المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التحذير من اتباع اليهود والنصارى في التفرق والاختلاف - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٥١

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌فر من الحزبية فرارك من الأسد

- ‌لا حزب إلا حزب الله

- ‌الهوى من أعظم دواعي الفرقة والشتات

- ‌ذم الهوى في الكتاب والسنة

- ‌تحذير السلف من مجالسة أهل الأهواء

- ‌عاقبة مجالسة أهل الأهواء

- ‌الهوى أصل الضلال والكفر

- ‌التحذير من اتباع اليهود والنصارى في التفرق والاختلاف

- ‌واقعنا عندما اتبعنا الهوى

- ‌علامات التفرق والاختلاف والتحزب

- ‌حب الرئاسة

- ‌تعظيم الأشخاص ومحبتهم

- ‌الظلم والعدوان في الرد على الآخرين

- ‌تزكية النفس

- ‌الحزبية دعوة جاهلية

- ‌حكم امتحان الأمة بما لم ينزل الله به سلطاناً

- ‌عبادات ما أنزل الله بها من سلطان

- ‌سوء المقاصد في الأعمال

- ‌التحذير من مخالفة شرع الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ضرورة الإعذار في خلاف التنوع

- ‌الأسئلة

- ‌حكم النية في الوضوء

- ‌حكم غسل اليدين قبل إدخالهما الإناء

- ‌حزب الله المذكور في القرآن

- ‌كتاب تنبيه الغافلين

- ‌حكم الانتماء لأي جماعة إسلامية

- ‌حكم الولاء والعداء على طائفة

- ‌أضرار البث المباشر

- ‌حكم ترك الموظف عمله من أجل حضور المحاضرة

- ‌حكم مناقشة بعض المواضيع العلمية مع بعض الناس

- ‌محمد بن تومرت مؤسس دولة الموحدين

الفصل: ‌التحذير من اتباع اليهود والنصارى في التفرق والاختلاف

‌التحذير من اتباع اليهود والنصارى في التفرق والاختلاف

وعند أبي داود عن عبيد بن حصين قال صلى الله عليه وسلم قل: {اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي} .

وقد قص الله علينا أخبار الأمم الذين تفرقوا بسبب الهوى، وحذرنا الله سبحانه وتعالى من شبههم وحذرنا من طريقهم، بل قال أهل العلم: إذا كان التمذهب سبباً للخلاف والفرقة فإنه يحرم، إذا كان كونك حنبلياً وذاك حنفياً وذاك شافعياً وهذا مالكياً سبباً للخلاف والفرقة فإنه يحرم، أيضاً: إذا كان كونك إخوانياً أو سلفياً أو تبليغياً أو سرورياً سبباً للفرقة والخلاف بين المسلمين فإنه يحرم، قال سبحانه وتعالى:{وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا} [الأنفال:46].

{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:105] وقال سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103] وقال جل ذكره: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10] وقال سبحانه: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} [البقرة:118] وقال سبحانه: {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ} [فصلت:43].

فقد حذره سبحانه من الخلاف وحذر أمته كما حذر الذين من قبله من الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأخبرنا عليه الصلاة والسلام أنه سوف يقع الخلاف بالأمة وسوف يتبع بعضنا بعض الذين من قبلنا من اليهود والنصارى، كما قال صلى الله عليه وسلم عند البخاري والمسند لـ أحمد:{لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟} والقذة: ريشة السهم، وهو ما يشبه رصاصة البندق، والمعنى: أنا سوف نتبعهم في كثير من أمورنا، وقد وقع ما قال عليه الصلاة والسلام، فمنا من اتبعهم في المناهج، ومنا من اتبعهم في الزي، ومنا من اتبعهم في الأخلاق، ومنا من اتبعهم في المعتقد، ومنا من اتبعهم في السلوك، ومنا من عصم الله فلم يتبعهم:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120].

ص: 8