المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إحراج الواقع في الخطأ - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ١٨

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌أخطاؤنا في علاج الأخطاء

- ‌أهمية الكلام على عن علاج الأخطاء

- ‌الأخطاء التي ترتكب عند التعامل مع الأخطاء

- ‌إهمال علاج الخطأ والتهرب من التصحيح

- ‌ردة الفعل وعلاج الخطأ بالخطأ

- ‌رفض التصحيح العلني

- ‌المثالية

- ‌الاعتذار المفرط

- ‌أساليب الإسقاط والتبرير وغيرها من أساليب الدفاع عن الأخطاء

- ‌الخطأ في مقاييس تحديد الخطأ

- ‌الخطأ في التعامل مع مسائل الاجتهاد

- ‌افتراض التلازم بين الخطأ والإثم

- ‌إهمال البعد الزمني في تصحيح الخطأ

- ‌إحراج الواقع في الخطأ

- ‌اتخاذ المخطئ خصماً

- ‌المبالغة في تصوير الخطأ

- ‌الحديث عن طرف واحد من المخطئين

- ‌البحث عن الخطأ والفرح به

- ‌التمحل في إثبات الخطأ

- ‌إهمال محاسن الرجل

- ‌الحديث عن مظاهر الخطأ دون الأسباب والعلاج

- ‌حصر منهج التربية في تصحيح الأخطاء

- ‌الأسئلة

- ‌تكلف التبرير للخطأ

- ‌السكوت عن نصح من لا يقبل النصح

- ‌تصحيح الخطأ بحسب الحال

- ‌تصحيح الخطأ الخفي

- ‌ضرب الابن على الخطأ

- ‌نقد أهل الحسبة

- ‌معنى المثالية

- ‌الفرق بين المخالفة في الرأي والالتزام بالواجب

- ‌متى يلزم الطفل بالواجبات

- ‌فضيلة المسامحة

- ‌كيفية تصحيح الخطأ

- ‌حكم التمثيليات

- ‌تصحيح الأخطاء

- ‌كيفية تعامل محقق الكتاب مع مسائل الكتاب المختلف فيها

- ‌التعامل مع من يبدعون مخالفيهم في الاجتهاد

- ‌التضايق من النصح مع العمل به

الفصل: ‌إحراج الواقع في الخطأ

‌إحراج الواقع في الخطأ

الخطأ الحادي عشر: إحراج الواقع في الخطأ: حين نريد أن نصحح الخطأ عند إنسان يقع في الخطأ، فلا يسوغ أن نحرجه، ومن ذلك مثلاً أن لا نعطيه فرصة للتفكير، فأنت عندما تريد أن تصحح خطأ عند إنسان، فينبغي أن تعطيه فرصة للتفكير حتى يفكر في خطئه، وأن تعطيه أيضاً فرصة للتراجع، فمن طبيعة النفس أنه يصعب عليها الاعتراف بالخطأ، فأنت تحصره في زاوية ضيقة وترى أنه لا بد أن يعترف لك، وأن يقول: إنني أخطأت مائة بالمائة، وهذا منطق غير معقول، لكن يمكن أن تعطيه فرصة للتراجع، فتبحث له مثلاً عن المسوغات والمبررات التي أوقعته في هذا الخطأ، فقد تقول له: إنني أعرف أنك قد وقعت في الخطأ لسبب كذا وكذا وكذا، وأن هناك عوامل أدت للوقوع في الخطأ، وليس المقصود اتهامك بالخطأ، ولا تحميلك المسئولية، لكن نريد أن تصحح هذا الخطأ.

أظن أنك عندما تسلك معه هذا المنهج فإنك تعينه على الاعتراف بالخطأ.

وكذلك ينبغي اختيار الوقت والمكان المناسب لعلاج الخطأ.

يعني: عندما يأتي الأب أو الأم فيلوم الطفل أمام إخوانه وأخواته لا يتقبل هذا اللوم، وكذلك الأستاذ حينما يلوم الطالب أمام تلامذته، وقل مثل ذلك في أي موقف؛ فعندما تأتي إلى إنسان وذهنه مشغول، أو إنسان في طور الحماس لرأيه والحديث عنه فهو موقف غير مناسب أن تواجهه بالحديث عن الخطأ، لكن عندما تنتظر إلى أن يهدأ حماسه وتناقشه في الخطأ، فإنك حينئذٍ تعطيه فرصة وتعطيه وقتاً مناسباً ولا تحرجه.

المقصود أنه من الخطأ أن نحرج الواقع في الخطأ، وحينئذ نطلب منه أن يعترف اعترافاً واضحاً بلا تفصيل ولا غموض أنه مخطئ مائة بالمائة، أظن أننا حين نسلك هذا المنهج، فإننا سنفشل كثيراً في تصحيح أخطاء كنا يمكن أن ننجح فيها لو سلكنا منهجاً أكثر اعتدالاً وتوازناً.

ص: 14