المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم الاهتمام بالكماليات اهتماما زائدا - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٤

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌الشباب والاهتمامات

- ‌اهتمامات كثير من الشباب ونتائجها

- ‌اهتمام الشباب بالدنيا

- ‌اهتمام الشباب بالرياضة وأثره

- ‌اهتمام البنات بالرياضة

- ‌اهتمام الشباب بالشهوات

- ‌الاهتمام بنقد الآخرين أياً كان النقد

- ‌الاهتمام بطاعة الله والآخرة

- ‌المجالات التي ينبغي أن نهتم بها

- ‌إصلاح النفس

- ‌تحصيل العلم الشرعي

- ‌الدعوة إلى الله تعالى

- ‌الاهتمام بمآسي المسلمين ومشاكلهم

- ‌ضوابط الاهتمامات

- ‌التوازن

- ‌التكامل

- ‌الاهتمام بما يناسب كل فرد

- ‌خصائص الاهتمامات

- ‌أن الاهتمامات تتحكم في وقت الشخص

- ‌أن الاهتمامات تتحكم في حديث الشخص مع الناس

- ‌الاهتمامات عادة يعتبرها الشخص مقياساً للناس

- ‌الاهتمامات تتحكم في صداقات المرء وعلاقاته

- ‌تزاحم الاهتمامات

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة لمن ابتلي بعشق الأشخاص

- ‌توجيه الشباب الملتزمين المهتمين بالرياضة ومشاهدتها

- ‌علاج داء الاهتمام بالدنيا زيادة على الحد

- ‌حكم الاهتمام بالكماليات اهتماماً زائداً

- ‌الأسباب الجالبة للشعور بلذة العبادة والاستقامة

- ‌نصيحة لمن تعلق قلبه بحب شاب آخر

- ‌توجيه في اشتغال المرء بإصلاح نفسه وكفه عن عيوب الآخرين

- ‌نصيحة لمن يترك الاستقامة ثم يعود مرة أخرى وهكذا

- ‌الاهتمام بما ينفع

- ‌فوائد القراءة

- ‌ضرورة التكامل في جميع المجالات

- ‌التوفيق بين مطالب الأهل وبين الذهاب إلى المراكز الصيفية

الفصل: ‌حكم الاهتمام بالكماليات اهتماما زائدا

‌حكم الاهتمام بالكماليات اهتماماً زائداً

‌السؤال

تجد بعض الشباب الملتزم يهتم ببعض الكماليات البسيطة مثل: شكل ولون الثوب، وكذلك الأحذية، والسيارة، والشماغ، وإطار النظارة، ويقول معارضاً لمن ينصحه: يقول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف:32]، وقول الرسول صلى اله عليه وسلم:(إن الله جميل يحب الجمال)، فكيف يرد على ذلك؟

‌الجواب

يقال له: من الجمال مثلاً: أن الشاب يرتدي قلادة ذهب، وساعة ذهب، ومن الجمال أيضاً أنه يتابع أحدث القصات، فيقص شعره بصورة مناسبة ولائقة، ومن الجمال أن يلبس ثوب حرير، فهذا كله جمال.

فالجمال الذي يحبه الله ليس كل جمال، وإنما هو محصور في قضية معينة، ثم لماذا نأخذ جانباً من النصوص ونترك الجانب الآخر؟ فمن الذي قال:(إن الله جميل يحب الجمال)؟ هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أحرص الناس على ما يحبه الله سبحانه وتعالى، فننظر إلى هديه صلى الله عليه وسلم في اللباس وفي الزينة، فنقتدي به صلى الله عليه وسلم.

فأقول: إن القضية تحتاج إلى التوسط، فكون الإنسان يكون رث المظهر وقذراً، ومظهره غير لائق هذا ما يجوز، وكونه أيضاً تصير المظاهر هي أهم شيء عنده أيضاً هذه قضية غير لائقة، فالتوسط مطلوب.

والنبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: (إن الله جميل يحب الجمال) قال: (البذاذة من الإيمان).

والله سبحانه وتعالى قال: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا} [الأعراف:31]، وهذا من الإسراف أن يضيع الإنسان مبالغ باهظة في مظاهر أو في قضايا ثانوية.

فالاهتمام بالمظهر مُظهر لقضية داخلية أصلاً، فالإنسان الجاد ما يجد وقتاً أصلاً للتفكير في هذه القضايا، ولذلك تجد أن الشاب يعتني بمظهره اعتناء بالغاً، ويهتم به، لكن عندما يستقيم ويهديه الله عز وجل تجده خفف عنايته بالمظهر تلقائياً من دون قصد، لماذا؟ لأنه صار له اهتمامات جادة، فهو في السابق كان شخصاً فارغاً وتافهاً، ولهذا يعطي المظهر اهتماماً بالغاً جداً.

فالمطلوب هو التوسط في هذه الأمور.

ص: 28