المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خطر الإرجاء على الأمة الإسلامية - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٧٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌آفاق لا إله إلا الله

- ‌فضل لا إله إلا الله

- ‌حديث معاذ أصل من أصول التوحيد

- ‌فضل كلمة التوحيد

- ‌أحاديث في فضل لا إله إلا الله

- ‌حديث عبد الله بن عمرو في فضل لا إله إلا الله

- ‌أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فضل قول لا إله إلا الله في اليوم مائة مرة

- ‌العرب قبل لا إله إلا الله

- ‌الإسلام سبب الرفعة

- ‌محاربة كفار مكة لدعوة الإسلام

- ‌الإسلام دين الفطرة

- ‌معنى لا إله إلا الله في حياة المسلم

- ‌نواقض لا إله إلا الله محمد رسول الله

- ‌أولاً ترك الفرائض

- ‌ثانياً الاستهزاء بالدين

- ‌اعتقاد أن شريعة غير الله أفضل

- ‌المساواة بين شريعة الله وغيرها

- ‌الفهم الخاطئ لكلمة لا إله إلا الله

- ‌مقتضى لا إله إلا الله

- ‌لا إله إلا الله والمرجئة

- ‌بطلان شبهة المرجئة في الإيمان

- ‌خطر الإرجاء على الأمة الإسلامية

- ‌قوة دين الإسلام ومتانته

- ‌لوازم لا إله إلا الله

- ‌أول ما يجب على المكلف

- ‌أول واجب على المكلف عند أهل الكلام

- ‌النطق بالشهادتين أول واجب على المكلف

- ‌عوامل الثبات على لا إله إلا الله

- ‌أولاً: العبادة

- ‌ثانياً: التفكر في آيات الله الكونية

- ‌ثالثاً: التفكر في آيات الله الشرعية

- ‌متابعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌كيفية الثبات على لا إله إلا الله

- ‌الأسئلة

- ‌الدين الإسلامي دين الثبات والمرونة

الفصل: ‌خطر الإرجاء على الأمة الإسلامية

‌خطر الإرجاء على الأمة الإسلامية

والمرجئة فرقة خطيرة وهم موجودون في هذا العصر، ولو لم يتسموا بـ المرجئة، بل بعض الناس يقول: لا تحكموا على الناس بالمعاصي، فما دام أني أحب الله عز وجل، وشهدت أن لا إله إلا الله، ولو صليت في بيتي، فما الداعي أن أصلي في المسجد، ويقول: أيجب أن أصلي في المسجد؟ وهو يرتكب المعاصي، ويقول: والله أني أحب الله ورسوله، محبة ماذا؟!

يقول ابن المبارك:

تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع

لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

وهذا هو الصحيح؛ فإن من علامات المحبة موافقة المحبوب، يقول سبحانه وتعالى على لسان اليهود:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} ] المائدة:18] أي: لو كنتم صادقين فلم يعذبكم وأنتم مذنبون.

{أتى اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد! أما الله فنشهد أنه موجود وأما أنت فلا نتبعك، فأنزل الله عز وجل قوله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31]} فليعُلم أن إيمان المرجئة خطير، وهو الذي جعل كثيراً من الناس لا يصلون في المسجد، فتجد بعض الناس -الآن- ربما تمر به أشهر لا يعرف صلاة الفجر في المسجد؛ بينما لو كان دوامه في العمل قبل صلاة الفجر لحضر إلى دوامه، ولو دعاه مسئول قبل صلاة الفجر لحضر، وهذا مشاهد ومعروف، ففي بعض المناسبات بعض الناس طُلب منهم الحضور في بعض الأمور عند صلاة الفجر فقام الذين لم يكونوا يصلون إلا متأخرين وحضروا.

فهذا إيمان المرجئة -والعياذ بالله- ولو كان هناك إيمان والله لما قر للإنسان قرار حتى يقوم ليصلى صلاة الفجر في المسجد.

ومنها: أنك تجد كثيراً من الناس يمر به كتاب الله ولا يقرؤه ولا يتدبره؛ بل يهجره، بينما يقرأ من الصحف والمجلات في الأسبوع ويتدبرها ويبحث عنها أكثر بكثير من قراءته للقرآن، وهذه المجلات والصحف هي كلام فارغ وأكثره زبد:{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد:17].

ص: 23