المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الثقة بنصر الله تعالى - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ١٢

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌طول الأمد

- ‌أهمية الالتزام وتجديد الإيمان

- ‌الدعوة إلى التوبة من المعاصي والغفلة

- ‌أسباب طول الأمد

- ‌إهمال الجانب السلوكي والتربوي

- ‌موت الغيرة على الحرمات في القلوب

- ‌التهاون في قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌هجر القرآن والمخاصمة فيه

- ‌الانفتاح على رفقاء السوء

- ‌التأثر بالحرب الإعلامية ضد المتدينين

- ‌حب الدنيا

- ‌تحذير الله سبحانه وتعالى من طول الأمد

- ‌السعي في تغيير الواقع علاج لمرض القلب

- ‌من علاج مرض القلب وقسوته لزوم تقوى الله

- ‌أسباب الثبات على دين الله

- ‌عدم الاغترار بما عليه الكفار

- ‌الحرص على وصية الرجل الصالح

- ‌استحضار الغاية الذي من أجلها خلقنا

- ‌الثقة بالطريق التي يسلكها العبد

- ‌ممارسة الدعوة إلى الله تعالى

- ‌مجالسة الصالحين

- ‌الثقة بنصر الله تعالى

- ‌التربية الإيمانية العلمية الواعية

- ‌الدعاء

- ‌كثرة ذكر الله تعالى

- ‌تصحيح العقيدة

- ‌تدبر قصص القرآن

- ‌المحافظة على الأعمال الصالحة

- ‌الإقبال على القرآن الكريم

الفصل: ‌الثقة بنصر الله تعالى

‌الثقة بنصر الله تعالى

كذلك من هذه الأسباب أن تكون واثقاً بنصر الله، وأن المستقبل للإسلام، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا شكا له أصحابه ما يعانون من أعداء الله يثبتهم بأن المستقبل للإسلام، وهذا في أشد أوقات المحنة، كما يقول خباب بن الأرت رضي الله عنه:(أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة، فقلنا: يا رسول الله! ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا! فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لقد كان من قبلكم يؤتى بالرجل يُحفر له حفرة في الأرض، ثم يوضع فيها، ثم يوضع المنشار في مفرق رأسه ويشق نصفين، ويمشط بأمشاط من حديد ما دون لحمه وعظمه وما يرده ذلك عن دينه، والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)، فلابد من تبشير الناس باستمرار بأن المستقبل للإسلام حتماً شئنا أما أبينا، كما جاء في الحديث الذي ذكرناه آنفاً، وقوله عليه الصلاة والسلام:(لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر) وبشر النبي صلى الله عليه وسلم أن القسطنطينية ستفتح، وأن روما أيضاً ستفتح، ووقعت البشارة الأولى بعد ما يزيد على سبعمائة سنة من نطق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها، أما الثانية -وهي فتح روما- فهي حادثة بلا شك في ذلك:{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص:88]، وقال تبارك وتعالى:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33]، ولا شك في ذلك أن الإسلام سوف يصل إلى كل ما طلعت عليه الشمس كما أخبرنا بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شك أن هذا التبشير وتلاوة هذه النصوص تثبت الناس خصوصاً في وقت المحن والغربة وتزيل وحشة هذه الغربة، وهي مما يجدد لهم بأن دعوتهم ونشاطهم لا بد من أن يكون له أثر حتى ولو ظهرت ثمرته بعد أمد يعلمه الله تبارك وتعالى.

ص: 22