المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أصناف الناس في الخشوع - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ١٠٦

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌رسالة إلى مصلٍ

- ‌أهمية الصلاة وموقعها في الدين

- ‌أهمية الخشوع

- ‌علاقة موقف الصلاة بموقف الآخرة أمام الله

- ‌أصناف الناس في الخشوع

- ‌فضل البكاء من خشية الله

- ‌ضرورة استشعار عظمة الله في الصلاة

- ‌الأسباب التي تبذل قبل الصلاة لتحقيق الخشوع فيها

- ‌الترديد خلف المؤذن

- ‌المسارعة إلى الوضوء بعد الأذان

- ‌تذكر أن الوضوء سيكون علامة مميزة يوم القيامة

- ‌الاستعداد للصلاة بالملابس النظيفة وبالرائحة الطيبة

- ‌الحرص على تهيئة المكان الملائم لأداء الصلاة

- ‌الاستعداد لقضاء الضروريات قبل الصلاة

- ‌الأسباب التي تبذل أثناء الصلاة لتحقيق الخشوع فيها

- ‌استقبال القبلة والدنو من السترة

- ‌رفع اليدين إلى حذو المنكبين أو حيال الأذنين

- ‌ذكر دعاء الاستفتاح

- ‌الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

- ‌التفكر والتدبر في آيات الله المقروءة في الصلاة

- ‌الركوع والسجود باستسلام وخضوع لله

- ‌الأذكار المسنونة عقب الصلاة

- ‌نماذج من خشوع السلف في الصلاة

- ‌رهبة علي بن الحسين من ربه قبل الصلاة

- ‌شدة خوف ابن المنكدر من عاقبة أمره

- ‌شدة تأثر عمر بآيات القرآن

- ‌تقديم عطاء لمناجاة الله على مناجاة الملوك

- ‌صور لعباد يخشون ربهم من فوقهم

الفصل: ‌أصناف الناس في الخشوع

‌أصناف الناس في الخشوع

يذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب: أن الناس في الصلاة على خمسة أصناف: الأول: صنف ظالم لنفسه، وهو الذي نقص من وضوئها ومواقيتها وأركانها وحدودها وواجباتها، مثل أكثر الناس لا يصلي في الوقت المعين ولا مع جماعة المسلمين، وإذا صلى فهو لاهٍ وغافل، يقول: فهذا معاقب.

الثاني: صنف يحافظ على المواقيت، ولا يصلي إلا في الوقت، ويحافظ على الجماعة في المسجد، ويحافظ على الأركان كاملة، ويحافظ على الواجبات كاملة، وعلى الوضوء كاملاً، لكنه ضيع المجاهدة في قضية الخشوع، فهذا محاسب، وعلى قدر ما حضرت صلاته في قلبه يعطى، والذي لم يحضر قلبه ليس له.

الثالث: صنف حافظ على الحدود والأركان وجاهد نفسه في دفع الشيطان والوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه حتى لا يسرق من صلاته شيئاً، فهو في صلاة وجهاد فهذا معفو عنه، يعني: سالم.

الرابع: من إذا قام إلى الصلاة، أكمل حقوقها وأركانها وحدودها، واستغرق قلبه في مراعاة حدودها وحقوقها، بل همه كله مصروف في إقامتها كما ينبغي لها بإكمالها وإتمامها، فهذا مثاب عند الله عز وجل.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هذه الدرجة والتي بعدها.

والصنف الخامس وهؤلاء لا أظنهم موجودين في الأرض الآن إلا من رحم الله.

يقول: وصنف إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك مثل الرابع ولكن مع هذا يأخذ قلبه ويضعه بين يدي الله ناظر في قلبه إلى الله، مراقب لله، ممتلئً من محبة الله، وعظمة الله، كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت وذهبت تلك الوساوس والخطرات والأفكار، وارتفعت الحجب بينه وبين الله عز وجل، يقول: فهذا بينه وبين بعض المصلين أعظم مما بين السماء والأرض، فهذا مقرب.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المقربين، إذا طلبت فاطلب الله العليا، اجعل همتك عاليه حتى إذا نزلت فيكون نزولاً بسيطاً، نعم اطلب دائماً المرتبة العليا، ولهذا جاء في الحديث:(سلوا الله الفردوس الأعلى) نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من عباد الله المخلصين.

ص: 5