الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التعلق بالشهوة وانتشارها من أكبر أسباب الأمراض النفسية والجسدية
الأمر السابع أيها الإخوة!: ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول: (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر المهاجرين! خصال خمس إن أدركتموهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا ابتلاهم الله بالطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، وذكر بقية الخصال).
أيها الإخوة! إن الفواحش سبب كثير من الأمراض النفسية والجسدية، وهانحن نسمع الآن العالم بأسره يعاني من ويلات ما يسمونه بالأمراض الجنسية، وكلما اكتشفوا علاجاً لمرض ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بمرض وطاعون لم يكن في أسلافهم.
أيها الإخوة! إن المتعة الحرام؛ بدءاً بالعادة السرية التي يمارسها الكثير من الشباب، يجني صاحبها الكثير من الآثار والأمراض النفسية والجسدية، فمن ذلك: الهم والحزن، وبلادة الذهن، وفتور الهمة، وضياع المروءة، والخجل، والإضرار بالذاكرة، والبصر، وتقوس الكتفين، وضعف الهضم، فهذه بعض أضرار ونتائج ممارسة العادة السرية، فما بالكم بما هو فوقها من الزنا، وعمل قوم لوط، عافانا الله وإياكم.
ولعلي أشير إلى بعض الإحصائيات عن بعض الأمراض الجنسية التي يعاني منها العالم، وكلما اكتشفوا علاجاً لمرض ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بمرض آخر: ففي إحصائية نشرت عام 1977م أن عدد المصابين بمرض السيلان -وهو مرض يصيب المنحرفين جنسياً- 250 مليوناً سنوياً، ومرض الزهري يصاب به 50 مليوناً سنوياً، وعدد الأمريكيين المصابين بمرض الهربز التناسلي بلغ 20 مليوناً في عام 1983م.
ثم خرج بعد ذلك مرض العصر، وعقوبة الله سبحانه وتعالى: مرض الإيدز، ولعلكم سمعتم كثيراً عن هذا المرض الخطير، وقد أجريت دراسة على المصابين به في الولايات المتحدة التي تمثل الرقم القياسي في الإصابة بهذا المرض؛ لانتشار الشذوذ فيها، فيبلغ عدد الشاذين قريباً من 20 مليوناً، هؤلاء الذين يجاهرون بالشذوذ ويعلنون به أمام الناس، والشذوذ في مصطلح هؤلاء يعني عمل قوم لوط.
هذه الإحصائية دلت على أن 73% من المصابين بمرض الإيدز هم من الذين يعملون عمل قوم لوط، و17% من الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.
يقول أحد نجوم السينما الأمريكيين الذين أصيبوا بهذا المرض وهو على فراش الموت: أنا بانتظار القدر أن يدق بابي، استمعوا إلى صوته من أعماقي، لم أكن أود أن أتعذب هكذا، ومن خلال هذا المرض الإيدز سرطان العصر، ورغم ابتسامات الكثيرين، وتهنئتي بالتماثل للشفاء، إلا أنني على موعد مع القدر، إنه يدق بابي اللحظات الأخيرة.
يقول هذا وهو على فراش الموت، وهو يعاني من آلام وويلات المرض.
ويقول رئيس قسم أبحاث الإيدز الدولية: إن تكلفة المرض في أمريكا ستصل في عام 1986م إلى 10 بلايين دولارات، يعني: 10 آلاف مليون دولار، هذه تكاليف العناية والرعاية، وإلا فمن أصيب به فلا أمل بعد ذلك بالشفاء، لكن هذه التكاليف لأجل رعاية المرضى، وهذا المرض ينتشر على شكل متوالية هندسية، والمتوالية الهندسية كما يعرفها المتخصصون بالرياضيات تعني تضاعف العدد، ولعل هذه الإحصائية تصور لنا ذلك التضاعف الرهيب للمصابين بالإيدز.
في الولايات المتحدة في عام 1981م كان عدد المصابين 252، وفي عام 1983م بلغ عدد المصابين 2643، وفي نهاية الشهر السادس من عام 1985م بلغ عدد المصابين به 12067، وبعده بثمانية أشهر بلغ عدد المصابين به 17001.
هذه الإحصائية عام 1986م، فلنتصور من خلال هذه الإحصائية الانتشار السريع والهائل لهذا المرض، وبعد ذلك انتشر المرض في سائر الدول، وعلى رأس القائمة -كما قلنا- الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، ثم انتشر المرض في كوريا الجنوبية لسببين: السبب الأول: أن عمل قوم لوط، أو ما يسمونه بالشذوذ منتشر في كوريا الجنوبية، وقلنا: إنه من أكبر أسباب انتشار الإيدز.
السبب الثاني: أنه انتقل إلى هذه البلاد عن طريق القوات الأمريكية التي كانت موجودة في ذاك الوقت، فقد كان يوجد في كوريا الجنوبية 40 ألفاً من القوات الأمريكية، وكانت هناك إحدى النساء تشتغل في صالون تجميل قريب من معسكر هؤلاء الفجرة، فعبث بها أحد هؤلاء المصابين بالإيدز، ثم انتقلت العدوى بعد ذلك وانتقل المرض وانتشر في تلك البلاد.
أيها الإخوة! هذه بعض النتائج والدلائل التي تدل على مصداق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أنه: (ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا ابتلاهم الله بالطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم).
وهانحن نرى العالم وقد ابتلي بأمراض الزهري والسيلان، فلما اكتشفوا العقاقير ابتلوا بمرض الهربز، ثم بعد ذلك ابتلوا بمرض الإيدز، ولا ندري لعل المستقبل كفيل بأمراض وعقوبات أشد من ذلك وأقسى؛ وقد ظهرت بعض الحالات في بعض بلدان العالم الإسلامي، إلا أن الكثير من الدول لا ترغب في إعلان مثل هذه الإحصائيات.