المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حديث معاذ أصل من أصول التوحيد - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٧٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌آفاق لا إله إلا الله

- ‌فضل لا إله إلا الله

- ‌حديث معاذ أصل من أصول التوحيد

- ‌فضل كلمة التوحيد

- ‌أحاديث في فضل لا إله إلا الله

- ‌حديث عبد الله بن عمرو في فضل لا إله إلا الله

- ‌أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فضل قول لا إله إلا الله في اليوم مائة مرة

- ‌العرب قبل لا إله إلا الله

- ‌الإسلام سبب الرفعة

- ‌محاربة كفار مكة لدعوة الإسلام

- ‌الإسلام دين الفطرة

- ‌معنى لا إله إلا الله في حياة المسلم

- ‌نواقض لا إله إلا الله محمد رسول الله

- ‌أولاً ترك الفرائض

- ‌ثانياً الاستهزاء بالدين

- ‌اعتقاد أن شريعة غير الله أفضل

- ‌المساواة بين شريعة الله وغيرها

- ‌الفهم الخاطئ لكلمة لا إله إلا الله

- ‌مقتضى لا إله إلا الله

- ‌لا إله إلا الله والمرجئة

- ‌بطلان شبهة المرجئة في الإيمان

- ‌خطر الإرجاء على الأمة الإسلامية

- ‌قوة دين الإسلام ومتانته

- ‌لوازم لا إله إلا الله

- ‌أول ما يجب على المكلف

- ‌أول واجب على المكلف عند أهل الكلام

- ‌النطق بالشهادتين أول واجب على المكلف

- ‌عوامل الثبات على لا إله إلا الله

- ‌أولاً: العبادة

- ‌ثانياً: التفكر في آيات الله الكونية

- ‌ثالثاً: التفكر في آيات الله الشرعية

- ‌متابعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌كيفية الثبات على لا إله إلا الله

- ‌الأسئلة

- ‌الدين الإسلامي دين الثبات والمرونة

الفصل: ‌حديث معاذ أصل من أصول التوحيد

‌حديث معاذ أصل من أصول التوحيد

جاء في الصحيحين عند البخاري ومسلم وأصل الحديث عند أحمد في المسند، عن معاذ رضي الله عنه، وأنا أذكره بلفظ قريب من لفظ المسند، قال:{ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار اسمه: عفير أو يعفور} هذا اسم حمار الرسول عليه الصلاة والسلام، يقول بعض الزنادقة: لماذا يذكر المحدثون اسم الحمار؟ وما هي الفائدة من ذلك؟ ولماذا يذكرون لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ركب الحمار؟ وهذا خطأ في فهمهم فإنه يترتب على ذلك فوائد جمة:

منها: جواز الركوب على الحمار.

ومنها: أن ملامسة الحمار لا تنجس.

ومنها: طهارة لعاب الحمار عند بعض أهل العلم وسؤره.

ومنها: جواز الإرداف على الدابة.

ومنها: تواضعه عليه الصلاة والسلام.

هذا الرسول -بأبي هو وأمي- الذي يركب الحمار؛ أنقذ الله به الأمة من النار إلى الجنة؛ وأخرجها من الظلمات إلى النور، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الجمعة:2] قال معاذ: {فركب صلى الله عليه وسلم، فقال -لما ركب الحمار- اركب يا معاذ!} وعند أبى داود: {الرجل أحق بصدر دابته} والرسول صلى الله عليه وسلم هو صاحب الدابة، وهذا الحمار أهداه إليه مقوقس مصر، قال:{اركب يا معاذ! قلت: امض يا رسول الله -رفض أن يركب معاذ خجلاً وحياءً من الرسول صلى الله عليه وسلم قال: اركب، فركبت فمضينا قليلاً، فعثر الحمار فسقطنا} .

هذه رواية أحمد تجدونها في الفتح الرباني في المجلد الأول- قال: {فقمت أذكر أسفاً وخجلاً، وقام صلى الله عليه وسلم يضحك} .

انظر التواضع! وانظر هذا الإنسان الذي عصم الله سمعه وفؤاده وبصره! قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم:1 - 3].

قال: {فركبنا مرة ثانية فعثر الحمار فسقطنا، فقام صلى الله عليه وسلم يضحك وقمت خجولاً -يقول معاذ رضي الله عنه ثم ركبت مع الرسول عليه الصلاة والسلام، فمضى قليلاً، فقال: يا معاذ! قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله! -وهذه أحسن كلمة يقولها المسلم- قال: أتدري ما حق الله على العباد؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ثم مضى قليلاً، وقال: يا معاذ! أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقهم إذا فعلوا ذلك ألا يعذبهم} وهذا الحديث أصل من أصول التوحيد، وهي الكلمة العليا التي أتى بها صلى الله عليه وسلم.

ص: 3