الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غرض الدعوة إلى الله
وغرض الدعوة وهدفها هو تنزيه الله سبحانه وتعالى، وكثير من الناس لا يفقه غرض الدعوة إلى الله، ألا ترون المشركين والمنحرفين عن الدعوة الصحيحة؟ لو تدبرت أحوالهم لوجدت أنهم لا يسبحون الله، ولا نقصد أنهم لا يقولون: سبحان الله؟ لا، بل هذه يقولها أكثر الناس وأكثر المصلين من أهل البدع والضلالة والشرك، بل نقصد أنهم لا ينزهون الله عما لا يليق به، وهي لا تعني كلمة أو لفظاً باللسان، بل تنزيه الله عما لا يليق به.
والنصارى عندما قالوا: إن لله تعالى ولداً، هل هم مسبحون لله؟ لا أبداً: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ* إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ) [المؤمنون:91] عباد الله المخلصين فقط، أما غيرهم فإنهم لا يسبحون الله سبحانه وتعالى، بل ينسبون له الولد والصاحبة، ويزعمون أن معه شريكاً.
والذين يقولون: إن الشريعة أو الدين لا يصلح للتطبيق في القرن العشرين، قرن الحضارة والعلم والتكنولوجيا، هؤلاء لا يسبحون الله ولا ينزهون الله عما لا يليق به، بل هم ينسبون إليه ما لا يليق به، وهو أنه -تعالى عن ذلك- جاهل لا يدري أن الحضارة ستأتي، أو هو يعلم أن القرن العشرين سيأتي بحضارته، لكنه لا يستطيع أن يجعل له من الشرع ما يلائمه وما يناسبه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
إذاً لا يسبحون الله سبحانه وتعالى، وكل من دعا إلى اشتراكية أو ديمقراطية أو بعثية أو أي اسم مهما كان: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً* لَعَنَهُ اللَّه) [النساء:117].
فكل من دعى إلى غير الله فنهايته أن يصل إلى الشيطان، لأن هؤلاء لم يسبحوا الله سبحانه وتعالى: مثل الذي يقول: الإسلام كله يعجبني بل وأدعو إليه، وأرجو وأحب أن تدعوني إليه -أيها الدعاة- إلا مسألة المرأة، فلا بد أن تعمل ولا بد أن تخرج وأن تتبرج وأن تشارك في وسائل الإعلام وفي كل مجال، فهل نزّه الله سبحانه وتعالى هذا؟! لا، لم ينزه الله أبداً، لأنه اعترض على حكم من أحكام الله، ورأى أن رأيه أفضل منه.
إذاً ندعوه إلى أن يؤمن بالله، وأن يسبح الله، ويوحد الله سبحانه وتعالى.
فغرض الدعوة هو تسبيح الله وأن ينزّه الله، فتنزيه الله ركن أساس في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وقد ضربنا الأمثلة على ذلك.