المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحث على استغلال الوقت وملء الفراغ بالطاعة - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ١٠٥

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌الفراغ في حياة المرأة المسلمة

- ‌المهمة التي خلق الله الناس لأجلها

- ‌أهمية الوقت

- ‌الحث على استغلال الوقت وملء الفراغ بالطاعة

- ‌أسباب وجود الفراغ في حياة المرأة

- ‌تخليها عن مسئولياتها في البيت وإسنادها إلى الغير

- ‌التسويف

- ‌النوم

- ‌القدوة السيئة

- ‌أسباب تعين المرأة على حفظ الوقت

- ‌الخوف من الله تعالى

- ‌معرفة الأزمنة والأمكنة الفاضلة والمفضولة

- ‌شعور المرأة بواجبها تجاه نفسها

- ‌الجليسة الصالحة

- ‌المجالات التي يتعين على المرأة المسلمة قضاء الوقت فيها

- ‌قضاء الوقت في خدمة الزوج والأولاد

- ‌قضاء الوقت في التدبير المنزلي

- ‌قضاء الوقت في طلب العلم

- ‌قضاء الوقت في ذكر الله تعالى

- ‌قضاء الوقت في الدعوة إلى الله تعالى

- ‌الأسئلة

- ‌الواجب على الزوجة التي رفض زوجها إخراج التلفاز من المنزل

- ‌حكم زواج الفتاة برجل لا تريده

- ‌حكم تكشف المرأة بين بنات جنسها

- ‌حكم ضرب الأم لطفلها

- ‌حكم الرقص للنساء في حفلات الأعراس

- ‌حكم بقاء الزوجة مع زوج لا يصلي ولا يؤتي الزكاة

- ‌حكم قيام الزوجة بحق زوجها مع تقصير الزوج في حقها

- ‌نصيحة لكل امرأة لديها زوج عصبي المزاج

- ‌حكم أخذ الأجر على تدريس القرآن

- ‌حكم أكل المرأة من مال زوجها

- ‌مقومات الزوجة المثالية

- ‌كيفية وصول ربة الأسرة إلى حلاوة الإيمان

- ‌حكم عيش المرأة مع إخوة زوجها

- ‌حكم إصرار الزوجة على زوجها بأن يأخذها إلى المحاضرات مع كراهته لذلك

- ‌سبب نسيان الإنسان لما يحفظ

- ‌الجمع بين استغلال المرأة ليوم الجمعة وزيارة أهلها

- ‌حكم قراءة المجلات الفاسدة

الفصل: ‌الحث على استغلال الوقت وملء الفراغ بالطاعة

‌الحث على استغلال الوقت وملء الفراغ بالطاعة

العمر والوقت الذي يمكن أن يعيشه الإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة هو عمر واحد وفرصة واحدة لا تتكرر للإنسان، وبالاستقراء لم نر إنساناً منح هذا العمر ثم مات ثم منح مرة أخرى، ولذا فإن ضياع هذه الفرصة من أعظم السفه، هي فرصة واحدة وإذا ضيعها الإنسان في غير طاعة الله عز وجل فقد خسر خسراناً مبيناً، ولهذا يطلب أهل النار الرجعة ويقولون:{رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون:106 - 108]؛ ليس هناك رجوع مرة أخرى.

ولذا لا بد أن يكون العاقل عاقلاً في محاسبة نفسه على هذه الأوقات، بحيث إذا مر يوم ولم تكتسب فيه خيراً يقربك إلى الله عز وجل فإن هذا اليوم خسارة عظيمة عليك، يقول عليه الصلاة والسلام في حديث أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح يقول:(اغتنم خمساً قبل خمس) اغتنم خمساً في يدك قبل أن تأتي خمس تضيع عليك هذه الخمس وتخسرها، ومن ضمنها:(اغتنم فراغك قبل شغلك) الفراغ نعمة، إذا وجد عندك ضمن برنامجك -أيها الرجل أو أيتها المرأة- فراغاً يمكن أن تملأه بما يرضي الله فاغتنم هذا الفراغ، فلا يحصل عندك فراغ إلا وتغتنمه قبل أن يفوت وقت هذا الفراغ ويأتي عليك وقت لا تجد فيه فرصة لمزاولة عمل فتندم ولكن حين لا ينفع الندم! والوقت الذي هو الفراغ إن لم يشغل بالحق أشغل بالباطل، إذ لا يمكن أن يظل الإنسان فارغاً هكذا؛ بل لا بد أن ينظر ويسمع ويتكلم ويقوم ويقعد فإن لم يشغل نفسه بنظرٍ حلالٍ وبسماعٍ حلالٍ وبكلام حلال ومباح أشغلته نفسه بالباطل، يقول الشافعي: نفسك إن لم تشغلها بالحق أشغلتك بالباطل.

والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

إن لم تقطعه في طاعة الله قطعك في معصيته، لا يمكن أن يقف الوقت وينتظرك، اليوم هو اليوم السادس من شهر ربيع الأول من عام ألف وأربعمائة وأربعة عشر، وسيمضي هذا اليوم وينتهي وسيمر علينا مرة ثانية ولكن من عام ألف وأربعمائة وخمسة عشر بعد عام هذا اليوم.

فإذا غربت شمسه فلن يعود إلى يوم القيامة، وسيحمل معه ما خزن فيه، وهذه الخزائن تفتح بين يدي الله تعالى، ويقدم كشف الحساب للإنسان العامل عند موته ويقال له:{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية:29].

ص: 4