المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من الفضائل: نزول السكينة - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٥٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الجوائز السخية

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يعرض الجوائز

- ‌سبب قوله: (كرب الآخرة) وعدم قوله: (كرب الدنيا والآخرة)

- ‌كرب الدنيا لا يقارن بكرب الآخرة

- ‌غالب الناس لا تصيبهم كرب في الدنيا

- ‌كرب الدنيا وكرب الآخرة

- ‌كرب الدنيا

- ‌كرب يوم القيامة

- ‌ارحم الناس يرحمك الله

- ‌الترهيب من كشف ستر الله على العباد

- ‌الترغيب في إعانة العباد

- ‌مواقف من إعانة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه

- ‌مواقف من إعانة أبي بكر لرعيته

- ‌مواقف من إعانة عمر لرعيته

- ‌الصحابة والتابعون من أنفع الناس للناس

- ‌الإسلام لا يعرف البطالة

- ‌الجوائز التي ينالها طلاب العلم الشرعي

- ‌سهولة الطريق إلى الجنة لطلاب العلم

- ‌غفران الذنوب لطلاب العلم

- ‌سهولة اجتياز الصراط يوم القيامة لطلاب العلم

- ‌حديث آخر يبين فضائل طلب العلم

- ‌خيركم من تعلم القرآن وعلمه

- ‌من الفضائل: نزول السكينة

- ‌من الفضائل: غشيان الرحمة

- ‌من الفضائل: أنهم تحفهم الملائكة

- ‌من الفضائل: أن الله يذكرهم

- ‌تقوى الله هي ميزان التفاضل بين الناس

- ‌الأسئلة

- ‌راجيف غاندي

- ‌النوم على الفرشة ليس من التصوف

- ‌الوساطة قسمين: حسنة وسيئة

- ‌ثلاث نصائح للداعية المسلم

الفصل: ‌من الفضائل: نزول السكينة

‌من الفضائل: نزول السكينة

وقال عليه الصلاة والسلام: {يتلون كتاب الله إلا نزلت عليهم السكينة} والسكينة من عنده سبحانه وتعالى، وقد نزلها على رسوله عليه الصلاة والسلام في الغار، ويوم حنين، وفي مواطن كثيرة، وهي اطمئنان وبرد وسلام، وراحة، وسعادة ينزلها الله على القلوب، فتسعد سعادة ما بعدها سعادة، وتفرح وتتمايل أشجارها، وتسيل أنهارها، ويسيل القلب في طرب شرعي لا يعلمه إلا الله.

فإذا نزعت السكينة من هذا القلب، أصبح خائفاً، ومضطرباً، وقلقاً، وفزعاً، لا يستقر على شيء {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].

وهذه السكينة تحصل بالإيمان، وتحصل بمجالس الذكر التي يذكر فيها الرحمن.

في الصحيح أن أسيد بن الحضير رضي الله عنه وأرضاه؛ وهو أحد الأبطال الكبار، قيل: إنه قتل في معركة اليمامة رضي الله عنه وأرضاه وهو من الأنصار، وكان مقداماً، وقتل عديداً من الكفار، وهو من سادات بني عبد الأشهل {قام يصلي بالليل ويقرأ سورة الكهف بصوت شجي، فكانت فرسه تدور في مكان البيت، وتكاد أن ترفس، أو أن تطأ ابنه وهو نائم، فلما كادت أن تقطع حبلها، أنهى صلاته وسلم ثم أخذ الفرس ونظر إلى السماء، فإذا ظلة كالمصابيح فوق البيت، فوقف مدهوشاً مذهولاً، ثم ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره قال: أرأيتها؟ قال: نعم.

قال: والذي نفسي بيده إنها الملائكة تنزلت لسماع قراءتك.

قال: ولو بقيت تقرأ حتى الصباح لرآها الناس لا تتوارى عنهم} {} [الإسراء:78] قال مجاهد: تشهده الملائكة، وما أحسن العبارة! ما أحسن التفسير! قال:"تشهده الملائكة" وقال غيره: تشهده ملائكة السماء.

والمقصود هنا بالقرآن قيل: هو قرآن الفجر الذي يتلوه الإمام في صلاة الفجر وقال غيرهم: القرآن بعد الفجر، والقرآن قبل الفجر، والصحيح كلها، فإذا بدأ الإمام يقرأ في صلاة الفجر نزلت الملائكة تشهد وتسمع القرآن الذي هو كلام الله عزوجل، وهذه من السكينة.

ص: 23