المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإسلام دين يتعامل مع الواقع البشري الحي - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٦

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌آفات اللسان

- ‌المؤمن هو الذي ينتفع بالذكرى

- ‌الإسلام دين يتعامل مع الواقع البشري الحي

- ‌أهمية تزكية النفوس

- ‌استغلال شهر رمضان في التخلص من العادات السيئة

- ‌فضل القول الحسن وحسن الخلق

- ‌تأثير سوء الخلق في الصد عن سبيل الله

- ‌أعظم حقوق المسلم صيانة عرضه

- ‌حد الغيبة وحرمتها

- ‌أحكام الغيبة وأثرها على الفرد والمجتمع

- ‌التوبة من الغيبة

- ‌حكم استماع الغيبة

- ‌تنجيس الغيبة والأمر بالتطهر منها

- ‌الإجماع على تحريم الغيبة

- ‌عذاب القبر بسبب الغيبة

- ‌غيبة المسلم كأكل لحمه ميتاً

- ‌صور الغيبة

- ‌التحذير من اتخاذ مصلحة الدعوة ذريعة إلى الغيبة

- ‌حال السلف في الحذر من الغيبة

- ‌دلالة الغيبة على حقارة المغتاب

- ‌اشتغال السلف بعيوب أنفسهم عن الآخرين

- ‌ورع البخاري رحمه الله عن الغيبة

- ‌خطر اللسان وما يترتب على حفظه وإطلاقه

- ‌أهمية تعويد الإنسان لسانه على النطق بالخير

- ‌فضل حفظ اللسان

- ‌الأحكام الشرعية المتعلقة باللسان

- ‌أكثر ما يدخل النار اللسان

- ‌لسانك سبع بين فكيك

- ‌فضل الصمت

- ‌محاسبة السلف لأنفسهم

- ‌دلالة حفظ اللسان على خيرية صاحبه

- ‌من أساليب السلف في حفظ اللسان

- ‌أساليب عجيبة في حفظ اللسان

الفصل: ‌الإسلام دين يتعامل مع الواقع البشري الحي

‌الإسلام دين يتعامل مع الواقع البشري الحي

ومن نعمة الله سبحانه وتعالى علينا أن هذا الإسلام ليس ديناً يتعامل مع النظريات المثالية أو الخيالية، وإنما هو دين يتعامل مع الواقع البشري الحي، وإذا كلفنا الإسلام بشيء فهو لابد داخل طوقنا، وفي استطاعتنا؛ إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

ومن رحمة الله عز وجل أنه أرسل إلينا من أنفسنا رسولاً من البشر، ولو كان أرسل إلينا ملكاً -بفرض وقوع ذلك- فربما إذا ندب الملك هؤلاء البشر إلى أن يغيروا أخلاقهم ويتمثلوا الحق في سلوكهم ربما قالوا: أنت ملك، وأما نحن فبشر، ولابد من أن نقع في الذنوب والتقصير.

أما وقد جاءنا رسول من أنفسنا وهو بشر مثلنا تمثل فيه وتحقق فيه النموذج الأعلى والأكمل للبشرية على الإطلاق، وليس هذا فحسب، بل جعله الله عز وجل قدوة لنا وأسوة نقتدي بها، فقال عز وجل:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21]، ثم انفعل صحابته الأبرار رضي الله تعالى عنهم بهذه الأسوة الحسنة وتأثروا بها، وبذلك استحقوا أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس، فخير أمة وأفضل أمة وأكمل الأمم على الإطلاق هم الصحابة الأطهار، ثم من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن المسلمين دائماً ننظر إلى السلف الصالح وإلى الصحابة رضي الله عنهم وتابعيهم بإحسان على أنهم قمة شامخة عالية، وكل ما نرجوه هو أنا نحاول أن نرتقي بقدر الاستطاعة ونرتفع إلى مستواهم؛ فالاقتداء بالسلف وبالصحابة ليس رجوعاً إلى الوراء، وليس رجعية، لكنه تسامٍ وترقٍ وصعود إلى أعلى.

فينبغي محاولة اللحاق بهم في أخلاقهم وفي عباداتهم وفي جهادهم رضي الله تعالى عنهم.

ص: 3