المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسئولية المرأة في رعاية بيت زوجها - دروس للشيخ ابن جبرين - جـ ١٣

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌شرح حديث كلكم راع

- ‌مسئولية الإمام عن رعيته

- ‌معنى الرعاية

- ‌معنى الإمامة

- ‌رعاية الإمام لرعيته ومسئوليته عنهم

- ‌أقسام الناس في قيامهم بمسئولياتهم تجاه أولادهم

- ‌القائمون على أولادهم حق القيام

- ‌المنشغلون عن أولادهم المهملون لرعايتهم

- ‌الذين يجلبون الشر والفساد لأبنائهم

- ‌مسئولية المرأة في رعاية بيت زوجها

- ‌مسئولية الولد عن رعاية أبيه

- ‌الأسئلة

- ‌كيفية الإنكار على ترك الصلاة جماعة

- ‌توجيه للآباء بالاهتمام بإصلاح أولادهم

- ‌سؤال عن حكمة توهمها السائل حديثاً

- ‌موقف الأب من الأم السيئة في التربية

- ‌تربية الأبناء على الفيديو الإسلامي

- ‌التوفيق بين طلب العلم وتربية الأبناء

- ‌حكم تركيب دش وإلغاء القنوات الفاسدة منه

- ‌وجوب تزويج الابن على الأب القادر

- ‌شروط أخذ الأب من مال ابنه

- ‌خطورة ترك التربية لخادمة غير مسلمة

- ‌العدل بين الأولاد

- ‌حكم تقصير الأسنان الطويلة للتجميل

- ‌صبغ شعر الحاجب بلون البشرة ليظهر دقيقاً

- ‌استعمال القسوة في تربية الأولاد

- ‌حكم تزين المرأة عند الذهاب للمسجد

- ‌حكم حضور الحائض إلى المسجد لسماع المحاضرة

- ‌حكم الهدية لمدرس القرآن الكريم

- ‌إذا انشغل الأب عن تربية الأولاد أوصى بهم من يربيهم

- ‌حكم السماح للنساء بالتسوق وحدهن

الفصل: ‌مسئولية المرأة في رعاية بيت زوجها

‌مسئولية المرأة في رعاية بيت زوجها

أما النوع الثالث من الذين ذكروا في الحديث؛ فهو قوله: (والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسئولة عن رعيتها): المرأة -بلا شك- مسئولة، وقد أخبر بأن مسئوليتها في بيت زوجها، فإما أن تكون مصلحة وإما أن تكون مفسدة، وإما أن تكون مهملة، أي: كما يحصل للرجال، فالرجال منهم مصلح ومنهم مفسد ومنهم مهمل، فكذلك النساء.

فالمصلحة هي التي تولي أولادها رعاية ومراقبة ونصيحة وتربية صالحة، وتوليهم عناية كبيرة، وإذا غفل عنهم الأب لم تغفل عنهم، بل تتابعهم وتتفقد أحوالهم، وتسألهم وتعلمهم، فإذا أيقظهم الأب للصلاة وخرج، تابعتهم أمهم إلى أن ينتبهوا للصلاة ويخرجوا إذا كانوا ذكوراً، وتتابع الإناث حتى تحبب إليهن العبادات كلها.

وهكذا تربيهم كما يربي الرجل أولاده، فتربيهم على الكلام الحسن، وتعاتبهم على الكلام السيئ، فمتى سمعت منهم سباً أو هجاءً أو قذفاً أو عيباً أو لعناً أو شتماً أو كلاماً قبيحاً؛ عاتبتهم على ذلك، وأدبتهم على محبة الكلام الطيب الذي هو ذكر الله وما والاه، والذي هو محبة الخير والتكلم به، فهذه هي المرأة الصالحة، الراعية في بيت زوجها، أي: على أهله.

كذلك تحفظ بيت زوجها، فلا تخرج منه إلا بإذن زوجها، أو لحاجة ضرورية، وإذا خرجت أو أذنت لأحد مولياتها من النساء، خرجن وهن محتشمات متسترات غير متبرجات بزينة، فهذا من أسباب صلاحها.

كذلك تحفظ زوجها في نفسها، وتحفظ زوجها في بيته، وتحفظه في ماله، فلا تفسد ماله ولا تنفقه في شيء لا أهمية له، أو في شيء يعتبر فساداً، بل تكون هي المراقبة له، وهي تشعر بأنها مسئولة أمام الله تعالى، حتى لو غفل عنها زوجها، ولم يلاحقها ويسألها، فإن الله تعالى هو الذي يسأل المفرط والمهمل.

أما المرأة التي تكون مفسدة فهي التي تكلف زوجها أو تطالبه مرة بعد مرة، أن يأتي بآلات اللهو حتى تمتلئ البيوت صحفاً ومجلات خليعة، وكتباً أو رسائل مفسدة، وحتى تمتلئ البيوت أشرطة غناء وآلات لهو وسهو وغير ذلك، فكثير من النساء متى خرجت إلى أولئك الذين أغرموا بأفلام الفساد أخذت تطلب من زوجها: أهل فلان عندهم وعندهم، ونحن نريد أن نكون مثلهم وأشباه ذلك، فهذه مفسدة أو ساعية في الفساد.

وأما المهملة: فهي التي لا يهمها أمر من ولاها الله تعالى من المسلمين الذين تحت ولايتها، بل وقتها إما أن تزور أهلها أو جيرانها، أو تبقى في بيتها لا يهمها صلاح أو فساد، فهذا دليل على أن المرأة -أيضاً- عليها مسئولية كما على الرجل.

ص: 10