المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قوله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور) - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ١٣

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌فضائل الأذكار

- ‌الأحاديث الواردة في فضل الذكر

- ‌حديث: (ما جلس قوم يذكرون الله إلا ناداهم منادٍ من السماء)

- ‌حديث (سبق المفردون)

- ‌حديث (إذا أيقظ أهله من الليل فصليا ركعتين)

- ‌حديث (ثلاثة لا يرد دعاؤهم)

- ‌حديث: (ألا أخبركم بخير أعمالكم)

- ‌حديث (مثل البيت الذي يذكر الله فيه)

- ‌حديث: (إن الله أمر يحيى بن زكريا)

- ‌حديث: (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه)

- ‌حديث: (طوبى لمن طال عمره وحسن عمله)

- ‌حديث: (لا يزال لسانك رطباً بذكر الله)

- ‌حديث: (من قعد مقعداً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة)

- ‌حديث الثلاثة الذين أسلموا فكان آخرهم موتاً أكثرهم أجراً

- ‌فضائل حِلق الذكر

- ‌حث الشارع على حضور مجالس الذكر وهجر مجالس اللغو

- ‌قوله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور)

- ‌قوله تعالى: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله)

- ‌قوله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً)

- ‌آداب ذكر الله تعالى

- ‌طهارة مكان الذكر

- ‌كمال طهارة الذاكر

- ‌استقبال القبلة

- ‌من آداب الذكر التدبر والتعقل

- ‌تنبيهات ونصائح تتعلق بذكر الله تعالى

- ‌الإخلاص لله تعالى

- ‌الجهر والإسرار بالذكر حسب الأحوال

- ‌الحرص على قراءة الأذكار مجودة

- ‌مراعاة العدد في الذكر المقيد بالعدد

- ‌جواز قضاء الأذكار إذا فاتت

الفصل: ‌قوله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور)

‌قوله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور)

كما حث الشارع على حضور مجالس الذكر فقد حذر من مجالس الخاطئين، حيث يقول تبارك وتعالى:{وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} [الفرقان:72] فقوله تعالى: (يَشْهَدُونَ الزُّورَ) يعني: يحضرون (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) يعني: لا يحضرون مجالس اللغو.

وضرب العلماء أمثلة لمجالس الزور التي ينبغي أن لا نشهدها، فمنها -مثلاً- أعياد المشركين، فلا تحضر أبداً أعياد المشركين، ولا تحضر صلواتهم التي يشتمون فيها الله سبحانه وتعالى، ولا تجلس مع الغافلين اللاهين العابثين الصادين أو المصدودين عن ذكر الله تبارك وتعالى.

وقوله: (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) يفهم منه أن من يمر باللغو ويتعاطى منه شيئاً فقد أهان نفسه، لكن الكريم يمر دون أن يؤذي نفسه بسماع هذا اللغو والفساد، فلا ينبغي حضور مجالس الكذابين أو الخاطئين أو العصاة ولا قربها تنزهاً عن مخالطة الشر وأهله، وصيانة لدينك عما يشينه؛ لأن مشاهدة الباطل فيه شركة، فبحضورك مجالس الباطل تصير شريكاً، كما قال تعالى:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء:140]، ويقول تبارك وتعالى:{وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف:28].

فانظر في هذا الذي يدعوك إلى مجلسه، أو الذي يدعوك إلى النادي، أو إلى السينما، أو المسرح، أو إلى مشاهدة التلفاز أو غير ذلك هل هذا الشخص الذي يدعوك إلى هذه المجالس ينطبق عليه أنه قد أغفل الله قلبه عن ذكره؟ وتأمل في حال هذا الشخص: هل هو ممن ينطبق عليه قوله: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف:28] أم أن قلبه عامر بذكر الله سبحانه وتعالى ومتبع للشرع لا للهوى؟

ص: 17