المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حال حديث: (حسبي من سؤالي علمه بحالي) - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٧٣

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الأحاديث الواهية

- ‌الكذب من أكبر الذنوب والخطايا

- ‌خطر الكذب على الله ورسوله

- ‌خساسة الكذب

- ‌ظهور الكذب في آخر الزمان

- ‌جزاء من كذب على الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌تثبت الصحابة والتابعين في قبول الأحاديث

- ‌بعض الأحاديث الواهية المنتشرة بين الناس

- ‌حال حديث: (حسبي من سؤالي علمه بحالي)

- ‌حال حديث: (الصبر نصف الإيمان)

- ‌حال حديث: (من خاف من الله خوَّف الله منه كل شيء)

- ‌حال حديث: المؤمن كيس فطن حذر

- ‌حال حديث: الفاجر خب لئيم

- ‌حال حديث: مفتاح الجنة لا إله إلا الله

- ‌حال حديث: توسلوا بجاهي

- ‌حال حديث: نية المؤمن خير من عمله

- ‌حال حديث: من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد

- ‌حال حديث: من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر شهيد

- ‌حال حديث: (اختلاف أمتي رحمة)

- ‌حال حديث: (أصحابي كالنجوم)

- ‌حال حديث: (خذوا شطر دينكم عن الحميراء)

- ‌حال حديث: (الخير فيَّ وفي أمتي)

- ‌حال حديث: (ما فضلكم أبو بكر)

- ‌حال حديث: (من توضأ ومسح عنقه)

- ‌حال حديث: (صلاة بسواك أفضل)

- ‌حال حديث: (الصلاة عماد الدين)

- ‌حال حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا)

- ‌حال حديث: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر)

- ‌حال حديث: (رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة)

- ‌حال حديث: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد)

- ‌حال حديث: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد)

- ‌حال حديث: (من صلى بعد المغرب ست ركعات)

- ‌حال حديث: (اطلبوا العلم ولو في الصين)

- ‌حال حديث: (من عمل بما يعلم)

- ‌حال حديث: (كلمة من الحكمة)

- ‌حال حديث: (صنفان من أمتي إذا صلحا)

- ‌حال حديث: (إذا أتى عليَّ يوم)

- ‌حال حديث: (من حمل من أمتي أربعين حديثاً)

- ‌حال حديث: (من أخلص لله أربعين يوماً)

- ‌حال حديث: (إنكم في زمان)

- ‌حال حديث: (فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة)

- ‌حال حديث: (النظر في وجه العالم عبادة)

- ‌حال حديث: (النظر في الكعبة عبادة)

- ‌حال حديث: (ذاكر الله في الغافلين)

- ‌حال حديث: الدعاء مخ العبادة)

- ‌حال حديث: (أكثروا ذكر الله)

- ‌حال حديث: (ما خاب من استخار)

- ‌حال حديث: (أدبني ربي فأحسن تأديبي)

- ‌حال حديث: (الأقربون أولى بالمعروف)

- ‌حال حديث: (اعمل لدنياك كأنك تعيش)

- ‌حال حديث: (أوحى الله إلى الدنيا)

- ‌حال حديث: (رجعنا من الجهاد الأصغر)

- ‌حال حديث (يا عم! والله لو وضعوا الشمس)

- ‌حال حديث: (كيفما تكونوا يولى عليكم)

- ‌حال حديث: (كل إناء بما فيه ينضح)

- ‌حال حديث: (أحب الأسماء ما عبد وحمد)

- ‌حال حديث: (أحبوا العرب لثلاث)

- ‌حال حديث: (صوموا تصحوا)

- ‌حال حديث: (من حج ولم يزرني)

- ‌الأسئلة

- ‌مقطوعات من الشعر في الزهد

- ‌حال حديث: (اللهم أجرني من النار) سبع المرات بعد صلاة الفجر والمغرب

- ‌ضعف حديث: (سووا صفوفكم فإن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج)

- ‌نبذة عن الواقدي

- ‌العقيدة أولاً لو كانوا يعلمون

- ‌تقويم كتاب: المستطرف في كل فن مستظرف

- ‌رأي الغزالي في الحديث المعارض للعقل

- ‌حال حديث (من كان في قلبه مثقال ذرة من الحقد والحسد لن يدخل الجنة)

- ‌اختيار الزوج المناسب

الفصل: ‌حال حديث: (حسبي من سؤالي علمه بحالي)

‌حال حديث: (حسبي من سؤالي علمه بحالي)

الحديث الأول: قال إبراهيم عليه السلام: {حسبي من سؤالي علمه بحالي}

هذا لا أصل له، وقد أورده ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة، قال ابن تيمية: هذا الحديث موضوع.

وقصة الحديث: أن إبراهيم عليه السلام لما وضع في المنجنيق ليلقى في النار جاءه جبريل عليه السلام، فقال: ألك إلي حاجة؟ قال: أما إليك فلا وأما إلى الله فنعم، ثم قال: حسبي من سؤالي علمه بحالي، وهذا يخالف القرآن والسنة، ويخالف أصول الشريعة، وليس بصحيح.

معنى الكلام يقولون: إن إبراهيم عليه السلام يقول: حسبي من سؤالي علمه بحالي، أي: ما دام أن الله يعرف حالي فلا داعي أن أسأله، وهذا خطأ، لا يكفي أن يعرف الله حالك عن الدعاء، هو يعلم أنك فقير ومريض ومحتاج، فلا يصح أن تقول: الله يعلم أني فقير فلا داعي أن أدعوه.

أو لو كنت مريضاً في المستشفى وقيل لك: ادعو الله أن يشافيك، فتقول: لا، الله يعلم أني مريض نقول: هذا خطأ، وهو خلاف كلام أهل السنة، يقول سبحانه وتعالى:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] وقال سبحانه وتعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف:55] وقال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186].

والله جل وعلا يذكر الأنبياء في القرآن فيقول: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90] إذاً الحديث معناه لا يصح؛ بل هو موضوع، لأن إبراهيم عليه السلام يقول:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم:37] وكل نبي دعا الله عز وجل، فكيف يقال: إن علم الله يكفي عن السؤال، لا يكفي، ولو كفى لما كتب علينا الدعاء:{الدعاء هو العبادة} لأن أصل الدعاء مطلوب سواء وقعت الإجابة أم لم تقع؛ لأن الدعاء عبادة، فلا يكفي أن تقول: ما دام أن الله يعلم أني فقير، إذاً لا أدعوه، ولذلك غلاة الصوفية يأخذون هذا المبدأ، فمنهم من يقول: أنا لا أدعو قلنا لماذا؟ قال: أستحي أن أذكر مسألتي بين يدي ربي كأن الله جاهل عن مسألتي! سبحان الله! الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو وإبراهيم ونوح وموسى وعيسى عليهم السلام وأنت لا تدعو!

وكان الصوفية هؤلاء يستشهدون ببيت لشاعر عربي وهو أمية بن أبي الصلت يقول لـ ابن جدعان:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني حباؤك إن شيمتك الحباء

إذا أثنى عليك المرء يوماً كفاه من تعرضه الثناء

يقول هذا الشاعر لعظيم من عظماء الجاهلية: أنا لا أطلب منك سؤالاً؛ لأنك تعرف حالي، وهذا خطأ.

ومن غلاة الصوفية من يذكر الاسم مجرداً بدون سؤال، يأتون في الليل ويقولون: يا كريم! يا كريم! يا كريم! يا كريم! يا كريم! يا كريم! ولا يسأل.

يقول أحدهم وهو جالس عند روضة المصطفى عليه الصلاة والسلام في المسجد النبوي بجانب القبر -صوفي من الغلاة، عنده مسبحة طولها ما يقارب مترين، ما تحمل إلا على حمار- فيقول: يا لطيف! يا لطيف! يا لطيف! يا لطيف! يا لطيف! يا لطيف! من صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، فيقول له أحد طلبة العلم: أنت تدعو من العشاء إلى الفجر يا لطيف يا لطيف، ماذا تريد من اللطيف؟ قال أوصاني شيخي -شيخ الطريقة- أن أردد يا لطيف! يا لطيف! سبعة آلاف مرة.

ولله المثل الأعلى لو طرق شخص باباً وقال: يا محمد! فتخرج وتقول له: نعم.

قال: يا محمد! يا محمد! قلت: نعم.

قال: يا محمد! يا محمد! قلت: ماذا تريد؟ قال: يا محمد! يا محمد! هذا ليس بحق، ولا يصح في الأذهان

وكيف يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل

وهذا الحديث: {حسبي من سؤالي علمه بحالي} ذكره البغوي في تفسير سورة الأنبياء، وأشار إلى ضعفه، ومعنى الحديث باطل؛ لأنه يخالف الكتاب والسنة.

ص: 9