المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وممن سمي منهم في القرآن: هاروت وماروت، يقول الله -جل - دروس الشيخ عبد الكريم الخضير - جـ ٣

[عبد الكريم الخضير]

الفصل: وممن سمي منهم في القرآن: هاروت وماروت، يقول الله -جل

وممن سمي منهم في القرآن: هاروت وماروت، يقول الله -جل وعلا-:{وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [(102) سورة البقرة] بعثهما الله -جل وعلا- فتنة للناس، أنزلهما فتنة للناس في فترة من الفترات، ومنهم من يقول .. ، من المفسرين من يقول: إنه امتحان لهما، وذكر في كتب التفسير قصص وحكايات حول قصة هاروت وماروت كثير منها مما تلقي عن بني إسرائيل مما يعلم بطلانه.

‌عددهم:

ولا شك أن الملائكة جمع غفير، وعدد كبير، لا يمكن إحصاؤهم ولا عدهم، يعني إذا كانت النار يجاء بها يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام، سبعين ألف زمام وكل زمام معه سبعون ألف ملك يقودونها، يعني كم يكون العدد؟ أربعة مليارات وتسعمائة مليون، هؤلاء فقط الذين يقودون النار، البيت المعمور منذ أن أوجده الله -جل وعلا- يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه، وصار يومياً يدخله سبعون ألف منذ خلق الله السماوات والأرض أعداد مهولة، من الملائكة من وكل بالنطفة في الرحم، كما في حديث ابن مسعود الذي فيه الأطوار:((ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بكتب رزقه وأجله وشقي أم سعيد)).

ص: 17

ومنهم حملة العرش والكروبيون كما قال -جل وعلا-: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [(7) سورة غافر]{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [(17) سورة الحاقة] وجاء في التفاسير تفسير هذه الآية حديث الأوعال وهو ضعيف عند أهل العلم كما هو مقرر، من الملائكة سياحون يتتبعون مجالس الذكر، يتتبعون مجالس الذكر، وفي الحديث:((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) منهم أيضاً من يقف على أبواب الجوامع في الجمعة يكتبون من جاء إلى الجمعة الأول فالأول إلى أن يدخل الإمام، فإذا دخل الإمام طويت الصحف.

ومنهم الموكل بالجبال كما جاء في الحديث الصحيح في السيرة وغيرها، النبي عليه الصلاة والسلام لما جاء من عبد يا ليل، بعد أن كذبوه ضاق بذلك صدره عليه الصلاة والسلام، فقال له ملك الجبال: إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، فهنا ملك موكل بالجبال، والله المستعان.

منهم زوار البيت المعمور الذي أقسم الله تعالى به، وثبت ذلك في حديث المعراج، وهو بيت في السماء السابعة بحيال الكعبة، في مقابل الكعبة، لو سقط لوقع عليها، جاء في الأحاديث أن حرمة البيت المعمور في السماء كحرمة الكعبة في الأرض، ومنهم من لا يعلمه إلا الله -جل وعلا-:{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [(31) سورة المدثر] وهناك الحديث المخرج عند أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك ساجد أو قائم، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعداء تجأرون إلى الله)) .. الحديث، وبعض أهل العلم يحسنه بطرقه، ومنهم من يضعفه وهم الأكثر.

ص: 18

والملائكة لهم منزلة عظيمة عند الله -جل وعلا-، وواجب على المؤمن تجاههم أن يتولاهم، أن يتولاهم بالحب والتعظيم المناسب، بحيث لا يصرف لهم شيء من حق الله -جل وعلا-، لكن عليه أن يجتنب كل ما من شأنه أن يؤذيهم، كالذنوب والمعاصي والصور، وأكل الثوم والبصل، واقتناء الكلاب، وما أشبه ذلك؛ لأن البيت الذي فيه كلب أو صورة لا تدخله الملائكة؛ لأنهم يتأذون بهذا، أكل الثوم والبصل يتأذى به بنو آدم ويتأذى به الملائكة، فهذه العلة في منعه بالنسبة للمصلي، وكذلك البصاق عن جهة اليمين تكريماً للملك كما جاء في الحديث الصحيح، وغير ذلك من حقوقهم التي ثبتت بها السنة، والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

هذا يقول: الذين يقولون في الاستمطار يقولون: إننا لا ننزل المطر ولكننا ننتظر السحاب ثم ننثر مادة تقوم هذه المادة على عملية كيميائية ويحدث المطر هل هو صحيح؟

ليس بصحيح، ليس بصحيح؛ لأنه لو كان صحيحاً لتسابقت إليه الدول كل يريد أن ينزله في بلده؛ ولتسابق إليه الناس كل يريد إنزاله في مزرعته، هذا لو كان في مقدورهم، لكن الله -جل وعلا- هو الذي ينزله بقدر معلوم، ويصرفه حيثما شاء، وفي الحديث الصحيح:((اسق حديقة فلان)) فلا يستطيع أحد إنزاله {أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ} [(69) سورة الواقعة] يقولون: إننا لا ننزل المطر ويش معنى ننتظر السحاب ثم ننثر مادة تقوم هذه المادة على عملية كيميائية؟ يعني ينزلونه على حسب دعواهم، بهذه المادة الكيميائية، كيف لا ينزلون المطر وهم يفعلون عمليات أو يحدثون تفاعلات كيميائية تنزل المطر؟ هذا هو إنزاله، هذا كلام تناقض.

يقول: حفظ مختصر الزبيدي ومختصر النيسابوري يغني طالب العلم؟ وهل يغني عنهما الجمع بين الصحيحين؟

مختصر النيسابوري لإيش؟ صحيح مسلم، يقصد بذلك المنذري؟

على كل حال الأصل حفظ الأصول بأسانيدها، لكن إن لم يتيسر فحفظ المختصرات كافي.

يقول: هل يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت أم لا؟

دعاء القنوت دعاء، وجاء التوجيه والحث على الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، وختم الدعاء بالصلاة عليه.

ص: 19

يقول: ما المراد بأن ما بين السماء والأرض خمسمائة عام؟ وهل مسيرة خمسمائة عام سيراً على الأقدام أو على الخيل أو غير ذلك؟

يعني في المشي العادي، مع أنه لا يمكن قياسه من قبل البشر، لا يمكن قياسه من قبل البشر، فمثل هذه الأعداد يؤخذ منها عظمة هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها.

يقول: ما صحة ما ورد أن ما بين شحمة أذن الملك وعاتقه أربعين خريفاً؟

هذا جاء في وصف الثمانية في حديث: الأوعال.

يقول: ما أفضل طبعة لكتاب الراغب الأصفهاني؟

أي كتاب؟ هل يقصد المفردات في غريب القرآن؟ ولعله يريد هذا؛ لأنه الذي مر ذكره؛ لأن للراغب كتب على طالب العلم أن يرغب في بعضها ويرغب عن بعضها، يعني المفردات يرغب فيها؛ لأنها تعين على فهم غريب القرآن ومفرداته، ومن أفضل الطبعات طبعة محمد أحمد خلف الله، طبعة مطبوعة قبل خمسة وثلاثين أو أربعين سنة طبعته جزأين جيدة، ومن كتبه ما يرغب عنه كمحاضرات الأدباء ومحاورات البلغاء والشعراء هذا كتاب من كتب الأدب الماجن، يرغب عنه طالب العلم ولا يقتنيه.

ما أفضل كتب اللغة ويغني طالب العلم؟

كتب اللغة كثيرة جداً منها المختصر، ومنها المتوسط، ومنها المطول، ومنها القديم، ومنها المتأخر، ومنها ما يخدم اللغة من حيث أصل اللغة، ومنها ما يخدمها من جهة متنها، ومن جهة فقهها، على كل حال كتب اللغة كثيرة جداً، لكنه إن كان القصد مفردات اللغة فالقاموس على صغر حجمه يقول أهل العلم: إن فيه ستين ألف مادة، ستين ألف مادة، وفي لسان العرب وهو خمسة أضعاف القاموس فيه ثمانون ألف مادة، وفي شرح القاموس للزبيدي اللي هو تاج العروس ثمانون مائة وعشرون ألفاً في تاج العروس، في لسان العرب ثمانون، وفي القاموس ستون ألفاً، وفي الصحاح على ما ذكر أهل العلم أربعون ألفاً، فالقاموس من يريد الاختصار فهو كتاب مختصر وجامع، ومن يريد التطويل فلسان العرب أيضاً مهم بالنسبة لطالب العلم على أن طالب العلم المتمكن عليه أن يرجع إلى الكتب القديمة مثل تهذيب اللغة للأزهري، والصحاح للجوهري، والمحكم، والمخصص لابن سيدة وغيرها.

يقول: هل الملائكة كلهم ذكور أو بعضهم ذكور وإناث؟

ص: 20

الذي لم يأتِ به نص، الذي لم يأتِ بهم نص لا يجوز وصفهم به إلا بتوقيف، نعم من حيث اللفظ المفرد ملك يدل على أنهم اللفظ مذكر، اللفظ مذكر، ولذلك يقال: الملك واحد الملائكة، فهو مذكر من حيث اللفظ، وأنكر الله -جل وعلا- وصفهم بكونهم إناث، شدد النكير على المشركين الذين وصفوهم بإناث.

من الأوصاف التي لم يرد بها نص، وقد تكون من مقتضى تكليفهم بما كلفوا به وصفهم بكونهم عقلاء، وبعضهم يقول: إنه لم يرد وصفهم بكونهم عقلاء، فنحن لا نصفهم بالعقل، وأن العقل مناسب لهذا الخلق الضعيف من بني آدم، فلا يوصفون بما وصف به الخلق الضعيف، وهذا كلام ذكره بعض المعاصرين، ورد عليه، وهناك رسالة اسمها: (تنبيه النبلاء إلى قول فلان

-لا داعي لذكر اسمه- أن الملائكة غير عقلاء) إذا قابلنا العاقل بغيره فالذي غيره هو الذي لا عقل له، الذي لا يعقل مجنون، ويربأ بهم عن هذا الوصف، لكن على الإنسان أن لا يثبت ولا ينفي إلا بنص؛ لأن هذه أمور غيبية، متوقفة على السمع.

يقول: ما ضابط الجهر بالذكر بعد الصلاة؟

ليعلم أن الصلاة قد انتهت؛ ليعلم أن الصلاة قد انتهت، وفي الحديث:"كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير".

يقول: هل تصح تسمية أو نسبة اسم عزرائيل واسم منكر ونكير لملك الموت والملكين الذين يسألان الميت في قبره؟

قلنا: إن التسمية فيها نزاع بين أهل العلم لم تثبت بأدلة صحيحة ملزمة، وإن جاءت بها بعض الآثار.

يقول: كثرة الفتن في هذا الزمان فما موقف طالب العلم منها؟

موقف طالب العلم عليه أن يستمسك ويعتصم بالكتاب والسنة، فالمخرج كما جاء في الحديث:((إنها تكون فتن)) فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله)) فعلى طالب العلم أن يلتزم بكتاب الله -جل وعلا-، ويديم النظر في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وبذلك يعصم من الفتن من جهة، ويكون له إسهام في تخفيفها وتقليلها أو في رفعها أو دفعها من جهة أخرى.

يقول: نرغب أن يكون لكم درس في هذا المسجد؟

والله ليت الوقت يسعف، لكن الوقت كله مستغرق.

يقول: هل الملائكة -هذا سؤال مهم- هم أفضل الخلق أم هناك خلق أفضل منهم؟ وهل أمر الله لهم بالسجود لآدم لأن آدم أفضل منهم؟ أفيدونا.

ص: 21

المسألة في تفضيل الملائكة على صالحي بني آدم مسألة خلافية بين أهل العلم، ومنهم من يفضل الملائكة مطلقاً، وهذا ما قرره ابن حزم في مقدمة المحلى، يفضل الملائكة على جميع البشر بما فيهم الرسل، ومنهم من يفضل الصالحين من بني آدم، ومنهم من يقول: إن الرسل أفضل من الملائكة، والملائكة أفضل ممن عداهم ممن عدا الرسل من بني آدم، والأدلة للفريقين أو للأقوال الثلاثة موجودة مجموعة عند أهل العلم، مما يستدل به من يفضل الملائكة {إِلَاّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ} [(20) سورة الأعراف] يعني أنتم تطمحان أن تكونا ملكين، فدل على أن منزلة الملائكة أفضل من منزلة بني آدم؛ لأن آدم تطلع إلى هذه المرتبة لأكله من الشجرة، فمن باب أولى بنوه.

وعلى كل حال من يقول: إن بني آدم لا سيما خيارهم أفضل من الملائكة يقول: إن الملائكة لا يوجد عندهم داعي المعصية، لا يوجد عندهم داعي المعصية، والداعي موجود عند بني آدم، فمن ترك المعصية مع وجود الداعي أفضل ممن تركها مع عدم وجود الداعي، يعني لو فرضنا أن شخصاً عنيناً مثلاً لا يطأ النساء، ثم عرضت له المعصية التي هي الزنا ثم تركها، وشخص آخر لديه القدرة بل لديه الشهوة الغالبة ثم عرضت له المعصية فتركها أيهما أفضل؟ لا شك أن الثاني أفضل؛ لأن الأول تركه لها قد يكون من خوف الله -جل وعلا-، وقد يكون لأنه لا يستطيع، والثاني: إنما تركها من جرائي، يعني من خوفه لله -جل وعلا-، والمسألة خلافية بين أهل العلم، وعلى كل حال ليست من المسائل التي تؤثر في مسيرة أو في سير الإنسان إلى ربه -جل وعلا-.

يقول: نريد أن تبين كيفية التعامل مع تارك الصلاة إذا كان .. ، القصد أنه إذا كان أخاً؟

ترك الصلاة بالكلية كفر -نسأل الله العافية- مخرج عن الملة، بين العبد وبين المرء ترك الصلاة، بينه وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)) مثل هذا تجب هجرته، إلا إذا كانت صلته يرجى من ورائها الهداية، يكون ذلك من باب التأليف فقط، مع بغضه في القلب، لا يحبه بقلبه حتى يصلي، لكن مع ذلك قد يصله من أجل أن يستطيع دعوته من باب التأليف، وإلا فمثل هذا يجب هجره.

ص: 22

يقول: ستمائة جناح هل عدها النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف الرد على من يقول مثل هذا الكلام؟

جاءت في الأحاديث الصحيحة له ستمائة جناح، نقول: هل عدها؟ وإذا قال: بين الأرض والسماء الدنيا خمسمائة عام نقول: هل قاسها؟ كل هذا كلام خطير، قدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم، إذا صحت بذلك الأخبار فلا كلام لأحد.

يقول: هل صحيح أن اسم صاحب اليمين -كاتب الحسنات- رقب، وأن اسم صاحب اليسار -الذي يكتب السيئات- عتيد، استدلالاً بقوله تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [(18) سورة ق]؟

هذا أشرنا إليه، وقلنا: إن هذا وصف وليس باسم.

يقول: ما صفة النفخ؟ هل هي النفخ الهوى أو الصيحة؟

على كل حال إسرافيل وكل إليه هذا الأمر، والصور كالبوق، ينفخ فيه فيحدث صوتاً يسمعه كل أحد.

طالب:. . . . . . . . .

إيه فيها فائدة، لكن الإخوان. . . . . . . . . نؤخرهم، بعضهم عندهم ارتباطات وعندهم .. ، والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

ص: 23