المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم الاستمناء باليد وطرق التخلص منه - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٧٢

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌وسائل الثبات على دين الله [1،2]

- ‌أسباب التذبذب في دين الله وعدم الثبات

- ‌تعلق ظاهرة التذبذب بحسن الخاتمة

- ‌تعلق ظاهرة التذبذب بالقلوب التي هي ميدان السباق

- ‌كثرة الثقافات والأفكار الغربية الهدامة

- ‌أقسام الظلم

- ‌ظلم العبد لنفسه

- ‌ظلم العبد لغيره

- ‌ظلم العبد لربه

- ‌من وسائل الثبات على دين الله: تلاوة القرآن الكريم والعمل به

- ‌القرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

- ‌تلاوة القرآن الكريم أعظم وسائل الثبات على دين الله

- ‌القرآن الكريم شفاء ودواء للقلوب

- ‌مآخذ تحقيق وسيلة الثبات بالقرآن الكريم

- ‌المأخذ الأول: التلقي الصحيح على أيدي أهل العلم

- ‌المأخذ الثاني: أخذ القرآن بنية العمل

- ‌من وسائل الثبات فعل أوامر الله واجتناب نواهيه

- ‌من وسائل الثبات: دراسة في قصص الأنبياء

- ‌أخذ العظة والعبرة من قصة يوسف عليه السلام

- ‌أخذ العظة والعبرة من قصة نوح عليه السلام

- ‌من وسائل الثبات: الحرص على التربية الإسلامية العملية الجادة

- ‌من وسائل الثبات: الحرص على سلوك منهج أهل السنة والجماعة

- ‌من وسائل الثبات: كثرة ذكر الله عز وجل

- ‌من وسائل الثبات: كثرة الدعاء والابتهال إلى الله

- ‌من وسائل الثبات: الثقة الكاملة المطلقة بأنك على الطريق الصحيح

- ‌من وسائل الثبات الالتفاف والمجالسة والاحتكاك بالمثبتين على دين الله

- ‌من وسائل الثبات الثقة بأن النصر والعاقبة لدين الله وعباده المتقين

- ‌من وسائل الثبات: معرفة الباطل

- ‌من وسائل الثبات الصبر

- ‌الأسئلة

- ‌أهمية التربية الجادة

- ‌حكم الاستمناء باليد وطرق التخلص منه

- ‌نصيحة لمن وجد في نفسه زيغ وصدود وعدم قبول للنصيحة

- ‌نصيحة لمن لا يقرأ القرآن

- ‌علاج الرياء والغرور

- ‌حكم الجلوس عند أناس يستمعون الأغاني

الفصل: ‌حكم الاستمناء باليد وطرق التخلص منه

‌حكم الاستمناء باليد وطرق التخلص منه

‌السؤال

ما حكم العادة السرية؟ وما هي طرق التخلص منها؟

‌الجواب

هذه العادة السرية اسمها في الشرع: نكاح اليد، وسميت بالعادة السرية؛ لتخفيفها ولإمضائها على الناس بسهولة، وإلا فاسمها: نكاح اليد، وقد ورد في الأثر لعن صاحبها، قال:(لعن الله ناكح يده).

وجاء في الأثر أيضاً: (أن ناكح يده يبعث يوم القيامة ويده حُبْلى منه) أي: ما من حيوان منوي يخرج عن طريق الاستمناء باليد إلا ويده تحمل منه، ولكن آثار الحمل لا تظهر الآن، تظهر يوم القيامة إذا بُعث الإنسان وقام من قبره، وإذا به يجد يده مثل الجبل، لها ستون سنة، فمن يحاسب في ذاك اليوم على الحفائظ وعلى الرضاعات؟! وكيف يخارج نفسه في ذلك اليوم لا حول ولا قوة إلا بالله؟! وما موقفه إذا جاء أهل الإيمان يأخذون كتبهم بأيمانهم، وإذا قالوا: خذ كتابك وإذا بها مشغولة بشهوته والعياذ بالله والله إنها سفاهة وسفالة وخسة ونذالة، أن تستعمل يدك في هذا الأمر.

إن الله عز وجل يقول وهو يصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون:5 - 6] أي: الأمة، الجارية التي تملكها؛ لأن أحد الشباب يقول: إلا ما ملكت أيماننا، يحسب أنها يده اليمين، لا.

بل {مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون:6] أي: الأمة، القَيْنَة التي يملكها الإنسان وهي رقيقة عنده، فيجوز له أن ينكحها ويتسرَّى بها:{أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون:6]{فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ} [المؤمنون:7] ابتغى وراء الزوجة أو ملك اليمين المتسرِّي بها: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون:7] أي: المعتدون على حرمات الله.

والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) وجاء أي: حاجز وحصن.

فالصوم يقطع منك الشهوة، ولا تأتيك بإذن الله.

كيف تصوم؟ تصوم الإثنين والخميس، وتصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وتستعين بالله، وعليك أن تتقي الله عز وجل.

ثم إن هناك فتوى من هيئة كبار العلماء بإجماع الهيئة: أنها محرمة تحريماً قطعياً، وأنه لا يجوز أبداً أن يقع فيها المسلم بأي حال من الأحوال.

ثم إن هناك فتاوى طبية من منظمة الصحة العالمية، يقولون: إن مزاولة هذه العادة مضر بالجسد وبالعقل وبالنفس: أولاً: تضعف الأنسجة الموجودة في عضو الإنسان؛ مما يجعله غير قادر على مباشرة زوجته إذا تزوج.

ثانياً: تضعف الحيوانات المنوية؛ لأنه يستهلك في الاستمناء باليد طاقة كبيرة من القوة والشباب والحيوية، مما يجعله إذا تزوج غير قادر على الإنجاب، فلا يرمي إلا حيوانات منوية تموت قبل أن تصل إلى رحم المرأة، فلا ينجب، ويعيش عقيماً والعياذ بالله.

ثالثاً: يقول العلماء والأطباء: إن الإنسان الذي يزاول هذه العادة تشعره دائماً بالإحباط وبالضمور، وتجعله دنيء الهمة، خفيف القصد؛ لأنه كلما بدرت عنده هذه النزوة وَجَدَ زوجةً قريبة، فقام على يده، يعني: امرأته يده -والعياذ بالله- فيتحول من إنسان كريم إلى إنسان سافل هابط.

فاتقِ الله يا مسلم! واستعصم به.

ثم هناك وسائل: لا تسمع الغناء، ولا تقرأ القصص الخليعة الغرامية، ولا تنظر إلى الحرام، ولا تتابع الأفلام؛ لأن هذه تُذْكي فيك نار الشهوة وتشعله، وإذا اشتعلت نار الشهوة فما يبرِّدها إلا خروج هذه الحيوانات المنوية عن طريق الحلال بالزوجة، أو طريق الحرام إما بالزنا أو بالاستمناء.

فلا يجوز لك يا مسلم! أن تشعل هذه الشهوة، وإذا زادت عندك فعليك بالصوم، فإن الصوم وجاء، وأيضاً من رحمة الله أنه إذا زادت عندك نسبة الحيوانات المنوية أن الله يصرفها لك بطريق الاحتلام، تنام وتخرج منك في النوم، فلا يأتيك أي ضرر، وذلك من فضل الله تبارك وتعالى.

فعليك أن تعتصم بالله، وأن تتوب، وألا تقع في هذه المعصية الكبيرة والعياذ بالله.

ص: 32