المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الإلزام الخلقي: - الأخلاق في الإسلام

[-]

الفصل: ‌ الإلزام الخلقي:

مصادر‌

‌ الإلزام الخلقي:

استكمل القرآن طرق الإلزام وأنواعها، وسلط الوازعات على عقل المؤمن ثم على قلبه وضميره، ونفسه وغرائزه، وطباعه وحسده، فانتزع الدواء من مكمن الداء، وشمل بهذا الإلزام الكبائر والصغائر، والأخلاق والآداب، وجعل الفرد رقيبا على نفسه وعلى المجتمع، وجعل المجتمع رقيبا على الفرد وتكاد هذه الالزامات تنحصر في الأتي:

1-

الوحي الديني: حيث أن الدين يدل الإنسان على الخير، والأخلاق الحميدة. قال تعالى:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}

ص: 15

2-

العقل: فهو الذي يرشد الإنسان إلى الأخلاق الحميدة السليمة واجتناب الرذائل وقد ذكر القرآن الكريم البراهين العقلية، والحكمة في كثير من العبادات والمعاملات، من ذلك قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} . {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ} وقوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}

3-

الإلزام بوازع الترهيب والترغيب: سلكت التربية الإسلامية في الإلزام بهذا الوازع طرقا كثيرة منها:

-الترهيب بانتقام الله في الدنيا من العاصي الظالم قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}

ص: 16

-والترغيب بما عنده سبحانه وتعالى. وقال تعالى: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يكسبون} قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

4-

الإلزام بوازع السلطان: إن بعض الناس لا ينفع معهم وازع العقل، ولا وازع الترغيب والترهيب، فكان لا بد من وازع أعظم في نفوسهم هو وازع السلطان، وهو العقوبات التي فرضتها الشريعة، وفوض أمرها إلى الحاكم.

يقول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ويقول تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} فاجتماع الوازعات كلها في الإسلام استكمال لطرق الإلزام لكل من سول له شيطان الهرب من أمر الطاعة والالتزام.

ص: 17