المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضح الله عز وجل للمنافقين ولليهود - دروس للشيخ أبي إسحاق الحويني - جـ ٣١

[أبو إسحق الحويني]

فهرس الكتاب

- ‌علموا أولادكم حب الصحابة

- ‌منزلة الصحابة وخطر الطعن فيهم

- ‌نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن سب أصحابه

- ‌مقارنة بين جيل الصحابة وبين جيلنا في الثبات على الدين

- ‌نماذج من ثبات الصحابة على الدين

- ‌غرس حب الصحابة ونشر محاسنهم واجب شرعي

- ‌الذين يطعنون في الصحابة وما يرمون إليه

- ‌تولي الصحابة والتأسي بهم واجب شرعي

- ‌من مستلزمات حب النبي صلى الله عليه وسلم حب الصحابة

- ‌مقارنة بين موقف اليهود والنصارى وبين موقف الروافض تجاه أصحاب أنبيائهم

- ‌خطر القدح في رموز الإسلام

- ‌مكانة العلماء في الإسلام

- ‌الرد على تكفير الخوارج للصحابة (مسألة التحكيم)

- ‌مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم ومكانة أصحابه

- ‌نماذج من تعظيم الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌مكانة الأمة أيام الصحابة ومكانتها الآن

- ‌دفع الأبناء لتعلم العلم الشرعي

- ‌ذكرى للمؤمنين

- ‌فضح الله عز وجل للمنافقين ولليهود

- ‌سكوتنا عن سب الصحابة غير جائز

- ‌حقيقة الاتباع لا تتم إلا بموالاة الصحابة ومحبة العلماء

الفصل: ‌فضح الله عز وجل للمنافقين ولليهود

‌فضح الله عز وجل للمنافقين ولليهود

إن الله تبارك وتعالى افتتح سورة البقرة بذكر أصناف الناس، فأطنب في ذكر المنافقين، وفضحهم في غير ما سورة من القرآن، فضحهم في سورة النساء، وسورة التوبة، وفضحهم في سورة محمد، وأنزل سورة باسمهم.

فالمنافق خلقه وطبعه إثارة الشبهات، وقد أخذوا هذا من أعداء الإسلام كاليهود وغيرهم، ففي القديم جاء المشركون فنشروا الشبه وقالوا:{إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} [البقرة:275] وبعض المسلمين اليوم يقول هذه المقالة!! يقول: رجل معه مائة (جنيه) فاقترضها رجل بمائة وعشرة، فتقولون: هذا ربا ولو أن رجلاً اشترى بالمائة (جنيه)(فداناً) مثلاً، وباع (الفدان) بمائة وعشرة، ما الفرق؟! حصل على العشرة في كلا الحالين، عن طريق البيع والربا {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} [البقرة:275] فهذه شبهتهم.

حرم الله عز وجل الموقوذة والمتردية والنطيحة، الموقوذة: المضروبة على رأسها حتى ماتت، النطيحة: المنطوحة من غيرها حتى ماتت، المتردية: هي التي تردت من على قمة جبل فماتت، أما إذا ذبح المسلمون بهيمة فهي حلال.

فجاء هؤلاء الملبسون فقالوا: تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله؟! هذا الذي ذبحتموه حلال، وهذا الذي قتله الله حرام؟! ثم قالوا: فما قتل الله أولى أن يؤكل، فقال الله عز وجل:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام:121].

في غزوة بني النضير عندما حاصر الرسول عليه الصلاة والسلام اليهود، وأبوا أن يستسلموا، أمر بإحراق النخل، وأنت تعلم قدر النخل عند العرب، وأن النخلة لا تثمر إلا بعد سنين عدداً، ففقد نخلة يعتبر كفقد إنسان، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحرق النخل المثمر، فجاء اليهود بشبهة، وقالوا: أولم تقولوا: إنكم تصلحون في الأرض؟! ألم يندد الله عز وجل بالفساد وقال: {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة:205]، وهل حرق النخل المثمر من الصلاح أم من الفساد؟! فكان لهذه الشبهة في نفوس المسلمين وقع، فأنزل الله عز وجل:{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر:5] إن قامت فبإذن الله، وإن حرقناها فبإذن الله أيضاً، ما خرجنا عن إذنه ولا خالفنا أمره في الفعل والترك، {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} فرد الشبهة عليهم.

لكن من الذي يقوم بذلك؟ من الذي يبدد ظلمة الشبهات والريبة؟ إنهم العلماء، فعندما يعتدى على أعراض العلماء ويقال:(علماء الإسلام والجنس) بهذا العنوان القذر، والجماهير لا تتكلم، بل وتشتري الكتاب، وتنفد الطبعة الأولى، ويعدون أنفسهم لنشر طبعة ثانية، فستظهر بعد ذلك مصائب أكثر من ذلك، ويتسع الخرق على الراقع!

ص: 19