المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثلاث نصائح للداعية المسلم - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٥٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الجوائز السخية

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يعرض الجوائز

- ‌سبب قوله: (كرب الآخرة) وعدم قوله: (كرب الدنيا والآخرة)

- ‌كرب الدنيا لا يقارن بكرب الآخرة

- ‌غالب الناس لا تصيبهم كرب في الدنيا

- ‌كرب الدنيا وكرب الآخرة

- ‌كرب الدنيا

- ‌كرب يوم القيامة

- ‌ارحم الناس يرحمك الله

- ‌الترهيب من كشف ستر الله على العباد

- ‌الترغيب في إعانة العباد

- ‌مواقف من إعانة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه

- ‌مواقف من إعانة أبي بكر لرعيته

- ‌مواقف من إعانة عمر لرعيته

- ‌الصحابة والتابعون من أنفع الناس للناس

- ‌الإسلام لا يعرف البطالة

- ‌الجوائز التي ينالها طلاب العلم الشرعي

- ‌سهولة الطريق إلى الجنة لطلاب العلم

- ‌غفران الذنوب لطلاب العلم

- ‌سهولة اجتياز الصراط يوم القيامة لطلاب العلم

- ‌حديث آخر يبين فضائل طلب العلم

- ‌خيركم من تعلم القرآن وعلمه

- ‌من الفضائل: نزول السكينة

- ‌من الفضائل: غشيان الرحمة

- ‌من الفضائل: أنهم تحفهم الملائكة

- ‌من الفضائل: أن الله يذكرهم

- ‌تقوى الله هي ميزان التفاضل بين الناس

- ‌الأسئلة

- ‌راجيف غاندي

- ‌النوم على الفرشة ليس من التصوف

- ‌الوساطة قسمين: حسنة وسيئة

- ‌ثلاث نصائح للداعية المسلم

الفصل: ‌ثلاث نصائح للداعية المسلم

‌ثلاث نصائح للداعية المسلم

‌السؤال

حصلت على بطاقة داعية وأريد التوجيه لي والإرشاد؟

‌الجواب

أولاً: بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير! وهذه البطاقة سوف تكون لك شهادة عند الله عزوجل إذا صدقت وأحسنت استخدامها فيما ينفع، وأنا أوصيك بثلاث مسائل:

الأولى: أن تخلص العمل لوجه الله، فتكون دعوتك ليكون الدين كله لله؛ لأنه لا يصلح أن يكون قصد الداعية إلا أن يكون الدين كله لله، وترتفع (لا إله إلا الله) أرفع من كل شيء في الأرض، تكون لا إله إلا الله دائماً رفيعة، وتبقى كلمة الله هي العليا.

الثاني: أرى أن تطلب العلم دائماً؛ فإن الداعية لا بد له أن يتعلم، ولابد أن يتزود من الفقه في الدين حتى يكون على بصيرة.

الثالث: أرى أن تلين للناس، ولا تكن فظاً، ولا تتخذ قصص بعض الناس ممن مروا في التاريخ يقولون: كان هذا يكسر، وكان هذا يضرب، وكان هذا يلطم؛ هذه لا تصلح {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159] ويقول سبحانه وتعالى: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44]{وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع الرفق من شيء إلا شانه} فالله الله في الرفق، وفي الهدوء، وفي مخاطبة الناس باللين حتى تكسبهم.

بقي بعض المسائل أشير إليها وهي:

حاول أن تتكلم للناس في كبار المسائل قبل صغارها؛ فإن الاشتغال مثلاً بصغار المسائل ليس من الحكمة.

الآن تجد من الناس من جعل قضية تقصير الثياب قضية كبرى، فلا يتحدث في المحاضرات إلا عنها، وهي لابد منها، لكن لابد أن تأخذ حجمها، لا أن تترك العقيدة وأمور الإسلام والأركان والكبائر، وتأتي إلى هذه الجزئية تستهلك بها وقتك، ليس من الحكمة.

ثم أرى كذلك أنك لا تظهر عيوب الناس عندهم؛ وأنكم تفعلون كذا، وتفعلون كذا، وسمعت عنكم كذا، بل اذكر ما فيهم من مناقب، ونبه على المثالب بشيء من الأدب والاحتياط حتى يقبلوك؛ لأن الناس لا يرضون بأن يقف إنسان فيهم يجرحهم، ويجرح مشاعرهم، يعني: أحياناً بعض الناس يذهب إلى قرية، أو قبيلة من القبائل فيجتمعون ويقوم واعظاً فيهم، ويقول: سمعت عنكم أنتم يا أهل هذه القبيلة، أنكم من أغلى الناس في المهور، وأن بينكم الحسد والبغضاء، وأنكم متناحرون، هؤلاء تنغلق أفهامهم، وأسماعهم وأبصارهم تماماً، كيف تجرح الناس وتريد أن يسمعوا منك؟!

كان عليه الصلاة والسلام إذا تحدث يقول في سوق عكاظ لبني عبد الله؛ وهي قبيلة من قبائل العرب، قال:{يا بني عبد الله! إن الله أحسن اسم أبيكم فأحسنوا استجابتكم لله} ما أحسن المقدمة! وكان يتودد إلى الناس ويحبب بنفسه حتى كسبهم، حتى يقول سبحانه وتعالى:{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:63].

وهذه هي الأعجوبة أن يصيد قلوب قبائل العرب، وأن يوجههم معه عليه الصلاة والسلام.

ونسأل الله لنا ولكم الهداية، والتوفيق والسداد، والعون والرشاد.

ونسأله سبحانه وتعالى ألا يصرفنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وتجارة لن تبور.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

ص: 32