المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رعاية الإمام لرعيته ومسئوليته عنهم - دروس للشيخ ابن جبرين - جـ ١٣

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌شرح حديث كلكم راع

- ‌مسئولية الإمام عن رعيته

- ‌معنى الرعاية

- ‌معنى الإمامة

- ‌رعاية الإمام لرعيته ومسئوليته عنهم

- ‌أقسام الناس في قيامهم بمسئولياتهم تجاه أولادهم

- ‌القائمون على أولادهم حق القيام

- ‌المنشغلون عن أولادهم المهملون لرعايتهم

- ‌الذين يجلبون الشر والفساد لأبنائهم

- ‌مسئولية المرأة في رعاية بيت زوجها

- ‌مسئولية الولد عن رعاية أبيه

- ‌الأسئلة

- ‌كيفية الإنكار على ترك الصلاة جماعة

- ‌توجيه للآباء بالاهتمام بإصلاح أولادهم

- ‌سؤال عن حكمة توهمها السائل حديثاً

- ‌موقف الأب من الأم السيئة في التربية

- ‌تربية الأبناء على الفيديو الإسلامي

- ‌التوفيق بين طلب العلم وتربية الأبناء

- ‌حكم تركيب دش وإلغاء القنوات الفاسدة منه

- ‌وجوب تزويج الابن على الأب القادر

- ‌شروط أخذ الأب من مال ابنه

- ‌خطورة ترك التربية لخادمة غير مسلمة

- ‌العدل بين الأولاد

- ‌حكم تقصير الأسنان الطويلة للتجميل

- ‌صبغ شعر الحاجب بلون البشرة ليظهر دقيقاً

- ‌استعمال القسوة في تربية الأولاد

- ‌حكم تزين المرأة عند الذهاب للمسجد

- ‌حكم حضور الحائض إلى المسجد لسماع المحاضرة

- ‌حكم الهدية لمدرس القرآن الكريم

- ‌إذا انشغل الأب عن تربية الأولاد أوصى بهم من يربيهم

- ‌حكم السماح للنساء بالتسوق وحدهن

الفصل: ‌رعاية الإمام لرعيته ومسئوليته عنهم

‌رعاية الإمام لرعيته ومسئوليته عنهم

فالإمام في قوله صلى الله عليه وسلم: (الإمام راع، وهو مسئول عن رعيته)، يعم كل من كان إماماً، أي: قدوة يقتدى به، فإذا كان كذلك فإن عليه أن يهتم بمن هو راع عليهم، ومن هو مسئول عنهم من الرعية، فهكذا يكون الراعي.

الإمام العام الذي يتولى رعية المسلمين هو خليفة المسلمين وإمام عام لهم، ولا شك أن رعايته آكد، وأن مسئوليته آكد، وأن عليه أن يحرص على الرعية الذين هم تحت ولايته وتحت مسئوليته، فيسير فيهم السيرة الحسنة التي هي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والتي هي سيرة الخلفاء الراشدين الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم والسير على نهجهم في قوله:(فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ).

هكذا أرشد إلى سنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، واتفق الأئمة على أنهم الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وقد أكثر العلماء من ذكر سِيرهم وسَيرهم، ومن ذكر أعمالهم الصالحة التي يقتدى بها في الأعمال الخيرية، مما يدل على أنهم أسوة وقدوة لمن جاء بعدهم من الأئمة، ليقتدي بهم، ويسترشد بإرشاداتهم ويسير على نهجهم كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره هذا أمر للخاصة والعامة، وليس الأمر خاصاً بالولاة ولا بالأئمة الكبار ولا بالخلفاء ولا بالملوك، بل هو عام لكل من سمع هذا الحديث من الأمة فإنه مأمور بأن يقتدي بهم.

ولا شك أن أولى من يقتدي بهم خلفاء الأمة المسلمون، ولاة أمور المسلمين، الذين ولاهم الله تعالى دولاً تفتخر بأنها مسلمة، وتدين بالإسلام، وتأتي بالشهادتين، وتقتدي ظاهراً بتعاليم الإسلام، فإن عليهم أن يكون قدوتهم محمداً صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين الذين هداهم الله تعالى وسدد خطاهم، وساروا في رعاياهم سيرة حسنة، يضرب بعدلهم المثل، فهكذا يكون الأئمة، وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال:(إن من خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وإن من شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم)، نعوذ بالله أن ندرك هذه الحال! فهكذا أرشد صلى الله عليه وسلم إلى أن الإمام راع، وأنه مسئول عن رعيته.

ص: 5