المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌صفة أهل أبي زرع - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٤٨

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌حديث أم زرع

- ‌نص حديث أم زرع

- ‌عائشة تتكلم والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت

- ‌صفة زوج الأولى

- ‌زوج الأولى سيئ الخلق وبخيل

- ‌زوج الأولى أيضاً يصعب نيل الشيء منه

- ‌الثانية زوجها كثير العيوب

- ‌معنى عجره وبجره

- ‌الثالثة تصف زوجها بأوصاف عجيبة

- ‌من أوصافه العَشَنَّق

- ‌إن أَنْطِق أُطَلَّق

- ‌إن أسكت أُعَلَّق

- ‌وقفة مع زوج الرابعة

- ‌زوجها كليل تهامة

- ‌الوسطية في الأخلاق من الصفات الحسنة

- ‌وصف الخامسة لزوجها

- ‌مواصفات الفهد

- ‌وقفة مع الأسد

- ‌طرفة من كتاب كليلة ودمنة

- ‌زوج الخامسة لا يسأل عما عهد

- ‌زوج السادسة كثير الأكل والشرب

- ‌كثرة الأكل

- ‌صفات زوج السابعة

- ‌زوجها عياياء

- ‌معنى طباقاء

- ‌معنى قولها: شجك أو فلك

- ‌الثامنة زوجها لطيف الخلق طيب الرائحة

- ‌الزرنب شجر طيب الرائحة

- ‌التاسعة تصف زوجها بالكرم

- ‌المحلِّق وقصته مع الأعشى

- ‌من صفات زوج التاسعة أنه طويل النجاد

- ‌العاشرة تصف زوجها بقمة الكرم

- ‌قصة أم زرع

- ‌صفات أبي زرع

- ‌صفة أهل أبي زرع

- ‌أبو زرع يطلق أم زرع

- ‌أم زرع تنكح زوجاً آخر

- ‌أم زرع تحن إلى زوجها الأول

- ‌فوائد الحديث

- ‌حسن العشرة

- ‌المزاح مع الأهل

- ‌الفخر بالتقوى

- ‌تذكير المرأة بحسن العشرة

- ‌ذكر المرأة لإحسان زوجها

- ‌إكرام الرجل بعض نسائه

- ‌تحدث الرجل مع زوجته في غير نوبتها

- ‌الحديث عن الأمم الخالية

- ‌جواز الانبساط

- ‌حث النساء على الوفاء

- ‌ذكر المرأة محاسن زوجها ومساوئه

- ‌من ضوابط الغيبة

- ‌تعدد النساء

- ‌الحب يستر الإساءة

- ‌وصف محاسن النساء للرجل إذا كان مأموناً

- ‌جواز السجع

- ‌من أحكام الطلاق

- ‌جواز مدح الرجل في وجهه

- ‌رسالة من فنان تائب

- ‌التصرف في أموال الغناء بعد التوبة منه

الفصل: ‌صفة أهل أبي زرع

‌صفة أهل أبي زرع

ثم بدأت تسرد أهله واحداً واحداً لكثرة سعادتها مع أبي زرع، تقول:

{أم أبي زرع فما أم أبي زرع؟ عكومها رداح} أي: أنها من كثرة النعيم ممتلئة الجسم، فيها شحم ولحم، والعكوم: هو مجامع البطن، (ورداح) أي: متينة سمينة ، {(وبيتها فساح)} حتى أم أبي زرع لها بيت واسع (ابن أبي زرع) -من زوجة غيرها- فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمسل شطبة)} تقول: المنام الذي ينامه من صغر جسمه ونحافته ورشاقته ولأنه حر، كأنه سلة السيف، أي: لا ينام إلا في مكان صغير مثل سلة السيف (ويشبعه ذراع الجفرة)} الجفرة: هو ولد الماعز، وقيل: ولد الضأن إذا مر عليه أربعة أشهر أو ستة أشهر، فتقول: أن ذراع الجفرة يكفيه من قلة أكله؛ لاشتغاله بالمهمات من الأمور (بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها) من امرأة غيرها {فما بنت أبي زرع؟ (طوع أبيها وطوع أمها} ) ما شاء الله تطيع أباها وأمها (وملء كسائها) أي: أنها في نعمة (وغيظ جارتها)} يحسدنها جاراتها من جمالها، ولذلك يقول عمر بن أبي ربيعة:

زعموها سألت جاراتها وتعرت ذات يومٍ تبترد

أكما ينعتني تبصرنني عمركن الله أم لا يقتصد

تقول هذه المرأة لجاراتها: بالله عليكن هل أنا حسناء مثل ما يصفني هذا الشاعر، أم أنه يبالغ في الوصف.

فتضاحكن وقد قلن لها حسن في كل عين من تود

حسداً حملنه في شأنها وقديماً كان في الناس الحسد

ويقول الأول:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغياً إنه لدميم

وقيل:

وترى الشريف مجرماً في قومه ولم يكتسب جرماً وعرضه مشتوم

وهذا من الحسد الذي وضعه الله في القلوب التي ما آمنت ولم يملأها الإيمان.

قالت: {(وغيظ جارتها)} قيل: غير وخير وغيظ، أي: أنهم يغارون منها لجمالها وحسنها.

(جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع؟ لا تبث حديثنا تبثيثاً) لا تنشر الخبر، بل هي ساكتة صامتة حافظة للسر (ولا تنقث ميرتنا تنقيثاً) أي لا تضيع مالنا، (ولا تملأ بيتنا تعشيشاً) أي: لا تجمع في البيت الزبالات، وقطع الأوراق والقراطيس، ولكنها نظيفة، وتضع كل شيء في مكانه، وهذا من أدبها وسلوكها وسمتها.

ص: 35