

وكذا رواه: البغوي في معجمه (5/ 347) ورقمه/ 2168، وابن قانع في المعجم (3/ 57 - 58) بسنديهما عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبى قلابة عن مرة بن كعب لم يذكر أبا الأشعث

ورواه: البغوي في معجمه (5/ 347) ورقمه/ 2169 بسنده عن عبد الوهاب عن أبي قلابة به.

(2)

بضم الباء الموحدة، وسكون الراء، وبعدها السين المهملة، وفي آخرها النون

نسبة إلى بني برسان. - انظر: الأنساب (1/ 321)

(3)

تعليقه على المشكاة (3/ 1714 - 1715) رقم/ 752.

(4)

الحديث من هذا الوجه رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 487) ورقمه/ 3، وابن شبة في تأريخ المدينة (4/ 1102 - 1103)، كلاهما من طرق عن أبي قلابة به .. ولم يذكر ابن شبة في حديثه عن إسحاق بن إدريس أبا الأشعث في إسناده.

ص: 41

ورواه: الإمام أحمد

(1)

، والطبراني

(2)

، كلاهما من طرق عن معاوية عن سليم بن عامر عن جبير بن نضير عن مرة قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر عثمان بن عفان مرجلًا

(3)

، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لتخرجن فتنة من تحت قدميه - أو من بين رجليه -. هذا يومئذ، ومن اتبعه على الهدى)، قال: فقام ابن حوالة الأزدي من عند المنبر فقال: إنك لصاحب هذا؟ قال: (نعم)، قال: والله إني لحاضر ذلك المجلس، ولو علمت أن لي في الجيش مصدقا كنت أول من تكلم به. وهذا لفظ الإمام أحمد، مختصرًا. والإسناد حسن؛ فيه معاوية، وهو: ابن صالح بن حدير، صدوق. وسليم بن عامر هو:

(1)

(29/ 608) ورقمه/ 18067 عن عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية به.

(2)

(20/ 316 - 317) ورقمه/ 753 عن أبى يزيد القراطيسي (هو: يوسف بن يزيد) عن أسد بن موسى، وعن بكر سهل عن عبد الله بن صالح، كلاهما عن معارية بن صالح به، بنحوه. وهو في مسند الشاميين (3/ 316 - 317) ورقمه/ 1973 سندًا، ومتنا.

(3)

في لفظ الطبراني: (مرجلًا، معدقا)، ولعل المقصود: أنه مسرح شعره، جامع بعضه إلى بعض. أو أن المقصود: أنه مسرح شعره، جامع لثيابه عليه، ويشكل على الأول ما جاء في الروايات الأخرى أنه كان مقنع - كهذا الحديث، وحديث ابن عمر الآتي -، والتفسير الثاني أولى، فيكون ترجيله لشعره علم بعد أخذه، ومعرفة عينه - والله أعلم -.

- انظر: لسان العرب (حرف: القاف، فصل: العين المهملة) 10/ 238، و (حرف: اللام، فصل: الراء) 11/ 270، والنهاية (باب: الراء مع الجيم) 2/ 203.

ص: 42

الخبائري

(1)

، والحديث من هذا الوجه أورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وقال:(حديث مرة رواه: الترمذي، رواه: الطبراني ورجاله وثقوا) اهـ، وفاته أنه عند الإمام أحمد. ورواه: الإمام أحمد

(3)

، والطبراني

(4)

- أيضًا -، كلاهما من طريق كهمس بن الحسن

(5)

عن عبد الله بن شقيق عن هرمي (ويقال: هرم) بن الحارث وأسامة بن خريم

(6)

، كلاهما عن مرة بن كعب به، بلفظ: (كيف في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي

(1)

الحديث من هذا الوجه عند ابن شيبة في تأريخ المدينة (4/ 1103) - أيضًا -، بنحوه، مطولا.

(2)

(9/ 89).

(3)

(33/ 462 - 463) ورقمه/ 20353، و (33/ 476) ورقمه/ 20372 عن أبي أسامة (وهو: حماد) عن كهمس به.

(4)

(20/ 315 - 316) ورقمه/ 751 عن علي بن عبد العزيز عن عارم أبي النعمان عن خالد بن الحارث بن سليم، و (20/ 316) ورقمه/ 752 عن عبيد بن غنام عن أبى بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة، كلاهما عن كهمس به، بنحوه. والحديث في مصنف ابن أبي شيبة (7/ 487) ورقمه/ 2، ومن طريقه رواه - أيضًا -: ابن قانع في المعجم (3/ 57).

(5)

ومن طريق كهمس رواه: كذلك البغوي في معجمه (5/ 345 - 346) ورقمه/ 2167، بسنده عن أبي أسامة، وأبو نعيم في المعرفة (5/ 2581) ورقمه/ 6223 بسنده عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه، كلاهما عنه به، ورواه: في فضائل الخلفاء (ص/ 67 - 68) ورقمه/ 53 بسنده عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن مرة به.

(6)

بضم المعجمة، وفتح راء، مصغرا. - انظر المغني (ص/ 91).

ص: 43

بقر

(1)

)؟ قالوا: نصنع ماذا، يا نبي الله؟ قال:(عليكم هذا، وأصحابه. واتبعوا هذا، وأصحابه)، قال: فأسرعت حتى عطفت على الرجل، فقلت: هذا يا نبي الله؟ قال: (هذا)، فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وهرمي بن الحارث، وأسامة بن خريم ترجم لهما البخاري في التأريخ الكبير

(2)

، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(3)

، ولم يذكرا فيهما جرحًا، ولا تعديلًا

(4)

.

ورواه: الإمام أحمد

(5)

، والطبراني

(6)

- أيضًا -، كلاهما من طريق أبي

(1)

يعني: قرونها. وإنما سمي صياصي لأنها حصونها التي تحصن بها من عدوها، وكذلك كل من يحصن بحصن فهو له صيصة. عن أبي عبيد في غريب الحديث (2/ 84).

(2)

(8/ 243) ت/ 2870، (2/ 21) ت/ 1555 على التوالي.

(3)

(9/ 111) ت/ 466، (2/ 283) ت/ 1024 على التوالي.

(4)

رواه من هذا الوجه - أيضًا -: ابن أبي عاصم في السنة (2/ 577) ورقمه/ 1296، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/ 344 ورقمه/ 6914) من طرق عن ابن شقيق به.

(5)

(33/ 462) ورقمه/ 20352 عن بهز (هو: ابن أسد)، وعبد الصمد (وهو: ابن عبد الوارث)، كلاهما عن أبي هلال به، بنحوه، مختصرا.

(6)

في الكبير (20/ 315) ورقمه/ 750 عن أبي مسلم الكشي (هو: إبراهيم بن عبد الله) عن سليمان بن حرب، وعن المقدام بن داود عن أسد بن موسى، كلاهما عن أبي هلال به، بنحوه. ومن طريقه أبي مسلم رواه: كذلك: أبو نعيم في المعرفة (5/ 2580) ورقمه/ 6222.

ص: 44

هلال

(1)

عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن مرة بن كعب، بنحوه

وفي السند عنعنة قتادة وهو: ابن دعامة، مدلس من الثالثة، وقد عنعنه. وأبو هلال هو: محمد بن سليم الراسبي، ضعف، وفي رواياته عن قتادة خاصة اضطراب، وعامتها غير محفوظة

(2)

. والحديث من طريقيه المتقدمتين حسن لغيره بما تقدم من طرق. والمتن صحيح، صححه الشافعي

(3)

، والترمذي، وابن حبان، والألباني

(4)

.

(1)

وكذا رواه: البغوي في معجمه (4/ 331) ورقمه/ 1783، و (5/ 345) ورقمه/ 2166 وابن قانع في معجمه (3/ 57) عن موسى بن هارون، كلاهما عن طالوت بن عباد، ورواه: القطيعى في زياداته على الفضائل (1/ 508) ورقمه/ 829 بسنده عن سليمان بن حرب، كلاهما عن أبى هلال به.

والحديث من طريق أبى هلال رواه - أيضًا -: - عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 449) ورقمه/ 720، و الحاكم في المستدرك (4/ 437)،كلاهما من طرق عنه به

قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)، وتعقبه الذهبي في التلخيص وقال:(سعيد [يعني: ابن هبيرة] اتهمه ابن حبان) اهـ، وهو كما قال، انظر: المجروحين (1/ 326 - 327). ورواه: ابن قانع في معجم الصحابة (3/ 58) بسنده عن يزيد بن مرثد عن أبي صالح الخولاني عن مرة بن كعب به، بنحوه.

(2)

انظر: الكامل (6/ 214)، والتهذيب (9/ 196).

(3)

انظر: الحلية لأبي نعيم (9/ 114).

(4)

كما تقدم، وانظر: صحيح سنن الترمذي (3/ 210) رقم/ 2922.

ص: 45

949 -

[18] عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها

(1)

، فمر رجل مقنع رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(هذَا يومئذٍ علَى الهُدَى)، فوثبت، فأخذت بضبعي عثمان، ثم استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذا؟ قال: (هذا).

رواه: ابن ماجه

(2)

- واللفظ له -، والإمام أحمد

(3)

، والطبراني في الكبير

(4)

من طرق عن هشام بن حسان، ورواه: الإمام أحمد - أيضًا - من طريق مطر الوراق

(5)

، كلاهما عن محمد بن سيرين عن كعب بن عجرة

(1)

- بتشديد الراء - أي: قرب وقوعها. - تحفة الأحوذي (10/ 199).

(2)

في المقدمة (فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه) 1/ 41 ورقمه/ 111 عن علي بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن هشام بن حسان به.

(3)

(30/ 53) ورقمه/ 18129 عن يزيد (هو: ابن هارون) عن هشام بن حسان به، بنحوه. وهو في فضائل الصحابة له (1/ 450) ورقمه/ 722 سندًا، ومتنا.

(4)

(19/ 16) ورقمه/ 359 عن محمد بن النضر الأزدي عن أحمد بن يونس (هو: ابن عبد الله بن يونس) عن أبي شهاب (وهو: عبد ربه الحناط)، و (19/ 161) ورقمه/360 عن عبيد بن غنام عن ابن أبي شيبة عن ابن علية، كلاهما عن هشام بن حسان به، بنحوه .. وهو في المصنف لابن أبي شيبة (7/ 487) ورقمه/ 3، ومن طريقه - أيضًا - ابن أبي عاصم في السنة (2/ 577) ورقمه/ 1297.

(5)

ورواه من طريق مطر - أيضًا -: القطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد (1/ 509 - 510) ورقمه/ 833.

ص: 46

به

قال البوصيري في زوائد ابن ماجه

(1)

: (هذا إسناد منقطع، قال أبو حاتم: محمد بن سيرين لم يسمع كعب بن عجرة) اهـ، وهو كما قال، وقول أبي حاتم انظره في المراسيل

(2)

لابنه.

وفي السند الثاني للإمام أحمد: مطر الوراق، تقدم أن الحافظ قال فيه:(صدوق كثير الخطأ)، لكن تابعه هشام بن حسان، وهو من أثبت الناس في ابن سيرين، ولكن تبقى في الحديث علة الانقطاع.

وفي سند الطبراني: أبو شهاب الحناط، قال الحافظ

(3)

: (صدوق يهم)، وشيخ الطبراني: محمد بن النضر، لم أقف على ترجمة له.

وسأل ابن أبي حاتم

(4)

أباه عن الحديث، وساقه من طريق أبي داود عن همام عن قتادة عن ابن سيرين به، وقال:(يقال: هذا الحديث عن كعب بن مرة البهزي) اهـ، وحديث كعب بن مرة - ويقال: مرة بن كعب - تقدم من طرق منها طريق أبي هلال عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عنه به.

وطريق همام عن قتادة أقوى من طريق أبي هلال فإنه مضطرب الحديث عن قتادة - كما تقدم -؛ فالقول إن صحة سنده أنه من حديث كعب بن عجرة أولى مما تقدم في قول أبي حاتم رضي الله عنه.

(1)

مصباح الزجاجة (1/ 58) ورقمه/ 43.

(2)

(ص/ 187).

(3)

التقريب (ص/ 568) ت/ 3814.

(4)

العلل (2/ 380) رقم/ 2652.

ص: 47

ولو قاله في ما رواه: الطبراني

(1)

بسنده عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكر عن يحيى بن السكن عن أبي قحذم عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن كعب بن عجرة به، بنحوه، لكان أولى؛ فإنه حديث وهم في سنده أبو قحذم - أو غيره ممن رواه: عنه -، وصوابه: عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن كعب بن مرة البهزي، هذا هو المعروف في حديث أبي قلابة. وأبو قحذم هو: النضر بن معبد الجرمي، قال ابن معين

(2)

: (ليس بشيء)، وقال أبو حاتم

(3)

: (هو لين الحديث يكتب حديثه)، وقال النسائي

(4)

: (ليس بثقة). وراويه عنه: يحيى بن السكن، وهو: البصري، قال أبو حاتم

(5)

: (ليس بالقوي)، وضعفه صالح جزرة

(6)

. وفي السند شيخ شيخ الطبراني: عبد الله بن محمد بن يحيى، ولم أعرفه.

وللحديث طريقان أُخريان عن محمد بن سيرين، أولهما رواها: معمر في جامعه

(7)

عمن سمع ابن سيرين، وهذه طريق فيها من لم يُسم، ولا يُدرى من هو؟

(1)

في الكبير (19/ 162) ورقمه/ 362 عن أحمد بن زهير التستري عن عبد الله بن محمد به، بنحوه.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (8/ 474) ت/ 2178.

(3)

كما في: الحوالة نفسها، من المصدر المتقدم.

(4)

كما في: الميزان (5/ 388) ت/ 9087.

(5)

كما في: الجرح والتعديل (9/ 155) ت/ 643.

(6)

كما في: الميزان (6/ 54) ت/ 9525.

(7)

(11/ 367) ورقمها/ 20759.

ص: 48

والأخرى رواها: القطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد

(1)

بسنده عن حجاج بن نصير عن سعيد بن أبي عروبة عن ابن سيرين

وحجاج بن نصير هو: الفساطيطي ضعيف، كان يقبل التلقين

(2)

، ولا يدرى متى سمع من ابن عروبة أبعد اختلاطه، أم قبله.

ومما سبق يتبين أن الحديث لا يصح من هذا الوجه، وتقدم

(3)

نحوه بسند صحيح من حديث مرة بن كعب، وابن حوالة جميعًا رضي الله عنهما؛ فهو حديث: حسن لغيره بالشواهد - والله سبحانه أعلم -.

950 -

[19] عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يَا ابنَ حَوالَةَ، كيفَ تفعلُ في فتنةٍ تخرجُ في أطرافِ الأرضِ كأنَّهَا صياصِيُّ بقَر)؟ قالت: لا أدري، ما خار الله لي، ورسوله. قال: (وكيفَ تفعلُ لي أخرَى تخرجُ بعدَها كأنَّ الأوْلى فيهَا انتفاجَةُ أرنَب

(4)

)؟ قلت: لا أدري، ما خار الله لي، ورسوله. قال:(اتبعُوا هذَا). قال: ورجل مقفي حينئذ. قال: فانطلقت، فسعيت، وأخذت بمنكبيه، فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،

(1)

(1/ 505) ورقمها/ 824.

(2)

انظر الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي (1/ 193) ت/ 776، والتقريب (ص/ 225) ت/ 1148.

(3)

برقم/ 947.

(4)

أي: وثبتها، يريد تقليل مدتها. - انظر: النهاية (باب: النون مع الفاء) 5/ 88.

ص: 49

فقلت: هذا؟ قال: (نعَم). قال: وإذا هو عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه -.

رواه: الإمام أحمد

(1)

عن إسماعيل بن إبراهيم

(2)

عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن حوالة به

وهذا إسناد صحيح رجاله رجال الشيخين غير ابن شقيق، فمن رجال مسلم وحده. وإسماعيل بن إبراهيم هو: ابن علية، سمع من الجريري (وهو: سعيد بن إياس) قبل اختلاطه

(3)

.

والحديث أورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(4)

، وقال:(رواه: أحمد، والطبراني، ورجالهما رجاله الصحيح) اهـ. والحديث لم أره في المقدار المطبوع من المعجم الكبير.

وشارك حمادُ بن سلمة إسماعيلَ بن علية في روايته هذا الحديث عن الجريري، روى حديثه: أبو داود الطيالسي في مسنده

(5)

، وابن أبي عاصم في السنة

(6)

، وفي الآحاد والمثاني

(7)

، وابن شبّة في تأريخ

(1)

(28/ 213 - 214) ورقمه/ 17004.

(2)

وكذا رواه: البغوي في المعجم (4/ 156) ورقمه/ 1668 عن جده عن إسماعيل به.

(3)

انظر: فتح المغيث (4/ 373)، والكواكب النيرات (ص/ 183)

(4)

(9/ 88 - 89).

(5)

(ص/ 176).

(6)

(2/ 576 - 577) ورقمه/ 1294.

(7)

(4/ 275 - 276) ورقمه/ 2296.

ص: 50

المدينة

(1)

، والقطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد

(2)

. وابن سلمة ممن سمع من الجريري قبل الاختلاط

(3)

- أيضًا -. وزاد ابن أبي عاصم في آخره: وقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم: (يهجمون على رجل معتجر، يبايع الناس، من أهل الجنة). وفي لفظ الطيالسي: (كيف أنت إذا نشأت فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي)، ثم قال:(كيف إذا نشأت أخرى إلى قبلها كنفجة أرنب، كأنها صياصي بقر). وهو حديث صحيح من هذا الوجه - أيضًا -.

* وتقدم قبل حديثين نحو هذا الحديث من حديث ابن حوالة، ومرة بن كعب - معًا - عند الطبراني، وغيره، بلفظ غير هذا فانظره.

951 -

[20] عن زائدة - أو مزيدة - بن حوالة

(4)

- رضى اللّه عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (كيفَ تصنعُ في فتنةٍ تثورُ في أقطارِ

(1)

(4/ 1104).

(2)

(1/ 505) ورقمه/ 825.

(3)

انظر: فتح المغيث (4/ 373)، والكواكب النيرات (ص / 183).

(4)

اختلفت الرواية عن عبد الله بن شقيق هل الذي حدثه بهذا الحديث عبد الله بن حوالة - كما تقدم في الحديث قبل هذا - أو زائدة بن حوالة - كما هنا -؟ والذي يظهر أن عبد الله بن حوالة غير زائدة بن حوالة، فعبد الله أزدي الأصل - وقيل: عامرى - وزائدة عتري، وعبد الله سكن الشام وروى عنه أهلها، وأهل مصر، وزائدة بصري، روى عنه أهل بصرة، فلا يمنع أن يكون الحديث صحيحًا عنه من الوجهين، واشتراكهما في بعض =

ص: 51

الأرضِ، كأنَّها صَياصِيُّ بَقر)؟ قال: قلت: أصنع ماذا، يا رسول اللّه؟ قال:(عليكَ بالشَّام). ثم قال: (كيفَ تصنعُ في فتنة كأنَّ الأوْلى فيهَا نفجَةُ أرْنب)؟ قال: فلا أدري كيف قال في الآخرة، ولأن أكون علمت كيف قال في الآخرة أحب إلي من كذا، وكذا.

رواه: الإمام أحمد

(1)

عن يزيد عن كهمس الحسن عن عبد اللّه بن شقيق عن زائدة - أو مزيدة - به

وهذا سند صحيح، ورجاله رجال مسلم، ويزيد هو: ابن هارون. والحديث لم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وهو على شرطه.

* وتقدم قبل ثلاثة أحاديث من حديث عبد اللّه بن حوالة - رضى اللّه عنه -: (وكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاجة أرنب)؟ قلت: لا أدري، ما خار اللّه لي، ورسوله. قال:(اتبع هذا) - يعني: عثمان -

ففيه بيان ما ورد في حديث زائدة - أو مزيدة - بن حوالة في الحديث بقوله: (فلا أدري كيف قال في الآخرة).

= الألفاظ لا يدل على أنه غلط فيه، فقال تارة: عن عبد اللّه بن حوالة، وتارة عن زائدة - أو مزيدة - بن حوالة - والله تعالى أعلم -.

- انظر: الاستيعاب (1/ 588)، والتذكرة للحسيني (1/ 500) ت / 1952، والإصابة (1/ 542)، وتعجيل المنفعة (ص / 92) ت/ 325.

(1)

(33/ 464) ورقمه / 20354.

ص: 52

952 -

[12] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: إني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّكَمْ تلقونَ بعدي فتنةً، واختِلافًا)، أو قال:(اختلافًا، وفِتنَةً). فقال له قائل من الناس: فَمن لنا، يا رسول اللّه؟ قال:(عليكمْ بالأمينِ، وأصْحَابه) - وهو يشير إلى عثمان بذلك -.

هذا الحديث رواه: الإمامَ أحمد

(1)

- واللفظ له -، ورواه - أيضًا -: الطبراني في الأوسط

(2)

عن يعقوب بن إسحاق، كلاهما عن عفان

(3)

عن وهيب بن خالد عن موسى بن عقبة

(4)

، ورواه: البزار

(5)

عن إبراهيم بن سعيد الجوهوي عن عثمان بن خالد عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن أبيه، كلاهما عن أبي حبيبة عن أبي هريرة به

وللبزار: أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقربها، فقلت: يا رسول اللّه، فإن

(1)

(14/ 219 - 220) ورقمه/ 8541، وهو له في الفضائل (1/ 450 - 451) ورقمه/ 723 - أيضًا -.

(2)

(10/ 208) ورقمه/ 9453 وقال: (لم يرو هذا الحديث عن موسى بن عقبة إلا وهيب

) اهـ، والحديث رواه عن موسى - أيضًا -: إبراهيم بن طهمان عن موسى - وسيأتي -.

(3)

وهو: ابن مسلم، والحديث في حديثه - رواية: أبي بكر الخلال عنه -[61/ أ]. وروى حديثه - كذلك -: ابن بشران في الأمالي (ص/ 201) ورقمه/ 463 عن الحسين بن إسحاق الكسائي عنه به، بمثل لفظ الإمام أحمد.

(4)

وكذا رواه: القطيعي في زياداته على الفضائل (1/ 511 - 512) ورقمه/ 836 بسنده عن عبد الله الزبيري عن موسى بن عقبة به.

(5)

[112/ أ - ب] كوبريللّي.

ص: 53

أدركناها مع من نكون؟ قال: (مع الأمين، وأصحابه، عثمان بن عفان)، وقال:(وهذا الحديث لا نعلم رواه: عن أبي هريرة إلّا أبو حبيبة، وقد روى عن أبي حبيبة: موسى بن عقبة) اهـ. وللطبراني: (سيكون بعدي فتنة، واختلاف)، وفيه قال:(عليكم بالأمير، وأصحابه)، بدل:(الأمين).

وبمثل لفظ الطبراني رواه: ابن أبي شيبة في المصنف

(1)

بسنده عن إبراهيم بن طهمان، ورواه: الحاكم في المستدرك

(2)

بسنده عن مسلم بن إبراهيم، وبسنده

(3)

- أيضًا - عن موسى بن إسماعيل، كلاهما (مسلم، وموسى) عن وهيب بن خالد، كلاهما (إبراهيم، ووهيب) عن موسى بن عقبة به

قال الحاكم - في الموضعين -: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص

(4)

. ولفظ الجماعة أشبه (الأمير) - بالراء المهملة -.

ورجال إسناد الإمام أحمد ثقات، رجال الشيخين عدا أبا حبيبة - وهو جد موسى بن عقبة لأمه -، روى عنه جماعة

(5)

، ووثقه: أبو الحسن

(1)

(7/ 491) ورقمه / 27، وعنه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 573) ورقمه/ 1278.

(2)

(3/ 99)، وقرن بموسى بن عقبة: أخويه - محمدًا، وإبراهيم -.

(3)

(4/ 433 - 434).

(4)

(3/ 99)، و (4/ 433 - 434).

(5)

انظر: الجرح والتعديل (9/ 359) ت / 1629، والتذكرة (4/ 2012) ت/ 8151، والإكمال (ص / 499) ت / 1051، وحديثه المتقدم عند الحاكم (3/ 99).

ص: 54

العجلى

(1)

، وابن حبان

(2)

. ويعقوب بن إسحاق - شيخ الطبراني - هو: المخرمي، البغدادي، لا أعرف حاله، ترجم له الذهبي في تأريخ الإسلام

(3)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وهو متابع. وإبراهيم بن إسماعيل، وأبوه

(4)

- في إسناد البزار - ضعيفان. وعثمان الراوي عن إبراهيم هو: أبو عفان المدني عرفت كيف ساق اللفظ، وقد قال البخاري

(5)

فيه: (منكر الحديث)، وقال مرة

(6)

: (عنده مناكير)، وذكره أبو نعيم في الضعفاء

(7)

، وقال:(عن مالك، وعيسى، وغيرهما أحاديث موضوعة لا شئ)، وقال ابن الجوزي

(8)

: (نسب إلى الوضع)، وقال الحافظ

(9)

: (متروك الحديث) اهـ.، والحديث وارد من غير طريقهم.

والخلاصة: أن الحديث بإسناد الإمام أحمد، والطبراني حسن لغيره - والله ولي التوفيق -.

(1)

تأريخ الثقات (ت / 1929).

(2)

الثقات (5/ 591)، وانظر: تعجيل المنفعة (ص / 311 - 312) ت/ 1252.

(3)

حوادث (281 - 290 هـ) ص / 337.

(4)

انظر: التقريب (ص / 138) ت / 437.

(5)

التأريخ الكبير (6/ 220) ت / 2221.

(6)

التأريخ الصغير (2/ 186).

(7)

(ص / 115) ت / 157.

(8)

العلل المتناهية (1/ 205 - 206) ورقمه / 324 - وكان روى حديثه بإسناده إليه -.

(9)

التقريب (ص/ 662) ت / 4496.

ص: 55

953 -

[22] عن عائشة - رضى الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا عثمان، إنَّهُ لعلَّ الله يقَمِّصُكَ قميصًا

(1)

، فإنْ أرادُوكَ علَى خلعه فلا تخلعْهُ لهُم).

رواه الترمذى

(2)

- واللفظ له - من طريق معاوية بن صالح، ورواه: ابن ماجه

(3)

من طريق الفرج بن فضالة، والإمام أحمد

(4)

- أيضًا - من طريق الوليد بن سليمان، ثلاثتهم عن ربيعة بن يزيد عن عبد اللّه بن عامر عن النعمان بن بشير عن عائشة به

ولابن ماجه: (يا عثمان، إن ولاك الله هذا الأمر فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك اللّه، فلا تخلعه) - يقول ذلك ثلاث مرات -، قال النعمان: فقلت لعائشة: ما منعك

(1)

أي: يفوضه إليه، ويجعله في عهدته

أراد به: الخلافة. - انظر: النهاية (باب: القاف مع الميم) 3/ 108.

(2)

في (كتاب: المناقب، باب مناقب عثمان - رضى الله عنه -) 5/ 587 ورقمه/ 3705 عن محمود بن غيلان عن حجين بن المثنى عن معاوية بن صالح به. وفي المطبوع: (عبد الملك بن عامر)، بدل:(عبد الله بن عامر)، وهو خطأ، ورواه: من طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 490).

(3)

المقدمة (فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضل عثمان رضي الله عنه) 1/ 41 ورقمه / 112 عن علي بن محمد عن أبى معاوية (هو: محمد بن حازم) عن الفرج بن فضالة به.

(4)

(41/ 113 - 114) ورقمه / 24566 عن أبى المغيرة (هو: عبد القدوس بن الحجاج) عن الوليد سليمان به، بنحو حديث الفرج بن فضالة عند ابن ماجه، وهو في الفضائل (1/ 500 - 501) ورقمه / 816.

ص: 56

أن تعلمي الناس بهذا؟ قالت: أنسيته. ونحوه للإمام أحمد من طريق الوليد ابن سليمان. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب) اهـ، وحسنه من أجل معاوية بن صالح، وهو: ابن حدير، صدوق، وتابعه: الوليد بن سليمان - كما تقدم عند الإمام أحمد -، وهو: ابن أبي السائب، ثقة؛ فالحديث صحيح من هذا الوجه، صححه ابن حبان

(1)

، والألباني

(2)

، وهو كما قالا

(3)

.

ورواه: الإمام أحمد

(4)

عن عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن عبد اللّه بن أبي قيس عن النعمان بن بشير عن عائشة به، بلفظ:(وددت أن عندي بعض أصحاب)، فقالت له: أدعو لك أبا بكر؟ فسكت. فقلت: أدعو لك عمر؟ فسكت. فقالت: فأدعو لك عثمان؟ فقال: (نعم)، ثم الحديث بنحو ما تقدم

قال في إسناده:

(1)

(الإحسان ورقمه/ 6918).

(2)

انظر: صحيح سنن الترمذي (3/ 210) رقم/ 2923، وتعليقه على المشكاة (3/ 1715) رقم/ 6068، وعلى السنة لابن أبى عاصم (2/ 544 وما بعدها).

(3)

الحديث من طريق معاوية بن صالح رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 490) ورقمه/ 23 وعنه ابن أبى عاصم في السنة (2/ 544 - 545) ورقمه/ 1172 - ، ورواه: ابن أبى عاصم من طريق أخرى (2/ 546) ورقمه / 1173، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/ 346 ورقمه/ 6915) وقال الألباني عن إسناد ابن أبى شيبة:(صحيح على شرط مسلم)، وقال عن الإسناد الثاني لابن أبى عاصم:(صحيح)، وهو كما قال وإسناد ابن حبان؟!

(4)

(42/ 84) ورقمه/ 25162.

ص: 57

(عبد الله بن أبي قيس) بدل: (عبد اللّه بن عامر). وهو كذلك في المصنف لابن أبي شيبة

(1)

-، وعنه ابن أبي عاصم في السنة

(2)

عن زيد بن الحباب عن معاوية، إلا أنه قال:(عبد الله بن قيس)، بدل:(ابن أبي قيس)، وهما واحد، قال البخاري في تأريخه

(3)

- وقد سماه: عبد الله بن أبي قيس -: (قال بعضهم: عبد اللّه بن قيس، ولا يصح)، وقال ابن حبان

(4)

: (ومن قال عبد الله بن قيس فقد وهم). والحديث محفوظ عن معاوية بن صالح على الوجهين في إسناده، وتقدم أنه من رواية الليث بن سعد عنه، قال فيه:(عن عبد الله بن عامر)، وتابع الليث في روايته عنه كذلك: محمد بن جعفر - غندر - عند ابن أبي عاصم في السنة

(5)

.

ولم يتابع معاوية في قوله: (عن عبد الله بن أبي قيس) أحد، والمحفوظ في سند الحديث: أنه عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر، كذلك رواه: الوليد بن سليمان - وهو ثقة -، وتابعه الفرج بن فضالة - وهو ضعيف -، كلاهما عن ربيعة بن يزيد به

فيكون قول معاوية بن صالح فيه: (عن عبد الله بن أبي قيس) وهم منه - والله تعالى أعلم -. والفرج بن

(1)

(7/ 490) ورقمه/ 23.

(2)

(2/ 544 - 545) ورقمه/ 1172.

(3)

(5/ 173) ت/ 549.

(4)

(5/ 44).

(5)

(2/ 544 - 545)، وتقدم.

ص: 58

فضالة في سند ابن ماجه ضعيف، واختلف عنه في سند الحديث على ثلاثة أوجه

أحدها الوجه المتقدم.

والثاني: عنه عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة

(1)

عن عائشة به بنحو حديث معاوية بن صالح، وفيه:(فلا تخلعه لهم، ولا كرامة) - يقولها مرتين، أو ثلاثًا -، رواه: الإمام أحمد

(2)

عن موسى بن داود عنه به. وموسى صدوق له أوهام

(3)

.

والثالث: عنه عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن القاسم بن محمد عن النعمان بن بشير عن عائشة به، بنحوه .. رواه: الطبراني في الأوسط

(4)

عن إبراهيم (وهو: ابن هاشم البغوي) عن إبراهيم بن زياد - سبلان

(5)

- عنه به، بلفظ: (يا عائشة، لو كان عندنا أحد يحدثنا

) وفيه: فإذا عثمان يستأذن، فأذن له، فأكب على رسول اللّه - صلى الله عليه

(1)

وهكذا رواه: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 55) ورقمه / 36، وابن سمعون في أماليه - رواية: العشاري عنه -[3 /أ] بسنديهما عن هشام بن عروة عن أبيه به.

(2)

(41/ 13 - 14) ورقمه / 24466، وهو في الفضائل له (1/ 500) ورقمه/ 804.

(3)

ورواه من هذه الطريق - أيضًا -: الحاكم (3/ 99 - 100) وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)، وتعقبه الذهبي في التلخيص (3/ 99 - 100)، قائلًا:(أنى له الصحة، ومداره على فرج بن فضالة)؟! وهو كما قال.

(4)

(3/ 397 - 398) ورقمه / 2854.

(5)

بفتح السين، والباء المعجمة، بواحدة. - الإكمال (4/ 250).

- وانظر: كشف النقاب لابن الجوزى (1/ 253) ت / 734.

ص: 59

وسلم -، وأكب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عليه، فجعلا يتساران - والله ما أدري ما يقولان - فلما رفع رأسه ولى، فناداه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:(يا عثمان، عسى أن يقمصك اللّه قميصا، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه) - ثلاث مرار - مطولا. قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا الزبيدي تفرد به فرج بن فضالة) اهـ، وهو كما قال، واضطرب الفرج بن فضالة في إسناده ومتنه. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(1)

، وعزاه إلى الإمام أحمد، والطبراني هنا، ثم قال:(وأحد إسنادي الطبراني حسن) اهـ، ولم أقف بعد إلا على الإسناد المتقدم، وهو ضعيف - والله أعلم -.

ورواه: ابن ماجه

(2)

بسنده عن وكيع، والإمام أحمد

(3)

عن يحيى (وهو: القطان)، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي سهلة

(4)

- مولى عثمان - عن عائشة به، بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: (وددت أن عندي بعض أصحابي)، قلنا: يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر. فسكت. قلنا: إلا ندعو لك عمر؟ فسكت. قلنا: إلا ندعو لك عثمان؟ قال: (نعم)، فجاء، فخلا به، فجعل

(1)

(9/ 90).

(2)

(1/ 42) ورقمه/ 113.

(3)

(40/ 297) ورقمه/ 24253. وهو في الفضائل له (1/ 494 - 495) ورقمه/ 804.

(4)

ويقال: بالمعجمة. كما في: التقريب (ص / 1157) ت/ 8212.

ص: 60

النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه، ووجه عثمان يتغير. قال قيس: فحدثني أبو سهلة - مولى عثمان - أن عثمان بن عفان قال يوم الدار

(1)

: (إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا، فأنا صائر إليه)، وفي رواية:(فأنا صابر عليه). قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم. قال البوصيرى

(2)

: (هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات)، وهو كما قال

(3)

، لكنه من طريق إسماعيل من مسند عثمان أشهر - كما تقدم -.

ورواه: الإمام أحمد

(4)

- مرة - عن وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عائشة، لم يذكر أبا سهلة. ورواه: - مرة -

(5)

عن على بن عاصم عن سعيد بن إياس الجريري عن أبي عبد اللّه الجسري

(6)

أن عائشة نشدت حفصة بالله أن تصدقها، أو تكذبها فيما تقول - وذكر قبله

(1)

وسيأتي، ورقمه / 954.

(2)

مصباح الزجاجة (1/ 51) ورقمه / 45.

(3)

والحديث رواه من هذا الطريق - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 66 - 67)، وابن أبى شيبة في المصنف (7/ 489) ورقمه / 15، وابن أبى عاصم في السنة (2/ 547) ورقمه / 1176، والحاكم في المستدرك (3/ 99)، والبيهقي في الدلائل (6/ 391)، كلهم من طرق عن إسماعيل بن أبى خالد به

وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الألباني في تعليقه على السنة:(إسناده صحيح) وهو كذلك.

(4)

(42/ 521 - 522) ورقمه / 25797.

(5)

(43/ 308 - 309) ورقمه / 26269.

(6)

بفتح الجيم، وسكون السين المهمل، وفي آخرها الراء

نسبة إلى جسر بطن من عنزة. عن السمعاني في الأنساب (2/ 51).

ص: 61

كلامًا -، ثم ذكرت مرضأ للنبي صلى الله عليه وسلم كان يغمى عليه فيه، ثم يفيق، ويقول في كل مرة:(افتحوا له الباب)، قالت - في الثانية -: ففتحنا الباب فإذا عثمان بن عفان، فلما أن رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ادنه)، فأكب عليه، فساره بشئ، لا أدري أنا وأنت ما هو، ثم رفع رأسه، فقال:(أفهمت ما قلت لك)؟ قال: نعم. قال: (ادنه)، فأكب عليه إكبابًا شديدًا، فساره بشئ، ثم رفع رأسه، فقال:(أفهمت ما قلت لك)؟ قال: نعم، سمعته أذني، ووعاه قلبي. فقال له:(اخرج)، قالت حفصة: اللهم نعم - أو قالت اللهم صدق -. والجريري اختلط، ولا يدرى متى سمع منه على بن عاصم، وهو: ابن صهيب الواسطي، ضعيف، وأبو عبد اللّه الجسري هو: حميري

(1)

بن بشير، ثقة

(2)

.

ورواه: القطيعي

(3)

بسنده عن خالد عن الجريري عن أبي بكر العدوي - مكان أبي عبد اللّه الجسري - قال: سألت عائشة، فذكر نحوه .. وخالد هو: ابن عبد اللّه الواسطي، لا يدرى متى سمع من الجريري - أيضًا -. وأبو بكر هو: ابن سليمان المدني. ولبعض ما ورد في لفظه شواهد صحيحة - وتقدمت قبله، فانظرها -.

(1)

اسم بلفظ النسبة. - التقريب (ص/ 277) ت / 1579.

(2)

انظر: المرجع المتقدم، الإحالة نفسها.

(3)

زياداته على الفضائل (1/ 511) ورقمه / 835.

ص: 62

ورواه: الإمام أحمد

(1)

- أيضًا - عن محمد بن كناسة الأسدي أبي يحيى عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: بلغني أن عائشة قالت: فذكر نحوه .. وهذا إسناد منقطع بين سعد - وهو: ابن عمرو الأموي -، وبين عائشة. وهو لأبي نعيم في فضائل الخلفاء

(2)

قال: أخبرت عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: ثنا بشر بن الوليد ثنا: إسحاق بن سعيد عن سعيد بن عمرو عن عائشة، والأول أشبه.

ورواه: أبو يعلى

(3)

بسنده عن إبراهيم بن عمر عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة، وأحال لفظه على لفظ حديث حفصة الآتي مثله

وإبراهيم بن عمر هو: ابن أبان بن عثمان، ضعيف، تركه أبو زرعة، وغيره. وأبوه قال البخاري:(فيه نظر)، وضعفه ابن عدي، وغيره. وإسناده: واه.

وأول الحديث، وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: (

ولا تخلعن قميصًا قمصك اللّه عز وجل)، حسن لغيره بما تقدم من طرقه غير الواهية. وسائره ضعيف، منكر.

(1)

(41/ 333) ورقمه / 24837.

(2)

(ص/ 55 - 56) ورقمه/ 37.

(3)

(12/ 475) ورقمه/ 7046 عن محمد بن أبى بكر المقدمي عن أبي معشر (هو: يونس بن يزيد البراء) عن إبراهيم بن عمر به.

ص: 63

وللحديث طريق أخرى عن عائشة، رواها: ابن أبي عاصم في السنة

(1)

بسنده عن حبيب الرحبي عن فلان عن عائشة به، بنحوه، مختصرا

وفلان مجهول لم يسم. قال الألباني في تعليقه على السنة: (ولعله النعمان بن بشير، فإن مدار الحديث عليه) اهـ، وهذا محل نظر لورود الحديث من طريق أبي سهلة، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وأبي عبد الله الجسري، وغيرهم - كما تقدم -، وكلهم ثقات. وفي السند: محمد بن إسماعيل وهو: ابن عياش، ضعيف الحديث، والحديث صحيح بما قبله - كما قاله الألباني.

954 -

[23] عن عثمان رضي الله عنه أنه قال يوم الدار: (إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قدْ عَهِدَ إليَّ عهدًا فأنَا صابرٌ عَلَيْه).

رواه: الترمذي

(2)

- واللفظ له -، والإمام أحمد

(3)

، وَأبو بكر البزار

(4)

،

(1)

(2/ 546) ورقمه/ 1174.

(2)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عثمان - رضى الله عنه -) 5/ 590 ورقمه/ 3711، عن سفيان بن وكيع عن أبيه ويحيى بن سعيد (هو: القطان)، كلاهما عن إسماعيل بن أبى خالد به.

(3)

(1/ 467) ورقمه/ 407، و (1/ 530) ورقمه / 501 - ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (33/ 391) عن وكيع به بنحوه.

(4)

(2/ 60) ورقمه/ 402 عن أبي كريب (هو: محمد بن العلاء)، ويحيى بن داود الواسطى، كلاهما عن أبى معاوية (وهو: محمد بن خازم) عن إسماعيل بن أبى خالد به، بنحوه.

ص: 64

وأبو يعلى

(1)

كلهم من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد

(2)

عن قيس بن أبي حازم عن أبي سهلة - مولى عثمان - عن عثمان به

قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن أبي خالد)، وقال البزار:(لا نعلم روى أبو سهلة إلا هذا الحديث، ولا روى عنه غير قيس بن أبي حازم) اهـ. وإسناد البزار صحيح، وفي سند الترمذي: سفيان بن وكيع وقدمت أنه ساقط الحديث.

والحديث رواه - أيضًا -: ابن أبي عاصم في السنة

(3)

عن أبي أسامة (وهو: حماد بن أسامة) عن إسماعيل بن أبي خالد به، بنحوه، قال الألباني في تعليقه على السنة: (إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي سهلة - مولى: عثمان - وهو ثقة، كما قال ابن حبان

(4)

، والعجلي

(5)

، والعسقلاني

(6)

، مع أنهم لم يذكروا راويًا غير قيس بن أبي حازم) اهـ، وهو كما قال. ولأبي سهلة في الحديث طرق أخرى، رواها:

(1)

(8/ 234) ورقمه/ 4805 عن موسى بن محمد بن حيان عن يحيى (يعني: ابن سعيد) به، بنحوه، مطولا.

(2)

وكذا رواه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 484 - 485) بسنده عن زيد بن أبى أنيسة عن إسماعيل به.

(3)

(2/ 546) ورقمه/ 1175.

(4)

الثقات (5/ 570).

(5)

تأريخ الثقات (ص/ 500) ت/ 1962.

(6)

يعني الحافظ ابن حجر، وتوثيقه له في التقريب (ص/ 1157) ت/ 8212.

ص: 65

ابن أبي عاصم في السنة

(1)

بسنده عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي سهلة عن عائشة قالت: لما كان يوم الدار قيل لعثمان: ألا تقاتل؟ قال: (قد عاهدت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على عهد سأصبر عليه). قالت عائشة: فكنا نرى أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عهد عليه فيما يكون من أمره. وصحح الألباني إسناده في تعليقه على السنة، وهو كما قال.

* وتقدم

(2)

حديث عبد اللّه بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى عثمان فقال: (وأنت سيسألك الناس أن تخلع قميصا كساك اللّه عز وجل، والذي نفسي بيده لئن خلعته لا تدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)، في حديث أطول من هذا

رواه: الطبراني في الكبير، والأوسط، وهو حديث ضعيف.

955 -

[24] عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ذكر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فتنة، فمر رجل، فقال:(يُقتَلُ فيهَا هذَا المقنَّعُ يومئذٍ مظْلُومًا)، قال: فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان.

(1)

(2/ 547) ورقمه / 1176.

(2)

برقم / 600.

ص: 66

رواه: الترمذي

(1)

، والإمام أحمد

(2)

- واللفظ له -، كلاهما من طريق سنان بن هارون عن كليب بن وائل عن ابن عمر به

قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عمر) اهـ. وسنان بن هارون هو: البرجمي

(3)

، ضعفه ابن معين

(4)

، والنسائي

(5)

، والعقيلى

(6)

، وابن حبان

(7)

، والدارقطني

(8)

، وغيرهم. وذكره العجلي في الثقات

(9)

، وقال هو، والبزار

(10)

، وابن عدي

(11)

: (لا بأس به)، وقال

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عثمان - رضى الله عنه -) 5/ 588 ورقمه/ 3708 عن إبراهيم بن سعد الجوهري عن أسود بن عامر - شاذان - عن سنان بن هارون به، بنحوه، مختصرا.

(2)

(10/ 169) ورقمه/ 5953 عن أسود بن عامر به، وهو له في الفضائل له (1/ 451) ورقمه/ 724 - أيضًا -. ورواه: ابنه عبد الله في الزوائد (1/ 491 - 492) ورقمه/ 796 بسنده عن الأسود بن عامر به.

(3)

بضم الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الراء، وضم الجيم

نسبة إلى البراحم: قبيلة من تميم. عن السمعاني في الأنساب (1/ 308).

(4)

انظر: سؤالات ابن طهمان (ص/ 101) ت/ 312، وسؤالت ابن محرز (ص/ 70) ت/ 166.

(5)

كما في: تهذيب الكمال (12/ 157).

(6)

الضعفاء (2/ 171) ت/ 688.

(7)

المجروحين (1/ 354).

(8)

الضعفاء (ص/ 242) ت/ 282.

(9)

(ص/ 208) ت/ 628.

(10)

انظر: كشف الأستار، عند الحديث ذي الرقم / 198.

(11)

الكامل (3/ 439).

ص: 67

الحافظ

(1)

: (صدوق فيه لين). وشيخه كليب بن وائل مختلف فيه

(2)

، والأقرب أنه صدوق - كما قاله الحافظ في التقريب

(3)

-.

والذي يظهر أن الحديث بهذا الإسناد لا بأس به، وصححه الحافظ، فيما حكاه عنه المباركفوري في تحفة الأحوذي

(4)

، وأورده الألباني في صحيح سنن الترمذي

(5)

، وقال:(حسن الإسناد) اهـ، وهو كما قال.

956 -

957 - [25 - 26] عن حفصة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنا كانت قاعدة، وعائشة مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(وددتُ أنَّ مَعِي بعضُ أصْحَابي نتحدَّث)، فقالت عائشة: أرسل إلى أبي بكرَ يتحدث معك؟ قال: (لا)، قالت حفصة: أرسل إلى عمر يتحدث معك؟ قال: (لا، ولكنْ أرْسِلُ إلى عُثمَان)، فجاء عثمان، فدخل، فقامتا، فأرختا الستر، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لعثمان: (إنَّكَ مقتولٌ، مستشهدٌ، فاصبرْ صبَّركَ الله، ولا تخلعنَّ قميصًا قمَّصكَ الله عز وجل ثِنتي عشرةَ سنَةٍ، وستَّةَ

(1)

التقريب (ص/ 417) ت/ 2659.

(2)

انظر: تهذيب الكمال (24/ 214) ت/ 4994، ومن تكلم فيه وهو موثق (ص/ 156) ت/ 288.

(3)

(ص / 813) ت / 5699.

(4)

(10/ 203).

(5)

(3/ 210) ورقمه/ 2925.

ص: 68

أشْهرٍ، حتَّى تلقَى الله، وهُو عنكَ رَاض). قال عثمان: إن دعا النبي صلى الله عليه وسلم لي بالصبر، فقال:(اللهمَّ صَبّره). فخرج عثمان، فلما أدبر قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:(صبَّرَكَ الله، فإنَّكَ سوفَ تُستشهد، وتموتَ وأنتَ صائمٌ، وتُفطِرُ مَعِي).

رواه: أبو يعلى

(1)

بسنده عن إبراهيم بن عمر عن أبيه عن عبد الله بن عمر عن حفصة به

وإبراهيم بن عمر هو: ابن أبان، هو، وأبوه ضعيفان لا يحتج بهما، وبالابن أعله الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

. ولم يقم إسناده جعله تارة عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة - كما تقدم -

(3)

. وتارة عن أبيه عن ابن عمر عن حفصة - كما هنا -، وتفرد به من حديث حفصة.

وتقدم

(4)

الحديث - آنفًا - من حديث عائشة عند الإمام أحمد، وغيره، ولفظه هو المحفوظ، وما ورد في حديث حفصة - رضى الله عنها - من أمره صلى الله عليه وسلم بالإرسال إلى عثمان منكر، لأن عائشة هي إلى كانت تعرض عليه - رضى الله عنها -. وكذا قوله: (إنك مقتول

(1)

(12/ 474 - 473) ورقمه / 7045، وعنه ابن عدي في الكامل (1/ 264) عن محمد بن أبى بكر المقدمي عن أو معشر (وهو: يوسف بن يزيد البراء) عن إبراهيم بن عمر به.

(2)

(9/ 89 - 90).

(3)

برقم / 953.

(4)

برقم / 919.

ص: 69

مستشهد

) الحديث، وقوله:(اللهم صبره)، و (صبرك الله) إلخ الحديث، هذا كله منكر.

وتقدم - أيضًا - من حديث عائشة المذكور نفسه في بعض ألفاظه تنميه: (لعل الله يقمصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم)، وهو حديث صحيح. ولقوله:(فإنك سوف تستشهد) عدة شواهد صحيحة هو بها صحيح لغيره - وتقدمت

(1)

-. وتقدم - آنفًا -

(2)

حديث ابن عمر - رضى الله عنهما -. وسائر ألفاظ الحديث منكرة - والله سبحانه وتعالى أعلم -.

958 -

[27] عن عبد الله بن حوالة - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ نَجَا مِنْ ثَلاث فَقَدْ نَجَا - ثَلاثَ مَرَّاتٍ -: مَوْتِي. وَالدَّجَّالِ. وَقَتْلِ خَليْفَة، مُصْطَبرٍ بِالحَقِّ، مُعْطِيْه).

روى هذا الحديث: الإمام أحمد

(3)

عن يحيى بن إسحاق عن يحيى بن أيوب - وهذا حديثه -، وعن

(4)

حجاج عن ليث، كلاهما عن يزيد بن أبي

(1)

انظر - مثلًا - الأحاديث / 559 - 561، 586 - 589.

(2)

هو الذي قبل هذا.

(3)

(28/ 177) ورقمه 16973/، وَ (28/ 213) ورقمه / 17003، وَ (28/ 218) ورقمه / 17006، وَ (5/ 33 الميمنية). ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 220).

(4)

(37/ 152 - 153) ورقمه/ 22488، ورواه: من طريقه هذه: الضياء في المختارة (9/ 280) ورقمه / 243.

ص: 70

حبيب عن ربيعة بن لقيط التجيبي عن ابن حوالة به

ورجال إسناده عن حجاج (وهو: ابن محمد الأعور) كلهم ثقات رجال الشيخين غير ربيعة بن لقيط - وهو: المصري -، ذكره بعضهم في الصحابة

(1)

، وهو تابعي

(2)

، روى عنه جماعة، ووثقه العجلي

(3)

، وابن حبان

(4)

، والهيثمي

(5)

؛ فالإسناد: صحيح، ساقه من طريق الإمام أحمد: الضياء المقدسي في المختارة

(6)

. ورواه: جماعة

(7)

من طرق عن الليث (وهو: ابن سعد المصري) به، ومنهم: ابن أبي عاصم في السنة

(8)

، والحاكم في المستدرك

(9)

،

(1)

انظر: الإنابة (1/ 213) ت/ 273، والإصابة (1/ 531) ت/ 2756.

(2)

انظر: الثقات لابن حبان (4/ 230). والموضعين المتقدمين نفسيهما من الإبانة، والإصابة.

(3)

تأريخ الثقات (ص/ 159) ت/ 435.

(4)

الثقات (4/ 230).

(5)

مجمع الزوائد (7/ 334)، قال في إسناد الإمام أحمد:(رجاله رجال الصحيح غير ربيعة بن لقيط، وهو ثقة) اهـ. وعزى الحديث إلى الطبراني في الكبير - أيضًا - وليس هو في المقدار الموجود منه.

(6)

(9/ 280 - 281) ورقمه/ 244.

(7)

ومنهم: ابن أبى شيبة في المصنف (8/ 749) ورقمه/ 21، وابن شبة في تأريخ المدينة (3/ 1076 - 1077)، وابن قانع في المعجم (2/ 89)، والبيهقي في الدلائل (6/ 392)، وابن عساكر في تأريخه (39/ 292)، والضياء في المختارة (9/ 279 - 280) ورقمه/ 242.

(8)

(2/ 547) ورقمه / 1177.

(9)

(3/ 101).

ص: 71

وقال: (صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص

(1)

. وقال الألباني في تعليقه على السنة: (إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ربيعة بن لقيط التجيبي، وهو ثقة. وثقه ابن حبان، والعجلي، وروى عنه جماعة) اهـ.

والإسناد الآخر فيه: يحيى بن إسحاق (وهو: السيلحيني)، وشيخه يحيى بن أيوب (وهو: أبو العباس المصري)، وهما صدوقان

(2)

، في حفظ الثاني منهما شيء، قال أبو سعيد بن يونس

(3)

: (حدث عنه الغرباء بأحاديث ليست عند أهل مصر عنه

)، ثم ذكر حديثه هذا، وقال:(ليس هذا بمصر من حديث يحيى بن أيوب) اهـ، وهذا غير مؤثر، ولا يضر حديثه سواء أحدث به بمصر أم لا، ولعله حدّث به في مصر، ولم يبلغ ابن يونس ذلك، وهو محفوظ عنه. وقد رواه: ابن قانع

(4)

عن بشر بن موسى عن يحيى بن إسحاق، وابن عساكر

(5)

بسنده عن ابن وهب (واسمه: عبد اللّه)، جميعًا عن ابن لهيعة (هو: عبد اللّه) عن يزيد بن أبي حبيب به، بنحوه، وفي حديث ابن قانع:(قال ابن لهيعة، والليث - يعني: ابن سعد -: هو عثمان).

(1)

(3/ 101).

(2)

انظر ترجمة يحيى بن أيوب في: الجرح (9/ 127) ت / 542، وتهذيب الكمال (31/ 233) ت / 6792. وترجمة السيلحيني في: تهذيب الكمال (31/ 195) ت / 6781، والتقريب (ص / 1049) ت / 7561.

(3)

كما في ترجمته من تهذيب الكمال (33/ 236 - 237).

(4)

المعجم (2/ 89).

(5)

تأريخ دمشق (39/ 291 - 292).

ص: 72

وزاد ابن عساكر: (قوَّام) في نعت الخليفة

وابن لهيعة ضعيف مدلس - كما سلف -، ولم يصرح بالتحديث، وحديثه دون قوله فيه:(قوّام) حسن لغيره بالمتابعات. وفي الأشبه عندي أن الحديث عند يحيى بن إسحاق السيلحيني عن ابن لهيعة، ويحيى بن أيوب - جميعًا -، وهذا أولى من تغليط الرواة، وتوهيمهم لغير دليل ظاهر - واللّه أعلم -.

وجاء الحديث عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن عبد اللّه بن حوالة عن أبي هريرة، رواه: الحارث بن أبي أسامة في مسنده

(1)

عن يعقوب بن القاسم عن الوليد عن ليث بن سعد وابن لهيعة، جميعًا عن يزيد بن أبي حبيب به، بنحوه

قال الوليد: فقلت لليث: من هذا الخليفة؟ قال: (عثمان - رضى اللّه عنه -). والوليد هو: ابن مسلم الدمشقى أبو العباس، يدلس، ويسوي، والإسناد عن شيخيه، ومن فوقهما كله معنعن. وعلمت حال ابن لهيعة - لكنه قد تابعه الليث -.

والحديث من هذا الوجه: حسن لغيره. ولعله عند ابن حوالة من الوجهين جميعًا: عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى فرض أنه لم يسمعه إلّا من أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يسقط أبا هريرة - أحيانًا - فإن هذا غير مؤثر؛ لأن غاية ما فيه أنه مرسل صحابي، ومراسيل الصحابة حجة باتفاق أهل المعرفة بالحديث

(2)

. وقد جاء - مرة - عند ابن شبة في تأريخ

(1)

كما في: بغية الباحث (2/ 776 - 777) ورقمه / 779.

(2)

وانظر: تدريب الراوي (1/ 207).

ص: 73

المدينة

(1)

بسنده عن الوليد بن مسلم عن ليث وابن لهيعة - أيضًا - عن يزيد بن أبي حبيب به، من غير ذكر أبي هريرة - رضى اللّه عنه -، واللّه أعلم.

959 -

[28] عن مرثد بن عبد اللّه اليزني قال: أظنه عن عقبة بن عامر الجهني - رضى اللّه عنه - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثَةٌ مَنْ نَجَا منْهَا نَجَا: مَنْ نَجَا عِنْدَ قَتْلِ مُؤْمِنٍ فَقَدْ نَجَا. وَمَنْ نَجَا عنْدَ قَتْلِ خَليْفَةٍ قَتِلَ مَظْلُوْمًا، وَهُو مُصْطَبِرٌ، يُعْطِي الحَقَّ مِنْ نَفْسِهِ فَقَدْ نَجَا. وَمَنْ نَجَا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ فَقَدْ نَجَا).

روى هذا الحديث من هذا الوجه: الطبراني في الكبير

(2)

عن الحسين بن إسحاق التستري عن عثمان بن أبي شيبة عن أبي أسامة (يعني: حماد بن أسامة) عن جرير بن حازم (وهو: أبو النضر الأزدي) عن إبراهيم بن يزيد المصري عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد اللّه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفيه: إبراهيم بن يزيد المصري، ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات) اهـ. ونحوه للمناوي في الجامع الأزهر

(4)

. وإبراهيم بن يزيد هذا تابعي صغير

(5)

معروف، ترجم له جماعة

(1)

(3/ 1077).

(2)

(17/ 288) ورقمه/ 794.

(3)

(7/ 334 - 335).

(4)

(1/ 213).

(5)

قاله ابن حجر في التبصير (2/ 462).

ص: 74

من أهل العلم، وهو: إبراهيم بن يزيد بن مرة الرعيني الثاني

(1)

القاضي، ترجم له جماعة يطول عدهم، منهم: ابن عبد الحكم

(2)

، وابن ماكولا

(3)

، والسمعاني

(4)

، والدارقطني

(5)

، والعراقي

(6)

، وابن حجر

(7)

. ونقل العراقي عن القاضي أبي بكر محمد بن عمر الجعابي قال: (لا أعلم حدث عنه غير جرير بن حازم، ولا يعرف أهل مصر له رواية إلّا ما ذكر لي علي بن سراج: أن يحيى بن أيوب حدث عنه بحرف مقطوع) اهـ، وتعقبه ابن حجر في اللسان بأنه ليس في هذا ما يقتضي تضعيفه، ثم ذكر أن أبا عمر الكندي ذكره في قضاة مصر، وأثنى عليه، وذكر جماعة أثنوا عليه. وما قاله ابن حجر من أنه ليس في قول الجعابي ما يقتضى التضعيف فيه نظر؛ لأنه إن ثبت أنه لم يرو عن إبراهيم هذا غير جرير بن حازم مع عدم ورود توثيقه عن أحد من المعتبرين يقتضي أنه مجهول عين، والمجهول ضعيف. ولكن لعل ما ذكره الجعابي بناه على علمه، وإلّا فإنه قد روى عن إبراهيم جماعة، سمى السمعاني - وحده - أربعة منهم غير جرير بن حازم. والرجل لا

(1)

أوله ثاء معجمة بثلاث، وبعد الألف تاء معجمة باثنتين من فوقها. قاله ابن ماكولا في الإكمال (1/ 573).

(2)

فتوح مصر (ص / 269 - 272).

(3)

الإكمال (1/ 573).

(4)

الأنساب (1/ 503).

(5)

المؤتلف والمختلف (2/ 809).

(6)

ذيل الميزان (ص / 82) ت / 56.

(7)

لسان الميزان (1/ 126) ت / 382.

ص: 75

أعلم فيه غير تضعيف العراقي، وقد ذكر علة لم تثبت. ولكنه قد أثنى عليه من ترجم له، ووصفه السمعاني، وابن حجر، وغيرهما بالعبادة والزهد

وهو فيه شئ من الجهالة في جانب الرواية، وإن كان معروفًا بنسبه وزهده، واشتغاله بالقضاء.

وفي السند إليه: عثمان بن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة، وهو ثقة، له أوهام

(1)

. وهكذا ساق ابن أبي شيبة الحديث بسنده عن إبراهيم بن يزيد المصري عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد اللّه عن عقبة بن عامر - ظنًا -.

وتقدّم الحديث

(2)

من طرق (طريق الليث بن سعد، وطريق يحيى بن أيوب المصري، وطريق ابن لهيعة) عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي - رضى اللّه عنه - به، وهذا هو المحفوظ عن يزيد بن أبي حبيب. وأما ما رواه: عنه إبراهيم بن يزيد المصري فهو وهم من إبراهيم، أو من عثمان بن أبي شيبة، وهو بإبراهيم أشبه

وحديث ابن حوالة حديث صحيح، يغني عن هذا - واللّه أعلم، وهو ولي التوفيق والتسديد -.

(1)

انظر: الضعفاء للعقيلي (3/ 222) ت/ 1223، وتهذيب الكمال (19/ 478) ت/ 3857، والتقريب (ص/ 668) ت / 4545.

(2)

قبل هذا.

ص: 76

960 -

[29] عن عبد الرحمن بن سمرة - رضى اللّه عنه - قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار - قال الحسن بن واقع [أحد رواة الحديث]: وكان في موضع آخر من كتابي: في كمه، حين جهز جيش العسرة

(1)

- فينثرها في حجره. قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها

(2)

في حجره، ويقول:(مَا ضَرَّ عثمانَ مَا عمِلَ بعدَ اليَوْم) - مرتين -.

رواه: الترمذي

(3)

- اللفظ له، من طريق الحسن بن واقع

(4)

-، والإمام أحمد

(5)

عن هارون بن معروف

(6)

، والطبراني في الأوسط

(7)

من

(1)

هو جيش غزوة تبوك، خرج به النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة وسمى بذلك لبعد الشقة، وشدة الزمان.

- انظر: سيرة ابن هشام (3/ 515 وما بعدها)، والنهاية (باب: العين مع السين) 3/ 235.

(2)

في لفظ الترمذي: (يقلبنا) وهو تحريف طباعي.

(3)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عثمان - رضى اللّه عنه -) 5/ 585 ورقمه/ 3701 عن محمد بن إسماعيل (هو: البخاري) عن الحسن بن واقع الرملي به.

(4)

بواو، وقاف. - انظر: المغني (ص/ 263)، وتحفة الأحوذى (10/ 193).

(5)

(34/ 231 - 232) ورقمه / 20630، وعن هارون رواه - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند، الموضع المتقدم نفسه، كلاهما به، بنحوه.

(6)

وعن ابن معروف رواه - أيضًا -: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 457 - 458) ورقمه/ 738.

(7)

(10/ 105) ورقمه/ 9222 عن نعيم بن محمد الصوري عن موسى بن أيوب به، بنحوه.

ص: 77

طريق موسى بن أيوب، ومن طريق

(1)

مهدي بن جعفر الرملي، أربعتهم عن ضمرة بن ربيعة

(2)

عن عبد اللّه بن شوذب

(3)

عن عبد اللّه بن القاسم عن كثير - مولى: عبد الرحمن بن سمرة - عن عبد الرحمن به

قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)، وقال الطبراني:(لم يرو هذا الحديث عن ابن شوذب إلا ضمرة، ولا يروى عن عبد الرحمن بن سمرة إلا بهذا الإسناد)، وله في الموضع الثاني نحو هذا. عبد اللّه بن القاسم صدوق

(4)

، وشيخه: كثير - مولى: ابن سمرة - ترجم له البخاري في التأريخ الكبير

(5)

، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(6)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، ووثقه العجلي

(7)

، وذكره ابن حبان في الثقات

(8)

. وقال الذهبي في

(1)

(7/ 153) ورقمه/ 6277 عن محمد بن علي عن مهدي به، بنحوه.

(2)

ومن طرق أخرى عن ضمرة رواه - أيضًا -: القطيعي في زياداته على الفضائل (1/ 513) ورقمه/ 839، و (1/ 515 - 516) ورقمه/ 846، 847، وأبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص/ 36) ورقمه/ 6.

(3)

الحديث رواه - أيضًا -: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 573) ورقمه / 1279، والحاكم في المستدرك (3/ 102)، والبيهقي في الدلائل (5/ 215)، كلهم من طرق عن ضمرة بن ربيعة، ورواه: أبو نعيم في الحلية (1/ 59) وفي فضائل الخلفاء (ص/ 35 - 36) ورقمه/ 5 من طريق عمر بن هارون البلخي، كلاهما عن ابن شوذب به.

(4)

التقريب (ص/ 535) ت/ 3561.

(5)

(7/ 211) ت/917.

(6)

(7/ 156) ت/ 868.

(7)

تأريخ الثقات (ص/ 396) ت / 1408.

(8)

(5/ 332).

ص: 78

الكاشف

(1)

: (وثق)، وقال ابن حجر

(2)

: (مقبول)

والذي يظهر أنه لا بأس به، وأما ما قاله عبد الحق

(3)

تبعًا لابن حزم من أنه مجهول فهو مردود، قالرجل روى عنه جماعة، ووثقه آخرون، وقد تعقبه ابن القطان

(4)

بتوثيق العجلي له. وابن شوذب صدوق

(5)

.

ومما سبق يتضح أن الحديث لا ينزل عن درجة: الحسن، وبهذا حكم عليه الألباني في صحيح سنن الترمذي

(6)

، وفي تعليقه على المشكاة

(7)

، وبالغ الحاكم فصحح إسناده، ووافقه الذهبي

(8)

.

وفي الباب حديث ابن عمر، رواه: ابن عدي في الكامل

(9)

عن سعيد بن هاشم المخزومي عن نافع بن عبد الرحمن عن نافع - مولى ابن عمر - عنه، بلفظ:(من يشتري لنا رومة، فيجعلها صدقة للمسلمين سقاه الله يوم العطش الأكبر)، فاشتراها عثمان بن عفان.

(1)

(2/ 146) ت/ 4646.

(2)

التقريب (ص/ 809) ت / 5661.

(3)

الأحكام الوسطى (3/ 196).

(4)

بيان الوهم والإبهام (5/ 390، 526).

(5)

انظر: تهذيب المزي (15/ 94) ت/ 3335، والتقريب (ص / 515) ت/ 3408.

(6)

(3/ 208 - 209) رقم / 2920.

(7)

(3/ 1713) رقم / 6064.

(8)

انظر: المستدرك، وتلخيصه (3/ 102).

(9)

(3/ 406 - 407).

ص: 79

قال ابن عمر: لما جهز عثمان جيش العسرة قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تنسها

(1)

لعثمان).

وسعيد بن هاشم قال ابن عدي

(2)

: (ليس بمستقيم الحديث)، وقال الذهبي

(3)

: (لا يعرف)، وقال في خبره هذا:(منكر) اهـ، وهو كما قال؛ لما تقدم من حال ابن هاشم المذكور، ولأن اللّه سبحانه وتعالى منزّه، ومبرّأ عن صفات النقص والعيب!

ورواه: أبو نعيم في الحلية

(4)

بسنده عن حبيب بن أبي حبيب عن مالك عن نافع عن ابن عمر به، بنحو حديث عبد الرحمن بن سمرة، وحبيب هو: كاتب مالك، كذبه جماعة.

961 -

[30] عن عبد الرحمن بن خباب

(5)

- رضى اللّه عنه - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (مَا علَى عثمانُ مَا عَمِلَ بعدَ هذه، مَا عَلى عثمانُ ما عمِلَ بعدَ هذِه).

(1)

في المطبوع: (لا تنساها)، وهو خطأ.

(2)

الكامل (3/ 406).

(3)

الميزان (2/ 351) ت/ 3288.

(4)

(1/ 59).

(5)

بخاء معجمة، وموحدتين الأولى ثقيلة. - انظر: التقريب (ص/ 576) ت/ 3877.

ص: 80

قالها لما حث على تجهيز جيش العسرة، فتصدق عثمان بثلاث مئة بعير لأحلاسها

(1)

، وأقتابها

(2)

.

رواه: الترمذي

(3)

- واللفظ له - من طريق أبي داود (هو: الطيالسي)، والطبراني في الأوسط

(4)

من طريق عمر بن مرزوق، كلاهما عن السكن بن المغيرة

(5)

عن الوليد بن أبي هاشم عن فرقد أبي طلحة عن عبد الرحمن

(1)

جمع حلس، الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت الرجال.

- انظر: النهاية (باب: الحاء مع اللام) 1/ 423، 424، وجامع الأصول (8/ 636 - 637).

(2)

جمع قتب - بالتحريك - هو للحمل كالسرج للفرس.

انظر: المجموع المغيث (2/ 662)، وهدي الساري (ص / 179).

(3)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عثمان - رضى الله عنه - (5/ 584 ورقمه / 3700 عن محمد بن بشار عن أبي داود (هو: الطيالسي) به

وهو في مسند الطيالسي (ص / 164) ومن طريقه - أيضًا -: عبد بن حميد في مسنده (المنتخب ص / 128 ورقمه / 311)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 78) - وفي سنده إليه انقطاع -، والبخاري في التأريخ الكبير (5/ 246 - 247)، والدولابي في الأسماء والكنى (2/ 17)، والبغوى في المعجم (4/ 209 - 210) ورقمه / 1713، وأبو نعيم في الحلية (1/ 58 - 59)، وفي المعرفة (4/ 1839 - 1840) ورقمه / 4643، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 337 - 338)، كلهم من طرق عنه به.

(4)

(6/ 426) ورقمه / 5911 عن محمد بن محمد التمار البصري عن عمر بن مرزوق به، بنحوه.

(5)

الحديث رواه - أيضًا -: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 103) ورقمه / 1420، و (2/ 102 - 103) ورقمه / 1419، وفي السنة (2/ 573) ورقمه / 1280، وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند (27/ 247) ورقمه/ 16696، و (27/ =

ص: 81

ابن خباب به

قال الترمذي: (هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث السكن بن المغيرة)، وللطبراني فيه:(مئة بعير) بدل: (ثلاث مئة) وقال: (لا يروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن الخباب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سكن بن المغيرة) اهـ. وسكن بن المغيرة قال ابن معين

(1)

: (صالح)، وقال الحافظ في التقريب

(2)

: (صدوق). والوليد بن أبي هشام هو: هو أخو هشام بن زياد، ثقة

(3)

، قال الحافظ في التقريب

(4)

: (صدوق)، والأول أشبه. وشيخه فرقد أبو طلحة قال ابن المديني

(5)

: (لا أعرفه)، وقال الذهبي

(6)

: (ما روى عنه غير الوليد بن أبي هشام)، وقال

= 248 - 249) ورقمه / 16697، والفسوي في المعرفة (1/ 289) ورقمه / 823، والقطيعي في زوائد الفضائل (1/ 505 ورقمه / 823، وأبو نعيم في المعرفة (4/ 1839 - 1840) ورقمه / 4643، والبيهقي في الدلائل (2/ 214 - 215)، كلهم من طرق عن السكن بن المغيرة به.

(1)

كما في: الجرح والتعديل (4/ 287) ت / 1238، وانظر تهذيب الكمال (11/ 209) ت / 2422، وفيه قول النسائي:(ليس به بأس).

(2)

(ص / 395) ورقمه / 2473.

(3)

انظر: التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 634)، والجرح والتعديل (9/ 5) ت / 17، وتهذيب الكمال (31/ 105) ت / 6744، والكاشف (2/ 355) ت / 6098.

(4)

(ص / 1042) ت / 7513.

(5)

التهذيب (8/ 264).

(6)

الميزان (4/ 267) ت / 6700.

ص: 82

الحافظ

(1)

: (مجهول)، وهو كما قالوا؛ فالحديث ضعيف لجهالة فرقد أبي طلحة

وهو حسن لغيره بشاهديه، من حديث ابن سمرة - المتقدم قبله -، وحديث أنس - الآتي بعده -، دون قوله:(فتصدق عثمان بثلاث مئة بعير، بأحلاسها، وأقتابها)؛ فإني لم أره حسب بحثي إلا من هذا الوجه. ووقع في الحديثين المشار إليهما أن عثمان تصدق بدنانير - وهو الصحيح المحفوظ -، واللّه أعلم.

962 -

[31] عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء عثمان - رضى اللّه عنه - بدنانير، فألقاها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل رسول اللّه يقلبها، ويقول:(مَا عَلى عثمانُ مَا فعلَ بعدَ اليَوم).

رواه: الطبراني في الأوسط

(2)

عن أحمد بن محمد بن سعيد عن زيد بن الحريش

(3)

عن عمرو بن صالح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس به

وقال: (ولم يروه إلا زيد بن الحريش عن عمرو بن صالح، ولا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد) اهـ. وهذا إسناد فيه عدة علل، فيه: أحمد بن محمد بن سعيد، وهو ابن عقدة، رافضي، ضعفه جماعة لروايته بالوجادات، ولكثرة مناكيره. وشيخه زيد بن الحريش هو: الأهوازي،

(1)

التقريب (ص/ 780) ت/ 5420.

(2)

(3/ 23 - 24) ورقمه / 2034.

(3)

بفتح الحاء المهملة، وكسر الراء المخففة، وفي آخره شين معجمة. - انظر: الإكمال (2/ 422).

ص: 83

نزيل البصرة، ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأورده ابن حبان في الثقات، وقال:(ربما أخطأ)، وقال ابن القطان:(مجهول الحال)، وهو كما قال. وشيخه: عمرو بن صالح هو: قاضي رامهرمز، ترجم له ابن عدي

(1)

وساق له حديثًا - غير هذا - وقال: (وله غير هذا الحديث مما لا يتابع عليه)، وأورده الذهبي في الميزان

(2)

، وقال:(تكلم فيه)، وقال في حديثه عند ابن عدي:(وهو منكر جدًّا).

وقصر الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

إذ أعل الحديث هنا بضعف عمرو بن صالح هذا فحسب. وشيخه: سعيد بن أبي عروبة اختلط، ولا يدرى متى سمع منه. وفي الإسناد - أيضًا - عنعنة قتادة، وهو: ابن دعامة، عده الحافظ في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين، ولم يصرح بالتحديث. ومتن الحديث: حسن لغيره بشاهديه المتقدمين عليه - واللّه أعلم -.

*وتقدم

(4)

من حديث عمران بن حصين ينميه: (لا يضر عثمان ما عمل بعد اليوم)

رواه: الطبراني في الكبير بإسناد واه.

(1)

الكامل (5/ 132).

(2)

(4/ 189) ت / 6388.

(3)

(9/ 85).

(4)

في الباب الأول، ورقمه / 83.

ص: 84

963 -

[32] عن عثمان - رضى اللّه عنه - أنه قال لجماعة يوم الدار

(1)

: أنشدكم باللّه، والإسلام

(2)

: هل تعلمون أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، وليس بها ماء يستعذب، غير بئر رومة، فقال:(منْ يشتَري بئرَ رُومَةٍ، فيجعلْ دلوَهُ معَ دِلاءِ المسلمينَ بخيرٍ منهَا في الجنَّة)، فاشتريتها؟ فقالوا: اللهم نعم.

ثم قال: أنشدكم باللّه والإسلام، هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:(منْ يشتَرِي بقعةَ آلِ فُلانٍ، فيزيدُهَا في المسجد بخيرٍ لهُ منهَا في الجنَّة)، فاشتريتها؟ قالوا: اللهم نعم.

ثم قال: أنشدكم باللّه والإسلام، هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي؟ قال: اللهم نعم.

ثم قال: أنشدكم باللّه، والإسلام هل تعلمون أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان على ثبير مكة، فركضه برجله، وقال:(اسكنْ ثبيرٌ، فإنَّمَا عليكَ نَبيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشهِيدَان)؟ قالوا: اللهمّ نعم.

(1)

يعني: يوم قتل عثمان. والدار دار عثمان، حصر فيها، ثم اقتحمت عليه، فقتل شهيدًا - رضى الله عنه -.

(2)

قوله: (أنشدكم) بضم الشين، أي: أسألكم. وقوله: (بالله، والإسلام) أي بحقهما

كأنه ذكرهم بحق الله، وحق الإسلام.

- انظر: تحفة الأحوذي (10/ 195 - 196).

ص: 85

رواه: الترمذي

(1)

- واللفظ له -، والنسائي

(2)

، كلاهما من طريق يحيى بن أبي الحجاج عن أبي مسعود الجريري

(3)

عن ثمامة بن حزن

(4)

القشيري عن عثمان به

قال الترمذي: (هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن عثمان) اهـ. وفي السند: يحيى بن أبي الحجاج، قال يحيى بن معين

(5)

: (لم يكن بثقة)، وقال - مرة -

(6)

: (ليس بشئ)، وقال أبو

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عثمان رضي الله عنه) 5/ 585 - 586 ورقمه / 3703 عن عبد الله بن عبد الرحمن، وعباس الدوري، وغير واحد - قال: والمعنى واحد -، كلهم عن سعيد بن عامر (هو: الضبعي) عن يحيى بن أبى الحجاج (وهو: المنقري) به.

(2)

في (كتاب الأحباس، باب: وقف المساجد) 6/ 235 - 236 ورقمه / 3608 عن زياد بن أيوب عن سعيد بن عامر به، بنحوه.

(3)

والحديث من طريق الجريري رواه - أيضًا -: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 580 - 581) ورقمه / 1305، 1306، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 121 - 122) ورقمه / 2492، والدارقطني في سننه (4/ 196 - 197) ورقمه / 2، 3، 4، وابن عساكر في تأريخه (ترجمة عثمان) ص / 339، كلهم من طرق عنه به ..

(4)

بفتح المهملة، وسكون الزاي، ثم النون. قاله ابن حجر في: التقريب (ص / 189) ت / 858.

(5)

كما في: سؤالات ابن الجنيد له (ص / 249) ت / 88، وزاد:(قلت: إنه يحدث عنه سعيد بن عامر. قال: كان سعيد بن عامر لا يبالي عمن حدث) اهـ، وسعيد بن عامر هو الراوي عنه هنا، قال الحافظ في التقريب (ص / 381) ت لم 2351:(ثقة صالح، وقال أبو حاتم: ربما وهم) اهـ، وفي الجرح والتعديل (4/ 49) ت / 208 أن أبا حاتم قال:(هو صدوق).

(6)

كما في: تهذيب الكمال (31/ 265).

ص: 86

حاتم الرازي

(1)

: (ليس بالقوي)، وذكره ابن حبان في الثقات

(2)

، وهو ضعيف ضعفه - أيضًا -: الذهبي

(3)

، وابن حجر

(4)

. وأبو مسعود الجريري هو: سعيد بن إياس، اختلط بأخرة، ولا يدرى متى سمع منه ابن أبي الحجاج

وتابعه هلال ابن حق

(5)

، روى حديثه ابن أبي عاصم في السنة

(6)

، وعبد اللّه بن الإمام أحمد في زوائد مسند أبيه

(7)

، والدارقطني في سننه

(8)

، وسمعه هلال من الجريري بعد الاختلاط

(9)

، وهلال روى عنه جماعة

(10)

، ولم يوثقه غير ابن حبان

(11)

، وقال الألباني

(12)

في إسناد حديثه: (وإسناده حسن)؛ فإن هلالًا روى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن حبان) اهـ.

(1)

كما في: الجرح والتعديل (9/ 139) ت/ 588.

(2)

(9/ 255).

(3)

انظر: الديوان (ص/ 432) ت / 4612، والميزان (5/ 42) ت/ 9479.

(4)

التقريب (ص / 1051) ت/ 7577.

(5)

بكسر المهملة. - التقريب (ص / 1026) ت/ 7382.

(6)

(2/ 580 - 581) ورقمه/ 1306.

(7)

(1/ 558 - 559) ورقمه/ 555 عن محمد بن أبى بكر المقدمي عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن هلال بن حق به، بنحوه.

(8)

(4/ 197) ورقمه/ 4، 5.

(9)

انظر: السنة لابن أبي عاصم (2/ 581) رقم/ 1307.

(10)

انظر: تهذيب الكمال (30/ 328).

(11)

الثقات لابن حبان (7/ 576).

(12)

في تخريجه على صحيح ابن خزيمة (4/ 121).

ص: 87

ورواه: الترمذي

(1)

، والنسائي

(2)

، والبزار

(3)

من طرق عن زيد بن أبي أنيسة

(4)

، ورواه: البزار

(5)

- أيضًا - من طريق شعبة

(6)

، كلاهما عن أبي

(1)

(5/ 583 - 584) ورقمه / 3699 عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو عن ابن أبى أنيسة به.

(2)

(6/ 236 - 237) ورقمه / 3610 عن محمد بن وهب عن محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم (هو: خالد بن أبى يزيد) عن زيد به، بنحوه. وكان في المسند (محمد بن موهب) - بالميم في اسم أبيه -، وهو خطأ.

(3)

(2/ 56) ورقمه / 398 عن محمد بن مسكين عن علي بن معبد عن عبيد الله بن عمرو عن زيد به، بنحوه.

(4)

والحديث من طريق زيد بن أبي أنيسة رواه - أيضًا -: ابن شبة في تأريخ المدينة (4/ 1195)، والقطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد (1/ 516 - 517) ورقمه / 849، وابن حبان في صحيحه (15/ 348 ورقمه / 6916)، والدارقطني في سننه (4/ 199) ورقمه / 10، 11، والبيهقى في سننه الكبرى (6/ 167، 168)، كلهم من طرق عنه به.

(5)

(2/ 57) ورقمه / 399 عن عبد الله بن الحارث المروزي عن عبدان (هو: عبد الله بن عثمان بن جبلة) عن أبيه عن شعبة به.

(6)

ورواه من طريق شعبة - أيضًا -: البخاري في صحيحه تعليقًا (5/ 477) ورقمه / 2778 عن عبدان، وهو موصول عند البزار - كما تقدم - عن عبد الله بن الحارث، وعند الدارقطني في سننه (4/ 199 - 200) ورقمه / 12، والإسماعيلي كما في: الفتح (5/ 477)، وغيرهما من طريق القاسم بن محمد المروزي، كلاهما عن عبدان بتمامه.

ص: 88

إسحاق

(1)

عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: لما حصر عثمان أشرف عليهم فوق داره، ثم قال: أذكركم باللّه، هل تعلمون أن حراء حين انتفض قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:(أثبت حراء، فليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد)؟ قالوا: نعم، قال: أذكركم باللّه، هل تعلمون أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال في جيش العسرة:(من ينفق نفقة متقبلة)، والناس مجهودون، معسورون، فجهزت ذلك الجيش؟ قالوا: نعم. ثم قال: أذكركم باللّه هل تعلمون أن بئر رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن، فابتعتها، فجعلتها للغني، والفقير، وابن السبيل؟ قالوا: اللهم نعم. وأشياء عددها

وفي سند الترمذي عبد اللّه بن جعفر الرقي، ثقة تغير بأخرة، إلا أنه لم يفحش اختلاطه، وعبد اللّه بن عمرو، وهو ثقة ربما وهم.

وخالف شعبة وزيد بن أبي أنيسة: يونس بن أبي إسحاق، وابنه إسرائيل، فروياه عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن به بنحوه

أخرج حديث يونس النسائي

(2)

، والإمام أحمد

(3)

، كلاهما من طرق

(1)

ورواه: الإمام أحمد في الفضائل (1/ 495) ورقمه / 805، ورواه: عبد اللّه في زياداته على الفضائل (1/ 463 - 464) ورقمه / 751 بسنديهما عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه به.

(2)

(6/ 236) ورقمه / 3609 عن عمران بن بكار بن راشد عن خطاب بن عثمان عن عيسى بن يونس عن أبيه به، بنحوه.

(3)

(1/ 478 - 479) ورقمه / 420 عن أبي قطن (هو: عمرو بن الهيثم) عن عيسى بن يونس به، بنحوه. =

ص: 89

عن عيسى بن يونس عن أبيه به، بنحوه، وللنسائي:(أنشدكم باللّه، رجلًا سمع من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول يوم الجبل - حين اهتز -)، ثم الحديث بنحو هذا، وزاد:(أنشدكم باللّه، رجلًا شهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان يقول: "وهذه يد عثمان"، فانتشد له رجال). ويونس يهم قليلًا، وهو وابنه ممن سمع من أبي إسحاق (وهو: السبيعي) بعد الاختلاط

(1)

، وحديث زيد بن أبي أنيسة، وشعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي أشبه.

وسئل الدارقطني

(2)

عن حديث أبي عبد الرحمن السلمي هذا، فقال:(يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختلف عنه، فرواه: زيد بن أبي أنيسة، وشعبة وعبد الكبير بن دينار عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي. وخالفهم يونس بن أبي إسحاق، وإسرائيل بن يونس، فروياه عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وقول شعبة ومن تابعه أشبه بالصواب - واللّه أعلم -). ولعل هذا أولى من قول الحافظ في الفتح

(3)

:

= ورواه: من طريقه الدارقطني في سننه (4/ 198) ورقمه/ 9، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 486 - 487). والحديث رواه من طريق يونس - أيضًا -: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 581 - 582) ورقمه/ 1309 بسنده عنه به، بنحوه.

(1)

انظر: الكواكب النيرات، والتعليق عليه (ص/ 356، 350) ت/ 41.

(2)

العلل (3/ 52).

(3)

(5/ 477).

ص: 90

(لعل لأبي إسحاق فيه إسنادين)، لما عرفت. وحديث أبي إسحاق من وجهيه لم يصرح فيه بالتحديث، وهو مدلس من الثالثة.

وخلاصة القول في تخريج هذا الحديث: أنه حديث حسن لغيره من طريقي ثمامة بن حزن، وأبي عبد الرحمن السلمي. وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي

(1)

، وقال في تعليقه على صحيح ابن خزيمة

(2)

: (إسناده صحيح لغيره)، والأول أولى - واللّه تعالى أعلم -.

* وورد في أحاديث عدة أن عثمان - رضى اللّه عنه - من أهل الجنة - وتقدمت -

(3)

.

* وقوله في الحديث إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان على ثبير مكة، فركضه برجله، وقال:(اسكن ثبير، فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان)، لم أر ذكر ثبير فيه إلا من هذا الوجه. ووردت عدة أحاديث في فضائل العشرة المبشرين بالجنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نحو هذا على جبل حراء

(4)

.

(1)

(3/ 209) رقم / 2921.

(2)

(4/ 121).

(3)

انظر على سبيل المثال الحديث رقم / 559، وما بعده.

(4)

انظر - مثلًا - الأحاديث رقم / 559 - 561، 566.

ص: 91

* وورد في أحاديث في فضل أبي بكر، وعمر، وعثمان - رضى اللّه عنهم - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحو هذا على جبل أحد

(1)

وهاتان واقعتان محفوظتان

(2)

.

964 -

968 [23 - 37] عن الأحنف بن قيس رحمه الله قال: خرجنا حجاجًا، فقدمنا المدينة ونحن نريد الحج، فبينما نحن في منازلنا نضع رحالنا إذ أتانا آت، فقال: إن الناس قد اجتمعوا في المسجد، فانطلقنا فإذا الناس مجتمعون على نفر في وسط المسجد، وفيهم: علي، والزبير، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، فإنا لكذلك إذ جاء عثمان - رضى اللّه عنه -

ثم ذكر الحديث، وفيه أن عثمان ناشدهم بالله أيعلمون أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: (منْ يبتاعُ

(3)

مِرْبدَ

(4)

بني فُلانٍ غفرَ اللّه لَه)، فابتاعه عثمان، وجعله في المسجد.

(1)

انظر - مثلًا - الأحاديث رقم / 586 - 588.

(2)

وانظر: الرياض النضرة (1/ 38).

(3)

أي: يشتري. - انظر: النهاية (باب: الباء مع الياء) 1/ 173 - 174، وتحفة الأحوذى (10/ 190 - 191).

(4)

- بكسر الميم وفتح الباء - وهو هنا: الموضع الذي تحبس فيه الإبل، والغنم.

وقيل موضع يجعل فيه التمر لينشف، والأول أصح في الحديث.

- انظر: النهاية (باب: الراء مع الباء) 2/ 182، وهدي الساري (ص/ 127) وحاشية السندي على سنن النسائي (6/ 47).

ص: 92

وأنه قال: (منْ ابتاعَ بئرَ رُومةٍ

(1)

غفرَ الله لَه)؟ فابتاعها عثمان، وجعلها سقاية المسلمين.

وأنه قال: (منْ يُجهّزُ هؤلاءِ غفرَ الله لَه)، - يعني: جيش العسرة -، فجهزهم عثمان؟ وهم في كل ذلك يقولون: اللهم نعم. ثم قال: اللهم اشَهد - ثلاثًا -.

رواه: النسائي

(2)

- واللفظ له -، والبزار

(3)

، كلاهما من طريق عبد الله بن إدريس، ومن طريق

(4)

سليمان بن طرخان، والإمام أحمد

(5)

من طريق أبي عوانة (هو: الوضاح بن عبد اللّه) ثلاثتهم عن حصين بن

(1)

بضم الراء. قاله السيوطي في: حاشيته على سنن النسائي (6/ 47).

(2)

في (كتاب الجهاد، باب: فضل من جهز غازيا) 6/ 46 - 47 ورقمه / 3182، وفي (كتاب الأحباس، باب وقف المساجد) 4/ 234 - 235 ورقمه / 3607 عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الله بن إدريس به.

(3)

(2/ 45) ورقمه / 390 عن محمد بن يزيد الرواس عن ابن إدريس به، بنحوه.

(4)

أما النسائي ففي (6/ 233 - 234) ورقمه / 3606 (من كتاب: الأحباس) عن إسحاق بن إبراهيم عن معتمر بن سليمان عن أبيه (هو: ابن طرخان التيمي) به، بنحوه. وأما البزار ففي (2/ 45 - 46) رقم/ 391 عن يعقوب بن إبراهيم عن المعتمر بن سليمان به، بنحوه. ويتضح مما تقدم أن لإسحاق بن إبراهيم إسنادين في هذا الحديث إلى الحصين بن عبد الرحمن.

(5)

(1/ 535 - 536) ورقمه / 511 عن بهز (هو: ابن أسد) عن أبي عوانة به بنحوه.

ص: 93

عبد الرحمن

(1)

عن عمرو بن جاوان

(2)

عن الأحنف به

قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه رواه: عن الأحنف إلا ابن جاوان، وقد اختلفوا في اسمه

(3)

، ولا نعلم روى عن ابن جاوان إلا حصين بن عبد الرحمن) اهـ. وابن جاوان شيخ لم يرو عنه إلا حصين بن عبد الرحمن، وترجم له البخاري في التأريخ الكبير

(4)

، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(5)

، ولم

(1)

الحديث رواه - أيضًا -: أبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 14) - ومن طريقه: البيهقي في الدلائل (6/ 215 - 216) -، والقطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد من طريق حجاج بن نصير، كلاهما (أبو داود، وحجاج) عن أبي عوانة، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 486 - 487) ورقمه/ 1، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 579 - 580) ورقمه/ 1303 من حديث ابن إدريس. وابن أبي عاصم في السنة (2/ 580) ورقمه/ 1304 من طريق سليمان التيمي. وابن خزيمة (4/ 119 - 120) ورقمه/ 2487، وابن حبان (الإحسان ورقمه/ 2200) في صحيحيهما من طريق ابن إدريس، والدارقطني في السنن (4/ 194 - 195) ورقمه/ 1 من طريق جرير (هو: ابن عبد الحميد) وغيره، كلهم عن حصين بن عبد الرحمن به.

(2)

بالجيم. - التقريب (ص/ 731) ت / 5033.

(3)

وقال الدارقطني في العلل (3/ 15) رقم السؤال/ 258: (

اختلف عن حصين في اسم جاوان، فقال جرير بن عبد الحميد وأبو عوانة، وسليمان التيمي، وأبو حفص الأبار، وعلي بن عاصم: عن حصين عن عمرو بن جاوان. وقال شعبة، وخالد، وابن إدريس: عن حصين عن عمر بن جاوان - والله أعلم بالصواب -) اهـ، وقال ابن إدريس عند النسائي: عمرو بن جاون.

(4)

(6/ 146) ت/ 1977.

(5)

(6/ 101) ت/ 527.

ص: 94

يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات

(1)

، وقال الذهبي

(2)

: (لا يعرف). وحصين بن عبد الرحمن اختلط، وسليمان بن طرخان ممن روى عنه قبل اختلاطه؛ فالإسناد: ضعيف. وللحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة: الحسن لغيره، مذكورة في هذا القسم.

969 -

[38] عن عثمان - رضى اللّه عنه - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (منْ يشتِرِي هذه الزَّنقَةَ

(3)

، ويزيدُهَا في المسجد، ولهُ بيتٌ في الجنَّة)؟ فاشتريتها، وزدتها في المسجد.

رواه: البزار

(4)

عن بشر بن آدم عن زيد بن الحباب عن ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي ثور الفهمي عنه به، في قصة، مطولا

وابن لهيعة هو: عبد اللّه، ضعيف، ومدلس، لكنه قد صرح بالتحديث، وبقية رجاله لا بأس بهم. وأبو ثور الفهمي - المذكور في إسناد البزار - له صحبة، ولا يُعرف الله

(5)

.

(1)

(7/ 168) وسماه: عمر - بضم العين -.

(2)

الميزان (4/ 170) ت / 6342.

(3)

أي: ناحية دار. انظر: لسان العرب (حرف: القاف، فصل: الزاي) 10/ 146.

(4)

(2/ 93) ورقمه / 448، وانظر: كشف الأستار (3/ 177 - 178) رقم / 2510.

(5)

وانظر: الأسامي والكنى لأبى أحمد الحاكم (3/ 8) ت / 975، وفتح الباب لابن منده (ص / 177) ت / 1406، والإصابة (4/ 30) ت / 179.

ص: 95

ورواه: أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف

(1)

عن زيد بن الحباب به

فضعف الحديث ينجبر بالمتابعات، والشواهد، فهو بها: حسن لغيره.

970 -

[39] عن أبي سلمة بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها: رومة، وكان يبيع منها القربة بمد، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:(بعنيهَا بعينٍ في الجنَّة)، فقال: يا رسول اللّه، ليس لي، ولا لعيالي غيرها، لا أستطيع ذلك. فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه، أتجعل لي مثل الذي جعلته له عينًا في الجنة إن اشتريتها؟ قال:(نَعَم) قال: قد اشتريتها، وجعلتها للمسلمين.

هذا الحديث رواه: الطبراني في الكبير

(2)

عن محمد بن عبدوس بن كامل السراج

(3)

، وأحمد بن محمد البزار الأصبهاني، كلاهما عن عبد اللّه بن عمر بن أبان عن المحاربي عن أبي مسعود - قال: يعني عبد الأعلى بن أبي المساور الجرار

(4)

- عن أبي سلمة به

وأورده الهيثمى في مجمع

(1)

(7/ 492) ورقمه/ 33 - وعنه: ابن أبي عاصم في السنة (2/ 581) ورقمه/ 1308 - .

(2)

(2/ 41 - 42) ورقمه/ 1226.

(3)

وكذا رواه: ابن قانع في المعجم (1/ 90) عن محمد بن عبدوس به.

(4)

بالجيم، ورائين. قاله ابن حجر في التقريب (ص/ 562) ت / 3761.

ص: 96

الزوائد

(1)

، وعزاه إلى الطبراني ثم قال:(وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور، وهو ضعيف) اهـ، وابن أبي المساور متروك، كذبه ابن معين. حدث بهذا عنه: المحاربي، وهو عبد الرحمن بن محمد الكوفي، وهو لا بأس به، إلا أنه كان يدلس، ولا أعلمه صرح بالتحديث. حدث عنه بهذا: عبد الله بن عمر بن أبان، وهو المعروف بمشكدانة، وهو شيعي، متكلم فيه - وتقدموا -.

وخلاصة القول: أن الحديث واه من هذا الوجه، بهذا اللفظ. وتقدم

(2)

نحوه من حديث عثمان - رضى اللّه عنه - بلفظ: (بخير منها في الجنة)، وهو حديث حسن لغيره - وباللّه التوفيق -.

971 -

[40] عن عبد الرحمن بن عوف - رضى اللّه عنه -: (أنَّهُ شهدَ عطاءَ عثمانَ بنِ عفَّانَ للرَّسول صلى الله عليه وسلم ما جهّزَ بهِ جيشَ العُسْرةِ، وجاءَ بسبع مئةِ أوقيّةٍ

(3)

ذهَب).

(1)

(3/ 129).

(2)

برقم/ 963.

(3)

بضم الهمزة، وتشديد الياء، على وزن:(أفعولة)، والألف زائدة: اسم الأربعين درهما.

- انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 189)، والمجموع المغيث (3/ 442)، والنهاية (باب: الواو مع القاف) 5/ 217.

ص: 97

رواه: أبو يعلى

(1)

- واللفظ له -، والطبراني في الأوسط

(2)

، كلاهما من طريق إبراهيم بن عمر بن أبان عن ابن شهاب عن أبيه عن ابن عوف به

قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان، ولا رواه: عن إبراهيم إلا أبو معشر، تفرد به المقدمي) اهـ، وهو كما قال. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

وعزاه إليهما هنا، ثم قال:(وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان، وهو ضعيف)، وهو كما قال. وفي السند أبو معشر يوسف بن يزيد، تقدم أن الحافظ قال:(صدوق له أوهام)، ووالد الزهري ترجم له ابن أبي حاتم

(4)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات

(5)

. ولا أعلم روى عنه غير ولده، فهو مجهول العين. وتقدم

(6)

في حديث عبد الرحمن بن سمرة أن عثمان جاء بألف دينار، وهو حسن

فالحديث هنا ضعيف السند، وفي متنه نكارة. وتجهيز عثمان لجيش العسرة ثابت بغيره - ولله الحمد -.

(1)

(2/ 161) ورقمه/ 852 عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن يوسف بن يزيد عن إبراهيم بن عمر بن أبان به.

(2)

(5/ 150) ورقمه/ 4288 عن عبد الله بن الإمام أحمد عن محمد بن أبى بكر المقدمي به، بنحوه

وفي لفظه: (وقية)، بدل (أوقية)، وفيها سقط.

(3)

(9/ 85).

(4)

(8/ 188) ت/ 826.

(5)

(5/ 397).

(6)

برقم/ 960.

ص: 98

972 -

[41] عن أسامة بن عمير الهذلي - رضى اللّه عنه - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لصاحب البقعة التي زيدت في مسجد المدينة: (لكَ بهَا بيتٌ في الجنَّة)، فقال: لا. فجاء عثمان، فقال له: لك بها عشرة آلاف، فاشتراها منه، ثم جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه، اشتر مني البقعة التي اشتريتها من الأنصاري، فاشتراها منه ببيت في الجنة.

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن أبي غسان أحمد بن سهل السكري الأهوازي عن يزيد بن حكيم العسكري عن سعيد بن مسلمة عن ليث عن زياد بن أبي المليح عن أبيه عنه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه زياد بن أبي المليح، وهو ضعيف) اهـ، وهو كما قال، قال أبو حاتم

(3)

: (ليس بالقوي)، وضعفه - أيضًا -: الدارقطني

(4)

، والذهبي

(5)

. حدث به عنه: ليث، وهو: ابن أبي سليم، اختلط، فلم يتميز حديثه، فتُرك - وتقدم -. وحدث به عن ليث: سعيد بن مسلمة، وهو: ابن هشام الأموي، تقدم أنه ضعيف له مناكير، ووهاه: ابن معين، والبخاري. وحدث به عن سعيد بن مسلمة: يزيد بن

(1)

(1/ 196) ورقمه/ 521.

(2)

(9/ 86).

(3)

كما في: الميزان (2/ 283) ت/ 2963.

(4)

كما في: سؤالات البرقاني له (ص/ 65) ت/ 486.

(5)

انظر: المغني (1/ 244) ت/ 2246.

ص: 99

حكيم العسكري، ولم أقف على ترجمة له. وحدث به عن يزيد: أبو غسان الأهوازي، ولا يعرف من هو، له أخبار غرائب ومناكير - وتقدم -

فالإسناد: ضعيف جدًّا، فيه أربع علل، ورجل لم أقف على ترجمته - وبالله التوفيق -.

وروى القطيعي

(1)

، وأبو نعيم

(2)

، كلاهما من طريق زكريا بن يحيى عن سليمان بن حيان عن عبد اللّه بن دينار قال: سمعت ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: (من زاد بيتا في المسجد، فله الجنة، ومن جهز جيش العسرة فله الجنة)، قال: ففعل ذلك عثمان بن عفان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ضر عثمان ما عمل؛ غفر اللّه لك يا عثمان). هذا لفظ القطيعي، ولأبي نعيم:(من زاد بيتا في المسجد فله الجنة)، ففعل ذلك عثمان. وزكريا بن يحيى هو: الكسائى، رافضى متروك الحديث

(3)

.

973 -

[42] عن أبي مسعود الأنصاري - رضى اللّه عنه - أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه يدعو

(1)

زياداته على الفضائل (1/ 518 - 519) ورقمه / 854.

(2)

فضائل الخلفاء (ص / 90) ورقمه / 86.

(3)

انظر: الضعفاء للنسائي (ص / 179) ت / 211، وللدارقطني (ص / 220) ت / 240، ولابن الجوزي (1/ 295 - 296) ت / 1278، والميزان (2/ 265) ت / 2890.

ص: 100

لعثمان، دعاء ما سمعه دعا لأحد قبله، ولا بعده:(اللهمَّ أعطِ عثمانَ، اللهمَّ افعلْ بعثمَان). قاله بعد أن تصدق عثمان على المسلمين في غزاة أصاب الناس فيها جهد، وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعرف الفرح في وجهه صلى الله عليه وسلم.

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

، وفي الأوسط

(2)

بسنده عن سعيد بن محمد الوراق عن فضيل بن غزوان عن أبي الغيرة الذهلي

(3)

عن فلفلة

(4)

الجعفي عن أبي مسعود به، مطولا

قال في الأوسط: (لا يروى هذا الحديث عن أبي مسعود الأنصاري إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد بن محمد الوراق) اهـ، وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(5)

، وعزاه إليه هنا، ثم قال:(وفيه سعيد بن محمد الوراق، وهو ضعيف. ورواه: في الأوسط في رؤيا رآها الحسن بن على - رضى اللّه عنهما -) اهـ وسعيد الوراق ضعفه

(1)

(17/ 249) ورقمه/ 694 عن محمد بن راشد الأصبهاني عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن سعيد بن محمد الوراق به.

(2)

(8/ 125 - 126) ورقمه / 7251 بسنده في الكبير، ومتنه أطول منه -، ورواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 234 - 235) ورقمه/ 287 عن إبراهيم بن سعيد الطبري عن سعيد بن محمد الوراق به.

(3)

بضم الذال المعجمة، وسكون الهاء، وفي آخرها اللام. - الأنساب (3/ 18)

(4)

بفاءين، مضمومتين. - انظر: المغني (ص/ 197).

(5)

(9/ 85).

ص: 101

الجمهور

(1)

، وتركه الدارقطني

(2)

، ولم يحسّن أمره - في ما أعلم - غير ابن حبان

(3)

، والحاكم

(4)

، وهذا من تساهلهما. وأبو المغيرة الذهلي هو: سماك بن حرب صدوق تغير بأخرة، فكان ربما يلقن، ولا يدرى متى سمع منه ابن غزوان. وفي السند: فلفلة الجعفي، روى عنه جماعة

(5)

، وقال ابن سعد

(6)

: (كان قليل الحديث)، وذكره ابن حبان في الثقات

(7)

، وقال الحافظ

(8)

: (مقبول) - أي حيث يتابع، وإلا فلين الحديث -، ولا متابع له - فيما أعلم -. وفيه أيضًا -: محمد بن راشد الأصبهاني - شيخ الطبراني - ترجم له أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان

(9)

، والصفدي في الوافي بالوفيات

(10)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا.

(1)

انظر: تأريخ بغداد (9/ 71) ت / 4656، وتهذيب الكمال (11/ 47) ت/ 2349.

(2)

كما في: سؤالات البرقاني له (ص / 32) ت / 178.

(3)

الثقات (6/ 374).

(4)

كما في: التهذيب (4/ 77).

(5)

انظر: تهذيب الكمال (23/ 316) ت / 4774.

(6)

الطبقات الكبرى (6/ 204)

(7)

(5/ 300).

(8)

التقريب (ص / 787) ت / 5477.

(9)

(2/ 173) ت / 1387.

(10)

(3/ 68).

ص: 102

ومما سبق يظهر أن الإسناد ضعيف. ولا أعلم للمتن بلفظه، وقصته ما يشهد له - وبالله التوفيق -.

974 -

[43] عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على، فرأى لحمًا، فقال:(منْ بعثَ هذَا)؟ قالت: عثمان. قالت: (فرأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رافعًا يديهِ يدعُو لعثمَان).

هذا الحديث رواه: البزار

(1)

عن زيد بن أخزم أبي طالب الطائي عن عبد الله بن داود عن إسماعيل بن عبد الملك عن ابن أبي مليكة

(2)

عنها به

وقال: (لا نعلم رواه: بهذا السند إلا إسماعيل) اهـ.

وإسماعيل هو: ابن عبد الملك بن أبي الصفيراء

(3)

الأسدي، ضعفه: ابن معين

(4)

، وأبو حاتم

(5)

، والنسائي

(6)

، والعقيلي

(7)

، وابن حبان

(8)

، وابن

(1)

كما في: كشف الأستار (3/ 177) ورقمه / 2508.

(2)

سقطت الأداة من كشف الأستار، وإثابتها صحيح.

(3)

بالمهملة، والفاء، مصغرا. - التقريب (ص/ 141 - 142) ت/ 469.

(4)

التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 36).

(5)

كما في: الجرح والتعديل (2/ 186) ت/ 629.

(6)

الضفاء والمتروكون (ص/ 151) تم 33.

(7)

الضعفاء (1/ 85) ت/ 97.

(8)

المجروحين (1/ 121).

ص: 103

عدي

(1)

، في آخرين، فالحديث: ضعيف، ولم أر له متابعات، ولا شواهد بقصته، ولفظه.

ومنه يتبين أن ما قاله الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

من أن إسناده حسن غير صحيح. وابن أبي مليكة - في الإسناد - هو: عبد اللّه بن عبيد اللّه.

ورواه: القطيعي في زياداته على الفضائل

(3)

من طريق سليمان الشاذكوني، ومن طريق

(4)

محمد بن عبيد، كلاهما عن عبد الحميد الحماني عن إسماعيل به، بلفظ:(ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لفرد إلا لعثمان بن عفان؛ فإني رأيته - يعني يدعو -، حتى رأيت ضبعيه)

هذا لفظ الشاذكوني. ولمحمد بن عبيد نحو أوله، ثم فيه قال:(اللهم لا تنس هذا اليوم لعثمان)! والشاذكوني متروك. والحماني ضعفه جماعة - وتقدما -.

وللحديث طريق أخرى عن عائشة، رواها: أبو نعيم في فضائل الخلفاء

(5)

بسنده عن محمد بن يعلى الثقفي عن أبي نعيم عمر بن صبح عن خالد بن ميمون عن عبد الكريم بن أبي أمية عن طاوس عن عائشة في حديث فيه طول - قالت: فما جلس رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى

(1)

الكامل (1/ 279 - 280).

(2)

(9/ 85).

(3)

(1/ 509) ورقمه/ 832.

(4)

(1/ 521 - 522) ورقمه/ 862.

(5)

(ص/ 51 - 52) ورقمه/ 32.

ص: 104

خرج إلى المسجد، ورفع يديه، وقال:(اللهم إني قد رضيت عن عثمان فارض عنه) - قالها ثلاثا -

وقال: (هذا حديث غريب من حديث محمد بن يعلى عن عمر بن صبح، لا أعلم رواه: غيره، وفيه لين) اهـ.

ومحمد بن يعلى هو: المعروف بزنبور، ذكره البخاري في تأريخه الكبير

(1)

، وقال:(يتكلمون فيه). وهو ضعيف وهاه غير واحد

(2)

. وشيخه عمر بن صبح متروك، روى أحاديث موضوعة، وكذبه ابن راهويه

(3)

. وعبد الكريم هو: ابن أبي المخارق ضعيف. وهو، وزنبور تقدما. والطريق واهية لا يُفرح بها.

975 -

[44] عن أنس بن مالك - رضى الله تعالى عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ عثمانَ أوّلُ منْ هاجرَ إلى اللّه بأهلِهِ بعدَ لُوْط).

هذا الحديث رواه: أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير

(4)

عن عبد اللّه بن الإمام أحمد بن حنبل عن بشار بن موسى

(1)

) (1/ 268) ت / 861.

(2)

انظر: الجرح والتعديل (8/ 130) ت / 587، والمجروحين (2/ 267)، والكاشف (2/ 232) ت / 5231، والتهذيب (9/ 533).

(3)

المدخل للحاكم (ص / 163) ت / 113، والضعفاء لابن الجوزى (2/ 211) ت / 2474، والكشف الحثيث (ص / 197) ت / 549.

(4)

(1/ 90) ورقمه / 143.

ص: 105

الخفاف

(1)

عن الحسن بن زياد البرجمي

(2)

عن قتادة عن النضر بن أنس عن أبيه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفيه الحسن بن زياد البرجمي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات) اهـ

والحسن بن زياد لم أعرفه هنا - أيضًا -، يرويه عنه: بشار بن موسى الخفاف، ضعفه الجمهور، ووهاه بعض النقاد. وقتادة هو: ابن دعامة، مدلس، وصرح بالتحديث عند ابن أبي عاصم في السنة

(4)

والإسناد: ضعيف؛ من أجل بشار الخفاف، ولا أعلم ما يقويه.

وروى العقيلي

(5)

، وابن عدي

(6)

، وأبو نعيم

(7)

من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن - من ولد عتاب بن أسيد - عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: (أول من هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان

(1)

وكذا رواه: يعقوب في المعرفة والتأريخ (2/ 268) عن العباس بن عبد العظيم العنبري، وأبو نعيم في المعرفة (6/ 3197) ورقمه / 7352 بسنده عن محمد بن عبد الرحيم، كلاهما عن بشار بن موسى به، ووقع في المعرفة:(بشر بن موسى، ثنا الحسين بن زياد)، والصحيح: بشار. ووقع في سند الطبراني - كما مر -: (الحسن)، مكان:(الحسين) والحسين بن زياد جماعة ليس هذا منهم!

(2)

بضم الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الراء، وضم الجيم، وهذه النسبة إلى:(البراجم) وهى: قبيلة من تميم بن مر. - الأنساب (1/ 308).

(3)

(9 - 80 - 81).

(4)

(2/ 582) ورقمه / 1311.

(5)

الضعفاء (3/ 27).

(6)

الكامل (4/ 243).

(7)

فضائل الخلفاء (ص / 76) ورقمه / 65.

ص: 106

ابن عفان، كما هاجر لوط)

قال العقيلي: (ليس له من حديث ابن جريج أصل)، وقال في عبد الملك:(حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به) اهـ، يعني: حديثه هذا. وقال أبو نعيم: (رواه: الواقدي عن ابن جريج) اهـ، والواقدي متروك. وابن جريج لم يصرح بالتحديث.

976 -

[45] عن زيد بن ثابت - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كانَ بينَ عثمانَ، ورقيَّةَ، ولوطَ منْ مهَاجِر).

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن عيسى بن محمد السمسار الواسطي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن عثمان بن خالد العثماني عن عبد اللّه بن عمرو بن وهيب - مولى زيد بن ثابت - عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه به، وقال:(يعني: أنهما أول من هاجر إلى أرض الحبشة)

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه: عثمان بن خالد العثماني، وهو متروك) اهـ -، وهو كما قال؛ فالحديث: ضعيف جدا. وشيخ الطبراني عيسى بن محمد السمسار، وعمرو بن وهيب، لم أقف على ترجمة لأي منهما. وعبد اللّه بن عمرو بن وهيب لم أر له ذكرًا إلا في الثقات لابن حبان

(3)

.

(1)

(5/ 139 - 140) ورقمه/ 4881.

(2)

(9/ 81).

(3)

(8/ 339).

ص: 107

977 -

978 - [46 - 47] عن طلحة بن عبيد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لكلِّ نبيٍّ رفيقٌ. ورفيقِي - يعني: في الجنَّة -: عُثْمَان).

رواه: الترمذي

(1)

، وأبو يعلى

(2)

، كلاهما عن أبي هشام الرفاعي

(3)

عن يحيى بن اليمان عن شيخ من بني زهرة

(4)

عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب

(5)

عن طلحة به

وليس لأبي يعلى فيه: (يعني في الجنة). قال الترمذي: (هذا حديث غريب، ليس إسناده بالقوي، وهو منقطع) اهـ، وهو كما قال فيه شيخه: أبو هشام الرفاعي، وهو: محمد بن يزيد العجلى، ضعيف متهم بسرقة الحديث

(6)

، وقَال البخاري

(7)

: (رأيتهم مجتمعين على ضعفه) اهـ.

(1)

في (كتاب المناقب، باب في مناقب عثمان رضي الله عنه 5/ 583 ورقمه/ 3698، ورواه: من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 485).

(2)

(2/ 28) ورقمه/ 665.

(3)

بكسر الراء) وفتح الفاء وفي آخرها العين المهملة، منسوب إلى الجد. - انظر: الأنساب (3/ 79).

(4)

بضم الزاي، وسكون الهاء. - انظر: الإكمال (4/ 195)، والأنساب (3/ 180).

(5)

بذال معجمة مضمومة، بعدها باء مخففة معجمة بواحدة. - الإكمال (3/ 308).

(6)

انظر: تأريخ بغداد (3/ 375) ت/ 1490، وتهذيب الكمال (27/ 24) ت/ 5703.

(7)

انظر: تأريخ بغداد (3/ 377) ت / 1490.

ص: 108

وورد الحديث من غير طريقه، فقد رواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه

(1)

عن شجاع بن مخلد، ورواه: القطيعي

(2)

بسنده عن محمد بن يزيد، ورواه

(3)

- أيضًا - بسنده عن العلاء بن عمرو الحنفي، ثلاثتهم عن ابن اليمان به

وشجاع، والعلاء صدوقان

(4)

. ويحيى بن اليمان - الذي تدور عليه الأسانيد - ضعفه الجمهور

(5)

، وكان قد فلج، وتغير حفظه

(6)

، ولا يدرى متى سمع من حدث بهذا عنه، وشيخه لم يسم، ويرويه عن الحارث بن عبد الرحمن، قال أبو زرعة

(7)

: (لا بأس به)، وقال أبو حاتم

(8)

: (ليس بذاك القوي يكتب حديثه) اهـ، وقال الحافظ

(9)

: (صدوق يهم) اهـ، وحديثه عن طلحة مرسل

(10)

، وهذا ما قصده الترمذي بقوله:(وهو منقطع).

(1)

(1/ 502) ورقمه / 820، و (1/ 521) ورقمه / 860، 861.

(2)

زياداته على الفضائل (1/ 514) ورقمه / 841.

(3)

في زياداته على الفضائل (1/ 401) ورقمه / 616.

(4)

انظر: التقريب (ص / 431) ت / 2763، والجرح (6/ 359) ت / 1983.

(5)

انظر العلل - رواية المروذي - (ص 601) ت / 53، وتهذيب الكمال (32/ 55) ت / 6953.

(6)

انظر: الكواكب النيرات (ص / 436) ت / 67.

(7)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 80) ت/ 365.

(8)

المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.

(9)

التقريب (ص / 211) ت / 1037.

(10)

انظر: التهذيب (2/ 148)، وتحفة الأحوذي (10/ 189).

ص: 109

ورواه: البزار

(1)

بسنده عن القاسم بن الحكم الأنصاري عن أبي عبادة الزرقي

(2)

عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عثمان قال لطلحة بن عبيد اللّه: انشدك باللّه يا طلحة، هل تعلم أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان بمكان كذا وكذا، وأنا وأنت معه، ليس غيري وغيرك، فقال لك يا طلحة:(إن لكل نبي رفيقا من أمته في الجنة، وإن عثمان هذا رفيقي في الجنة)؟ فقال: اللهم نعم. وقال عقبه: (وهذا الحديث رواه: عثمان، وطلحة بن عبيد الله، ولا نعلم روى أسلم عن عثمان غير هذا الحديث)، وله نحوه في الموضع الثاني.

(1)

(2/ 29 - 30) ورقمه/ 374، و (3/ 166 - 167) ورقمه/ 953، عن محمد بن المثنى عن القاسم بن الحكم به.

(2)

بضم الزاي، وفتح الراء، وفي آخرها القاف. - الأنساب (3/ 147).

والحديث رواه من طريق أبى عبادة الزرقي - أيضًا -: ابن أبي عاصم في السنة (2/ 575) ورقمه / 1288، وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على مسند أبيه (1/ 556 - 557) ورقمه/ 552، وزوائده على الفضائل (1/ 482 - 483) ورقمه/ 783 - ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 204 - 205) ورقمه/ 374 - ، والقطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد (1/ 519) ورقمه/ 855، والعقيلي في الضعفاء (3/ 479)، والحاكم في المستدرك (3/ 97 - 98)، كلهم من طرق عنه به .. قال ابن أبي عاصم في سنده: (

عن القاسم بن القاسم .. )، وهو تحريف، صحته: عن القاسم بن الحكم - كما تقدم -. قال العقيلي: (هذا يروى بإسناد أصح من هذا) اهـ، ولعله يقصد إسناد الترمذي، وقال ابن الجوزي:(هذا حديث لا يصح)، ثم أعله بأبي عبادة، والقاسم بن الحكم، وهو كما قال.

ص: 110

وفيه القاسم بن الحكم الأنصاري، قال البخاري

(1)

: (سمع أبا عبادة الزرقي، ولم يصح حديث أبي عبادة)، يعني حديثه هذا، وقال أبو حاتم

(2)

، والذهبي

(3)

: (مجهول)، ولينه الحافظ في تقريبه

(4)

. وأبو عبادة الزرقي هو: عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، قال البخاري

(5)

: (منكر الحديث)، وتركه: النسائي

(6)

، وابن حبان

(7)

، والذهبي

(8)

، وابن حجر

(9)

.

ومنه يتبين أن الإسناد واه. ووهم الحاكم فصححه

(10)

، وتعقبه الذهبي

(11)

، فأعله بالقاسم بن الحكم - فاقتصر على بعض علله -. وأورده نور الدين الهيثمى في مجمع الزوائد

(12)

، وعزاه إلى عبد اللّه بن الإمام

(1)

وانظر: الضعفاء للعقيلي (3/ 479) ت / 1536.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (7/ 109) ت/ 628.

(3)

الديوان (ص / 323) ت/ 3409.

(4)

(ص/ 790) ت/ 5491.

(5)

الضعفاء الصغير (ص/ 172) ت / 264.

(6)

الضعفاء والمتروكون (ص/ 216) ت / 422.

(7)

المجروحين (2/ 119 - 120).

(8)

الديوان (ص / 312) ت / 3285.

(9)

التقريب (ص/ 768) ت/ 5341.

(10)

المستدرك (3/ 97 - 98).

(11)

التلخيص (3/ 97 - 98).

(12)

(9/ 91)، وانظره (7/ 228).

ص: 111

أحمد

(1)

، وأبي يعلى في الكبير، والبزار، ثم قال:(وفي إسناد عبد اللّه، والبزار: أبو عبادة الزرقي، وهو متروك، وأسقطه أبو يعلى من السند - واللّه أعلم -) اهـ.

وللحديث من هذا الوجه طريق أخرى، رواها: يعقوب بن سفيان في المعرفة

(2)

- ومن طريقه: الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق

(3)

- بسنده عن أبي عمرو المديني عن سعيد بن المسيب عن عثمان به، بنحوه

وأبو عمرو المديني هو: عثمان بن عبد الرحمن الزهري، أحد الضعفاء المتروكين، المتهمين بسرقة الحديث

(4)

، وفي السند شيخ يعقوب: محمد بن عمر، وهو: الباهلي مولاهم الرومي، ضعيف.

ومما سبق يتضح أن الحديث ورد من وجه واحد عن طلحة بن عبيد اللّه - رضى اللّه عنه -، ومن وجهين عنه، وعن عثمان - رضى اللّه عنهما -، وأمثلهما طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عند

(1)

في زوائده على مسند أبيه (1/ 556 - 557) ورقمه/ 552، وزوائده على الفضائل (1/ 482 - 483) ورقمه/ 783 عن عبيد الله بن عمر القواريري عن القاسم بن الحكم به، بنحوه.

(2)

(3/ 310).

(3)

(2/ 300).

(4)

انظر: الضعفاء والمتروكون لابن الجوزى (2/ 169) ت/ 2271، والميزان (3/ 440) ت/ 5531.

ص: 112

الترمذي على ضعفها

والحديث: ضعيف، وبهذا حكم الألباني عليه في ضعيف سنن الترمذي

(1)

، وضعيف الجامع الصغير

(2)

.

* وجاء في حديث عبد الله بن أبي أوفى - رضى اللّه عنه - يرفعه: (يا عثمان، إن لكل نبي رفيقا في الجنة، وأنت رفيفي في الجنة)، وتقدم

(3)

أنه حديث منكر.

* وجاء نحوه في حديثي عثمان وطلحة، وهما واهيان

(4)

.

979 -

[48] عن أبي هريرة - رضى اللّه عنه - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (لكلِّ نبيٍّ رفيقٌ في الجنَّةِ، ورفيقِي فيهَا: عثمانُ بنُ عفَّان).

هذا حديث رواه: ابن ماجه

(5)

عن محمد بن عثمان بن خالد العثماني

(6)

عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن

(1)

(ص / 495) رقم / 763.

(2)

(ص/ 683) رقم / 4738.

(3)

برقم / 570.

(4)

انظر الحديثين رقم / 977، 978.

(5)

المقدمة (فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضل عثمان رضي الله عنه) 1/ 40 ورقمه / 109.

(6)

ورواه: القطيعي في زياداته على الفضائل (1/ 514 - 515) ورقمه/ 843 عن عبد الله بن الصقر السكري عن محمد بن عثمان به.

ص: 113

أبي هريرة به

(1)

قال البوصيري في الزوائد

(2)

: (هذا إسناد ضعيف، فيه عثمان بن خالد، وهو ضعيف باتفاقهم) اهـ، فالإسناد ضعيف جدًّا، فإن عثمان بن خالد منكر الحديث، نسب إلى الوضع. والراوي عنه: ابنه محمد قال صالح جزرة: (ثقة صدوق، إلا أنه يروي عن أبيه المناكير)، وقال الذهبي في الديوان:(له عن أبيه مناكير)، وقال في الميزان:(نكارتها من قبل أبيه) - وتقدم -. وابن أبي الزناد ضعفه بعض النقاد لا سيما في أبيه - وهذا من روايته عنه -، واختلط بأخرة ولا يدرى أين، ومتى سمع منه الراوي عنه - وتقدم -.

وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة رواها: أبو نعيم في الحلية

(3)

، والخطيب البغدادي في تأريخه

(4)

، وابن الجوزي في العلل المتناهية

(5)

، كلهم من طرق عن يزيد بن مروان عن إسحاق بن نجيح عن عطاء الخراساني

(1)

والحديث من هذا الوجه رواه - أيضًا -: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 575) ورقمه / 1289، وعبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 466) ورقمه/ 757، وابن عدي في الكامل (5/ 175)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 205) ورقمه / 324، والمزي في تهذيب الكمال (19/ 365)، وغيرهم

قال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصح.)، ثم أعله بابن أبي الزناد، وعثمان بن خالد.

(2)

مصباح الزجاجة (1/ 57 - 58) ورقمه / 42.

(3)

(5/ 202)، وفي سنده (يزيد بن هارون)، وهذا تحريف، صحته:(ابن مروان).

(4)

(6/ 321 - 322).

(5)

(1/ 203 - 204) ورقمه / 321.

ص: 114

عنه به، بلفظ:(إن لكل نبي خليلا من أمته، وإن خليلي عثمان) - وهذا لفظ أبي نعيم -، وقال:(غريب من حديث عطاء، لم نكتبه إلا من هذا الوجه)، وقال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصح عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم

) اهـ، ثم أعله بأن يزيد بن مروان، وإسحاق بن نجيح - وهو: الملطي - كذابان، وهو كما قال

(1)

.

وخلاصة القول: أن الحديث لا يصح عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو ضعيف جدًّا - إن لم يكن موضوعًا -

(2)

. وسبق نحوه من حديث طلحة بن عبيد اللّه، وعثمان بن عفان رضي الله عنهما من وجه ضعيف، لا يثبت.

980 -

[49] عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول اللّه، جاء عثمان. قال:(ذاكَ رجلٌ منْ أهلِ الجنَّة).

رواه: الطبراني في الكبير

(3)

- واللفظ منه -، وفي الأوسط

(4)

عن أحمد بن رشدين عن روح بن صلاح عن سفيان الثوري عن ليث بن أبي سليم

(1)

انظر ترجمة يزيد بن مروان في: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 213) ت / 3803، والميزان (6/ 113) ت / 9750. والملطي تقدم.

(2)

وانظر: العلل المتناهية (1/ 205 - 206).

(3)

(12/ 309) ورقمه/ 13495.

(4)

(1/ 207 - 208) ورقمه/ 302.

ص: 115

عن مجاهد عنه به

قال في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا روح بن صلاح)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(1)

، وعزاه إليه في المعجمين، ثم قال:(وإسناده حسن) اهـ، وقوله هذا فيه نظر، ومناقشة قوية؛ لأن أحمد بن رشدين - شيخ الطبراني - هو: المصري، صاحب مناكير، ومتهم بوضع الحديث. يرويه عن روح بن صلاح، وهو: المصري - ويقال له: ابن سيابة

(2)

- وهو ضعيف الحديث، رويت عنه مناكير

(3)

. والليث بن أبي سليم اختلط جدًّا، فلم يتميز حديثه، فأصبح في عداد المتروكين.

فمما سبق تعلم أن الإسناد واه؛ فيه متهم بالوضع، وغيره ممن لا يعتمدون في جانب الرواية. والرواية في هذا المعني المذكور في الحديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذه الطريق

(4)

- واللّه ولي التوفيق -.

981 -

[50] عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عثمانُ في الجنَّة).

(1)

(9/ 87 - 88).

(2)

بسين مهملة، بعدها ياء مفتوحة معجمة باثنتين من تحتها، وبعد الألف باء معجمة بواحدة.

- انظر: الإكمال (5/ 14 - 15)، والمؤتلف والمختلف للدارقطني (3/ 1377).

(3)

انظر: الكامل لابن عدي (3/ 146)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 287) ت / 1243، ولسان الميزان (2/ 465 - 466) ت / 1876.

(4)

انظر - مثلًا - الأحاديث الواردة في فضائل العشرة المبشرين بالجنة.

ص: 116

رواه: الطبراني في الأوسط

(1)

عن حباب بن صالح الواسطي عن محمد بن حرب النشائي عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه التيمي عن ابن جريج عن عطاء عنه به

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا إسماعيل بن يحيى التيمى) اهـ .. وإسماعيل كذاب، وبه أعل الهيثمي الحديث في مجمع الزوائد

(2)

. وفي الإسناد عنعنة ابن جريج، وهو: عبد الملك بن عبد العزيز مشهور بالتدليس، والتسوية. وحباب بن صالح شيخ الطبراني قال الدارقطني

(3)

: (شيخ لين).

والحديث كذب من هذا الوجه. وفيما ثبت من أن عثمان من أهل الجنة من الأحاديث المتعددة غنية عنه - كما تقدم آنفًا -

(4)

.

982 -

[51] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم كلثوم - رضى الله عنها -: (زوجُك يحبُّهُ الله ورسولُه، ويُحبُّ الله، ورسولَه. وأزيدُكِ: لَو قدْ دخلت الجنَّةَ، فرأيتِ منزلَه، لمْ ترَيَ أحدًا منْ أصحَاب يعلُوهُ في مَنزلتِه

(5)

).

(1)

(4/ 298) ورقمه/ 3526.

(2)

(9/ 88).

(3)

كما في: الميزان (1/ 448) ت/ 1677.

(4)

وانظر فضائل العشرة المبشرة، الحديث رقم/ 559 وما بعده.

(5)

كذا، وفي مجمع الزوائد (9/ 88):(منزله).

ص: 117

رواه: الطبراني في الأوسط

(1)

عن أحمد عن أيوب بن محمد الوزان عن الوليد بن الوليد عن ابن ثوبان عن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه عنه به

وسكت عنه - على خلاف غالب عادته -، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وعزاه إليه ثم قال:(ورجاله وثقوا، وفيهم خلاف) اهـ. وشيخ الطبراني أحمد، هو: ابن محمد الأنطاكي، ترجم له ابن عساكر في تأريخ دمشق

(3)

، والذهبي في تأريخ الإسلام

(4)

، وما ذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا. والوليد بن الوليد هو: ابن زيد الدمشقي، ويقال: الوليد بن موسى، قال العقيلي

(5)

: (أحاديثه بواطيل، لا أصول لها، ليس ممن يقيم الحديث)، وأورده ابن حبان في المجروحين

(6)

، وذكر له حديثًا غير هذا، ثم قال:(وهذا ما لا أصل له من كلام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم)، وقال الحاكم

(7)

: (يروي عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، أحاديثه موضوعة) اهـ

وهو صاحب مناكير، وموضوعات

(8)

.

(1)

(2/ 454 - 455) ورقمه / 1785.

(2)

(9/ 88).

(3)

(2/ 219 - 220).

(4)

حوادث (281 - 290 هـ) ص/ 85 - 86.

(5)

الضعفاء (4/ 321) ت/ 1923.

(6)

(3/ 82).

(7)

كما في: اللسان (6/ 227) ت/ 807.

(8)

انظر المجروحين (3/ 81)، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص/ 386) ت/ 561، والضعفاء لأبى نعيم (ص/ 157) ت/ 261، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي =

ص: 118

وشيخه: ابن ثوبان قال الإمام أحمد: (أحاديثه مناكير)، ووهاه النسائي، وقال الذهبي:(لم يكن بالمكثر، ولا هو بالحجة، بل صالح الحديث)، وقال ابن حجر:(صدوق يخطئ، ورمى بالقدر، وتغير بأخرة) اهـ، ولا يدرى متى تحمل منه الراوي عنه

والبلاء في الحديث من الوليد بن الوليد، وتقدم بيان حاله؛ فالحديث موضوع، وفي متنه نكارة. وحب النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان، وقطعه له بالجنة لا يحتاج أحد أن يستدل عليهما بمثل هذا الحديث.

983 -

[52] عن أم عياش - مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: (مَما زوجتُ عثمانَ أمَّ كُلثومٍ إلَّا بِوحْي منَ السَّمَاء).

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

- واللفظ منه - عن محمد بن عبد اللّه الحضرمى عن كردوس، ورواه: في الأوسط

(2)

بمثله عن محمد بن أحمد بن هشام الحربي عن الفضل بن أبي طالب

(3)

، كلاهما عن عبد الكريم بن روح

= (3/ 188) ت/ 3674، 3676، والميزان (6/ 23) ت / 9412، 9416، و (6/ 24) ت / 9417، ولسانه (6/ 228) ت / 811، 814.

(1)

(25/ 92) ورقمه / 236.

(2)

(6/ 128 - 92) ورقمه/ 5265.

(3)

الحديث من طريقين أخريين عن الفضل رواه - أيضًا -: أبو نعيم في المعرفة (6/ 3540) ورقمه/ 8002.

ص: 119

عن أبيه عن أبيه عن جدته أم عياش به .. قال في الأوسط - وقد ذكر آخر بالسند نفسه -: (لا يروى هذان الحديثان عن أم عياش إلا بهذا الإسناد، تفرد بهما عبد الكريم بن روح) اهـ، وعبد الكريم بن روح وهو: ابن عنبسة بن سعيد البزاز، قال أبو حاتم

(1)

: (مجهول، ويقال إنه متروك)، وأورده ابن حبان في الثقات

(2)

، وقال:(يخطئ ويخالف)، وقال الدارقطني

(3)

: (ضعيف)، وأورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين

(4)

، وضعفه كذلك: الذهبي

(5)

، وابن حجر

(6)

. وأبوه

(7)

، وجده

(8)

: مجهولان، لم يرو عن كل منهما إلا ابنه لصلبه؛ فالحديث: ضعيف من هذا الوجه. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(9)

، وعزاه إلى الطبراني في معجميه المذكورين، ثم قال:(وإسناده حسن، لما تقدم من شواهد) اهـ، وما يعنيه بقوله: (لما

(1)

كما في: الجرح والتعديل (6/ 61) ت / 325.

(2)

(8/ 423).

(3)

السنن (3/ 32).

(4)

(2/ 114) ت / 1976.

(5)

الديوان (ص / 255) ت / 2589، والمغني (2/ 401) ت / 3777.

(6)

التقريب (ص / 619) ت / 4178.

(7)

انظر: تهذيب الكمال (9/ 248) ت / 1932، والمجرد في رجال ابن ماجه (ص / 116) ت / 865، والميزان (2/ 250) ت / 2808، والتقريب (ص / 330) ت / 1975، والخلاصة (ص / 118).

(8)

انظر: تهذيب الكمال (22/ 410) ت / 4532، والمغني (2/ 493) ت/ 4749، والتقريب (ص / 756) ت / 5237، والخلاصة للخزرجي (ص / 297).

(9)

(9/ 83).

ص: 120

تقدم) لا يخلو من أحاديث واهية، أو موضوعة، لا يستشهد بها - وستأتي عقب هذا الحديث -. وكردوس في الإسناد لقب، واسمه: خلف بن محمد الخشاب. والفضل بن أبي طالب هو: الفضل بن جعفر بن عبد اللّه.

984 -

[53] عن الزبير بن بكار قال: وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لَو كانَ عِندِي عشرٌ لزَوجتُكُهُنّ) - يعني: عثمان بن عفان - رضى اللّه عنه -.

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن علي بن عبد العزيز عنه به

وعلي بن عبد العزيز هو: البغوي. والحديث معضل، بين الزبير، وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز، عد الحافظ ابن حجر

(2)

ابن بكار في المرتبة العاشرة، وهي مرتبة كبار الآخذين عن تبع الأتباع

(3)

، ولا أعلم للحديث ما يصلح أن يشهد له.

وروى عبد اللّه بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه

(4)

عن إسماعيل أبي معمر عن يحيى بن سليم قال: سمعت عبيد اللّه عن

(5)

الحسن

(1)

(22/ 436) ورقمه / 1061.

(2)

في التقريب (ص/ 334) ت / 2002.

(3)

انظره: (ص/ 82).

(4)

(1/ 481) ورقمه/ 782.

(5)

وقع في المطبوع: (عبد الله بن)، وهذا تحريف.

ص: 121

قال: بلغني أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أبو أيم

(1)

، ألا ولي أيم، ألا أخو أيم يزوج عثمان، فلو كانت عندي ثالثة لزوجته، وما زوجته إلا بوحي من السماء)

ويحيى بن سليم الطائفي، ضعفه أبو حاتم، والدارقطني، وابن حجر، وغيرهم - وتقدم -. وحديثه هذا عن عبيد اللّه، وهو: ابن عمر العمري، قال البخاري

(2)

: (يحيى بن سليم يروي أحاديث عن عبيد اللّه يهم فيها)، وقال النسائي

(3)

: (وهو منكر الحديث عن عبيد اللّه بن عمر) اهـ. والحسن هو: البصري، حديثه مرسل. وأبو معمر اسمه: إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، والحديث من هذا الوجه فيه نكارة؛ لحال يحيى بن سليم في عبيد اللّه.

وروى أبو نعيم في المعرفة

(4)

بسنده عن الجارود بن يزيد عن الحجاج بن أرطاة عن عمير بن سعيد عن عمارة بن رويبة رفعه: (ألا أبو أيم صالح، أو أخوها زوجها من عثمان، فلو كان عندي ثالثة زوجته إياها)

والجارود كذبه أبو أسامة، وأبو حاتم، وقال أبو داود:(غير ثقة) - وتقدم قبل هذا -. والحجاج بن أرطاة هو: الكوفي مدلس لم يصرح

(1)

أي: امرأة لا زوج لها. - انظر: لسان العرب (حرف: الميم، فصل: الهمزة) 12/ 39.

(2)

كما في: العلل الكبير للترمذى (الترتيب 1/ 516).

(3)

كما في: تهذيب الكمال (31/ 368).

(4)

(4/ 2078) ورقمه/ 5228.

ص: 122

بالتحديث - وتقدم أيضًا -. وذكر ابن الأثير

(1)

في ترجمة عبد الله بن الحسن نحو هذه الأحاديث عن داود بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن الحسن مرفوعًا

وقال: (أخرجه أبو موسى، وقال: هذا مرسل بل معضل، فليس للحسن بن عبد الله صحبة) اهـ، وهو كما قال، والحسن بن عبد الله هو: ابن حسن بن علي بن أبي طالب

(2)

.

985 -

[54] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: وقف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على قبر ابنته الثانية

(3)

، التي كانت عند عثمان، فقال: (ألا أبَا أيّمٍ، ألا أخَا أيّمٍ يزوجُهَا

(4)

عثمانَ، فلَو كنَّ عشرًا لزوجتُهنَّ عثمانَ، ومَا زوجتُهُ إلَّا بِوحْي منَ السَّمَاء)، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عثمان عند باب المسجد، فقال:(يا عثمان، هذَا جبريلُ يُخبرُني أنّ الله عز وجل قدْ زوجَكَ أمَّ كُلثُومٍ علَى مثْلِ صدَاقِ رُقيَّةَ، وعلَى مثلِ صُحبَتِها).

(1)

أسد الغابة (3/ 110) ت / 2895.

(2)

انظر: الطبقات الكبرى (لقسم المتمم لتابعى أهل المدينة) ص / 250، وتهذيب الكمال (14/ 414) ت / 3225.

(3)

هي: أم كلثوم - رضى الله عنها -

انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 37 - 38)، ودلائل النبوة للبيهقي (7/ 283).

(4)

وقع في المعجم هذا اللفظ بالتاء المثناة الفوقية في أوله، ولعله تصحيف.

ص: 123

رواه: ابن ماجه

(1)

، ورواه: الطبراني في الكبير

(2)

- واللفظ له - عن أبي الزنباع روح بن الفرج، كلاهما عن أبي مروان محمد بن عثمان بن خالد العثماني

(3)

عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عنه به

وليس لابن ماجه فيه إلا قوله: (يا عثمان، هذا جبريل .. ) الخ الحديث، بنحوه. وأورد القطعة الأولى منه الهيثمي في مجمع الزوائد

(4)

، وقال:(رواه: الطبراني في حديث طويل، وفيه: عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو: لين، وبقية رجاله ثقات) اهـ

وعجيب منه إعلال الحديث بابن أبي الزناد فقط، والراوي عنه عثمان بن خالد متروك الحديث. وابن أبي الزناد، تغير لما قدم بغداد، والراوي عنه مدني. وأبو مروان العثماني ضعيف، ووهاء الحديث من جهة أبيه.

(1)

المقدمة (فضل عثمان رضي الله عنه) 1/ 41 ورقمه/ 110.

(2)

(22/ 436 - 437) ورقمه / 1063.

(3)

الحديث عن أبى مروان رواه - أيضًا -: ابن أبي عاصم في السنة (2/ 576) ورقمه/ 1291، وكذا رواه: القطيعى في زياداته على الفضائل (1/ 515) ورقمه/ 844، ورواه: أبو نعيم في المعرفة (6/ 3199) ورقمه/ 7356 عن محمد بن علي بن حبيش، كلاهما عن عبد الله بن الصقر السكرى، وساقه القطعي - أيضًا - (1/ 520) ورقمه/ 858 عن محمد بن يونس القرشي، كلاهما عن أبى مروان به. وساقه أبو نعيم - مرة - (6/ 3199) ورقمه/ 7357 بسنده عن أبى مروان به، بقوله: (يا عثمان، هذا جبريل

) إلخ الحديث.

(4)

(9/ 83).

ص: 124

وللحديث طريق أخرى، رواها: ابن أبي عاصم في السنة

(1)

، والقطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد

(2)

، كلاهما من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن عثمان به، بنحوه، في حديث، فيه طول صدّقه فيه محمد بن أبي بكر الصديق

وعبد الملك بن هارون، دجال هالك، يضع الحديث.

ورواه: أبو نعيم في المعرفة

(3)

عن الطبراني عن جعفر بن إلياس بن صدقة عن عبد اللّه بن صالح عن ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن عثمان به، بنحوه

وقال: (تفرد به ابن لهيعة عن عقيل) اهـ، وابن لهيعة ضعيف، ومدلس لم يصرح بالتحديث. وعبد الله بن صالح - وتقدما -. وشيخ الطبراني لم أقف على ترجمة.

986 -

[55] عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زوجى ابنته الأخرى: (لَو أنَّ عِندِي عشرًا لزوَجتُكهُنَّ، واحدةً بعدَ وَاحدَةِ، فإنَّي عَنْكَ رَاض).

رواه: الطبراني في الأوسط

(4)

عن محمد بن زكريا الغلابي عن يعقوب بن جعفر بن سليمان عن أبيه عن جده عن عكرمة عن ابن عباس عنه به

(1)

(2/ 578) ورقمه / 1301.

(2)

(1/ 519) ورقمه / 856.

(3)

(6/ 3199) ورقمه / 7358.

(4)

(7/ 70) ورقمه / 6112.

ص: 125

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن ابن عباس عن عثمان إلا بهذا الإسناد، تفرد به يعقوب بن جعفر). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(1)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفيه محمد بن زكريا الغلابي، قال ابن حبان: "يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات"، وقد ضعفه الجمهور، وقد روى هذا عمن لم أعرفه) اهـ.

ومحمد بن زكريا اتهمه غير واحد بوضع الحديث، يرويه عن يعقوب بن جعفر عن أبيه عن جده، وهذه سلسلة لم أقف على ترجمة أحد من أصحابها - والله أعلم -.

* وتقدم - قريبًا - الطرف الأول في الحديث دون قوله: (واحدة بعد واحدة) بأسانيد لم تثبت.

* ورضى النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان - رضى الله عنه - ورد من طرق فيها غنية عن هذه

ومنها: طريق عمر بن الخطاب - رضى اللّه عنه - عند الشيخين - وتقدم -

(2)

.

987 -

[56] عن عصمة بن مالك - رضى الله عنه - قال: لما ماتت بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم التي تحت عثمان، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:(زَوِّجُوا عثمانَ، لَو كانَ لي ثَالثةٌ لزوَّجتُه، ومَا زوَّجتُهُ إلَّا بِوحْي منَ السَّمَاء).

(1)

(9/ 83).

(2)

في فضائل العشرة المبشرين بالجنة، برقم/ 568.

ص: 126

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن أحمد بن رشدين المصري عن خالد بن عبد السلام الصدفي عن الفضل بن المختار عن عبد اللّه بن موهب عنه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف) اهـ.

والفضل مجهول يحدث بالأباطيل والمناكير شبه الموضوعات. وفي السند شيخ الطبراني أحمد بن رشدين كذبوه، وأنكرت عليه أشياء؛ فالحديث: موضوع.

والمنزلة العالية لعثمان رضي الله عنه عند اللّه، وعند رسوله صلى الله عليه وسلم ثابتة في عشرات الأحاديث غير هذا. ويحفظ أهل الإسلام له مكانته، ويُراعون موضعه؛ ديانة للّه - تعالى -.

988 -

[57] عن ابن عباس - رضى اللّه تعالى عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الله عز وجل أوْحى إليَّ أنْ أزوِّجَ كرِيمَتَي: عُثمَان).

هذا الحديث رواه: أبو القاسم الطبراني في معجميه الأوسط

(3)

- واللفظ منه -،

(1)

(17/ 184) ورقمه/ 490.

(2)

(9/ 83).

(3)

(4/ 297) ورقمه/ 3525.

ص: 127

والصغير

(1)

عن حباب

(2)

بن صالح الواسطي عن محمد بن حرب النشائي

(3)

عن عمير بن عمران الحنفي

(4)

عن ابن جريج عن عطاء عنه به

قال في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا عمير بن عمران، تفرد به محمد بن حرب) اهـ، وله في الصغير نحوه. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(5)

وعزاه إليه في المعجمين، ثم قال:(وفيه عمير بن عمران الحنفي وهو ضعيف بهذا الحديث، وغيره) اهـ، وعمير هذا ذكره العقيلي في الضعفاء

(6)

، وقال:(عن ابن جريج، في حديثه وهم وغلط)، وذكره ابن عدي في الكامل

(7)

، وقال:(حدث بالبواطيل عن الثقات، وخاصة ابن جريج) اهـ، وحديثه هنا عنه، ثم ساق بعض مناكيره، ومنها حديثه هذا، وقال:( .. ومقدار ما ذكرت مما رواه: عن ابن جريج لا يرويها غيره عن ابن جريج، والضعف بين على حديثه)، وقال الذهبي في

(1)

(1/ 164) ورقمه/ 406.

(2)

أوله حاء مهملة مفتوحة، وبعدها باء خفيفة معجمة بواحدة، وبعد الألف مثلها. - الإكمال (2/ 140).

(3)

بالنون، والشين المفتوحة المنقوطة، وهمز الألف

نسبة إلى عمل النشا، وهو شئ يستخرج من الحنطه، تقصر به الثياب، وتطرا. - انظر: الأنساب (5/ 489).

(4)

ورواه: القطيعي في زياداته في الفضائل (1/ 512) ورقمه/ 837 بسنده عن أبي عبد الله الواسطي (يعني: وهب بن بيان) عن عمير بن عمران به.

(5)

(9/ 83).

(6)

(3/ 318) ت / 1336.

(7)

(5/ 70).

ص: 128

الديوان

(1)

: (حدث بالموضوعات)

(2)

. وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز، كثير التدليس، ولم أره صرح بالتحديث. وحباب بن صالح شيخ الطبراني شيخ لين، لكنه متابع عند ابن عدي، والقطيعي - وتقدم هذا -؛ فالحديث يشبه أن يكون موضوعًا، تقدم من طرق بنحوه، متنًا، ودرجة.

وروى أبو نعيم في المعرفة

(3)

بسنده عن يحيى بن سعيد العطار عن إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة ترفعه: (إن اللّه عز وجل أوحى إلي أن أزوج كريمتي من عثمان - رقية، وأم كلثوم رضي الله عنهم

) والعطار ضعيف، روى أحاديث منكرة

(4)

، وقال ابن حبان

(5)

: (كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، والمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة) اهـ. وابن عياش مدلس لم يصرح بالتحديث - وتقدم - وفي الإسناد أحمد بن محمد بن حفص، وأبوه، ولم أقف على ترجمتيهما.

(1)

(ص/ 308) ت/ 3236.

(2)

وأنكر عليه حديثه في الميزان (4/ 216) ت/ 6489، وانظر: لسان الميزان (4/ 380) ت / 1137.

(3)

(6/ 3197) ورقمه / 7350.

(4)

انظر: الجرح والتعديل (9/ 152) ت/ 628، والضعفاء للعقيلي (4/ 403) ت / 2026، والكامل (7/ 193)، وتهذيب الكمال (31/ 343) ت/ 6835.

(5)

المجروحين (3/ 123).

ص: 129

989 -

[58] عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته رقية: (أكرمِيْهِ؛ فإنَّهُ منْ أشبَهِ أصحَاب بي خُلُقَا) - يعني: عثمان بن عفان -.

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن علي بن سعيد العسكري الرازي عن الخليل بن عمرو

(2)

عن محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن محمد بن عبد الله عن المطلب بن عبد الله عنه قال: (دخلت عليّ رقية

)، فذكره، أطول من هذا.

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إليه، ثم قال:(وفيه محمد بن عبد اللّه يروي عن المطلب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات) اهـ

ومحمد بن عبد الله هذا ترجم له البخاري في التأريخ الكبير

(4)

، وذكر حديثه هذا، ثم قال:(ولا أراه حفظه، لأن رقية ماتت أيام بدر، وأبو هريرة جاء بعد أيام خيبر)؛ ففي الحديث نكارة، والمطلب بن عبد اللّه هو: ابن حنطب كثير التدليس، ولم يصرح بالتحديث. وعلي

(1)

(1/ 76 - 77) ورقمه/ 99.

(2)

وهو: البغوي، روى الحديث عنه - أيضًا -: البغوي في معجمه (4/ 330) ورقمه/ 1782.

(3)

(9/ 81).

(4)

(1/ 129 - 130) ت/ 388، وانظر: الجرح والتعديل (7/ 309) ت/ 1679، وطبقة شيوخ زيد بن أبي أنيسة في: تهذيب الكمال (10/ 20).

ص: 130

ابن سعيد الرازي - شيخ الطبراني - ضعيف، وقد تابعه الهيثم بن خلف الدوري، روى الحديث عنه: القطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد

(1)

ومحمد بن محمد الواسطي، روى حديثه القطيعي - أيضًا -

(2)

عنه عن عبد السلام بن عبد الحميد الحراني عن محمد بن سلمة. وجعفر بن محمد الفريابي، روى الحديث من طريقه: أبو نعيم في المعرفة

(3)

.

وجاء الحديث من طريق أخرى عن أبي هريرة - رضى الله عنه - رواها: الحاكم في المستدرك

(4)

بسنده عن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه عنه به، بمثله

وقال: (ولا أشك أن أبا هريرة - رحمه الله تعالى - روى هذا الحديث عن متقدم من الصحابة أنه دخل على رقية، لكني قد طلبته جهدي، فلم أجده في الوقت) اهـ، وتعقبه الذهبي في التلخيص

(5)

بقوله: (صحيح، منكر المتن، فإن رقية ماتت وقت بدر، وأبو هريرة أسلم وقت خيبر) اهـ. وأنَّى له الصحة، وعبد المنعم بن إدريس يكذب على أبيه، وعلى غيره، وأبوه ضعيف لا يحتج به، وقول البخاري في الحديث أقوى وأجود من قول الحاكم؛ فالحديث: ضعيف إسنادًا عند الطبراني، منكر متنًا، لا أعلم ما يصلح أن يشهد له.

(1)

(1/ 510) ورقمه/ 834.

(2)

(1/ 514 - 513) ورقمه/ 840.

(3)

(6/ 3198) ورقمه/ 7353.

(4)

(4/ 48).

(5)

(4/ 48).

ص: 131

990 -

[59] عن عبد الرحمن بن عثمان القرشى أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم دخل على ابنته وهي تغسل رأس عثمان رضي الله عنهما فقال: (يَا بنيَّة، أحسِني إلى أبي عبد اللّه؛ فإنَّه أشبهُ أصحَابي بي خُلُقا).

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أحمد بن يونس عن عبد الملك بن عبد الله من ولد قيس بن مخرمة بن المطلب عنه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وقال وقد عزاه إليه -:(ورجاله ثقات) اهـ.

وعبد الملك بن عبد الله لم أعرفه. وعبد الرحمن بن عثمان القرشي الأقرب أنه عبد الرحمن بن عثمان بن سعد بن أبي وقاص، يروي عن الزهري

(3)

. ويحتمل أن يكون ابن عبيد اللّه - ابن أخي طلحة -

(4)

، أو ابن مظعون بن وهب

(5)

، ولهما صحبة. وكأن في السند تحريفًا، أو سقطًا؛ فإنه لم يستقم عندي.

(1)

(1/ 76) ورقمه / 98.

(2)

(9/ 81).

(3)

انظر: التأريخ الكبير (3/ 330) ت/، والثقات لابن حبان (7/ 84)

(4)

انظر: الإصابة (2/ 410) ت / 5159.

(5)

انظر: المرجع المتقدم (2/ 410) ت / 5160.

ص: 132

* وتقدم قبله نحوه من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه -

وهو حديث منكر - كما سبق بيانه -.

991 -

992 - [60 - 61] عن عثمان بن عفان - رضى الله عنه - أنه قال لطلحة: نشدتك بالله، أما علمت أنا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:(ليأخذْ كلُّ رجلٍ منكم بيد جليْسه)، فأخذت بيد فلان، وأخذ فلان بيد فلان، حتى أخذ كل رجل. يد صَاحبه، وأخذ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بيدي، وقال:(هذَا جَليسِي في الدُّنيَا، ووَليِّي في الآخِرَة)، فقال: اللهم نعم.

رواه: البزار

(1)

عن محمد بن عبد الرحيم - صاعقة - عن شبابة بن سوار عن خارجة بن مصعب عن عبد الله بن عبيد الحميري عن أبيه عنه به

وقال: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عثمان ولا عن طلحة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد) اهـ.

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وعزاه إليه ثم قال:(وفيه: خارجة بن مصعب، وهو متروك، فيل فيه كذاب، وقيل فيه: مستقيم الحديث. وقد ضعفه الأثمة: أحمد، وغيره) اهـ. وخارجة بن مصعب هو:

(1)

(3/ 171 - 172) ورقمه/ 959، وانظر: كشف الأستار (3/ 180) ورقمه / 2514.

(2)

(9/ 87).

ص: 133

ابن خارجة الضبعي، ليس بشيء، متروك الحديث

(1)

، كذبه جماعة: ابن معين

(2)

، وابن حبان

(3)

، وغيرهما. وذكره في الوضاعين: ابن عراق

(4)

، والفتني

(5)

. وكان يدلس عن الكذابين، ويروي ما سمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم

(6)

، ولم يصرح بالتحديث.

وفي الإسناد - أيضًا -: عبيد الحميري، ترجم له البخاري في التأريخ الكبير

(7)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وأورده ابن حبان في الثقات

(8)

، ولا يكفي هذا لمعرفة حاله. والحديث: منكر موضوع، لا أعلم - حسب بحثي - قوله:(أنت جليسي في الدنيا) إلا من هذا الوجه.

وورد مثل سائره في على بن أبي طالب - رضى اللّه عنه - من حديث ابن عباس - رضى اللّه عنهما -، ولم يثبت - أيضا -

(9)

.

(1)

انظر: التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 142)، والجرح والتعديل (3/ 375) ت/ 1716، وتهذيب الكمال (8/ 16) ت/ 1592، والميزان (2/ 148) ت/ 2397، والديوان (ص / 108) ت / 1197، والتقريب (ص/ 283) ت/ 1622.

(2)

كما في: الميزان (2/ 148) ت/ 2397.

(3)

المجروحين (1/ 288).

(4)

تنزيه الشريعة (1/ 56) ت / 1.

(5)

قانون الموضوعات (ص/ 253).

(6)

انظر: المجروحين (1/ 288)، وتعريف أهل التقديس (ص/ 54) ت/ 136.

(7)

(6/ 6) ت / 1502.

(8)

(5/ 138).

(9)

سيأتي، ورقمه/ 980.

ص: 134

993 -

[62] عن جابر بن عبد اللّه - رضى الله عنهما - قال: بينا نحن مع رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسيلم - في بيت، في نفر من المهاجرين، فيهم أبو بكر وعمر وعثمان، وعلى، وطلحة والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:(لينهضْ كلُّ رجلٍ إلى كفْئِه)، ونهض النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان، فاعتنقه. قال:(أَنتَ وَلِيِّي في الدُّنيَا، وَأنتَ وَليِّي في الآخِرَة).

رواه: أبو يعلى

(1)

عن شيبان

(2)

عن طلحة بن زيد عن عبيدة بن حسان عن عطاء الكيخاراني

(3)

عنه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(4)

وقال - وقد عزاه إليه -: (وفيه طلحة بن زيد وهو ضعيف جدا) اهـ، وهو كما قال، واتهمه جماعة بوضع الحديث. يرويه عن عبيدة

(1)

(4/ 44) ورقمه/ 2051.

(2)

وكذا رواه: أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 40) ورقمه/ 12 بسنده عن شيبان.

(3)

بفتح الكاف، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الخاء المنقوطة، والراء بين اللفظين، وفي آخرها النون .. نسبة إلى قرية من قرى اليمن.

- انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 121 - 122).

(4)

(9/ 87).

ص: 135

ابن حسان، وهو: السنجاري، منكر الحديث، متهم بالوضع

(1)

- كذلك -.

وشَيخ أبي يعلى: شيبان هو: ابن فروخ الحبطي، فيه ضعف، والبلاء ممن فوقه. وعطاء الكيخاراني هو: ابن نافع.

والحديث رواه: الحاكم في المستدرك

(2)

بسنده عن شيبان بن فروخ به، ثم قال:(هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)، وتعقبه الذهبي في التلخيص

(3)

بقول: (بل ضعيف، فيه طلحة بن زيد، وهو واه. عن عبيدة بن حسان، شويخ، مقل

) اهـ. وتعقبه الحافظ في المطالب العالية

(4)

بقوله: (

ذهل عن ضعف طلحة بن زيد، فإنه متروك) اهـ.

والحديث موضوع، وأورده ابن طاهر في معرفة التذكرة

(5)

، وقال:(فيه: طلحة بن زيد الرقي، منكر الحديث، لا يحل كتب حديثه) اهـ، وانظر ما قبله.

994 -

عن أوس بن أوس الثقفي - رضى الله عنه - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (بينَا أنَا جالسٌ إذْ جاءَني جبريلُ

(1)

انظر: المجروحين (2/ 189)، وسؤالات البرقاني للدارقطني (ص/ 47) ت/ 328، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 165) ت/ 2250، والديوان (ص/ 266) ت/ 2713.

(2)

(3/ 97).

(3)

(3/ 97).

(4)

(9/ 295) رقم/ 4331.

(5)

(ص/ 187) رقم/ 646.

ص: 136

- صلى الله عليه وسلم، فحمَلَني، فأدخلَني جنَّةَ رَبِّي عز وجل. فبينَا أنَا جالسٌ إذ جُعلتْ في يدي تفاحةٌ، فانفلقتْ التُّفاحةُ بنصفينِ فخرجتْ منهَا جاريةٌ لمْ أرَ جاريَةً أحسنَ منهَا حُسنًا، ولا أجملَ منهَا جمَالًا، تسبِّحُ تسبيحًا لمْ يسمعْ الأولونَ، والآخِرونَ بمثْلِه. فقلتُ: منْ أنتِ يا جاريَة؟ قالتْ: أنَا منْ الحورِ العينِ، خلقَني الله عز وجل منْ نُورِ عَرْشهِ. فقلتُ: لمنْ أَنت؟ قالتْ: لِلخليفةِ المظلومِ عثمانَ بنِ عفانَ رضي الله عنه).

هذا الحديث رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن الحسين بن إسحاق التستري عن إسحاق بن وهب العلاف عن الفضل بن سوار البصري عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أوس به .. ورجال إسناده محتج بهم، إلا أقف لم أقف على ترجمة للفضل بن سوار البصري، وأخاف أن يكون اسمه: قد تحرف، ولفظ حديثه يشبه أن يكون موضوعًا، ويدل على أنه هالك أدرج نفسه في من لا يُعتمد على نقله، ولا يُقبل قوله.

والحديث رواه - أيضًا -: أبو يعلى في الكبير

(2)

عن أبي وائل خالد بن محمد البصري عن موسى بن إبراهيم عن ليث عن يزيد عن أبي الخير - هو: مرثد - عن شداد بن أوس به، بنحوه

قال: (شداد بن أوس) بدل: (أوس بن أوس)! وموسى بن إبراهيم هو: أبو عمران المروزي، متروك،

(1)

(1/ 219 - 220) ورقمه / 598.

(2)

كما في: المطالب العالية (9/ 262 - 263) ورقمه / 4337.

ص: 137

كذبه ابن معين، وغيره

(1)

، حدث بهذا عنه: أبو وائل البصري، ذكره ابن حبان في الثقات

(2)

، ولم يذكر في الرواة عنه غير أبي يعلى، وقال:(يغرب) اهـ، ولم أر من تابع ابن حبان على توثيقه، ولا من ترجم له غيره، وابن حبان يتساهل في إيراد المجاهيل في ثقاته! وهذا الراوي أخشى أن يكون هالكا، لأنه مجهول ويغرب! - والله تعالى أعلم -.

ورواه: العقيلي في الضعفاء

(3)

، والقطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد

(4)

، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن عفان عن عبد الرحمن بن إبراهيم عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الجهني به، بنحوه، مختصرا

قال: (عن عقبة) مكان من تقدما جميعا! قال القطيعي - وقد أورده في ترجمة عبد الرحمن بن إبراهيم -: (دمشقي يحدث عن الليث بن سعد، مجهول النقل، وحديثه موضوع لا أصل له) اهـ. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات

(5)

من طريق العقيلي، وقال: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

)، ثم أعله

(1)

انظر: الضعفاء للعقيلي (4/ 166) ت/ 1738، والكامل (6/ 348)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 144) ت/ 3440، والكشف الحثيث (ص/ 262) ت/ 790.

(2)

(8/ 226).

(3)

(2/ 320) ت / 908.

(4)

(1/ 522 - 523) ورقمه / 864.

(5)

(2/ 79 - 80) ورقمه / 615.

ص: 138

بجهالة عبد الرحمن بن عفان! وعبد الرحمن هذا هو: ختن مهدي بن حفص، كذبه ابن معين

(1)

.

ورواه: الخطيب في تأريخه

(2)

بسنده عن عبد الله الأصبهاني عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندى عن عبد اللّه بن سليمان بن يوسف بن يعقوب عن الليث به، بنحوه

وأورده ابن الجوزي في الموضوعات

(3)

من طريقه، وأعله بأن الأصبهاني لا يوثق به

(4)

. وفي الإسناد - أيضًا -: عبد اللّه بن سليمان، وقدمت أنه ضعيف. قال الخطيب

(5)

، والذهبي

(6)

في حديثه هذا: (منكر). ومحمد بن محمد الباغندي، تقدم أنه ضعيف يدلس، ويسوي، وقد اتهمه بعضهم.

ورواه: خيثمة بن سليمان القرشى في فضائل الصحابة

(7)

بسنده عن يحيى بن مبارك عن الليث به

ويحيى بن مبارك هو الدمشقي ضعفه

(1)

كما في: سؤالات ابن الجنيد له (ص / 293) ت / 85، وانظر: لسان الميزان (3/ 423) ت / 1663.

(2)

(9/ 464).

(3)

(2/ 79) ورقمه / 614.

(4)

وانظر: تاريخ بغداد (9/ 392) ت / 4988.

(5)

تاريخه (9/ 463 - 464).

(6)

الميزان (3/ 146) ت/ 4366.

(7)

كما في: الميزان (3/ 146) ت / 4366، ولسان الميزان (3/ 293) ت/ 1237، واستدركه محقق فضائل الصحابة لخيثمة على الكتاب (ص / 194 - 195).

ص: 139

الدارقطني، وقال الذهبي:(تألف) - وتقدم -. وبه أعل الحافظ ابن حجر

(1)

الحديث.

وجاء الحديث - أيضًا - عن أنس بن مالك - رضى الله عنه -، رواه: أبو حاتم بن حبان في المجروحين

(2)

، وأبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات

(3)

، كلاهما من طريق يحيى بن شبيب اليمامي عن سفيان الثوري عن حميد الطويل - ولم يذكر الثوري في حديثه عند ابن الجوزي - عنه به، بنحوه، مختصرا

ويحيى قال فيه ابن حبان: (يروي عن الثوري ما لم يحدث به قط، لا يجوز الاحتجاج به بحال) اهـ، وبه أعل ابن الجوزي الحديث.

وذكره ابن الجوزي

(4)

- أيضًا - عن العباس بن محمد العلوي عن عمار بن هارون المستملي عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به، وقال

(5)

: (فيه عباس بن محمد العلوي، قال ابن حبان: يروي عن عمار بن هارون ما لا أصل له) اهـ.

(1)

لسان الميزان (3/ 293) ت / 1237.

(2)

(3/ 128 - 129).

(3)

(2/ 80) ورقمه / 616، 617.

(4)

(2/ 81).

(5)

(2/ 82).

ص: 140

والعباس هذا ذكره ابن حبان في المجروحين

(1)

، وقال في حديثه ذا:(وهذا شئ لا أصل له من كلام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ولا من من حديث أنس، ولا ثابت، ولا حماد بن سلمة) اهـ.

وعن ابن عمر

رواه: الخطيب في تأريخه

(2)

بسنده عن محمد بن سليمان بن هشام عن وكيع عن ابن أبي ذؤيب عن نافع عنه به، بنحوه، مختصرا، وقال:(هذا الحديث منكر بهذا الإسناد، وكل رجاله ثقات سوى محمد بن سليمان بن هشام، والحمل فيه عليه - واللّه أعلم -) اهـ.

وأورده أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات

(3)

بسنده عنه، وأعله بمحمد بن سليمان - أيضًا -، ونقل فيه عن ابن عدي

(4)

قال: (كان يوصل الحديث، ويسرقه) اهـ. وأورده سبط ابن العجمي

(5)

في الوضاعين.

995 -

[64] عن جابر بن عبد اللّه - رضى اللّه عنهما - قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة رجل يصلى عليه، فلم يصل عليه، فقيل يا رسول اللّه، ما رأيناك تركت الصلاة على أحد قبل هذا؟ قال:(إنَّهُ كانَ يُبغِضُ عثمانَ، فَأبغضَهُ اللّه).

(1)

(2/ 191).

(2)

(5/ 297).

(3)

(2/ 78) ورقمه / 613.

(4)

انظر: الكامل (6/ 275).

(5)

الكشف الحثيث (ص / 233) ت / 672.

ص: 141

رواه: الترمذي

(1)

بسنده عن محمد بن زياد

(2)

عن محمد بن عجلان عن أبي الزبير عن جابر به

وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ومحمد بن زياد - صاحب ميمون بن مهران - ضعيف في الحديث جدًّا

) اهـ، وابن زياد كذبه جماعة، كالإمام أحمد

(3)

، والجوزجاني

(4)

، وابن حبان

(5)

، وغيرهم

(6)

، وقال الحافظ في التقريب

(7)

: (كذبوه) اهـ. وفي السند: عنعنة أبي الزبير، وهو: محمد بن مسلم بن تدرس المكي، مدلس من الثالثة، ولم يصرح بالتحديث.

والحديث آفته محمد بن زياد المذكور، وهو المتهم به، قال أبو حاتم

(8)

- وقد سئل عنه -: (هذا حديث منكر)، وأورده ابن عراق في

(1)

في (كتاب المناقب، باب مناقب عثمان رضي الله عنه) 5/ 588 - 589 ورقمه/ 3709 عن الفضل بن أبي طالب البغدادي، وغير واحد عن عثمان بن زُفَر عن محمد بن زياد به.

(2)

وكذا رواه: القطيعي في زياداته على الفضائل (1/ 520 - 521) ورقمه/ 859، و (1/ 522) ورقمه/ 863، وأبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص/ 71) ورقمه/ 58 من طريق محمد بن زياد.

(3)

العلل - رواية: عبد الله - (3/ 297 - 298) رقم النص/ 5322.

(4)

أحوال الرجال (ص / 198) ت / 363.

(5)

المجروحين (2/ 250).

(6)

انظر: الموضوعات لابن الجوزي (3/ 79)، والكشف الحثيث (ص / 230) ت/ 665.

(7)

(ص/ 845) ت/ 5927.

(8)

كما في: العلل لابنه (2/ 367) رقم / 1087.

ص: 142

الموضوعات

(1)

. وأورده الذهبي في الميزان

(2)

، وتبعه الحافظ في اللسان

(3)

عن إسحاق بن بشر عن عمر بن موسى عن أبي الزبير عن جابر به، بنحوه

وعمر بن موسى هو: الوجيهي، منكر الحديث، مذكور في عداد من يضع الحديث متنًا، وإسنادًا. وإسحاق بن بشر هو: الكاهلي، مذكور في عداد من يضع الحديث

(4)

- وذلك من شر الذكر -.

* وتقدمت أحاديث كثيرة في فضائله، في المطالب: الأول، والثاني، والثالث من هذا الفصل

فانظرها.

* وسيأتي

(5)

من حديث ابن عمر - وقد سئل عن عثمان -: (

أما عثمان فإنه أذنب يوم التقى الجمعان ذنبًا عظيمًا فعفا الله عنه. وأذنب فيكم ذنبًا دون ذلك فقتلتموه)

رواه: الطبراني في الأوسط، وغيره، وهو حديث صحيح.

* خلاصة: اشتمل هذا القسم من الأحاديث على ثمانية وستين حديثًا، كلها موصولة إلا واحدًا مرسلًا. منها خمسة عشر حديثًا صحيحًا - اتفق الشيخان على حديثين، وانفرد البخاري بمثله في العدد، ومسلم بثلاثة -. وأربعة أحاديث حسنة. وستة عشر حديثًا حسنًا لغيره -

(1)

تنزيه الشريعة (1/ 375) رقم / 95.

(2)

(4/ 146) ت / 6222.

(3)

(4/ 334) ت / 944.

(4)

انظر: تاريخ بغداد (6/ 328).

(5)

في فضائل: على، ورقمه / 1100.

ص: 143

وفي ألفاظ بعضها ألفاظ ضعيفة، أو منكرة نبهت عليها في أماكنها -. وأحد عشر حديثًا ضعيفًا. وعشرة أحاديث ضعيفة جدًّا. وثلاثة أحاديث منكرة. وتسعة أحاديث موضوعة، وبعض هذه الأحاديث الواهية ثبت من طرق أخرى. وذكرت فيه أربعة عشر حديثًا من خارج كتب نطاق البحث في الشواهد، أو على إثر أحاديث نحوها - والله تعالى أعلم -.

ص: 144