المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دلالات الحادثة على حال البشرية أو وضع المسلمين - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٨٣

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌الإسلام عدو الأصنام [1]

- ‌وقفات مع تدمير تمثالي بوذا

- ‌الموقف العالمي تجاه تدمير تمثالي بوذا

- ‌الألسن المنتسبة إلى الإسلام ودفاعها عن الأصنام

- ‌دلالات الحادثة على حال البشرية أو وضع المسلمين

- ‌الحادثة وما يستفاد منها

- ‌أثر العولمة في زعزعة العقائد

- ‌مصطلحات القانون الدولي ومناقضتها لمبادئ الإسلام

- ‌موقف الإسلام من الأديان وأهلها

- ‌مواقف دعاة التنوير الخبثاء

- ‌موقف الإسلام من الشرك وذرائعه

- ‌الأدلة الشرعية على حرمة صنع تماثيل ذوت الأرواح

- ‌علة تحريم صنع التماثيل أو اقتنائها

- ‌سد ذريعة الشرك بالله جل جلاله

- ‌مضاهاة خلق الله تعالى بها

- ‌التشبه بالمشركين

- ‌منعها دخول الملائكة البيوت وأماكن وجودها

- ‌موقف الأنبياء عليهم السلام من الأصنام والأوثان

- ‌موقف إبراهيم الخليل عليه السلام

- ‌موقف موسى الكليم عليه السلام

- ‌هدم النبي صلى الله عليه وسلم أصنام الكعبة وأمره بهدم غيرها

- ‌محاربة النبي صلى الله عليه وسلم للأصنام

- ‌موقفه صلى الله عليه وسلم من الصور والصلبان

- ‌بين العقيدة والفتوى في التماثيل والصور

- ‌أقوال السلف ومواقفهم تجاه الصور والتماثيل

- ‌المذاهب الفقهية وموقفها من التماثيل والصور

- ‌المذهب الحنفي

- ‌المذهب المالكي

- ‌المذهب الشافعي

- ‌المذهب الحنبلي

- ‌المذهب الظاهري

الفصل: ‌دلالات الحادثة على حال البشرية أو وضع المسلمين

‌دلالات الحادثة على حال البشرية أو وضع المسلمين

والحادث حدث جلل في الحقيقة يحتاج إلى أن نتأمل فيه الحالة التي وصلت إليها البشرية، فهذه الحادثة في حد ذاتها من الوقائع التاريخية التي تكشف لنا المدى الذي تردت إليه البشرية في انحطاطها، وليس في تحضرها كما يزعمون، فهذا أقوى شاهد على مدى الانحطاط الذي وصلت إليه البشرية، وكيف أنها وقعت في هاوية سحيقة من الجهل والكفران.

كان ينبغي للجميع أن يعلموا أن لدينا منظومة قيميَّة خاصة بنا نستمدها من إسلامنا ومن عقيدتنا، ومن ديننا الحنيف الذي نؤمن أنه الدين الوحيد الحق، وكل الأديان باطلة، وإن كان أرباب القانون الدولي والمنظمات العالمية والعولمة لا يقروننا على هذا الكلام.

ونحن نقول: من شك لحظة واحدة في أن الإسلام هو الدين الحق، وأن كل ما عداه باطل، وأن الإسلام مهيمن على ما عداه من الأديان فلا يبقى من المسلمين، ولا يبقى عنده ذرة من الإيمان.

وأصدق ما يعبر عن الوضع الذي رأيناه والذي حصل أن نقول في جملة واحدة: كيف وقع المسلمون في جحر الضب؟! إلى هذا الحد دخل المسلمون جحر الضب، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم.

قيل: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟!) أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذا يبين لنا الداء التي وصل إليه المسلمون، والوضع الذي غصوا به بعد أن دخلوا بالفعل جحر الضب، والرسول عليه الصلاة والسلام شبه بجحر الضب لأنه ملتوٍ، ولأنه لا يستوعب الضب ولا يستره، ولا يفي بحاجته، ومع ذلك يصر المسلمون على أن يتبعوهم وأن يحصروا أنفسهم في جحر الضب! وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (يأتي على الناس زمان يصدق فيه الكاذب، ويكذب فيه الصادق، ويخون فيه الأمين، ويؤتمن فيه الخائن، وينطق فيه الرويبضة.

قيل: ومن الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.

فهذه الحادثة كشفت أحد أعراض مرض التبعية والانهزامية التي تغلغلت في قلوب كثير من المسلمين، وهي تذكرنا بقول ابن خلدون رحمه الله تعالى حينما تكلم عن أن المغلوب مولع دائماً بتقليد الغالب، وتكلم عن أمارات تشبه المسلمين في الأندلس في ذلك الوقت بالأسبان أو بالكفار، إلى أن قال: وذلك من أمارات -أو علامات- الاستيلاء.

فقد تنبأ بسقوط الأندلس، وكان عمدته في ذلك أنه رأى المسلمين بدءوا يقلدون الكفار، فعد ذلك من أمارات الاستيلاء، وأن هذا سينتهي بهم في النهاية إلى أن يذوبوا في هذه الأمة التي يقلدونها.

ص: 5