المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌صفة الجنة وما أعد الله فيها لعباده - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٧٣

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً

- ‌معنى قوله تعالى: (وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً)

- ‌هيئة قدوم المجرم على ربه

- ‌هيئة قدوم قاتل النفس على ربه

- ‌هيئة قدوم الزاني على ربه

- ‌هيئة قدوم السارق ومروج المخدرات على ربه

- ‌هيئة قدوم تارك الصلاة على ربه

- ‌هيئة قدوم المستهزئ بأولياء الله على ربه

- ‌صفة جهنم وما أعد الله فيها للمجرمين

- ‌هيئة قدوم المرء المؤمن على الله

- ‌حقائق الإيمان عند أهل السنة

- ‌مقتضيات العمل الصالح

- ‌صفة الجنة وما أعد الله فيها لعباده

- ‌لا يدخل أحد الجنة بعمله

- ‌هيئة قدوم صاحب القلب السليم

- ‌كيفية سلامة القلب وعلاماته

- ‌هيئة قدوم أهل الغلول على الله عز وجل

- ‌ماهية الغلول

- ‌صور من الغلول المغلف

- ‌الأسئلة

- ‌مذهب أهل السنة في أهل الكبائر

- ‌الاستمرار في النصيحة لأهل الصغائر والكبائر

- ‌مجاهدة النفس والشيطان في ترك المعاصي

- ‌أثر المعاصي في الإيمان

- ‌حكم نداء الشخص الملتزم بلقب (مطوع)

- ‌خطر السحر والسحرة وضرورة الرقى الشرعية

الفصل: ‌صفة الجنة وما أعد الله فيها لعباده

‌صفة الجنة وما أعد الله فيها لعباده

{وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى} [طه:75] الدرجات العلى هي المنازل العالية والأماكن الرفيعة في الجنات، أخبر الله عز وجل عنها بأن فيها (ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) ويقول عز وجل: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:17] كل ما خطر في بالك فالجنة بخلاف ذلك، اذهب بالخيال كل مذهب، وتصور بتصوراتك كل شيء، ثم ستنتهي جميع خيالاتك وتصوراتك عند حدٍ لا يبلغ ما أعد الله لك في الجنة؛ لأن الله يقول:{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ} [السجدة:17] كيف تتصور إذا كان كل شخص في الجنة عنده قصر، والقصر من درة مجوفة طولها ستون ميلاً في السماء -طول الدرة فقط- له فيها اثنتين وسبعين زوجة، يمكث عند الزوجة كل واحدة نصف نهار الذي يساوي خمسمائة سنة؛ لأن أيام الآخرة اليوم بألف سنة، خمسمائة سنة وأنت عند زوجة واحدة، بعد خمسمائة سنة يضيء في الجنة مثل البرق، برق يراه أهل الجنة ماذا هناك؟ قالوا: هذه حورية تبتسم في وجه زوجها، فإذا رفع رأسه شاهد حورية ثانية قالت: يا ولي الله! أما لنا فيك نصيب، تقول: أنت عندها خمسمائة سنة ما لنا دور، فينتقل من هذه ويذهب إلى الثانية، ويتنقل مثل الشمس في البروج، ماذا هذا النعيم؟ أربعة أنهار تحت بيتك وأنت في القصر، نهر من عسل مصفى، الآن ما وجدنا العسل نغمس فيه فقط، كيف في الجنة أنهار، ونهر من لبن لم يتغير طعمه، لا تنتهي صلاحيته بأسبوع، إذا تأتي تشتريه الآن تنظر متى أصدره، اليوم أو غداً أو بعده متى ينتهي، لكن في الجنة لم يتغير طعمه، دائماً صالح، ونهر ثالث من خمرٍ ليس مثل خمر الدنيا، لذة للشاربين، ونهر رابع من ماء غير آسنٍ؛ لأن آفة الماء إذا ركد أن يأسن ويفسد ويتغير لونه وطعمه وريحه، لكن ماء الجنة غير آسن.

ورد في الحديث عند قوله: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} [الزخرف:71] قال صلى الله عليه وسلم: (في الجنة يقف على رأس كل واحد عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفتان، صحفة من ذهب وصحفة من فضة، في كل صحفة لون من الطعام ليس في الأخرى مثله -يعني: عشرون ألف لون من الطعام في الليلة الواحدة- يأكل من أول صحفة ويأكل من آخر صحفة ويجد في آخر لقمة لذة كما في أول لقمة) أنت الآن لما تأخذ في الدنيا أول لقمة لذيذة؛ لأنك جائع وآخر لقمة ليس لها طعم، إذا غصبوك تقول: والله لا أستطيع، وما أذوقها، لا تريدها، لكن لماذا في الجنة؟ لأن الجنة دار نعيم، نعيم في نعيم.

أسأل الله أن يجعلنا جميعاً من أهلها وآباءنا وأمهاتنا وإخواننا المسلمين، وأن يوفقنا للإيمان والعمل الصالح الذي يؤهلنا لها.

ص: 13