المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان - دروس للشيخ الألباني - جـ ٧

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌الأجوبة الألبانية على الأسئلة الكويتية [1، 2]

- ‌أهمية التمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف علماً وعملاً

- ‌الأسئلة

- ‌طريقة الانطلاق والترقي في سبيل الدعوة

- ‌علاج ظاهرة الفتور والضعف الإيماني لدى الدعاة

- ‌تأملات عميقة في الدعوة السلفية

- ‌سلفية سيد قطب

- ‌وقوع صغائر الذنوب من الأنبياء

- ‌صفة الحجز لله تعالى

- ‌حكم القول بمماسة الرب عز وجل للعرش

- ‌حكم القول بفناء نار العصاة

- ‌حكم سؤال الجن عن أمور الغيب

- ‌حكم التعبيد لغير الله في الأسماء

- ‌علة اختيار رسول البريد الحسن الوجه

- ‌صفة العينين لله تبارك وتعالى

- ‌حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌نقل الذهبي الثناء على بعض الصالحين وأنه يتوسل بهم

- ‌تفسير قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان

- ‌السحر بين الحقيقة والتخييل

- ‌تفسير قوله تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها

- ‌تفسير قوله تعالى: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب)

- ‌تفسير الورود في قوله تعالى: (وإن منكم إلا واردها)

- ‌حكم تحية العَلَم والنشيد الوطني

- ‌العبرة بدخول وقت الصلاة هو العلم لا الأذان

- ‌حكم صلاة الرجل حاسر الرأس

- ‌منهج الشيخ الألباني في التأليف في الفقه

- ‌التثويب في أذان الفجر

- ‌السبب في عدم رد الشيخ الألباني على الكتب المؤلفة ضده

- ‌حكم التحايل على القوانين الوضعية

- ‌حكم إكثار المرأة من الخروج للدعوة

- ‌حكم الأخذ بأقوال العلماء في تصحيح الحديث وتضعيفه

- ‌حكم الاستشهاد بالحديث المرسل

- ‌القول العدل في كتاب (تقريب التهذيب)

- ‌الترجيح عند التعارض بين الجرح والتعديل

- ‌سكوت الحافظ ابن حجر عن حديث ما في فتح الباري

- ‌الترجيح عند اختلاف الحكم على الحديث من قبل الشيخ الألباني وغيره

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان

‌تفسير قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان

)

‌السؤال

ما تأويل الآية الكريمة: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ} [البقرة:102] ؟

‌الجواب

لا شك أن الآية فيها خلاف عند علماء التفسير، لكن الذي ترجح لدي أنا شخصياً بأن (ما) في قوله:{وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} [البقرة:102] ليست نافية، بل هي موصولة، أي: إن الله عز وجل أنزل الملكين ليعلموا الناس السحر، حيث كان السحر انتشر في ذلك الزمان، واختلط أمره ببعض المعجزات، التي كان يأتي بها بعض الأنبياء كمثل قصة السحرة مع موسى عليه الصلاة والسلام، حيث أراد فرعون على يدي السحرة أن يضلل الشعب عن دعوة موسى إلى الحق؛ لأن ما جاء به إنما هو السحر، ثم كما نعلم أن الله عز وجل قضى على عمل السحرة وأسلموا وآمنوا بالله رب العالمين، فكان علمهم بالسحر سبباً لهم ليميزوا بين ما كان خيالاً وسحراً وبين ما كان حقيقة، {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} [الشعراء:45] هذه حقيقة آمن بها السحرة قبل الناس كلهم؛ لأنهم يعرفون من علمهم بالسحر أنه تمويه وتضليل لا حقيقة له؛ لكنهم حينما فوجئوا بمعجزة موسى عليه السلام ظهر لهم الفرق بين الحقيقة وبين السحر: {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء:47] .

فحكمة الله عز وجل اقتضت أن ينزل الملكان: هاروت وماروت؛ لكي يعلموا الناس السحر لا للسحر، وإنما ليتمكنوا به من تمييز السحر الذي كان يتخذه كثير من الدجالين يومئذٍ للتمويه على الناس واستعبادهم، كما جاء في قصة الغلام والساحر، ولعلكم تذكرون قصته، وخلاصتها ولابد من هذه الخلاصة: أن ملك ذلك الزمان الذي هو صاحب الأخدود المذكور في القرآن، كان يستغل ساحراً لكي يستعبد الناس، ولما شعر الساحر أنه قد أسنَّ وشاب وكبر قال له: اختر لي غلاماً من الشعب حتى يكون عوناً لك من بعدي، لماذا؟ لكي يظل مستمراً في استعباده للشعب بالسحر، هكذا كان الملوك في الزمن القديم يستغلون الناس بالسحر، فالله عز وجل أرسل الملكين ليعلما الناس كلهم، وليس كما فعل ساحر الملك ملك الأخدود حيث قال له: اختر لي غلاماً، لا يناسبه أن ينشر علم السحر بين الناس كلهم؛ لأنهم سيعلمون أن الملك يضلل عليهم بالسحر الذي هم عرفوه.

فاقتضت حكمة الله عز وجل أن يرسل الملكين ليعلموا الناس السحر؛ لكي يفرقوا بين السحر وبين المعجزة؛ ولأن السحر بلا شك أداة إفساد، قال في نفس سياق القصة:{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} [البقرة:102] فهم جاءوا بتعليم السحر لغاية، لكن هذا التعليم قد ينقلب إلى فتنة؛ فيتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم، وما يفرقون به بين المرء وزوجه.

هذا الذي أراه في تفسير هذه الآية، والله أعلم.

ص: 18