المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ربعي بن عامر يعلم رستم أن مظاهر الدنيا ليس لها قيمة - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٩٧

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌بدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب [2]

- ‌فضيلة التواضع في الكتاب والسنة وأقوال السلف

- ‌بعض الآثار الواردة في التواضع

- ‌نماذج من تواضع السلف وفضل التواضع

- ‌وقفات حول بدعة تقسيم الدين إلى قشور ولباب

- ‌الوسطية في السنن والمباحات

- ‌أوجه التناقض عند أهل القشور واللباب

- ‌التحذير من تهوين المعاصي والاستهزاء بالسنن والواجبات

- ‌الرد على من يصنعون الشبهات في احتقار الطاعات

- ‌لكل قوم قشرتهم

- ‌موضوع القشور ليس له حد في مفهوم من ابتدعه

- ‌أقسام من ينادي بتقسيم الدين إلى قشر ولب

- ‌هدف أعداء الدين من تقسيم الدين إلى قشر ولباب

- ‌قيمة الرجال بجوهرهم لا بمظهرهم

- ‌حقيقة الرجال

- ‌ترفع الشافعي عن القيم التافهة والشكليات الكاذبة

- ‌نحن قوم أعزنا الله بالإسلام

- ‌إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه

- ‌ذم الاهتمام الكبير بالمظهر

- ‌ربعي بن عامر يعلم رستم أن مظاهر الدنيا ليس لها قيمة

- ‌مقاييس وموازين الإسلام للرجال

- ‌اهتمام الناس بقشور المباهاة والمفاخرة ونقدهم لمسائل الدين

- ‌أقسام الناس في العلو والفساد في الأرض

الفصل: ‌ربعي بن عامر يعلم رستم أن مظاهر الدنيا ليس لها قيمة

‌ربعي بن عامر يعلم رستم أن مظاهر الدنيا ليس لها قيمة

هذا ربعي بن عامر رضي الله تبارك وتعالى عنه، أرسله سعد قبل موقعة القادسية رسولاً إلى رستم قائد الجيوش الفارسية وأميرهم، فلما دخل عليه وأراد رستم أن يظهر له العظمة والأبهة كي يذل الصحابة رضي الله عنهم بهذا المظهر، فزين مجلسه بالنمارق والزرابي، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة العظيمة، ووضع على رأسه تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وجلس رستم على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب غليظة وفرس قصيرة، فأراد رضي الله تعالى عنه أن يلقنه درساً لا ينساه، أراد أن يعلمه أن كل هذا لا يساوي عندنا شيئاً، فتعمد رضي الله عنه أن يركب الفرس فلم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، حتى يبين أن هذه الأشياء ما لها قيمة عندنا ولا تهزنا هذه المظاهر، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه، فقالوا له: ضع سلاحك! فقال: إنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت، فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامتها، يعني: أنتم تريدون أن تذلوني بدنياكم فهذه دنياكم، فأخذ الرمح وظل يمزق هذه النمارق والزرابي فخرق عامتها وأفسدها عليهم، فقال له: ما جاء بكم؟ فقال: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله.

إذاً: فهذه الأمور التافهة والمظاهر الدنيوية ليس لها أي قيمة في نظر من يريد الدار الآخرة، فكان جندي من جنود المسلمين يعرف لماذا خلق، ومن الذي كلفه بهذه الرسالة.

يقول: (إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام).

ص: 20