المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإيمان بالله تعالى والصلة به - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ١٣

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب والشهوة

- ‌خطورة الانزلاق وراء الشهوات

- ‌الحكمة من ابتلاء الله تعالى للعباد بهذه الشهوة وجعلهم يميلون إليها

- ‌مخاطر الانسياق وراء الشهوة

- ‌الوعيد الشديد في الدنيا

- ‌الوعيد الشديد يوم القيامة

- ‌الولوع بالفواحش والتعلق بها من أعظم أسباب سوء الخاتمة

- ‌استيلاء الشهوة على القلب ينسي الإنسان مصالح دينه ودنياه

- ‌تعلق القلب بالشهوة يكون على حساب محبة الله ورسوله

- ‌التعلق بالشهوة من أكثر أسباب الضلال والانحراف بعد الهدى

- ‌التعلق بالشهوة وانتشارها من أكبر أسباب الأمراض النفسية والجسدية

- ‌الانسياق وراء الشهوات سبب للقلق والأمراض النفسية

- ‌الانسياق وراء الشهوات سبب لتفكك الأسر وانهيار النظام الاجتماعي

- ‌الانسياق وراء الشهوات سبب لعقوبة الله وانهيار المجتمعات

- ‌الأسباب التي تدفع الشباب إلى الوقوع في هذا الأمر

- ‌ضعف الإيمان

- ‌ضعف العلم بالله سبحانه واليوم الآخر

- ‌رفاق السوء

- ‌انتشار المثيرات

- ‌الفراغ

- ‌غياب التوجيه

- ‌كيف يقاوم الشاب شهواته

- ‌الزواج

- ‌الصوم

- ‌الطرق التي ينبغي أن يسلكها الشاب إن لم يستطع الزواج

- ‌الإيمان بالله تعالى والصلة به

- ‌معرفة الله تعالى وتذكر علمه وإحاطته، وتذكر اليوم الآخر

- ‌الدعاء

- ‌اجتناب المثيرات وخاصة النظر

- ‌من أخطر المثيرات التفكير والانسياق وراءه

- ‌الانشغال بالتفكير الجاد والعمل الجاد

- ‌التفكر في حقيقة الشهوة وزوال النعمة

- ‌تذكر الحور العين في الجنة

- ‌تذكر صفات المؤمنين

- ‌تذكر نماذج العفة

- ‌اختيار الجليس الصالح واجتناب الوحدة

- ‌الأسئلة

- ‌معنى حديث (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان)

الفصل: ‌الإيمان بالله تعالى والصلة به

‌الإيمان بالله تعالى والصلة به

وأنا سأشير إلى بعض الأمور التي ينبغي أن يسلكها الشاب إذا لم يستطع الزواج: أولها وأهمها: الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والصلة به عز وجل.

إن الإيمان أيها الإخوة! هو الضمانة لوقايتنا من الانحراف، إن المرء وحينما يؤمن بالله سبحانه وتعالى، حينما يترقى في مراتب الإيمان والدين حتى يصل إلى أن يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فهو يعلم أن الله عز وجل يراه، حينما يصل إلى هذه المرتبة فإن هذا الإيمان سيصرفه عن الكثير من هذه المعاصي.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) دليل على أن المرء لا يقع في مثل هذه الأمور إلا عن ضعف إيمانه وصلته بالله سبحانه وتعالى.

إنه أيها الإخوة! حينما يتصل بالله سبحانه وتعالى، وحينما يملأ قلبه بالشوق إلى الله عز وجل، وبمحبة الله سبحانه وتعالى، وبالتضرع إليه، وباللجوء إليه، فحينئذٍ لا يتعلق قلبه في هذه الدنيا بشيء غير الله سبحانه وتعالى، وحينئذ يتحقق فيه وصف النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان).

وحين يجد العبد حلاوة الإيمان، وحين يجد لذة الإيمان، وطعم الإيمان، والصلة بالله سبحانه وتعالى لا يمكن أبداً أن ينصرف قلبه إلى غير الله عز وجل، ولا أن يتوجه إلى غير الله سبحانه وتعالى، فضلاً عن أن يتوجه إلى هذه المعاصي التي يدرك شؤمها عليه في الدنيا والآخرة.

ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: (وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة)، فقد سأل الله عز وجل أعلى نعيم الآخرة، وهو رؤية الله سبحانه وتعالى، ثم سأله أعلى نعيم الدنيا وهو الإيمان، والشوق لله سبحانه وتعالى، وهذا الجزاء مترتب على ذاك العمل.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤية حين يكشف الله سبحانه وتعالى الحجاب عن وجه: (فلا ينصرف أهل الجنة إلى شيء من النعيم)؛ لما يرون، فهم قد منعوا أبصارهم، وحجبوا أبصارهم عن النظر إلى غير وجه الله سبحانه وتعالى، فكان هذا الأمر نتيجة لأنهم حجبوا قلوبهم في الدنيا عن التعلق بغير الله، وعن التوجه لغير الله سبحانه وتعالى.

أيها الإخوة! حينما يعمر الإيمان قلب العبد، وحينما يأنس بعبادة الله، وطاعة الله سبحانه وتعالى؛ فإنه يجد اللذة والراحة بطاعة الله عز وجل، ويجد حلاوة الإيمان ولذة الإيمان، حينئذٍ لا تتوجه نفسه لمثل هذه التوافه، ولا تحدثه، وحينئذٍ لا يطمع فيه الشيطان.

ص: 26