المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الاتباع والتسليم دليل التصديق والمحبة - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٤٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌الحث على اتباع الكتاب والسنة

- ‌بيان اقتران القرآن والسنة معاً

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة المصطفاة

- ‌أنواع الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الاتباع والتسليم دليل التصديق والمحبة

- ‌وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في الحث على التمسك بالكتاب والسنة

- ‌أقسام الناس في تلقي الكتاب والسنة

- ‌حرص السلف على الاقتداء بسنته صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح قول البخاري: باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌حرص شيبة الحجبي على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌قصة عمر مع ميزاب العباس

- ‌عمر والوقوف عند كتاب الله

- ‌النهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله

- ‌النهي عن كثرة السؤال

- ‌النهي عن الغلو والتشدد في الدين

- ‌بعض الأمثلة على كثرة السؤال

- ‌مسائل في الاعتصام بالكتاب والسنة ومحاربة البدع

- ‌الهجر وتشويه المبتدعة

- ‌نشر السنة والفرح بها

- ‌أهمية تعليم السنة ونشرها

- ‌أصناف أهل البدع

- ‌طرق الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌دراسة السنة وتعليمها

- ‌العمل بالسنة في الحياة

- ‌تبليغ الكتاب والسنة للناس

- ‌الأسئلة

- ‌حكم كشف الطبيب على المرأة

- ‌حكم حلق اللحية

- ‌حكم استماع الأغاني

- ‌حكم اختلاط الأقارب

- ‌حكم كشف الخادمات على أهل البيت

- ‌كيف نرد على الغزالي في نقده لشباب الصحوة

الفصل: ‌الاتباع والتسليم دليل التصديق والمحبة

‌الاتباع والتسليم دليل التصديق والمحبة

دعي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام ليفصل خصومة بين أنصاري والزبير، فذهب صلى الله عليه وسلم، ووقف على الماء فقال الأنصاري: {يا رسول الله! إن الزبير يحبس الماء عن مزرعتي، فأمر الزبير أن يترك الماء يمر على مزرعتي.

فقال: يا زبير! اترك الماء حتى تروى مزرعتك، ثم أطلقه للأنصاري فغضب الأنصاري -وأتته نعرة الجاهلية، وتكلم مع سيد البشرية- وقال: أإن كان ابن عمتك؟!} لا إله إلا الله! أعدل وأبر أهل الأرض، وأخشى أهل الأرض يميل مع ابن العمة وابن الخالة! وهو الذي يعلنها صريحة أمام العالم من على منبره في المدينة:{والذي نفسي بيده! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها} قال الزهري: وحاشاها أن تسرق.

لكنه العدل.

وليته يوم قال الكلام كان صحيحاً؛ غير أنه ظلم وحاد.

فغضب عليه الصلاة والسلام فقال: {يا زبير! اسقِ حتى يعود الماء إلى الجدر، ثم اترك الماء يمر} قال أهل العلم: أول كلامه صلى الله عليه وسلم كان صلحاً يصالح بينهما، والثاني كان حكماً أنزله الله على لسانه والحديث عند البخاري فنزل قوله تعالى:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء:65] فمن حكمك في لا إله إلا الله؛ فعليه أن يحكمك في كل مسألة أتيت بها؛ لأنك عدل لا تظلم عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.

وقال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31] قال ابن كثير، وابن جرير: نزلت هذه الآية في قوم ادعوا محبة الله فابتلاهم الله بهذه الآية، فقال الله عز وجل:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31]

يا مدَّعٍ حب طه لا تخالفه فالخلف يحرم في دنيا المحبينا

أراك تأخذ شيئاً من شريعته وتترك البعض تدويناً وتهوينا

خذها جميعاً تجد فوزاً تفوز به أو فاطرحها وخذ رجس الشياطينا

إما شريعة مقدسة، واتباع خالد، وإلا فانتهاء وارتداد ونكوص عن الطريق المستقيم، ولذلك لم يقبل الله دعواهم ولم يرض قولهم، ولم يعجبه حبهم:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} [المائدة:18].

ص: 6