الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شخص بالمقابل شخص كبير زاد على الثمانين يقولون: له أكثر من عشر سنوات أو قالوا: عشرين شككت، ما صلى قائماً، يصلي وهو جالس، لما جاء يوم العيد وجاءت العرضة أظن أكثر من ساعة وهو يعرض قائماً بيده السيف، قالوا: يا فلان أما تتقي الله تصلي جالس وهذا .. ؟ قال: والله ما أدري ما الذي حملني؟ {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [(4) سورة الليل] يعني هذه صورة وهذه صورة وكلها موجودة في المجتمع، فما الذي تختاره لنفسك؟ المخلص في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجوه من الثواب، ويهون عليه ترك المعاصي لما يخشى من سخط الله وعقابه ومع ذلك يعينه الله -جل وعلا- على تحقيق ما يريد من أمور الدين والدنيا.
التوحيد يخفف على العبد المصائب:
تحقيق التوحيد يخفف على العبد المكاره، ويهون عليه المصائب، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يتلقى هذه المصائب وهذه المكاره وهذه الآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة لماذا؟ لأنها كلما عظمت المصيبة وعظم الألم زاد الأجر، فإذا كان يرجو ثواب الله وثواب الله نصب عينيه، كما يفعل في تجارة الدنيا، تجده يتعب الليل والنهار من أجل أن يكثر الكسب، ويتحمل هذه المشاكل، وذكر أن بعض كبار التجار يسهرون في بعض البنوك أمام الشاشات الليل كله، ويلاحظون إذا طلعت وإذا نزلت، وهذه حبة سكر، وهذه حبة ضغط، وهذه ما أدري إيش؟ يناظر الشاشات إذا ارتفع كذا وإذا نزل انخفض كذا، يعني بالله هل هذا أسهل أو صلاة ركعتين في جوف الليل؟ لكن من الذي يلقى مثل هذه الأعمال؟ {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [(35) سورة فصلت].
لو ننظر بمقاييسنا أن صاحب العقد العظيم الذي جمع هذه الأموال ثم ماذا؟ يروح ويتركها ويقتسمها الورثة، وقد يحصل بينهم أدنى مشكلة فيدعون عليه الذي هو السبب في هذه المشكلة، وعليه الآثام، ولهم الغنم، الغنيمة الباردة للوارثة، وعليه إثمها وحسابها إن كان قد ارتكب شيئاً من المخالفات.
فتجد هذا يتلقى هذه المصائب بقلب منشرح ونفس مطمئنة، وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة، وذلكم لأن الإيمان بالقضاء حلوه ومره خيره وشره ركن من أركان الإيمان، الذي لا يصح إلا به، والموحد حر من رق العباد، حر من رق العباد والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العز الحقيقي والشرف الغالي، تجد بعض الناس حينما يكون رجاؤه معلق بشخص تجد حياته دائماً في خوف وفي وجل من هذا الشخص؛ لئلا يطلع على شيء منه لا يرضاه، وإذا تعلق بآخر كذلك، وهكذا تجد حاله دائماً مضطربة، لا يبلغه كلمة، ولا يرى فعلاً يبغضه، فالموحد حر من رق العباد ومن التعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم وهذا هو العز الحقيقي والشرف الغالي، فيكون بذلك متألهاً متعبداً لله، فلا يرجو سواه، ولا يخشى غيره، ولا ينيب إلا إليه، ولا يتوكل إلا عليه، وبذلك يتم فلاحه ونجاحه في الدنيا والآخرة، وما أروع المثل الذي ضربه الله -جل وعلا- للموحد والمشرك، وأمثال القرآن من أولى ما يعنى به طالب العلم؛ لأنه بالمثال يتضح المقال، والله -جل وعلا- قال عنها:{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [(43) سورة العنكبوت] يعني تمر على المثل ولا تفهمه وأنت تدعي العلم هذا منفي في القرآن، فعلينا أن نعنى ونهتم لهذه الأمثال أمثال القرآن.
ما أروع المثل الذي ضربه الله -جل وعلا- للموحد والمشرك قال -جل وعلا-: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر].
ضرب الله مثلاً أي للمشرك والموحد رجلين مملوكين، هذا مملوك وهذا مملوك، لكن هذا مملوك لشخص واحد، وهذا مملوك لأشخاص، رجل فيه شركاء متشاكسون أي سيئو الأخلاق، يتجاذبونه ويتعاورونه في مهماتهم المختلفة، إذا أرسله أحدهما إلى المحل الفلاني قال: لا، روح إلى المحل الفلاني، إذا فعل قال الثاني: لا، لا تفعل هذا افعل كذا، إذا لبس قال: لا، لا تلبس هذا الثوب البس الثوب وهكذا، واحد يأمره وواحد ينهاه، شركاء متشاكسون أي سيئو الأخلاق، يتجاذبونه ويتعاورونه في مهماتهم المختلفة فلا يزال متحيراً متوجع القلب لا يدري أيهم يرضي بخدمته؟ وعلى أيهم يعتمد في حاجته؟ ورجلاً سلماً لرجل أي: خلص ملكه له لا يتجه إلا إلى جهته، ولا يسير إلا لخدمته، فهمه واحد وقلبه مجتمع، همه واحد وقلبه مجتمع، هل يستويان؟ أي صفة وحالاً، أي في حسن الحال وراحة البال، كلا، وهكذا حال من يثبت آلهة شتى لا يزال متحيراً خائفاً لا يدري أيهم يعبد؟ وعلى ربوبيته أيهم يعتمد؟ وحال من يعبد إلا إلهاً واحداً فهمه واحد، ومقصده واحد، ناعم البال، خافض العيش والحال.
والمقصود أن توحيد المعبود فيه توحيد الوجهة، ودرء الفرقة، كما قال -جل وعلا- عن يوسف عليه السلام أنه قال:{أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [(39) سورة يوسف] الحمد لله يعني ننتبه لهذه الجملة {الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر] لماذا عقب المثل بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [(29) سورة الزمر] وهذا هو المناسب لدرسنا، الحمد لله، يقول أبو السعود في تفسيره: هذا تقرير لما قبله من نفي الاستواء بطريق الاعتراض، وتنبيه للموحدين على أن ما لهم من المزية بتوفيق الله تعالى، وأن هذه نعمة جليلة موجبة عليهم أن يداوموا على حمده وعبادته أو على أن بيانه تعالى بضرب المثل أن لهم المثل الأعلى وللمشركين مثل السوء، صنع جميل، ولطف تام منه عز وجل، مستوجب لحمده وعبادته.
أنت إذا تصورت وتأملت هذا المثل، وكنت ممن من الله عليك بالتوحيد، يعني لم تملك نفسك حتى تقول: الحمد لله، وإذا كنت في مصائب الدنيا يندب أن تقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به، فكيف بالمصيبة والكارثة العظمى التي هي الشرك؟
وقوله -جل وعلا-: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر] إضراب وانتقال من بيان عدم الاستواء على الوجه المذكور إلى بيان أن أكثر الناس وهم المشركون لا يعلمون ذلك مع كمال ظهوره لا يعلمون ذلك، يعني المشرك في صراع نفسي دائم، والموحد في توحيده للوجهة إلى الله -جل وعلا- مطمئن، مطمئن مرتاح البال، وذاك فيه نزاع، وفيه اضطراب شديد، المشرك لا يعلم هذه الحقيقة وهو يعيشها، والموحد يعرف هذه الراحة التامة من نفسه، وإن وجد شيء من الخلل عنده هذه الراحة وهذه النعمة تتزعزع عنده بقدر هذا الخلل، ولذا نسمع في بعض أوساط المسلمين من ينتحر للتخلص من الحياة لماذا؟ لأن في توحيده خلل، هذه الراحة التي يعيشها المسلم تزعزعت عند هذا فصار عنده شيء من الخلل الذي دعاه إلى مثل هذا العمل ليتخلص من هذا الشقاء الذي يعيشه، وإلا لو كانت المسألة خلل في أمور دنيا، مع حضور امتثال هذا المثل، وتصور هذا المثل فإن الدنيا يعني بحذافيرها لا تعدل شيئاً، فيتجاوز هذه المحن، ولو مكث في السجن ما مكث من أجل ديون ركبته تجده مرتاح البال ناعم البال؛ لأنه يضع الدنيا في كفة، والجنة في كفة، والآخرة في كفة، لا نسبة بينهما، العمر كم؟ كم العمر؟ وكم نسبة الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة؟ لا شيء، يعني إذا عاش الإنسان مائة سنة، افترض أن إنسان عُمِّر مائة سنة ثم ماذا؟ يموت وتنتهي الدنيا، يبقى الآخرة التي لا نهاية لها أبد الآباد، إما في نعيم دائم، وإلا في شقاء لا نهاية له.
وقوله تعالى: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر] إضراب وانتقال من بيان عدم الاستواء على الوجه المذكور إلى بيان أن أكثر الناس وهم المشركون لا يعلمون، لا يعلمون ذلك مع كمال ظهوره، فيبقون في ورطة الشرك والضلال.
الله -جل وعلا- نفى العلم عن الكفار، وأثبت لهم العلم فيما يتعلق بظاهر الحياة الدنيا، فهل يعلمون باطن وحقيقة الحياة الدنيا؟ {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [(7) سورة الروم] يعني علمهم واكتشافاتهم واختراعاتهم وما وصلوا إليه مما يبهر ومما يحير هل هذا متعلق بظاهر الدنيا أو في حقيقتها وباطنها؟ الله -جل وعلا- يقول:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أما حقيقة الحياة الدنيا لو علموه وأسلموا وآمنوا، لو علموا حقيقة الدنيا لأسلموا، لقادهم هذا العلم إلى الإسلام، ولذا بعضهم إذا تعدى وتجاوز الظاهر إلى الباطن تجده لا يتمالك أن ينطق بالشهادتين.
إذا علمنا أن نعمة التوحيد هي أعظم النعم التي أعطانا الله -جل وعلا- وأسدانا من غير حول منا ولا قوة، فعلينا أن نشكر هذه النعمة، وأن نشكر سائر النعم الظاهرة والباطنة التي حرمها كثير من الناس، وعلينا أن تظهر علينا آثار هذه النعمة، وأن نتحدث بها؛ لأن كثيراً من الناس في غفلة عنها؛ لأنهم ينظرون إلى أن النعمة بما يتعلق بأمور الدنيا، لكن إذا نبه المسلم إلى أن أعظم ما يملك ورأس ماله هو دينه انتبه والتفت إلى المحافظة على رأس المال، وأن نحدث بذلك وندعو إليه، وأن ندعو إلى هذا التوحيد؛ لأن ((من دل على هدى كان له مثل أجر فاعله)) ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)) فادعوا إلى هذا التوحيد وتبينه للناس، كما قال -جل وعلا-:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [(11) سورة الضحى] وعليك أيضاً: أن تكثر من قول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [(19) سورة النمل] هل هذا خاص بمن بلغ الأربعين؟ نعم؟ يعني في القرآن {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} [(15) سورة الأحقاف] ولذلك تجد بعض الشباب يتحاشى أن يقول مثل هذه الكلمة لأنه ما بلغ أشده، يعني مثل شخص سمع واحد في السجود يقول: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، يكررها، لما سلم قال: تتوقع أنها ليلة القدر؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام وجه عائشة إلى قولها إذا وافقت ليلة القدر، فمثل هذه الأمور يعني وإن ارتبطت بسبب لكن لا تقصر على هذا السبب، فيقول الصغير والكبير ومن بلغ الأربعين ومن قصر دونها ومن تعداها يقول: رب أوزعني، يعني: ألهمني وألزمني {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [(15) سورة الأحقاف] فالشكر لله تعالى هو الطريق الوحيد، بل السبيل الأوحد لدوام هذه النعم، وزيادتها كما قال -جل وعلا-: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ
إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [(7) سورة إبراهيم] وهذه النعم لا تغير إلا إذا غير الإنسان، إلا إذا غير الإنسان نعمة الله كفراً، وانظروا إلى مآلهم ومصيرهم الذين غيروا نعم الله كفراً {أَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [(28) سورة إبراهيم]-نسأل الله العافية- في الدنيا قبل الآخرة، ولا نغير ولا نبدل نعمة الله كفراً فنستحق العذاب العاجل والآجل {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} [(53) سورة الأنفال] فالسبب هو الإنسان نفسه، فإذا غير غُير عليه، إذا ثبت ثبتت له النعمة، وبالشكر تزداد النعم، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
هل يجوز للمعتدة من وفاة زوجها أن تحضر المحاضرات في المساجد والمعاهد العلمية؟
لا، عليها أن تلزم البيت.
كيف نوجه الآثار الواردة عن السلف في الزيادة في العبادة بغير ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام كصلاة الإمام أحمد في اليوم ثلاثمائة ركعة؟
هناك من السنن ما هي أفعال للنبي عليه الصلاة والسلام، ومنها ما هي أقوال، والأفعال يقرر أهل العلم أنها لا عموم لها، والأقوال هي التي تتناول الأمة، وقد يحث النبي عليه الصلاة والسلام على شيء:((أعني على نفسك بكثرة السجود)) ولا يفعله خشية أن يفرض على الأمة، وقد يعوق عنه يعوقه عنه وينشغل عنه بما هو أهم منه من النفع المتعدي، يعني لو قدر أن إنسان من أهل العلم ارتبطت حاجات الناس به، وتعلق نفعهم به، والإنسان إذا كثرت نعم الله عليه ازدادت حاجة الناس إليه كما هو معلوم، فإذا ترتب على ذلك أنه لو انشغل بعبادة خاصة يعني بدلاً من أن يصلي في اليوم والليلة أربعين ركعة الرواتب ثنتا عشرة ركعة، والفرائض سبعة عشرة والوتر إحدى عشرة، يعني لو زاد على ذلك تأثر نفعه للناس، ولو قلنا له: صم صيام داود، قال: أنا لا أستطيع أن أجمع بين التصدر لتعليم الناس وإفتائهم مع صيام داود، نقول: لا تصم صيام داود، علم الناس، ووجه الناس، وانفع الناس، وأفتي الناس، وخلِ صيام داود لإنسان ليست عنده هذه القدرة، فإذا كان يؤثر على الإنسان على عمله العام لا سيما وأن العمل العام أفضل، يعني العلم وتعليم العلم أفضل بكثير من كثرة الصيام والصلاة، فهل نقول للشيخ الذي لا يستطيع أن يوفق بين هذه العبادات الخاصة وبين النفع العام نقول: لا، اتجه إلى هذه العبادات لأنها ثبتت عن السلف؟ النبي عليه الصلاة والسلام ارتبطت به حاجة الأمة كلها، فهو يقوم عليه الصلاة والسلام بالتبليغ، ويعلم الناس، ويوجههم، وأيضاً لو فعل هذه الأمور إضافة إلى الحث عليها بقوله لتعطل كثير من المصالح، وبعض الأمور قد يتقاتل عليها الناس.
النبي عليه الصلاة والسلام حث على العمرة في رمضان، وقال:((إنها تعدل حجة)) وفي رواية: ((حجة معي)) فماذا يكون الأمر لو اعتمر النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان؟ كان يتقاتل الناس على العمرة في رمضان، ونجد المشقة العظيمة وأضعاف أضعاف من يعتمر في هذه الأوقات؛ لأن بعض الناس يتذرع ويقول: النبي عليه الصلاة والسلام ما اعتمر في رمضان، ويجلس في بلده، وهو بهذا يخف الأمر على المسلمين، وكل ميسر لما خلق له، فلو تظافر القول والفعل لاجتهد الناس في التحصيل، ولضاقت بهم المسالك، النبي عليه الصلاة والسلام دخل الكعبة ثم بعد ذلك ندم، وقال: إنه لو استقبل من أمره ما دخل، لماذا؟ لئلا يلزم على ذلك مشقة، وهو الرءوف الرحيم بأمته عليه الصلاة والسلام، فقوله:((أعني على نفسك بكثرة السجود)) يناسب هذا الشخص ما عنده شغل، ليست لديه أهلية للتعليم ولا دعوة ولا شيء، حفظ حديث أو حديثين وبلغهم وانتهى، يتجه إلى العبادة وخلاص.
يقول: أنا صاحب مطبعة ورق، حاولت الاتفاق مع أحد مكاتب الدعاية والإعلان على أن يرسلوا لي عملاء وأن يكون لهم نسبة من البيع، لكن صاحب المكتب لم يبدو منه أي تجاوب ولم يبلغ ولم يقم بإبلاغ أي من موظفيه، وصار أحد الموظفين لديه يرسل لي عمل على أن تكون العمولة لجيبه الخاص فهل يجوز ذلك؟
هذه العمولة التي تدفع لهذا الشخص الذي يرسل لك زبائن هذه أجرته، فإن كان عمله واتفاقه مع الناس يخل بعمله الذي تعاقد معه مع صاحبه هو أجير، فإن كان هذا يخل بعمله، ويعوقه عن إتقانه وإحسانه، فإن هذا لا يجوز، وإن كان لا يعوقه عن شيء يتفق مع الناس خارج وقت الدوام، ويوجههم، فهذه أجرته وسمسرته.
يقول: ما حد سترة المأموم؟ هل هو متر أو ذراع؟ نرجو التوضيح مع بيان الراجح؟
أولاً: المأموم سترة الإمام سترة لمن خلفه، ليس عليه سترة، المأموم ولو مر بين يديه من مر لا يضره، المطالب بالسترة هو الإمام والمنفرد، الإمام والمنفرد، أما ارتفاع السترة فيكفي مقدار ثلثي ذراع كمؤخرة الرحل، وأما بالنسبة لسمكها فالسهم يكفي، يستتر ولو بسهم.
يقول: ما حكم التصوير حيث أننا نجد الكثير ممن توسع في ذلك؟
التصوير جاءت النصوص الصحيحة بتحريمه والتشديد في أمره، هذا من حيث الإجمال، ولا أحد يشكك لا الذي يصور الآن ولا قبل الآن، التصوير حرام، لكن الخلاف في كون التصوير الموجود الآن تصوير تتناوله النصوص أو هو مجرد حفظ ليس بتصوير، فالذين تساهلوا فيه لا سيما من أهل العلم الموثوقين؛ لأنه وجد الآن من علمائنا أهل العلم والعمل من يصور، يعني يُصوَّر، لا يصور بنفسه، يصور، ولا ينكر على صوره، ويخرج في القنوات، وهو معروف بعلمه وعمله وإخلاصه لا يشك فيه، لكنه ينازع في كون التصوير بهذه الآلات داخل في النصوص، وبعضهم يصرح يقول: مستحيل أن يرتب هذا العذاب الشديد ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)) أن يكون بضغطة زر يكون هذا العذاب الأليم، نقول: لا يا رجال كلمة يهوي بها في النار سبعين خريفاً، وضغطة زر من المسدس تقتل مؤمن خالد مخلد في النار وهي ضغطة زر، وإذا قال: أنا ما صورت الآلة هي التي صورت، قلنا أيضاً: ما قتل المسدس هو الذي قتل، فالمسألة في النزاع في هذا التصوير، وعهدنا من الناس لا سيما في المسجد الحرام والمشاعر الكاميرات تكسر، يعني بعلم من المسئولين وبنظر، بل قد يتبناها بعضهم والآن يعتقدها بعض الناس عبادة، يصف النساء أمام الكعبة ثم يأخذ لهن الصور في المطاف، والله المستعان.
بعض الكلام مفهوم وبعضه غير
…
ما هي أفضل الكتب اللازمة لطالب العلم في التحصيل؟ عجزت أقرأ الباقي.
على كل حال بالنسبة للكتب في جميع الفنون، ولجميع طبقات المتعلمين هذه مدونة عند أهل العلم، كل طبقة من طبقات المتعلمين كتب تناسبهم في الفنون المختلفة، وهناك أشرطة سميت: كيف يبني طالب العلم مكتبته؟ يمكن أن يستفيد منها السائل وغيره.
ما حكم أن ينوي الشخص بعبادته أجر الآخرة وصلاح أبنائه ودنياه؟
أما ما نص عليه ما جاء النص عليه في نصوص الكتاب والسنة فملاحظته لا تؤثر في العمل، ملاحظته لا تؤثر في العمل، ((من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره -أو في أجله- فليصل رحمه)) هو يصل الرحم امتثالاً لأمر الله -جل وعلا- ورجاء ما عنده خوف من عقابه ومع ذلك يلحظ ما ذكر في الحديث، يريد أن يبسط له في رزقه، ويؤجل في مدة إقامته في هذه الدنيا هذا لا يؤثر، ولا يضر من قصده، ومن قرأ الآيتين من سورة البقرة كفتاها -من آخرها-، وآية الكرسي وكذا رتب عليها ثواب عاجل، وعليها الثواب الآجل، ملاحظة الثواب العاجل لا تضر؛ لأنها لو كانت ضارة أو مؤثرة لما نص عليها في الأخبار الصحيحة.
يقول: هل تصح هذه المقولة: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؟
أما من حيث المعنى فهي صحيحة؛ لأن المكروه قد يكون مكروهاً في أمر الدنيا ويرتب عليه ثواب عظيم في أمر الآخرة، فيحمد الله -جل وعلا- على كون هذه العاقبة له في أخراه، وأما من صدر منه أي عمل مكروه فإنه لا يحمد عليه، وأما الله -جل وعلا- إذا حصل في تقديره بالنسبة لك شيء تكرهه فهو محمود باعتبار العاقبة، فأنت تحمده من هذه الحيثية، وليس في أفعاله -جل وعلا- شر محض.
هل خوارم المروءة ثابتة في كل زمان أم أنها تختلف باختلاف الزمان؟
تختلف، يعني ما عده الناس خارماً في زمان أو في بلد من البلدان يتقى، وما لم يعدوه خارماً ولو كان خارماً في بلد آخر أو في زمان متقدم فإن هذا إذا لم يكن فيه نص يدل على منعه فلا يتقى حينئذٍ.
يقول: هناك شبهة يطرحها بعض الناس حيث يقولون: إننا وإن دخلنا النار فإن منتهانا إلى الجنة؛ لأننا من أهل التوحيد فكيف الرد؟
نقول: صحيح لكن هل تطيق البقاء في النار لحظة؟ وقد فضلت على نارنا بتسعة وستين جزءاً، جزء من سبعين جزء، يعني لو كانت مثل نارنا، وهي واحدة على سبعين من نار جهنم، {نَارًا تَلَظَّى} [(14) سورة الليل] {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [(24) سورة البقرة] ويل: وادٍ في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت، هل تستطيع أن تلمس الإنارة هذه؟ فضلاً عن كونك تضع يدك على النار الحقيقية سواءً كانت من حطب أو من غاز أو ما أشبه ذلك، فكيف بالنار التي فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً؟ يعني الذي يقول هذا الكلام عنده تحمل؟ يستطيع؟ وما يدريه أنه يمكث أحقاب بقدر أعماله وبقدر مخالفاته؟ وقد يعاقب على مثل هذا الكلام بعدم العفو عنه وإلا فالذنوب كلها تحت المشيئة، الإنسان قد يرتكب كبائر ثم يغفر الله له، لكن إذا قال مثل هذا الكلام هو يعرض نفسه، يعني مثل هذا الكلام قد يكون فيه محادة لأوامر الله -جل وعلا-، وإلا كلامه مآله إلى الجنة إذا كان من أهل التوحيد، هذا ما يشك فيه أحد، وقد يعاقب بارتكاب هذه المحرمات مع هذا التأويل الذي يحتج به أن يستدرج ويصل به الأمر إلى أن يخلع التوحيد من قلبه بالكلية -نسأل الله السلامة والعافية-، والكلام من حيث التنظير ما فيه إشكال، لكن الكلام على التطبيق، هل يستطيع أن يصبر على النار؟ هل يستطيع أن يصبر على حر الرمضاء؟ جرب يوم واحد من أيام الصيف، اخرج إلى المسجد بدون حذاء لصلاة المغرب، لا أقول: لصلاة الظهر أو العصر، لصلاة المغرب بعد أن تغيب الشمس، شوف أنت تتحمل وإلا ما تتحمل؟ وأبو طالب عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه، وأنت جرب، جرب حر الرمضاء تشوف.
يقول: ما الرد على من يستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ((إن حق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً)) يستشهد به على أنه لا يدخل النار أبداً حتى ولو تمادى في العصيان؟
يعني هذا النص المجمل يقضى به على جميع النصوص المحكمة؟ النصوص المحكمة الوعيد الذي رتب على شارب الخمر مثلاً على شرب الخمر أو على الزنا أو على غيره من الجرائم، نقول: لا يعذب من لا يشرك به شيئاً؟! يعني نص مجمل يرد إلى النصوص الأخرى المبينة المفسرة المفصلة.
ما المقصود بركعتي الفجر؟ هل هي الفريضة أم النافلة؟
المقصود النافلة.
يقول: ذكرت أن الغاية الوحيدة هي التوحيد وعبادة الله فماذا عن عمارة الأرض وتحسين الحياة فيها وتعمرها، أليس ذلك من غاية المؤمن أيضاً الرجاء التوضيح؟
الغاية والهدف تحقيق العبودية، وعمارة الأرض والاستخلاف فيها إنما هو من أجل إقامة هذا الهدف.
يقول: رجل ذهب إلى كاهن وكان يتعامل معه وكان على جهل ثم بعد ذلك تاب إلى الله وصدق في توبته هل عليه شيء؟
لا شيء عليه، كمن كان مشركاً ثم أسلم
أحياناً يأتيه الشيطان ويقول له: بأنه لا توبة لك أو. . . . . . . . .
على كل حال إذا تحققت شروط التوبة، وصارت توبته نصوحاً، وأقلع وندم، وعزم على ألا يعود، مخلصاً في ذلك لله -جل وعلا- فهذا
…
، التوبة تهدم ما كان قبلها، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.